أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - فهد المضحكي - علي دويغر فناناً تشكيلياً مبدعاً














المزيد.....

علي دويغر فناناً تشكيلياً مبدعاً


فهد المضحكي

الحوار المتمدن-العدد: 4215 - 2013 / 9 / 14 - 10:39
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    



كان المناضل علي دويغر قائداً كبيراً في مجال الفكر والنضال والعمل السياسي.. كان شعلة مضيئة في سماء الحركة اليسارية والشيوعية.. كان كالشجرة المعطاء التي لا يمكن ان تنحني امام رياح التطرف المدمرة والطائفية والانتهازية.. كانت شخصيته هادئة عذبة واعية مدركة لكل تفاصيل العمل السياسي ولأهمية الاستمرار في النضال السياسي السلمي في مختلف معارك الديمقراطية والتنوير والتقدم.. كان مثقفاً موسوعياً.. ومن بين ما تميز به كان فناناً تشكيلياً مبدعاً.
في عام 2002 وتحديداً في العشرين من يناير اجريت معه مقابله قد تم نشرها ــ وقتذاك ــ في الصفحة الثقافية التابعة لأخبار الخليج.. في ذلك اللقاء كانت نبرات صوته مشدودة الى مشاكل الانسان أينما وجد.. كان كلما تلمس البؤس في مدن الفقراء اشتدت تلك النبرات غاضبة.. كانت لوحاته الفنية حكايات عن الزنازين والوجوه الحاملة في الأزقة الضيقة وعن المرأة المكبلة بأصفاد القرون الوسطى والطفولة والاضطهاد والحرية.
قلت له: استاذ علي، علاقتك بالفن التشكيلي كيف كانت البدايات ثم القراءات؟
اجاب: بدأت عندما كنت عضواً في جمعية الفن والأشغال اليدوية في المدرسة الابتدائية الشرقية، حينها كان المدرس المسؤول عن هذه الجمعية الاستاذ احمد قاسم السني ولكن حتى عام 1950 أي عندما ذهبت الى المدرسة الثانوية تبلورت بعض محاولاتي الفنية وتطورت، إلا ان جميعها لا تتعدى الاعمال المدرسية.
أما مرحلة التبلور الفعلي واتساع الرؤية بدأت عندما كنت طالباً في بغداد عام 1959 ادرس في معهد الفنون الجميلة مدة سنة واحدة.. وعلى هذا الأساس تراكمت المعرفة الفنية عندي مما ادى الى اتساع الادراك النظري وبالتحديد عندما تلقيت اصول الفن التشكيلي وتاريخ الفن عامة، اضافه الى الخصوصيات المميزة للمنظور فضلاً عن عدة موضوعات لها علاقة بالرسم. أما بالنسبة الى التجربة العملية التي ازدادت رسوخاً وتجذراً كانت عندما كنت قابعاً في السجن لكوني احد المنادين بالاستقلال في الاعوام 1965، 1966، 1967 وبصورة عامة رسمت لوحات عديدة كثيراً ما كانت موضوعاتها ذات علاقة بالاضطهاد والسجن والحرية والحياة.
قلت له: في رأيك كيف يمكن ان نخلق حركة نقدية تشكيلة في البلاد؟ قال: في الحقيقة ان انجاز حركة نقدية تشكيلة مزدهرة تنطلق اساساً من الاهتمامات الفنية والتي حتماً ستولد مثقفين لهم اهتمامات نقدية وبالطبع هذا لا يسمو إلا بالثقافة الفنية إجمالاً وثقافة الرسم التشكيلي على الاخص، وأن ايجاد منطق نقدي او تقييم فني لابد ان يكون له علاقة بإسهامات الحركة الثقافية في البلاد، فإذا كانت الحركة الثقافية زاخرة ومتنوعة تحيطها الرعاية والاهتمام كان بالامكان ايجاد حركة نقدية كجزء من التطور الثقافي العام، كما لا يفوتني هنا ان الكتابات التي تتطرق الى مسار التشكيل محدودة. وحول طبيعة المشكلة يقول: اعتقد اننا حديثون وأن الفن يعرض على مستوى الاهتمامات البسيطة لان التعليم الاساسي يفتقد التوجيه الوطني والتربية الوطنية، ما دام الفن تربية وطنية بالدرجة الاولى. اذاً هو شعور وحب للوطن، من هنا يتحتم علينا اعطاء التعليم الأساسي نبضاً جديداً ومسيرة جديدة.
قلت له: استاذي الكريم لنبتعد قليلاً عن عالم الفن والتشكيل، هل لك ان تحدثنا عن تبلور الوعي الوطني في ظل الهيمنة الاستعمارية على المنطقة العربية؟
اجاب: في البدء يمكننا القول ان مسألة الوعي الوطني مسألة تأتي نتيجة ظروف ومعطيات متعددة ووفق هذه الرؤية التي تتطلب وجود نشاط وطني واعٍ يحتل موقعاً في قلب الحياة، فمن الخطأ القول ان البلاد وقتذاك لم يسدّها ــ نسبياً ــ وعي تحرري لان وجود حركة الهيئة في الخمسينيات وما تلاها من نهوض لحركة اليسار التي اعلنت التزامها بالواقع المعاش وإشكالياته من خلال رؤية متطورة خطابها السياسي واسع جداً ومدرك للمرحلة التاريخية وكل التناقضات الاجتماعية، وكذلك ما طرحه الخطاب القومي من قضايا تتعلق بالتحرر والوحدة. كل ذلك أسس رؤى قادة على فهم المرحلة الاستعمارية وإن كان هذا الفهم يختلف في درجاته وآفاقه.
قلت له: أي مدى تأثرتَ بحركة الهيئة على المستوى الشخصي؟
قال: هنا لابد من الاشارة الى المد الثوري ايام الثورة المصرية والنضال ضد الاحتلال ومن خلال هذا الواقع كان التأثير مباشراً على الكثير من الشباب الذين كانوا من جيلي وأنا واحد منهم، كنا نتفاعل مع الكثير من الشعارات الوطنية ونحن على مقاعد الدراسة الثانوية، وبدافع الانشغال التام بقضية المضطهدين والاستقلال الوطني. كانت تأثيرات الاعلام العربي واضحة علينا وخصوصاً صوت العرب، فضلاً عن القراءة والاطلاع على ثورات الشعوب.
قلت له: بعد اجهاض تجربة الهيئة وقف المواطن عند مفترق طرق، كيف كان الاتجاه الشخص للاستاذ على؟ عن أي المحطات يمكن ان تحدثنا في هذا الشأن؟
اجاب: لاشك ان الاجابة على هذا السؤال كبيرة ومتشعبة ولا سيما اذا ما دخلنا في التجربة كمسألة ينبض دراستها، ولكن ما اود اقوله وباختصار جداً ان المحطات البالغة الأهمية بالنسبة لي ولغيري من النشطاء السياسيين تمثلت في استمرارية العمل الوطني الذي جذب جماهير شعبية واسعة الى النضال من اجل التحرر والديمقراطية، وكذلك الى التحرك المطلبي للعمال والشبيبة والطلبة والمرأة التي باتت اهدافاً ظلت من الخمسينيات حتى مبادرة سمو الامير بالانفتاح الديمقراطي.
قلت له: من هم الأشخاص الذين تركوا بصماتهم في وجدانك وعقلك سياسياً واجتماعياً وثقافياً؟
أجاب: الأشخاص الذين تأثرت بهم في القضايا المرتبطة بالهم الوطني هم وبالتحديد في عام 1964 إبراهيم محمد فخرو ابن موسى، خليفة خلفان وعامل البناء على مدان.
مات أحد مؤسسي جبهة التحرير الوطني ورائد من رواد النضال السياسي.. مات دويغر.. لكن ذكراه لم تمت، ستظل محفورة في الذاكرة الوطنية.
عزاء لأسرته ومحبيه وللقوى الديمقراطية واليسارية والتقدمية.



