أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - كي تنجو














المزيد.....

كي تنجو


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 4216 - 2013 / 9 / 15 - 23:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كي تنجو
كتب مروان صباح / من قال يوماً بأن للحياة ضروريات تساعده في الوصول إلى مبتغاه ، صدق لو جزئياً ، ومنهم من أكد أن أدوات النصب جزء أصيل مساعد للإنسان في الاحتيال ، لم يكذب ابداً ، لكنه بالتأكيد اصاب ذاته قبل أن يصيب الآخرين من حيث لا يدري ، ف ، عندما تتحول ثقافة الإنسان على الأرض بهذه الصورة ، توقع يا من تحبو نحو الصدق ، أن الكمائن أصبحت تحيط بجميع الطرق والقنوات المؤدية صوبه ، لهذا ، الأجدر للمرء النزول عند سلسلة اخفاقات وتكرارات مسجلة لذات الأخطاء ، فهؤلاء المتسلحين بأدوات النصب لهم حكاية مع الأسباب التى تجعلهم أن يقعوا في اماكن ارتفع كعب صانعيها بعض الشيء عن كِعَّابهم ، لكنها تحمل ذات الأفخاخ ، ويبدو أنهم امتلكوا أصحابها ادوات أمهر جعلت العيون تنبهر لحد الأسر نحوها بكميات لعاب تسيل طيلة المسافة المقطوعة إليها ، فما يحصل ، هو ، أن الفريسة تغرق بلعابها فلم تعد تمييز بين السراب والماء بهذه الصحراء .
ليست المسألة على الإطلاق ، تناقضات عجت بالمجتمعات ، أوصلت الأغلبية إلى عمى البصيرة بقدر ما هو بنيوي تربوي ، لهذا جاءت محاولات زرع البصيرة فاشلة كونها بالأصل لا تُزرع بقدر أنها اكتساب ، حيث ورثَّ الورثة للأسف بشكل لا يشوبهم خيانة التقصير هذا العطب والخلل ، بل يضاف إليها بعض الابتكارات السلبية كضرورة إلحاحية من الامناء المتشبثين بما ترك الآباء ، وعندما نجد بأن الخروج يساوي الدخول ، يعني ، الأمور تحتاج إلى تفكيك للغز القائم ، هنا تقع كامل المسؤولية على العقول لا غير ، إلا أنها تتطلب قدرة من نوع نادر ، لأقدام عارية تعودت أن تتحسس التراب كي تستشعر الإحداثيات الدقيقة للبراكين التى تدّفن في باطنها كُتل نارية تنتظر ساعة القيامة القادمة لا محالة ، فإن غاب المُنجي عن هذه الجموع الملتفة عند السفوح ، كان لا بد للمؤجل أن يقعَّ ، رغم ، أنف من يسكن جوارها ، لكن ، بعد ما يكون الأوان قد فات .
التغييرات الحياتية جعلت الايقاع متسارع حتى الجنون ، بل هناك تدافع مجتمعي ، وضعوا امام المرء مواد سائلة أشبه بقشر الموز كي تصل به إلى ما بعد حد الألم ، فليس ما بعد ألم ، إلا الجحيم ، والجحيم بالدنيا هم البشر ، حيث لم تعد الفسحة ممكنة والتأمل بالمعروضات بات غير متاح حتى لو بقدر يسير ، لأن البصر عاجز تماماً عن تتبع جميع الموجودات من صناعات امتلأت الأسواق ، لتصبح بعدد شعر الإنسان ، فكما يخفق المرء إحصاء كمية وتغيرات الطبيعية للشعر الرأس ، يغرق تماماً بين أعّداد هائلة من اليافطات الإعلانية المنتشرة على جدران المختلفة ، حيث تحولت من كماليات إلى جزء اساسي ، يرفض التنازل عنها كونها انخرطت بالأنماط الحياة اليومية ، لم يعد قادر الانسان التخلي عنها بل أحياناً يغض عن الاساسيات مقابل توفير الكماليات ، فالمسألة في الواقع أكبر من هذا اللغط القائم ، حيث بات التكرار عادة طبيعية كما يبدو ، دون أن يكون المكرور دافع استيقاظ للمكرر خصوصاً عندما يلجأ لاستخدام حاجياته اليومية ، كمعجون الأسنان ، الذي يتواجد بقوة على طول وعرض المولات من خلال اعلانات ضخمة تتصدرها فتاة متألقة ، في أول العمر ، يختلط على المارة ، إن كانت ابتسامتها صادقة أو ضمن تسعيرة الإعلان ، تماماً كما يشمل الاختلاط لتلك الاسنان التى يشع البياض الناصع من بين شفتيها ، لحد التورط في الشراء والاستخدام دون الحصول المتورط على ذات المستوى من درجة البياض والوقاية بتجنيبه الجراثيم كما يشار من ادعاء أسفل الصورة بخط عريض مكتوب بسائل الاحتيال بأن خلال أسبوع واحد فقط يُنّجز ما يتمناه من بياض وصولا لدرجة اللؤلؤ ، المصحوب بتعهد غير خاضع للمحاسبة ، باستحالة زيارة طبيب الأسنان طالما حرصَّ على المواظبة لذات المعجون .
إذاً هو التورط بالتقليد والتكرار الغير مراقب وإقحام الجنس اللطيف بهدف الاستقطاب ، حيث لا يقتصر فقط على منحى واحد بقدر أنه أصاب جميع مناحي الحياة ، فبتنا نلاحظهما بكثافة بعد ما نالت المرأة جزء بسيط من حقوقها في قيادة السيارة ، لكنها تبقى خبرتها بقيادة المركبات منقوصة كونها لم يسعفها الحظ باكتساب الخبرة الكافية من خلال قيادتها للحمير والخيول والجِمّال بما يكفي كي يُطمئن ضمير الرجال ، إلا أن هناك تكشيرة مسكوت عنها تسيطر على أغلب السيدات عند قيادتهم السيارات ، مما يطرح سؤال طويل ، على الرغم ، كما يبدو بأن الحالة الاجتماعية لهؤلاء ، ميسورة ، إلا ، الابتسامة مسلوبة والسعادة مخطوفة ، بل مختفيتين تماماً في مكان تراكم عليه غبار الصمت و ذلك يعود بالتأكيد إلى عامل واحد فقط لا عوامل ، هو ، العلاقة الجنسية بين الزوجين ، كون الانتقاء مغيب ، بالإضافة للتوهم بالأخر التى تعتمد جميع القصص على الشكل دون الجوهر ، بل دون الاستفادة من الاخطاء التى ارتكبها الآخرين وبالتالي تلتقطها العين المجردة ، لتقع بعد أن لجأت بذاتها نحو تجربة أخرى وبسهولة الانتقال مع سلاسة التورط بعلاقة مماثلة لكنها بتفاصيل مغايرة ، ليصبح المستقبل جيف وسنواته مقتصرة بالبكاء على الاطلال ، والمفاضلة بين الجوهرين ، متقاربين ، والمقارنة بالشكل ، متباعدين ، والندب سيد الموقف كلما جاءت لحظة الاستذكار .
هناك قاعدة ابتكرتها ، سميتها مؤخراً ( كي تنجو ) من هؤلاء الزئبقيين ، حيث يتمتعون بمرونة الإفلات ، كما أنهم يمتلكوا قدرة هائلة على بث السموم القاتلة ، لهذا ما عليك إلا مخالفة الأكثرية ، تنجو ، أي إذ رأيت الناس تمارس عادة التدخين ، لا تدخن ، أو ، إذا سلكوا طريق ، أسلك طريق مغاير لطريقهم ، تنجو بالتأكيد ، فالإبداع منذ أن وطأة قدم الإنسان على هذه الأرض ، فردي ، والفرد يقود الجماعة .
والسلام
كاتب عربي



