أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - تيسير عبدالجبار الآلوسي - لجنة كتابة الدستور بين مرجعيتها السياسية الحزبية ومهامها الوطنية















المزيد.....

لجنة كتابة الدستور بين مرجعيتها السياسية الحزبية ومهامها الوطنية


تيسير عبدالجبار الآلوسي
(Tayseer A. Al Alousi)


الحوار المتمدن-العدد: 1205 - 2005 / 5 / 22 - 11:19
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


يتابع العراقي [سواء في الداخل أم في الخارج بسبب من حجبه وخلو أغلب السياسات القائمة من الشفافية] يتابع من وراء أستار الصحافة وعنواناتها البارزة ما يجري في أرض الرافدين، بيت النهرين الخالدين. ومما يجري اليوم بعد انقشاع غير مكتمل لأزمة المحاصصة الحزبية في تولي الحقائب الوزارية، مسألة تكوين اللجان البرلمانية وأبرزها لجنة صياغة أو كتابة الدستور. ولقد توجهت الجمعية الوطنية إلى اختيار مفردات اللجنة وتكوينها من بين أعضاء الجمعية؟
إنَّ مسألة الدستور وصياغته وكل متعلقاته ليست مسألة حزبية محضة وهي ليست مسألة سياسية محدودة بتصورات ورؤى الحركات والمنظمات بقدر ما هي في الحقيقة إشكالية وطنية عقدية كبرى.. ينبغي التعامل معها من خلال مصداقية التعبير عن رؤى (الشارع) بالمعنى الاصطلاحي (العراقي) وهو الشعب نفسه.. والآلية تكمن في صياغة تستجيب للإرادة الشعبية وتتعمَّد باستفتاء مباشر يؤكد ذلك..
وعليه فلا بد من التعامل مع فكرة إتباع لجنة الصياغة للأحزاب السياسية ومحاولة جرِّ الأمور باتجاهات ضيقة تُعنى بالتنافس لفرض أكبر ما يمكن من رؤى هذا الحزب أو تلك الحركة بطريقة المحاصصة ومارثونها التنافسي الفضائحي، أقول لابد من من التعامل بحزم والوقوف منذ الآن بوجه أية آلية تسير باتجاه الفرض والقسر والإكراه وفي أفضل الأحوال المخادعة واللعب على الحبال...
ولكي تتجنب الجمعية الوطنية آلية التبعية للأحزاب وتدرج سياستها في نطاق تمثيلها الشعبي عليها أن تجد مخرجا موضوعيا لتشكيل لجنة كتابة الدستور وصياغته بطريقة لا تقترن بسياسة المحاصصة ولا بالآليات التي تدخلنا في نفق البح ث في رؤى هذا الطرف أو ذاك ونسيان الإنسان العراقي المغلوب على أمره بالأمس من استلاب الطغيان له ولإرادته ولحقوقه واليوم من استلاب آخر مقنع ولكنه لا يختلف عن الأول إلا بالأصباغ التي يتخفى وراءها..
ولا مناص من القول أن الذي سينبري مدافعا عن العدالة والديموقراطية هو نفسه الذي يتقنّع ويتخفى بغية إعادة دورة الاستغلال والاستلاب والالتفاف على عهد الحرية والديموقراطية الحقيقية في بيت نهرين، العراق الجديد عراق المواطن الإنسان الحر السيد وليس عراق المواطن العبد المربوط بقيود الذل مرتهن الإرادة لصالح القوى المتنفذة الموجودة في سدة محاصصة الكراسي الوزارية وغير الوزارية..
هذا فضلا عن انقطاع حبل الثقة بمؤسسات الدولة بسبب من الفساد المستشري فيها من أول الهرم حتى أقصاه.. ومن الطبيعي أن تُثار مسألة الثقة بعد التصريحات والتصرفات لـ [بعض المسؤولين] المحابية لقوى الإسلام السياسي التي تجكم في [بعض] دول إقليمية مجاورة وغير مجاورة وهو الأمر الذي يثير أكثر من تساؤل إذا ما كانت فسلفة ولاية الفقيه واحدة من المخاطر التي تتهدد شروع العراقيين بتأسيس دولتهم الديموقراطية التعددية التداولية الفديرالية الموحدة!!؟
كما أن تصريحات مسؤولين من مختلف المستويات الدبلوماسية والسياسية من دول المنطقة ومن دول كبرى زار بعض مسؤوليها العراق مؤخرا ليمدوا أصابعهم في حياتنا وفي مقدراتنا وفي ما يريده الشارع [المشرِّع] العراقي اي الشعب، ومن العجب ألا نجد من ردّ مناسب ولو بصيغ دبلوماسية على تلك التصريحات والتدخلات.. ولكن الحق ليس على أولئك الذين يطلقون أصواتهم في حال من إعلان المناصرة للديموقراطية [على طريقتهم الخاصة طبعا] وإنَّما الحق على حالنا المريض المُحتاج لزمن طويل من العلاج والعناية المركزة...

