أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - النكوصُ الحضاري














المزيد.....

النكوصُ الحضاري


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 4217 - 2013 / 9 / 16 - 09:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



هل حدث النكوص الحضاري لأن دولاً وجماعات عادت لتطبيق الشريعة في القصاص؟ أو لانتشار الحجاب أو لاعتماد المعاملات الاقتصادية البنكية الإسلامية؟ أم لأن رجلاً في باكستان دولة لم تتشكل إلا مؤخراً يصبح منظراً للمسلمين كما يذكر الباحث السوري عزيز العظمة في دراسته عن (العلمانية)؟ هذه مظاهرٌ جزئية حدثت مع نكوص دول عربية عن التقدم الواسع العميق. النهضة التي حدثت في سوريا ولبنان ومصر كانت ثقافة إقتصادية وتلكأت خلال عقود غير قادرة على خلق ثورة ديمقراطية تغير حياة السكان في الزراعة والصناعة والثقافة. لم تتوجه الانقلابات لاجتثاث العلاقات ما قبل الرأسمالية، وتضاءلت قيمة الانجازت للدول المدنية، وبقيت حياة العامة في الدول العربية الإسلامية كما كانت خلال قرون سابقة. وحتى في العقود الأخيرة راحت الدول العربية والإسلامية تتحدث في جوانب: تحولات في العمارة، والتعليم والصحة والقانون، ولكن أقطاب المحافظة في الدول الكبيرة لم تتغير، بل زادت قوة مع تغير ميزان القوى الاقتصادية بين الدول غير النفطية والدول النفطية، والأخيرة التي كانت بها جوانب ما قبل رأسمالية سياسية وإقتصادية، بقيت في طوائفها، وجاء الصراعُ الطائفي بينها وفيها، معبراً عن عدم قدرة التحولات الحضارية أن تصل للجذور. فيما غرقت الدول غير النفطية في الأزمات الاقتصادية والاجتماعية ولم تعد قادرة على تحول نهضوي تحديثي هام. ظهور نمط رأسمالية الدولة العسكرية كان قد بدأ في الدول الوطنية ورفع شعارات التحديث ومقاومة الاستعمار: كالعراق ومصر وليبيا واليمن وسوريا والسودان، وإذ تراكمت ثروات في هذه الدول فكرياً وثقافيا أو اقتصادياً، بقيت مهمات التحول العميق لم تنجز، بسبب عدم وصول التحولات الديمقراطية للسكان العامة خاصة في الأرياف، وراحت النخب العسكرية والبيروقراطية تستنزف الثروات بأشكال شتى. نمط هذه الدول قادر على التسريع في جوانب تحديثية مع حدوث مغامرات كارثية كذلك، الجوانب التحديثية يمكن أن تتم بوساطة أدوات دولة تمتلك قوة، لكن هذه القوة تتحلل، كما حدث لنمط دول الاستبداد الآسيوي خلال قرون، فإنفصال الجمهور العادي وعودته للثقافة الدينية السطحية الطائفية يغدو عادياً مع عجز الدول عن تنفيذ وعود التحول. فيما الدول النفطية راحت تطرح مشروع التحديث مع العودة إلى الإسلام، أي للمذهبية المحافظة المعبرة عن الطبقات العليا، ومع إنتقال دولة من الدول النفطية لنموذج رأسمالية الدولة العسكرية (إيران) أنتقل النموذج العربي المغامر إلى هذه الدولة مع تصعيد المذهبية. ولم تستطع الدول النفطية الأخرى أن تتجاوز نموذج الدولة المحافظة الضعيفة التطور في الديمقراطية السياسية والاجتماعية. شاهدنا الدول العربية العسكرية تنقل أزماتها للدول الأخرى، وتحاول بسبب عجزها عن التحولات العميقة الديمقراطية إلى ثورات وهمية فوقية فتعرض نفسها للتآكل والانهيار والحروب الأهلية. هنا تغدو الثقافات الدينية المستعادة من الزمن المحافظ السابق مساهمة في إخفاء التناقضات العميقة الحقيقية، وعدم قدرة هذه الدول على خلق علاقات ديمقراطية مع العامة، وهو الأمر الذي تجلى في المجموعة ككل، لكن في وجود إمكانيات مالية وعسكرية كبيرة تظهر المغامرات الخطيرة: مغامرات ليبيا في أفريقيا أو مغامرات بعض الدول في إفغانستان ويتعمم نموذج الجماعات المسلحة التي تهفو لنموذج رأسمالية الدول العسكرية الشاملة في قمعها وعنفها. وبإنتقال إيران لهذا النموذج حدثت أزمةُ المنطقة العامة خلال العقود الأخيرة. عجز الدول العربية الإسلامية عن مواكبة التغيير التحديثي العميق يتم في أثناء نشر ثقافات طائفية محافظة عنفية، فيغدو الرجوع للوراء بمظاهر البطولة الزائفة وإستعادة الأمجاد، النكوص الحضاري عند بعض العامة هو شكل من أشكال الارتداد عن بعض جوانب التحديث والديمقراطية والعدالة، هو جزء من التأثر وخيبة الأمل وقوة التخلف القديمة وضعف مناهج التحديث العلمية، والضياع السياسي لعدم وجود قوى تنويرية وطنية. وتستثمر رأسماليات الدول العسكرية الغربية والشرقية هذه التصادمات في بيع السلاح وهو الاستنزاف الأساسي للموارد. في مثل ظروف التخلف والفوضى والحروب وسياسات الدول العاجزة عن التحديث تحدث مظاهر التنوع الحادة في العادات والارتدادات الماضوية والقفزات الشكلانية للحداثة.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عوائقُ التغييرِ
- ضياعُ المقاييس والعدالة
- الذكورةُ والصحراءُ
- تيارات اجتماعية وليست فقط جماعات
- المسيحيةُ والإسلامُ تجريداً وتحليلاً
- الوعي والتغيير
- صراعٌ غيرُ بناءٍ
- المذهبيةُ في الفكر
- المرجعيةُ الفكريةُ ل«حزبِ الله»
- مهزلةُ أوباما السورية
- نموذجانِ مأزومان
- جمودٌ مطلقٌ
- المثقفون والتحولات
- رأسماليةُ الدولةِ العسكرية
- تذبذبٌ حارقٌ
- قراءةٌ غيرُ موضوعية للتاريخ
- مسرحُ الخليجِ والديمقراطية
- القوميةُ والمذهبيةُ
- إخفاقُ الليبراليةِ العربيةِ الأولى
- علاقاتٌ تاريخيةٌ بين الانتاجِ والسكان


المزيد.....




- خمس مدن رائدة تجعل العالم مكانا أفضل
- هجوم إيران على إسرائيل: من الرابح ومن الخاسر؟
- فيضانات تضرب منطقتي تومسك وكورغان في روسيا
- أستراليا: الهجوم الذي استهدف كنيسة آشورية في سيدني -عمل إرها ...
- أدرعي: إيران ترسل ملايين الدولارات سنويا إلى كل ميليشيا تعمل ...
- نمو الناتج الصيني 5.3% في الربع الأول من 2024
- حضارة يابانية قديمة شوه فيها الآباء رؤوس أطفالهم
- الصحافة الأمريكية تفضح مضمون -ورقة غش- بايدن خلال اجتماعه مع ...
- الولايات المتحدة.. حريق بمصنع للقذائف المخصصة لأوكرانيا (صور ...
- جينوم يروي قصة أصل القهوة


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - النكوصُ الحضاري