#مروان_صباح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عصر ... بلا بيت
- الإمبراطورية الغائبة بالتسمية ... الحاضرة بالأفعال
- هجرة الفراشات والدرويشيات
- سوء الفهم
- ثورة ناقصة
- المراوحة الثقيلة بين القومية العربية الاسلامية والقومية المص ...
- عقوق الأبناء بحق ياسر عرفات
- أرض الحجارة والرمال
- القدس صديقة المعرفة وعبد الباري صديق الكلمة
- جرثومة عصية على المعالجة
- أهي ثورة تقرير مصير أمّ تحريك تسويات
- ارهاق مجتمعي يؤدي إلى انتحار وطني
- بآي بآي يا عرب
- استغاثة تائهة في الصحراء
- عقرها حزب الله
- رحمك الله يا أبي
- ندفع كل ما نملك مقابل أن نعود إلى بكارتنا الأولى
- العلماء يؤخذ عنهم ويرد عليهم
- متى بالإمكان الخروج من عنق الزجاجة
- مهنة المعارضة


المزيد.....




- لم يسعفها صراخها وبكاؤها.. شاهد لحظة اختطاف رجل لفتاة من أما ...
- الملك عبدالله الثاني يمنح أمير الكويت قلادة الحسين بن علي أر ...
- مصر: خلاف تجاري يتسبب في نقص لبن الأطفال.. ومسؤولان يكشفان ل ...
- مأساة تهز إيطاليا.. رضيع عمره سنة يلقى حتفه على يد كلبين بين ...
- تعويضات بالملايين لرياضيات ضحايا اعتداء جنسي بأمريكا
- البيت الأبيض: تطورات الأوضاع الميدانية ليست لصالح أوكرانيا
- مدفيديف: مواجهة العدوان الخارجي أولوية لروسيا
- أولى من نوعها.. مدمن يشكو تاجر مخدرات أمام الشرطة الكويتية
- أوكرانيا: مساعدة واشنطن وتأهب موسكو
- مجلس الشيوخ الأمريكي يوافق على حزمة من مشاريع القوانين لتقدي ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - كي تنجو