#فهد_المضحكي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إيران والتحديات الاقتصادية والاجتماعية!
- الأصولية بين الإرهاب والتكفير.. مرتضى القزويني مثا
- امرأة من جورجيا
- رحل العفيف الأخضر ولم يرحل!
- إدانة الإرهاب مسؤولية وطنية
- الاسلام السياسي والديمقراطية!
- الطائفية واحدة من أخطر الآفات!
- المدينة العربية «صورة لانتكاسة الحداثة»
- احتجاجات تركيا من منظور ماركسي
- حول الأزمة السياسية
- مفهوم الدولة والدولة الحديثة
- مصالح مشتركة
- مستقبل النظام السياسي في إيران.. إلى أين؟
- شهر العسل بين الأمريكان والأخوان لماذا؟ وإلى متى؟
- محمد جابر الصباح قامة وطنية كبيرة
- قانون الجمعيات الأهلية الجديد والقيود الإدارية!
- حول الأزمة الاقتصادية الإيرانية
- يوم المرأة العالمي 2013
- شكري بلعيد.. ضحية قدر المتأسلمين
- أوسكار نيماير


المزيد.....




- نيويورك.. الناجون من حصار لينينغراد يدينون توجه واشنطن لإحيا ...
- محتجون في كينيا يدعون لاتخاذ إجراءات بشأن تغير المناخ
- التنظيمات الليبراليةَّ على ضوء موقفها من تعديل مدونة الأسرة ...
- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - فهد المضحكي - علي دويغر فناناً تشكيلياً مبدعاً