أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سعيد مضيه - استهانة بالعقل إفراز التعالي والعنصرية















المزيد.....

استهانة بالعقل إفراز التعالي والعنصرية


سعيد مضيه

الحوار المتمدن-العدد: 4217 - 2013 / 9 / 16 - 19:15
المحور: القضية الفلسطينية
    


استهانة بالعقول إفراز التعالي والعنصرية
شر البلية ما يضحك. فنحن سكان الضفة الغربية المحتلة نصادف المحتلين في كل حين ، وفي كل موقع: في الشارع وفي الطريق أثناء الانتقال بالسيارة؛ يصادف المستوطنون المزارعين في حقولهم ، وقد استولوا عليها او أضرموا فيها النار؛ نصادف زوار الفجر يحملون ادوات إرهابهم. حتى ان أبراهام بورغ وصف الفلسطينيين بكرة التدريب على المصارعة، يفرغ فيها الملاكم طاقته وقتما يرى في ذلك راحة من توتر. نقابل هذه الأصناف. يكون المصير غير المتوقع الحبس أو الاحتجاز، وقد يكون التصفية الجسدية. يبدأ النهار ولا يدري المرء أين يبيت وقت حلول المساء. هذا وقد نصادف افرادا ومجموعات يتدفقون إنسانية ومروءة حقيقيتين، يفدون للتضامن معنا ضد هجمات المستوطنين.
نحن معتادون على المنغصات طوال عقود متتاليات؛ أما ما أصادفه ككاتب اعتاد منذ سنوات مشاركة قراء الحوار المتمدن خواطره وقناعاته،فشيء مختلف. هو باعترافه صهيوني يرتدي جلد إنسان، لكن الجلد الناعم الشفاف لا يخفي الأظافر الجارحة ولا الطبع الصهيوني المنطوي على العنف وادعاء الصواب المطلق ونهم الارض. وحديثا عهدت فيه ملامح التظارف . واعتادوا في هيئة تحرير الحوار المتمدن ، لهم التجلة، أن ينشروا لصاحبنا المتظارف المقالات والتعليقات المدافعة عن إنسانية الصهيونية، علما أن بمقدوره ترويج هذه الخرافات في صحف تنشر بملايين النسخ ولها قراؤها المؤثرون في الرأي العام العالمي. ولكنه اختار لأمر في نفسه هذا المنبر.
لا يعجبه القول أن المستوطنين يتصرفون مثل قطاع الطرق، حيث لا قانون يحمي ضحاياهم. غضب لما قرأ في مقال كتبته ردا على الدكتور عبد الحسين شعبان يلوم الشيوعيين لأنهم وافقوا على قرار التقسيم . دافعت عن قرار الكونفرنس الاستثنائي المنعقد في الناصرة ،والذي غير الموقف من التقسيم الذي طالما ناصبه الشيوعيون الفلسطينيون العداْء. دافعت عن الموقف وشبهته بموقف لينين حين أبرم اتفاق بريست ليتوفيسك مع قطاع الطرق الألمان. ارتدى الصهيوني جلده الإنساني وعنفني واتهمني بالهجوم على الشيوعيين الذين أصدروا قرارات الناصرة ، علما أن موضوع المقال هو الدفاع عن هؤلاء. تشنجه ناجم من تعبير قطاع الطرق، فقابلها بعبارته التي باتت أثيرة لديه : (ويل لشعب هؤلاء هم مثقفوه.)
وفي المقال الأخير بدت (جريمتي ) أشد فداحة . استشهدت باستخلاصات مؤرخين وعلماء آثار بينوا في نها ية القرن الماضي كيف تمردت استنتاجاتهم على نصوص التوراة وأسفارها. استشهدت بالعلماء الأفاضل توماس طومسون وكيث وايتلام والبروفيسور شلومو ساند وابراهام بورغ وآخرين إذ أجمعوا على أن علاقة التوراة بفلسطين إنما هي بعض تلفيقات المستشرقين الأوروبيين. نقضت الأبحاث النزيهة غير المؤدلجة لهولاء وآخرين الرواية الصهيونية بكاملها . يتبقى لها حق البقاء ضمن تجمع سكاني متعدد القوميات يدين لها بالولاء ، ولكن ليس لها حق الاستئثار بفلسطين كلها ورفع العقيرة كل حين بالترانسفير. ليس من حقهم ومناقض لحقوق الإنسان في هذا العصر مطاردة الفلسطينيين من بقعة تلو بقعة ومن مستشفى إلى جامع . ليس من حق المستوطنين المدعومين بالقوات المدججة بالسلاح وبمباركة حاخامي المستوطنات التعدي على الحقول والمزروعات والمشروعات ،حرقا وتدميرا وهدما ، وليس لهم حق مزاحمة المؤمنين في موقع الأقصى، واغتصاب موقع هيكل مزعوم يبنون على أنقاضه.
وانبرى صاحبنا الصهيوني المسالم ليكتب معلقا (هنيئا لعالم الآثار الجديد سعيد مضيه وويل لشعب هؤلاء هم مثقفوه). رددت عاتبا على هيئة تحرير الموقع ان الحوار ينبغي ان يظل عقلانيا يواجه حجة بحجة، وان يكون بحق حوارا متمدنا. اما ما ورد باسم مدعي الإنسانية فهو قلة ادب.هو يتغابى مع انه موكول بمهمة تتطلب الذكاء. فانا قد نشرت على هذا الموقع 248 مقالا عدد قرائها حتى تاريخه 923963. والمقالة الأخيرة نقلها 48 قارئا على مواقعهم.