على أية حال نقول هنا: إن الإبقاء على حدود لجنة صياغة الدستور بيد أعضاء الجمعية الوطنية أمر صار واقعا اليوم. ولأن العراقي يتعامل مع الواقع بعقلية جدلية غير جامدة فإنَّه يقترح هنا إلزام اللجنة بالعودة إلى ندوات رسمية وموسعات في اللقاءات مع الشارع الحقيقي مباشرة وبالاستناد إلى خبراء القانون الدستوري وفقهائه وعلمائه وبالإفادة من تجاريب الآخرين بالخصوص..
ومعروف أن دستورنا العراقي الأسبق كان قد صيغ بالإفادة المشار إليها.. ولابد وجوبا ولزوما من الإفادة المباشرة من آراء القانونيين العراقيين والأجانب قبل وبعد الآراء السياسية للحركات وللأحزاب.. فالدستور لا يخضع لأهواء وبرامجيات تكتيكية أو ستراتيجية لهذه المنظمة أم تلك. ولكنه يعبر عن العقد الاجتماعي بين مجموع الأفراد والمكونات للمجتمع العراقي..
ومَنْ يكتب الدستور ليس أكثر من مكلّف بصياغة العقد بين المجموعة البشرية التي تحيا في كنف أرض بعينها وفي إطار هوية المجموعة البشرية المعنية.. فأما كون الدستور عقدا اجتماعيا بين مجموع الأفراد فيعني أن يستجيب للحقوق الأساس للإنسان بلا استثناءات تقوم على فلسفة سياسية أم دينية أم غيرها وأما كونه معبرا عن الأطياف والتكوينات التي تتشكل منها المجموعة البشرية [الشعب] فإنَّ ذلك يمنع المحددات التي تتعارض مع التعددية والتنوع القرمي، الأثني العرقي، الديني، المذهبي، فتمتنع الشروط المسبقة من طرف على آخر وهكذا تنفتح الحريات على مداها ولا تنتهي إلا حيث تبدأ حريات الآخرين..
وعليه فإن لجنة الصياغة يجب فيها أمرين أما أن تضم مجموع الطيف من دون تمييز مقاسات الأحجام وفسلفة أغلبية وأقلية أو أن ترجع عبر لجان فرعية تتشكل على أساس صياغة المواد والفقرات المتعلقة بالوجود القومي والديني وبالهويات المتنوعة لمجموع الطيف العراقي.. ويُستقة من هذه اللجان الفرعية المقترحات المفيدة في الاستقرار على الصيغ المتلائمة مع كل طيف وفيما بين الأطياف بما لا يتعارص أو ينتقص من مصلحة عراقي فرد أو مجموعة عراقية..
ومما ينبغي الإشارة له هنا أن تتشكل مجموعات إعلامية ومجموعات استقراء رأي منظنات المجتمع المدني ومؤسساته وقراءة الرأي العام مع محافظة أكيدة على أن من يحسم الاختلافات والصياغة النهائية هما اللجنة المتخصصة المعتمدة من خبراء القانون الدستوري وأخيرا من الاستفتاء الشعبي العام...

إنَّ تلخيص همّ اللجنة المختصة بكتابة الدستور يعتريها مشكلات النقص في تمثيل الطيف العراقي.. علما أن الحديث عن إدخال القوى الحزبية الطائفية لا يعني للعراقي تمثيل الطيف العراقي بل يعني تمثيل الطائفيين من تلك المجموعات وكل القوى والحركات الطائفية الانعزالية لا تمثل إلا أقلية من شعبنا العراقي الذي رفض ويرفض فكرا وسياسة الطائفية الانعزالية، مرضنا في اللحظة الراهنة. وشعبنا لا يمثله إلا العراقي الوطني الذي ينظر إلى العراق كلا واحدا منسجما موحدا... كما يتابع شعبنا مسألة التأكد من تخصصية أعضاء لجنة الدستور ويرفض تبعيتهم للرأي السياسي المحض ويبحث الشعب عن ضرورة امتداد هيأة صياغة الدستور لكي تتشكل لجان مساعدة لها من مجموع مكونات الشعب العراقي...
أما من يمكنه الضغط لتوكيد هذه المعاني فليس غير القوى الوطنية الديموقراطية التي يعنيها أمر العراق الديموقراطي العلماني التعددي التداولي الفديرالي الذي يوقف زمن الظلمة والعتمة والضلال ويعود بعهدنا إلى حيث نعيد حقوق الإنسان المستلبة وحقوق المجموعات العراقية المضطهدة...
وعلينا منذ اللحظة التعبئة من أجل دستور عراقي الهوية، عراقي الشخصية، عراقي الانتماء، عراقي الهوى، مستقل عن التبعية فهو ليس دستور الملالي ولا دستور المشايخ وإقليميا لا ينتمي لغربي ولا لشرقي ولا شمالي ولا جنوبي إنه هنا حيث منابع التاريخ العراقي الذي صاغ أول الشرائع وأول القوانين وأول الحضارات ولم يكن حينها تابعا لطرف أجنبي ولم يخضع الشعب كله لأقلية باغية حاكمة كما يُراد في بعض ألاعيب سياسة آخر زمان...

