أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالسلام سامي محمد - شقي العراق و نهايته المذلة المخزية !!!















المزيد.....

شقي العراق و نهايته المذلة المخزية !!!


عبدالسلام سامي محمد

الحوار المتمدن-العدد: 4216 - 2013 / 9 / 15 - 01:17
المحور: الادب والفن
    



هذه القصة القصيرة ماءخوذة من الاستاذ بريسك , جيراني القديم و اخي العزيز و القدير , جدير ذكره انه توجه مع اهله و ذويه الى مدينة الموصل , ليقيم و يدرس و يتعلم فيها و ليتخرج من جامعة الزراعة و ليعود و يعمل ثانية كمدرس ناجح و مبدع في المعهد الزراعي في مدينة زاخو و لسنوات عديدة , و لحسن الحظ اءلتقينا به احدى المرات هنا في المانيا , ليحدثنا عن تجاربه الكثيرة و عن الكثير من المواضيع الشيقة و الاحداث التي عاشرها بنفسه اثناء اقامته الطويلة هناك , و كان من بين تلك المواضيع , هذه القصة الواقعية التي سردها لنا بنفسه , و التي ساءنقلها لكم مشكورا باءسلوبي البسيط المتواضع عسى ان تنال رضاكم و حسن اعجابكم ...في البداية اريد الاشارة الى ان مدينة الموصل العريقة و الممتدة جذورها في عمق التاريخ , و قبل ان تشتهر بشيء ما, فاءن شهرتها الكبيرة اءستمدت بالدرجة الاءولى من اءكلاتها الشهية الممتازة , و من جودة مطاعمها , و خاصة في طبخ و اعداد باجة الصباح الدسمة اللذيذة , و التي تدار غالبا من قبل اصحاب الكروش السمينة الضخمة الحاملة للدشاديش البيضاء العريضة ... و باءسماء شوارعها القديمة المعروفة كباب الطوب و الدواسة و السيرجخانة و كراج النقليات القديم الوحيد الملوث الفائح برائحة البول المركز و الكبريت المزعج النتن و الزبل المكدس ... و اءكلاتها الشهية المتنوعة من كبة حلب و كبة برغل و البيض على لحم بالعجين و حمص بطحينة و غيرها ... و بنصبها الظالم و نكاتها العنصرية المجحفة بحق الاكراد و مقولتها المعروفة ,,كغدي كغدي حمقة ,, او ,,اءلما يعغف يغقص يقول الاغض عوجا,, ... و باءحتكار و سيطرة شباب الكرد الفيلية و شباب عشيرة الكوي اصحاب الابدان القوية و الاجساد المدربة المعضلة على مهنة الحمالة و جمعهم لخبرة طويلة في هذا المجال و في كيفية حمل و ايصال المواد و السلع و البضائع الى الزبائن و المحلات التجارية , و في سرعة وضع و تفريغ حمولة لوريات البضائع الثقيلة من اءكياس السمنت و السكر و الملح الخشن و غير ذلك ... و بالبخل المفرط و الشديد و المبالغ فيه لاءهلها تجاه الجميع و تجاه انفسها بالذات , فلقد اصبح امرا طبيعيا ان تجد العائلة المصلاوية لا تصرف قرشا واحدا على ارواحها الرخيصة , فشعارها الاساسي في الحياة هو ,,القغش الاءبيض لليوم الاسود,, , و لا تستغرب ابدا , عندما ترى و تتلمس بنفسك , باءن افراد العائلة الواحدة تزين و تحلق لحاها و ذقونها و شعرها و شواربها بشفرة حلاقة واحدة و لمدة طويلة , و تحتفظ ببدلات اعراسها و تورثها لكثير من الاءجيال القادمة... كما ان اءحداث و معارك انقلاب شواف الدموية , و خطف الناس و ربطها و تعليقها على اغصان الاشجار و اعدامها على الاءعمدة الكهربائية , و