إلى جانب الباحثين ممن امتلكوا الجرأة والطهارة العلمية برز باحثون في التاريخ القديم بينوا أن (بلاد اليهودية) اقترنت اكثر من مرة في الكتابات القديمة إلى جانب فلسطين وسوريا . وعلى سبيل المثال أشير في وثيقة تعود للعام 953 قبل الميلاد إلى أن تحالفا قام بين ملك يهودا ، إهاب ، وملك سوريا وملك فلسطين ضد ملك آشور ،دلالة على أن يهودا او بلاد اليهودية غير فلسطين. وفي بحث تاريخي موثق بالأسانيد ظهر ان نبوخذ نصر حارب اليهود وسباهم من أرض سراة اليمن المحاذية للبحر الأحمر. وأظهرت الأبحاث أن النبي نحميا داعية إعادة بناء الهيكل قد جال على قبائل يمنية يدعوها للمشاركة في بناء الهيكل الثاني فوق سراة اليمن وليس في فلسطين.
لا يتولاني الوهم ان كسر حجج الصهاينة في فلسطين ينهي المشكل ويرجعهم إلى صوابهم؛ ولكن الساكت عن الحق شيطان أخرس . حتى دول الاتحاد الأوروبي لم تقف ساكتة ؛ وباستثناء الولايات المتحدة ليجرم الجميع دولة إسرائيل بانتهاك الاتفاقات والقرارات الدولية . إسرائيل دولة مارقة ، ولا يسند مواقفها غير اليمين الجديد، دعاة القرن الأميركي الجديد. واليمين العالمي، بالمناسبة، يتصرف مثل صاحبنا الصهيوني المسالم بفظاظة وعنف ضد المعارضين . حقا برز داخل الحركة الصهيونية في البدايات أصوات قليلة مسالمة اعترضت على مخططات العداء للعرب؛ أُغرقت الأصوات العاقلة تحت سطوة التعصب القومي وعجرفة القوة. وفي رده على طلب دعم الحركة الصهيونيةعام 1930 قال فرويد عالم النفس المشهور ، "كان من الاجدى فيما يبدو لي بناء وطن يهودي على ارض غير مشحونة تاريخيا. لكنني اعرف أن فكرة عقلانية كهذه لا يمكن ان تستدر حماسة الجموع ولا معونة الأثرياء. وأُقر أيضا وبكل أسف أن تعصب مواطنينا غير الواقعي يتحمل نصيبه من المسئولية في إثارة الارتياب لدى العرب . لا يمكن لي أن أبدي أي تعاطف ممكن مع تدين مؤول بطريقة خاطئة ".
وقضية الأقصى تدين مؤول بطريقة خاطئة ، حيث يستبيح غلاة المستوطنين باحة الأقصى تهديدا لتهويد الموقع باسم المقدس . ويهب صاحبنا المسالم يحاول من على منبر الحوار المتمدن ترويج حل الكواسر من غلاة اليمين المتطرف، و بسخرية خفيفة الظل : بالروح والدم نفديك يا أقصى حول عالم آثار كثير الأدب وكاتب غبي قليل الأدب - تعليق رقم 4
مجنونان يتخاصمان على أقصى وهيكل. مجنون (أ) يقول كلها لي ومجنون (ب) يقول كلها لي
يأتي قليل الأدب ويقول لهما: أنتم مجانين. كفوا عن هذا الجنون. هناك متسعٌ من المكان لكليكما...".عمليا يسند موقف غلاة التوسعيين أنصار التهويد والترانسفير!!!

