أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - توفيق أبو شومر - بيئتكم هي مستقبلكم














المزيد.....

بيئتكم هي مستقبلكم


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 4217 - 2013 / 9 / 16 - 14:35
المحور: الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
    


لم تعد البيئة الطبيعية عنصرا ثانويا في حياتنا ونضالنا، بل أصبحتْ البيئة الطبيعية هي من أهم مقومات الحياة، ومن أهم عناصر الصمود والقوة والتحدي، ومن أبرز مُعززات النضال الوطني.
وليس من قبيل المبالغة القول:
"إن بيئتكم هي مستقبلكم " فلا نضال لشعبٍ مريض يعاني من التلوث، ولا صمود لأمة تُنفق على الأدوية أضعاف ما تنفقه على التعليم، ولا بقاء لشعبٍ يأكل طعاما ملوثا، ويشرب ماءً مسموما!
شاهدتُ منذ فترة في غزة حقلا مزروعا بالملوخية يُسقى بماء المجاري السوداء الآسنة، وكنتُ قبلها أستمع إلى صديقٍ مختصٍ بتربية الدواجن، اعترف لي بأنه لا يأكل الدجاج الذي يبيعه في السوق، لأن الدجاج يأكل ويشرب أخلاطا من الأدوية والهرمونات الضارة، وكنتُ أعرف مُزارعا آخر نصحني بألا أشتري الكوسا وبعض الخضروات على شاكلتها، لأنها تُرش بمبيدٍ خطير، لا يزول مفعوله إلا بعد فترة زمنية طويلة.
ليست هناك دراسات كافية في مجال أثر التلوث البيئي على صحتنا، وبالتأكيد ليست هناك دراساتٌ وأبحاث تُبيِّنُ أثرَ هذا التلوث على قدراتنا المهنية والعملية والنضالية.ولا وجود لإحصاءات بعدد الوفيات من التلوث البيئي، لنتمكن من وضع استراتيجية مستقبلية لمنع هذا الخطر عن أبنائنا، ففي عام 2005 قتل ثلاثمائة وخمسين ألف أوروبي بسبب تلوث الهواء وفق إحصائة علمية.
كلُّ مجتمعٍ يستسلم لقدره، ويخضع للمعتاد والسائد، بدون أن يجري تقييما لأثر التلوث على آدائه هو مجتمع مُعوَّقٌ، لا يمكنه أن يصمد طويلا، فهو مجتمعٌ هشٌّ قابلُ للكسر والهزيمة.
أدركتْ دولُ العالم أهميةَ البيئة في مستقبل الحياة، فأجرتْ الدراسات والأبحاث، وأعادتْ تقييم أساليب الحياة، وعقدتْ مُصالحة بينها وبين البيئة المحيطة، وثقَّفتْ الناسَ باهمية المحافظة على البيئة، وأدخلتْ الدروس البيئية في مناهج التعليم، واستحدثت جمعياتٍ خاصة هدفها منع التلوث، وقامت هذه الجمعيات بحساب كميات الأبخرة التي تطلقها المصانع في الجو، واعتبرت تشغيل محركات السيارات أثناء الوقوف جنحة بيئية، أما تلويث الهواء بأبخرة المصانع، وتلويث الماء والمزروعات بالمجاري، فهو جريمة خطيرة.
تقوم دولُ العالم بوضع تشريعاتٍ للحماية من تسونامي الغضبة البيئية، التي هي أبشع في أثرها من آثار الزلازل والبراكين، ففي كندا هيئة وطنية مختصة في قياس نسبة التلوث في الهواء والماء، وفي أمريكا أيضا قانون الهواء النظيف،يقيس مستويات التلوث في خمسين ولاية، وفي دول الاتحاد الأوروبي قوانين صارمة للحد من تهتك طبقة الأوزون بفعل التلوث وخفض الغازات السامة كأول أكسيد الكربون والنيتروجين وأكسيد الكبريت.
أما نحن فما زلنا نمارس أبشع الجرائم في حق أهلنا،فنحن نحرق أوعية القمامة في الصباح والمساء، ونشتكي من انتشار مرض السرطان، ونلوث أجواءنا كلها بمولدات الكهرباء، ونشتكي من الربو والذبحات الصدرية وأمراض الحساسية!
وأخيرا إليكم آخر أخبار البيئة في إسرائيل:
" ألقتْ إسرائيل أكثر من مليون سمكة في بحيرة طبرية، من نوع سمك المشط، واختير هذا النوع بعد دراسة مطولة لأن أسماك المشط أسماك لذيذة ومُفضلة للاستهلاك، كما أن هذا النوع من الأسماك يتغذي على عُشبة تنمو في البحيرة، وهذه العشبة تُسمِّم مياه البحيرة"
ملاحظة: يقوم بعضُ صيادي الأسماك في غزة بصيد أسماك البوري، التي تتغذى على نفايات مجاري وادي غزة عندما تصل شاطئ البحر، مع العلم أن هذه الأسماك قادرة على ابتلاع زئبق النفايات بدون أن تموت، غير أنها بالتأكيد تضرُّ آكليها.
سؤال يحتاج إلى جوابٍ علمي!!
وأخيرا فإن الدول الصغيرة، التي تعيش على هامش العالم، قد تصمد في وجه الحكّام الطغاة، وقد تحتمل حكمَ الأحزاب السلطوية، وقد تتعايش مع الأزمات الاقتصادية، وتعيش مع الفقر المدقع، ولكنها لن تصمد في وجه غضب البيئة وانتقامها، فغضبة البيئات تهزم أعتى الإمبراطوريات!