التلاعب بجثثها من خلال جرها و سحلها في الشوارع العامة و وراء الدبابات و السيارات العسكرية المصفحة كل هذا زادتها من تلك الشهرة الكبيرة ... ناهيك عن تقاليدها الخاصة الموروثة و حكمها و اقوالها الفريدة المنقولة من جيل الى جيل كالعبارة المتوارثة و المعروفة ,,لو ملازم لو مو لازم,, او ,,سعدية نامي نامي طلع زوجكي حغامي ,, و كثير من المسائل و الامور التي تخص حياتهم الشاذة و تقاليدهم الفريدة الاخرى... اجل اضافة الى هذا السرد القصير لمدينة الموصل و اءهلها , فاءن هذه المدينة تمكنت من ان تتصدر و تتفوق على المدن العراقية من خلال ظاهرة اجتماعية قديمة اخرى , و هي سيطرة الاشقياء و مجاميعها على جميع الامور الحياتية العامة , و على كل صغيرة و كبيرة , و بروز اسماء لاءشقياء معروفين فيها , و من بين تلك الاءسماء اللامعة التي ستبقى خالدا ابد الدهر , ظهر اسم الشقي المخضرم الشرس ,,شكر ابو الكاز,, الشقي الذي كان يجهل تماما اي معنى لكلمة الخوف او الموت , ذلك الذي اءستمد لقبه الاخير من مهنته المتداولة في توزيع و بيع النفط , فكان هذا الجبروت يتزعم قمة هرم الاشقياء , الشقي المعروف بشجاعته الكبيرة , و قوته الخارقة و فوق الطبيعية , و جسارته اللامحدودة , و جمجمته الكبيرة المنقوشة بضربات القناني الزجاجية و البواري الحديدية , و هيكله الفولاذي الضخم , و وجهه المكسور في اكثر من جهة, و المخدوش بضربات السكاكين و الدال على ضخامة و بشاعة و خطورة و شراسة المعارك التي دارت و التي اشترك فيها شخصيا , الى جانب هيكله الفولاذي الضخم المتين , و الذي كان يقسم جسده العملاق الحامل لدشداشة بيضاء الى قسمين غير متناسقين , جراء ربطه القوي لحزام جلدي قديم و عريض , او جراء شده القوي لنطاق عسكري جلدي قديم من تحت سرته الكبيرة , او بالاحرى من تحت بطنه السمين الغليظ , غارسا و واضعا في احدى طرفيه لسكينة فولاذية قوية حادة , من النوع المستخدم في سوق القصابين , السكينة التي لطالما شهدت لها المعارك في شق البطون و قطع المصارين و بتر الاعضاء و الاطراف , و التي لطالما ادخلت و زرعت الرعب و الذعر في نفوس الاعداء , و في قلوب المتنافسين على ساحات الاءشقياء , و التي لطالما حسمت المعارك و النزاعات الدموية لصالحها , و التي ايضا لطالما اءمدته بالثقة الكبيرة في الدخول الفوري في النزاعات و المشاجرات , و اءمدته بالفخر و الاعتزاز الزائدين بالنفس... كان شكر ابو الكاز و مجموعته على اتصال دائم و مستمر ببعضهم البعض , و ما كان يمر يوما , دون ان يرى احد الاءشخاص نهايته التعيسة الماءساوية الحتمية اما على يديه , و اما على ايادي مجموعته الشرسة المعروفة , و التي كانت تمثل بحد ذاتها القاضي الصارم في تطبيق حكم القانون و الدستور في فترة الخمسينيات و الستينيات من القرن المنصرم لهذا البلد , و التي احكمت سيطرتها و قبضتها الفولاذية على كل مجريات الاحداث و الاءوضاع الاءمنية و الاجتماعية و الامور الحياتية لهذه المدينة الجميلة , و رغم نمو و تعالي شهرت المنتمين الى تلك المجموعة و التي ادخلت الرعب و الذعر في قلب