أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الصلحاتي - ومطر














المزيد.....

ومطر


محمد الصلحاتي

الحوار المتمدن-العدد: 4217 - 2013 / 9 / 16 - 19:13
المحور: الادب والفن
    


ليلة ٌممطرة, خرج من بيتهِ مطروداً, سارَ بجوارِ الحوائط ليتوارى من المطر ولكن لم يدعهُ الأخير فتخلل بين البنايات ولامس جسده, إبتلت ملابسة وزادت خفقات قلبه من البرد, الغربة والمطر والليل ما إن يتحدو معاً لا شئ يجدي عندها, إستسلم للأمر وجلس في أحد الأركان المظلمة, حاول أن يهزم البرد.... أن يهزم الليل الممتد إلى ما لا نهاية, لملم جسده كطفل يسكن في جسد أمه, لم يتوقف المطر ولم يتأثر الليل, الدموع تحركت ربما لتدفئ وجنتيه الباردتين أو لتشارك ماء المطر الهجوم عليه, كان مطرقاً للأرض بين الحياة والموت و بين الوعي واللاوعي, وإشتم عطراً, ظن أنه الموت قادم أو أنه مات بالفعل, لم يحرك ساكناً, ثم همس العطر بصوت هادئ "ما بك ؟ " , لا يريد أن يرفع رأسه حتى لا يراه أحد, لا يريد أن يُرى أو أن يشعر أحد بالشفقة عليهْ , العطر تشكَّل بعد أن كان صوتاً أصبح يداً رقيقة ً ترفع رأسه وتنظر في عينه بحنان, نظرَ في عينه , لم يكن عطراً أو ملاكاً إنها عينيها, عين حبيبته التي طالما عشقها, كان دائما يراها في شرفة المنزل المقابل, شعرها الأسمر المنسدل على ظهرها كان يراها وهي تمشطة, شفتيها الفتيتان كانت تكسوها بالأحمر وهو يراقب من خلف الأخشاب, كان يراها ترقص وتغضب وتضحك وتقرأ, ليست جميلةَ الجمال الفاتن المثير إنها جميلةُ كالصباح والشروق والورود والسعادة, الحياة تشرق من ثغرها والشمس والحرية, همسَت به" ما بك؟ وكيف حال الشباك الذي تراني عينك منه, عينك طالما كانت ونيستي في الليل وفي السهر, الوحدة ُ قاتلةُ وعلمي أنك تراقبني كان يشعرني بالأمان, الآن قل لي لماذا طردك صاحب العمارة؟ " ..... لا يعرف من أين سيبدأ أو ينتهي عيناها كمد البحر أمامه تجبره على الإنطلاق والحياة كان من لحظات يريد أن يموت أو يذوب في الوجود ويصبح لا شئ, الآن الحياة عادت , قال بصوت مضطرب "لم أدفع شهرين متتاليين يا عزيزتي" مدّت يدها لتساعده على القيام وقالت " لا شئ يهمك سأدفع له" نظر في عينها بإستغراب وقال بتردد "لماذا؟! من أنا لتفعلي لي ذلك؟!وما المقابل يا يا ........" تعثر في حديثه لم يقدر أن يناديها بحبيته, إقتربت بأنفاسها منه وقالت" المقابل شفتيك" تلامست الشفتان والغربةَ والوحشةَ التي في قلبيهما تعانقت, بكت وبكى تعانقا بقوة كأن الأضلاع تداخلت أو روحها وروحهِ ذابا معاً في كأس من الشوق المكتوم.



#محمد_الصلحاتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هذيان
- إنهُ البحرْ
- ليس عمرا ً واحدا ً
- ورقة ٌ مهترئه
- سقوط الآلهة


المزيد.....




- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...
- الإعلان عن وفاة الفنان المصري صلاح السعدني بعد غياب طويل بسب ...
- كأنها من قصة خيالية.. فنانة تغادر أمريكا للعيش في قرية فرنسي ...
- وفاة الفنان المصري الكبير صلاح السعدني
- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...
- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الصلحاتي - ومطر