ببراءة الأطفال يكرز المستظرف المسالم أن باحة الأقصى تتسع "لكليكما"، اما النقب على رحبه ، اما الجليل ، اما القدس الشرقية والمثلت فلا تتسع إلا للمتطرفين اليمينيين أنصار إسرائيل العظمى. سخرية صاحبنا المستظرف ليست أسوأ ما فيه . الأنكى من السخرية أنه يستخف بعقول القراء العرب. فالأقصى ليس نقطة الصراع الوحيدة ؛ فقد نهبت إسرائيل 97 بالمائة من أراضي الفلسطينيين خلف الخط الأخضر، وينتزعون أراضي القدس الشرقية قطعة قطعة ويهودونها، ويطردون السكان من منازل يقيمون بها ، ثم يطاردون بدو النقب من اراضيهم كي يعزلوهم في بقعة نائية وينكرون على أهالي قرية العراقيب البقاء في موطنهم، وهدموا لأكثر من خمسين مرة بيوتا أعادوا بناءها... كل هذا جرى ويجري؛ ثم ينبري صاحبنا في موقع إليكتروني يتمسكن وبعقلانية موفورة الدسم بقترح تسوية على باحة الأقصى يقسمها مناصفة.
هكذا تمسكن واستغاث بن غوريون عام 1948 ، وهو يمارس الإبادة الجماعية ونهج التطهير العرقي.



#سعيد_مضيه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليبحثوا عن هيكلهم خارج فضاء فلسطين
- لغز التماهي بين حركتين نشاتا في علاقة عداء
- العالم يدرك سجل الحروب العدوانية للولايات المتحدة الأميركية
- اضطراد التوحش الامبريالي
- عدوان قادم ام تغطية على عدوان جار على قدم وساق؟
- طقوس التحولات
- الأجواء ملوثة للمفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية
- اختراق اللحم الفلسطيني
- جبهة ثقافية عربية من اجل العدالة في فلسطين
- كيف اقتحم التكفير الثقافة العربية -الإسلامية
- كيري يسوق مشروع نتنياهو للسلام الاقتصادي
- اليسار العربي وفلسطين
- للتخلف انكساراته وللتقدم انتصاراته
- تبادل الأراضي يعني شرعنةممارسات إسرائيل
- جدار من حقول ألغام
- مصائد مغفلين في ميادين النضال الفلسطيني
- لا انتفاضة ولا عسكرة بل حركة شعبية مستمرة ومتنامية
- رفض قاطع لأجندة تمكين الاحتلال والمحاور لمتسقة معها
- لن تكون لإسرائيل كلمة الفصل
- في يوم الثقافة الفلسطينية


المزيد.....




- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...
- زاخاروفا: إستونيا تتجه إلى-نظام شمولي-
- الإعلام الحربي في حزب الله اللبناني ينشر ملخص عملياته خلال ا ...
- الدرك المغربي يطلق النار على كلب لإنقاذ فتاة قاصر مختطفة
- تنديد فلسطيني بالفيتو الأمريكي
- أردوغان ينتقد الفيتو الأمريكي
- كوريا الشمالية تختبر صاروخا جديدا للدفاع الجوي
- تظاهرات بمحيط سفارة إسرائيل في عمان


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سعيد مضيه - استهانة بالعقل إفراز التعالي والعنصرية