كل مواطن , الا ان التعدي و التجاوز و التطاول على اموال و ممتلكات الاخرين كان بعيدا عن ديدنهم , بل العكس من ذلك فقد كانوا هم الاءكثر حفظا على الاءمن و الاءمان و اءكثر رعاية على حقوق و مصالح و حريات الاخرين , بل و الاءكثر التزاما و تطبيقا للعدل و العدالة و الرضوخ للقانون على ارض الواقع , حتى جعلتهم شهرتهم الكبيرة تلك , قيام الحكومة نفسها و من جانبها كل مرة بالتشاور و التفاوض معهم قبل البدء في البحث عن الاشخاص المطلوبين لديها قضائيا , فما كان باءمكان رجل الشرطي ان ينفذ اي امر اءلقاء القبض الصادر من طرف الحكومة على اي شخص كان , ما لم يتم قبل ذلك استشارة و مراجعة و مشاورة شكر ابو الكاز و جماعته , بغية السماح له و تزويده بالرخصة المطلوبة في التحرك لاءتخاذ الاءجراءات القانونية اللازمة ( يا شباب و الله هذا العدل قريب حقا من العدل الالهي !!! , و بالله اساءلكم يا جماعة !! كم نحن بحاجة ماسة الى اشخاص مثل شكر ابو الكاز و جماعته لتطبيق القانون و العدالة و محاربة ظاهرة الفساد المالي و الاخلاقي المستشري في بلادنا ) !!!!!!!. و جدير ذكره , ان هذه المجموعة ما كانت تعيش على بركة و خيرات اهل البلد او الحكومة , بل كان لكل شخص عمله و مهنته الخاصة به , كان يحصل من وراءها على خبزه و خبز عائلته , فكان احدهم في مهنته قصابا و الثاني حمالا و الاخر عاملا على صعيد مهنة الباجة و هكذا , اما شكر ابو الكاز ,فما كان يجيد عملا اخرا , سوى القيام و النهوض كل صباح و في كل فجر عميق باءخذ و جر عربانة الكاز الى محطة التعبئة المركزية , لاءخذ حصته التموينية المطلوبة من المواد الحارقة ,ثم القيام بتوزيعها و بيعها على زبائنه, سواءا اءكانوا هم من اهل المنازل او المحلات التجارية , و اثناء عمله هذا , كان بمقدور صوته العالي الخشن و ندائه الفيلي ,ان يصل الى كل زاوية من زوايا المحلة , و الى كل زقاق , و داخل كل غرفة نوم من غرف الزبائن و اهل المحلة , رغم المسافات البعيدة الشاسعة التي كانت تفصل بينهم و بينه , اثناء اطلاقه لندائه الفيلي القوي الصاخب يلا كاز !!!! يلا كاز !!! يلا كاز !!!! و كان على الزبون كل مرة ان يفتح مسامعه جيدا و ان يلتقط دوما و على الفور صرخات نداءاته الفيلية الصاخبة , و ان يحضر و يعد و بسرعة قصوى و بصورة فورية خزائنه الفارغة ( التنكات ) و يضعها فورا امام باب منزله او محله , قبل وصوله اليهم بفترة كافية و طويلة !!!! و الا لفاتته حصته التموينية من المشتقات النفطية !! ان لم تكن مجموعة من تلك الحصص !!! طبعا حسب قراره الشخصي المزاجي المتقلب احيانا , دون الرضوخ لاءي تدخل خارجي ,بل وفق ما كان يخاطبه صوته الداخلي و مزاجه المعروف !!!! و عندما كان يفوت على احد زبائنه حصة من الحصص التموينية , بسبب اهمال متعمد او غير متعمد , كعدم الاكتراث لتفادي صرخات صوته , او لعدم السماع لندائه الصاخب , او عدم امكانية احضار الاواني الفارغة في الوقت المناسب و وضعها في المكان المقرر و المناسب , و كعقوبة تاءديبية له , كان يحذر و يمنع عليه الذهاب و التوجه الى مكان اخر او