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دولة الأساطير وحرب أكتوبر
- رياضة إشعال الحروب أم إشفاء القلوب؟
- خمس لقطات من تاريخنا الفلسطيني
- مقاصد أمريكا من ضرب سوريا
- قصة باخرة المهاجرين باتريا
- الآثار الجانبية للنظام القبلي في فلسطين
- فرحة الآباء بسجن الأبناء
- معارض القتل ومعارض سلاح الجو
- افتاءات ضد البنات
- نضال فلسطيني بنكهة جديدة
- من خبايا جولات المفاوضات
- متى نزيل مرض الثانوية العامة؟
- لقطات تحتاج إلى تعليقات
- سرايا التفخيخ الإعلامية
- أين وزارة اللاجئين في فلسطين؟
- إليكم هذه الرسالة من الفضاء الإلكتروني
- ألعاب رياضية عنصرية في القدس
- خدمة مالية إلزامية في إسرائيل
- هل دول العرب دويلات أم شركات؟
- شباب ملاليم وشباب ملايين


المزيد.....




- فيديو كلاب ضالة في مدرج مطار.. الجزائر أم العراق؟
- الناتو يقرر تزويد أوكرانيا بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي
- طهران: لا أضرار عقب الهجوم الإسرائيلي
- آبل تسحب تطبيقات من متجرها الافتراضي بناء على طلب من السلطات ...
- RT ترصد الدمار الذي طال مستشفى الأمل
- نجم فرنسا يأفل في إفريقيا
- البيت الأبيض: توريدات الأسلحة لأوكرانيا ستستأنف فورا بعد مصا ...
- إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في بيروت والجيش اللبناني يتد ...
- تونس.. الزيارة السنوية لكنيس الغريبة في جربة ستكون محدودة بس ...
- مصر.. شقيقتان تحتالان على 1000 فتاة والمبالغ تصل إلى 300 ملي ...


المزيد.....

- ‫-;-وقود الهيدروجين: لا تساعدك مجموعة تعزيز وقود الهيدر ... / هيثم الفقى
- la cigogne blanche de la ville des marguerites / جدو جبريل
- قبل فوات الأوان - النداء الأخير قبل دخول الكارثة البيئية الك ... / مصعب قاسم عزاوي
- نحن والطاقة النووية - 1 / محمد منير مجاهد
- ظاهرةالاحتباس الحراري و-الحق في الماء / حسن العمراوي
- التغيرات المناخية العالمية وتأثيراتها على السكان في مصر / خالد السيد حسن
- انذار بالكارثة ما العمل في مواجهة التدمير الارادي لوحدة الان ... / عبد السلام أديب
- الجغرافية العامة لمصر / محمد عادل زكى
- تقييم عقود التراخيص ومدى تأثيرها على المجتمعات المحلية / حمزة الجواهري
- الملامح المميزة لمشاكل البيئة في عالمنا المعاصر مع نظرة على ... / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - توفيق أبو شومر - بيئتكم هي مستقبلكم