إذا نجحنا في صياغة عقدنا الاجتماعي الدستور بدأنا حياتنا الجديدة وعهدنا الجديد وإذا أخفقنا محونا تاريخ عشرة آلاف عام من الوجود لنكون أسوأ من حكـّام دويلات الطوائف الذين محو الأندلس والدولة العربية وبعدها مُحيَت أخص خصائص وجودنا لصالح أسوأ محاكم التفتيش في عقول الناس وتكبيلهم بعقد لا يعني وجودهم لا من قريب ولا من بعيد بقدر ما يعني خدمة أسياد المحاصصات الوزارية التي تعود اليوم بعباءتها المهترئة!!!!!!!!!!!!!!!



#تيسير_عبدالجبار_الآلوسي (هاشتاغ)       Tayseer_A._Al_Alousi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق: الأمن وإعادة الإعمار والمحيطين الإقليمي والدولي
- حول حكاية حكومة وحدة وطنية والروح الطائفي المريض الذي يمزقها ...
- شغيلة العراق بين عسف المرجعيات الزائفة وقيود الاستغلال الطبق ...
- الجامعة العربية المفتوحة في الدانمارك مركز أكاديمي علمي عربي ...
- أسباب الاعتداءات على مقار الأحزاب اليسارية الديموقراطية والر ...
- الطائفية والمحاصصة في الحياة السياسية العراقية الجديدة؟
- نداء من أجل معالجة جدية لقضية المقابر الجماعية وإنصاف الضحاي ...
- المرأة العراقية بين دوامتي القوانين والتقاليد
- بين مصادر الدستور ودلالاته
- فساد الجهاز الحكومي ومستقبل التطور في العراق؟
- إلى أعضاء الجمعية الوطنية المنتخبة: نطالب بوزارة لشؤون القوم ...
- المرأة العراقية في ظل قوانين الاستبداد
- بعض مشكلات القضية القومية في العراق وتفاعلاتها
- سلطان السلطة وسطوتها بين تحرّر العراقي منها و ارتهانه لها؟!
- ردود الفعل المتساوية على الأفعال المختلفة وآثارها السلبية
- العراقيون مدعوون اليوم لتوكيد موقفهم من لغة العنف والإرهاب
- المنطقة ومحاولات إشعال القلاقل والفتن؟ جريمة اغتيال الحريري ...
- الانتخابات الوطنية: الدلالة والمؤمّل في الخطوة التالية؟
- سؤال لماذا نختار اتحاد الشعب؟ وأسئلة صريحة أخرى..
- ما مسؤولياتنا في اللحظة الراهنة من مسار الانتخابات؟


المزيد.....




- إماراتي يرصد أحد أشهر المعالم السياحية بدبي من زاوية ساحرة
- قيمتها 95 مليار دولار.. كم بلغت حزمة المساعدات لإسرائيل وأوك ...
- سريلانكا تخطط للانضمام إلى مجموعة -بريكس+-
- الولايات المتحدة توقف الهجوم الإسرائيلي على إيران لتبدأ تصعي ...
- الاتحاد الأوروبي يقرر منح مواطني دول الخليج تأشيرة شينغن متع ...
- شاهد: كاميرات المراقبة ترصد لحظة إنهيار المباني جراء زلازل ه ...
- بعد تأخير لشهور -الشيوخ الأمريكي- يقر المساعدة العسكرية لإسر ...
- -حريت-: أنقرة لم تتلق معلومات حول إلغاء محادثات أردوغان مع ب ...
- زاخاروفا تتهم اليونسكو بالتقاعس المتعمد بعد مقتل المراسل الع ...
- مجلس الاتحاد الروسي يتوجه للجنة التحقيق بشأن الأطفال الأوكرا ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - تيسير عبدالجبار الآلوسي - لجنة كتابة الدستور بين مرجعيتها السياسية الحزبية ومهامها الوطنية