جهة اخرى للتزود بالنفط !!!! بل كان القدوم على هكذا اءمر ( لا سامح الله ) مساءلة فيها الكثير من المجازفة و الخطورة , و التي لربما سيتبعها الكثير من الاجراءات التعسفية , و التبعيات التاءديبية القاسية و المدمرة , ليس بحق الزبون لوحده , و انما بحق جميع افراد عائلته , و في بعض المرات , حتى بحق اقرب اقربائه !!!! يا رب يا ساتر على عظمة عدالة شكر ابو الكاز !!!!! رغم كل هذه الصرامة و القساوة في تطبيق الاءوامر بكل حذافيرها , الا ان مواعيد شكر ابو الكاز كانت دقيقة و صارمة كصرامة شخصه و مبرمجة و مضبوطة مئة في المئة , في الوصول عند كل زبون , و امام باب كل دار و منزل , و الظهور في كل اءزقة و محلة , في الوقت المعني و المخصص و المناسب و المقرر له , و كان الجميع على علم و دراية تامة بتلك المواعيد التي لا تقبل بالخطاء و لا ترضى بالسهو , و على معرفة تامة ايضا لساعة و دقيقة ظهوره امام باب كل منزل . اما فيما يخص سلوكه و تعامله و طريقة تحديده للاءسعار , فكان شكر ابو الكاز الشخص الوحيد الذي يملك القرار الوحيد , فكان يقرر و يحدد و ينفذ و بمفرده و حسب ذوقه و مزاجه سعر البضاعة اليومية , اي سعر غالون الكاز , و كمية حاجة كل زبون , و مقدار ما يزود له اياه !!!!! فما كان حاجة الزبون الفعلية , او سعر السوق الحقيقي للمادة الحارقة , يدخل اصلا ضمن حساباته الدقيقة , او ضمن جدول اعماله اليومية !!!! فكان ذلك القرار قراره الوحيد كما اءسلفت , و لا يترك مجالا لاءحد للتدخل في شؤونه , كان من يكون , اي كان بتصرفه هذا , اشبه و اقرب الى تصرف الحاكم الصارم المطلق !!!!! و عندما كان يرى ان كمية الكاز المتبقية في برميله الكبير قليلة و غير كافية لسد حاجات المحلة كلها , فكان يعبيء تنكة الزبون حسب ذوقه و مزاجه المتذبذب , و رغما على ذلك كان على الزبون , دفع مبلغ التنكة المعبئة الكاملة له !!!! حتى و لو كانت ربعها معبئة , و ثلاثة ارباعها خالية !!!!! (و رغم كل هذه الموازين و المعادلات غير المنصفة نسبيا بحق الزبائن , الا انه كان اءصدق و انزه من اكثرية الحكام و المسؤولين في بلادنا هذا اليوم , اؤلئك الذين اءفسدوا بقيمهم الفارغة في الارض فسادا بل و الذين نالوا و طعنوا بكل القيم و المعادلات العادلة , بل لا يمكن اءبدا مقارنة عدله النسبي المزاجي بعظمة فسادهم الخيالي الفاحش بتاتا ) !!!!!! فشكر ابو الكاز , رغم اجحافه بعض المرات بحق كل من يخالف اوامره المتشددة , الا انه كان يبادر ايضا باءعمال خيرية مجانية كثيرة ,فكان يوزع الكاز و الحاجيات الاخرى على الكثيرين من الفقراء و المعدومين المعروفين له و للاخرين و المسجلين في ذاكرته العميقة القوية و بكل دقة , مجانيا و دون اي اجر مقابل !!!!! , على اي حال ,,, مضت الايام و استقبلت السنين , و تولى حزب القشامر بدءا من عام 1968 الحكم القرقوشي في العراق , و بتوليهم لاءدارة السلطة, طراء تغير جذري في وضع و سياسة العراق و في النهج الفاشي لاءزلام و عصابات الحكومة الجديدة , و معه في اوضاع شكر ابو الكاز و مجموعته , ففي اوائل السبعينيات بادر ازلام النظام و باءشراف و اوامر رسمية و مباشرة من صدام الاءعوج المنحدر من قرية العوجة , على ضرورة اختراق و توجيه ضربات قوية موجعة الى قلب مجاميع الاءشقياء بغية اءزالتها من الوجود و قطع جذورها من الاعماق , في كل من بغداد و الموصل و المحافظات العراقية الاخرى , و في يوم من الاءيام , حس اهالي الموصل بعدم ظهور شكر ابو الكاز امام ابواب منازلهم و محلاتهم و في الاروقة و الاءزقة الضيقة الموجودة , و شعروا باءن مخزونهم النفطي بداء يقل و يتلاشى تدريجيا , الا انهم و مع هذا كانوا يترددون و لا يتجرؤون قصد اءماكن اخرى للتزود باءحتياجاتهم النفطية ,حيث ظن الكثير في البداية باءن شكر ابو الكاز لربما على سفر بعيد او في اجازة مرضية طويلة , او من الممكن ان يكون غارقا في اشغال و مهمات جانبية اخرى , يمنع و يحد من اءمر ظهوره كل هذه المدة الطويلة !!!!! و بعدها باءسابيع ,اشتدت الاءزمة النفطية على اهالي المدينة المسكينة , مما اضطروا في البحث عنه و الاءستفسار عليه في كل مكان , و عندما تمكنوا من اللقاء بشخص قريب الى مجموعته ,تاءكدوا من خبر القاء القبض عليه و على مجموعته و اخذهم الى اماكن مجهولة من قبل قوات امنية و مخابراتية خاصة اعدت و دربت خصيصا لهذا الغرض , و بعد سماعهم لهذا الخبر المحزن المؤسف الصاعق , اضطروا زبائنه قصد اماكنة اخرى بغية التزود بالنفط , الا انهم و بالرغم من ذلك , كانوا على خوف دائم و مستمر من امرهم , و حذر شديد من وصول الخبر اليه , و كانوا يوجهون اءياديهم باءتجاه السماء و يدعون الله و رسله و في اليوم اكثر من خمسة مرات , باءن يجنبهم شر عقابه و نقمة غضبه حال الاخلاء عن سبيله لحظة ظهوره للعيان مرة ثانية !!!!! , مرت الاشهر و السنين , و بعد مدة طويلة ظهر شكر ابو الكاز مرة ثانية للعيان في شوارع و ازقة المدينة , و انتشر الخبر بسرعة البرق في كل مكان , الا ان بعضهم لم يصدق الخبر و البعض الاخر خاف من ان يصدق اذانه , نسبة لخرقه للقانون السائد لمرات عديدة , و قيامه بالتجرء على العرف السائد , و هو عدم السماح المفروض للتزود بالنفط من اماكن اخرى , و لحسن الحظ , و بعد مرور مدة قصيرة , انتشر خبر ثاني مفاده , باءن شكر ابو الكاز قد تغير من سلوكه كثيرا , و فقد تلك الصرامة و القساوة في التعامل مع الاخرين , و ان سلوكه القاسي السابق قد تغير كثيرا و حتى نداءات صوته الفيلي الصاخب السابق و الذي كان ينادي به زبائنه بالعبارة يلا كاز !!!! يلا كاز !!!! قد ظهر عليه تغيرا جذريا, بحيث لا يكاد يصل الان الا امتارا قليلة من اءنفه , فبدل ان يتسرع الزبون في احضار خزائنه الفارغة ليضعها امام منزله قبل وقت وصوله اليهم بكثير في السابق , ليعبئها لهم و حسب مزاجه المتقلب , فاءنه يذهب اليوم اليهم و بنفسه ليساءلهم و بكل لطف و مرونة , عن مدى حاجتهم الحقيقية للمشتقات النفطية , ليعبئها لهم بالكامل و من دون اي نقص و هو شاكرا مشكورا , و ليستفسر منهم ايضا عن مدى حاجتهم الى اية خدمة او مساعدة اضافية !!!! ليس فقط هذا , و انما طراء تغير حتى على سياسته في تحديد الاسعار , فمحل ان يحدد الاسعار في السابق بمحض ارادته و حسب مزاجه المتغير , فاءنه بداء يساوم اليوم على قيمة سعر الغالون الواحد , و اصبح يرضى لنفسه الان حتى ان يبيع السلعة بسعر اقل بكثير من قيمتها الحقيقية , و الاغرب من ذلك هو انه بات يرضى لزبائنه حتى التزود بالنفط من خلال المداينة و الاستحقاق !!!!! و في بداية الامر تعجب زبائنه من حدوث هذا التغيير الكلي المفاجيء في طبعه و سلوكه , الا انهم علموا بعد ذلك بحقيقة اءمره و بقصته الماءساوية , و بتعرضه هو و مجموعته الى ابشع انواع التعذيب و التنكيل الجسدي و النفسي , على ايادي جلاوزة النظام داخل السجون و المعتقلات الرهيبة !!!! و هذا ما حدث فعلا له و لمجموعته و لكافة مجاميع الاءشقياء في المحافظات العراقية الاخرى و من دون استثناء , حيث تم ازاحتهم و تصفيتهم نفسيا و جسديا و واحدا تلو الاخر و باءبشع و اجبن الطرق و الوسائل الممكنة , و كان الهدف من وراء ذلك , هو كسر شوكتهم و اذلالهم و تدمير هيبتهم و تحطيم معنوياتهم , كي يتمكن شقي العراق و الامة الجديد ,صدام و زمرته و جلاديه , من السيطرة على ساحات الاشقياء داخل العراق و خارجه !!!! و هذا ما حدث فعلا بعد ذلك بقليل , حيث تسلم المقبور دور زعامة الاشقياء , و قام بهذا الدور الخبيث في البداية ضمن دائرته الحزبية الضيقة , ثم اتسع بطشه الهمجي ليشمل اعضاء حزبه جميعا و الاحزاب المعارضة كذلك , و ليتحول بعد ذلك الى بطل العروبة و فارس الامة الوحيد و شقي العراق و المنطقة برمتها , فالشقي الجديد الجبان الذي تولى زعامة الحكم و زعامة الاشقياء , ما كان يعرف قط سوى القتل و النيل و الظلم و الغدر و الجبن و حتى بحق اقرب اقربائه , فالعنجهية و الغطرسة و الكبرياء و نجاسة الطبع و سوء الخلق كان من ابرز صفاته المفضلة , و هكذا ساءت اوضاع العراق من سوء الى اسواء , و انهارت العدالة و تحطم البلد تحطيما , جراء كبر حماقاته و فضاعة جرائمه و سوء و قباحة و دناءة نفسه و تصرفاته المشينة , الى ان ادى به المصير في اللجوء و الاختباء تحت الارض و العيش مع امثاله من الجرادين و الصراصير ثم اخيرا اللحاق بمزبلة التاريخ !!!! نعم هكذا اسدل الستار على اخر صفحة من صفحات تاءريخ اشقياء العراق , و هكذا كانت ايضا النهاية الماءساوية المؤسفة للشقي الشهم و المخضرم , شكر ابو الكاز و مجموعته الشرسة المعروفة ...



#عبدالسلام_سامي_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟
- شاهد: فنانون أميركيون يرسمون لوحة في بوتشا الأوكرانية تخليدً ...
- حضور فلسطيني وسوداني في مهرجان أسوان لسينما المرأة
- مهرجان كان: اختيار الفيلم المصري -رفعت عيني للسماء- ضمن مساب ...
- -الوعد الصادق:-بين -المسرحية- والفيلم الأميركي الرديء
- لماذا يحب كثير من الألمان ثقافة الجسد الحر؟
- بينهم فنانة وابنة مليونير شهير.. تعرف على ضحايا هجوم سيدني ا ...
- تركيز أقل على أوروبا وانفتاح على أفريقيا.. رهان متحف -متروبو ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالسلام سامي محمد - شقي العراق و نهايته المذلة المخزية !!!