حديث الافتراق,حديث ضعيف,ان لم يكن موضوعا

عبد الحكيم عثمان

الحوار المتمدن-العدد: 4217 - 2013 / 9 / 16 - 11:38
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

حديث الافتراق,حديث ضعيف,ان لم يكن موضوعا
السلام عليكم ورحمة الله:حرص المسلمون على شرعنة مايقومون به من اعمال سواء كانت هذه الاعمال على المستوى المعاشي(تجاري,صناعي) او على المستوى السياسي(تشكيل الاحزاب والمنظمات) وعلى المستوى الديني(قيام المذاهب والنحل والطوائف والفرق) وحتى على المستوى الاجتماعي(الزواج وحتى العلاقة الجنسية بين الزوجين) واقصد بشرعنة الاعمال هو اضافة المشروعية الدينية لها اي لتلك الاعمال من خلال طرقين الاول شرعنتها قرآنيا من خلال توافقها مع الايات القرآنيه اي موافقتها لآيات الله وان لم يجدوا فيذهبوا الى شرعنتها بالطريق الاخرى وهي الاحاديث النبويه وان لم يجدوا فيذهبوا الى الوضاعين ليضعوا لهم احاديث نبويه لشرعنة اعمالهم لذلك ظهرت طائفة من الوضاعين وكنت تلك الفتره او الفترة التي فيها طهرت فيها الاحاديث الموضوعه عندما لم يكن الا سبيل واحد لتلقي علوم الدين الا وهم زمرة رجالات الدين
او عن طريق رجالات الدين لاانتشار الامية بين عامة المسلمين ولكون رجالات الدين لدى عامة المسلمين هم الاصدق حديثا لانه لايشك مسلم ان رجل دين قد يكذب على الله ورسوله بتاتا واطلاقا لقول الله جل وعلى في كتابه الكريم بسم الله الرحمن الرحيم:
قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا ( 1 ) يهدي إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا ( 2 ) وأنه تعالى جد ربنا ما اتخذ صاحبة ولا ولدا ( 3 ) وأنه كان يقول سفيهنا على الله شططا ( 4 ) وأنا ظننا أن لن تقول الإنس والجن على الله كذبا ( 5 ) وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا ( 6 ) وأنهم ظنوا كما ظننتم أن لن يبعث الله أحدا ( 7 ) )
سورة الجن
فالجن ماكانوا او لنقل النفر من الجن الذين استمعوا للقرآن ماكانوا يظنون قبل الاستماع ان ان يقول كبيرهم على الله زورا وبهتانا او ان يكذب على الله الا بعد ان استمعوا الى القرآن حينها تأكدوا ان كبيرهم ماهو الا كاذب سفيه كذب على الله وعلى هذا الاعتقاد والظن بكبراء القوم كان العامة متبعين لكبرائهم لقول الله جل وعلى في كتابه العزير بسم الله الرحمن الرحيم:
( وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيل ( 67 ) ربنا آتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعنا كبيرا:سورة الاحزاب
لذا نرى من اقام المذاهب والفرق والنحل الاسلامية متمسكة بحديث الافتراق تمسك المفترس بفريسته ويعتبرونه من الاحاديث الصحيحة ونص الحديث:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة فواحدة في الجنة وسبعون في النار، وافترقت النصارى على ثنتين وسبعين فرقة فإحدى وسبعون في النار وواحدة في الجنة، والذي نفس محمد بيده لتفترقن أمتي على ثلاث وسبعين فرقة واحدة في الجنة وثنتان وسبعون في النار، قيل يا رسول الله من هم؟ قال الجماعة".او ما انا عليه واصحابي

وسأبين الاسباب التي من خلالها اثبت ان هذا الحديث ضعيقا أن لم يكن موضوعا

السبب الاول ان هذا الحديث حديث احاد اي انه مروي عن طريق( صفوان بن عمرو)

السبب الثاني لم يرد هذا الحديث لافي صحيح مسلم ولا في صحيح البخاري

السبب الثالث انه ورد في الاحاديث الضعيفه عند النسائي وابن حزم, وعده ابن سعد من الاحاديث المنكره, وعده ابن حاتم بخلوه من القوه

السبب الرابع وهو اقوى الاسباب فمن قواعد الجرح والتعديل ان يكون لاي حديث نبوي سند قرآني

ولانجد لهذا الحديث اي سند قرآني ولكننا نجد ان آيات القرآن الكريم خالفها هذا الحديث مخالفة صريحة لقوله تعالى


إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ


وَأَطِيعُوا اللَّه وَرَسُوله وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَب رِيحكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّه مَعَ الصَّابِرِينَ }


ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم

ان أئمة المذاهب الاسلاميه ليسوا هم من أقاموا المذاهب وكان الخلاف بينهم خلاف تعبدي اي باسلوب وطرق التعبد الى الله في كيفية الوضوء والصيام والافطار ولكن من جاء من اتباعهم جعلوا المذاهب الاسلاميه اختلاف عقائدي ادى الى تكفير البعض للبعض الاخر وادى الى تمزيق الامة وتفرقها وشتات امرها

اما السبب الخامس الذي يجعلنىي أوقن ان هذا الحديث من ضعاف الاحاديث النبوي أن لم يكن موضوعا فهو حديث التبي صلى الله عليه وسلم وعلى آله ومن اهتدى بهديه

قال: ((لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله إلا بإحدى ثلاث: الثيب الزاني، والنفس بالنفس، والتارك لدينه المفارق للجماعة))

التارك لدينه المفارق للجماعه
فاي مذهب ديني يخرج عن جماعة المسلمين ويشتت شملهم ويفرق لحمتهم ويبيح دمهم ومالهم وعرضهم هو مذهب خارج عن ملة الاسلام لقوله صلى الله عليه وسلم لاتعودي بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض

فلا ضير من ظهور المذاهب الاسلامية ماطالت لاتكفر من يخالفها ولاتستبح دم مخاليفياها ولا مالهم ولا اعراضهم ولاتفرق وحدة المسلمين وليعبد الله كل على طريقته لقول الله عز وجل بسم الله الرحمن الرحيم:لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكاً هُمْ نَاسِكُوهُ فَلَا يُنَازِعُنَّكَ فِي الْأَمْرِ وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ إِنَّكَ لَعَلَى هُدًى مُّسْتَقِيمٍ/ الحج

لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آَتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ﴾-;- [المائدة: 48].

المهم في الامر هو الايمان بالله ربا ومعبودا لاشريك له سبحانه والعمل الصالح واستباق الخيرات والابتعاد عن البغي والفحشاء

لكل ماتقدم ارى ان حديث الافتراق حديث ضعيف ان لم يكن موضوعا لايبيح للمسلمين الاستناد اليه لشرعنة تفرقهم الى نحل ومذاهب متصارعه متخالفة وليس مختلفة فاصل الاختلاف ان لايفسد للود قضية وان افسدها اصبح الامر خلاف لاااختلاف وشتان بين الخلاف والاختلاف

#عبد_الحكيم_عثمان (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات