|
رحلة في الذاكرة - ما الأدب ؟ - شهادة ابداعية-
داود سلمان الشويلي
روائي، قصصي، باحث فلكلوري، ناقد،
(Dawood Salman Al Shewely)
الحوار المتمدن-العدد: 4215 - 2013 / 9 / 14 - 09:33
المحور:
الادب والفن
رحلة في الذاكرة ما الأدب ؟ " شهادة ابداعية" داود سلمان الشويلي
السؤال الذي الح كثيرا على ذائقتي الابداعية ، هو : هل الادب محاكاة للواقع ام هو انعكاس له ؟ على الرغم من انني ارى ان العمليتين متشابهتان ، اذا اخذنا بنظر الاعتبار المعنى الحرفي من مصطلحي المحاكاة الارسطية ، والانعكاس الماركسي . وخلال اكثر من ثلاثين عاماً من القراءة الواعية والكتابة الابداعية ، المتنوعتين والذكيتين ، وجدت ان الادب ليس هو محاكاة محض للواقع وفي الوقت نفسه ليس انعكاسا محضا له . ان الواقع الذي قال عنه ارسطو انه المثال المحاكى في الادب ، او الذي قالت عنه الماركسية قد انعكس فيه ، لم يكن هو الواقع نفسه ، لان الادب ليس آلة تصوير فوتغرافية ، وفي الوقت نفسه لم يكن مرآة تعكس هذا الواقع ...وانما هو عالم قائم بذاته ، على الرغم من اقترابه من الواقع الذي ينهل منه ... ومن هنا تأتي صعوبة الدخول فيه (اي في عالم الادب ) على المستوى الابداعي . الادب ، والفن القصصي ( القصة والرواية ) خاصة ، هو محاولة تفكيك ذلك الواقع ومن ثم اعادة بنائه من خلال نبذ بعض عناصره غير الفاعلة واستثمار عناصره الفاعلة ،وادخال عناصر اخرى جديدة ذات فعالية ابداعية مثمرة ، اذ تقوم عناصر النص بهاتين العمليتين ( التفكيك واعادة البناء) بالتضافر مع عناصر الواقع المجتلبة اليه ( كالشخصيات ، والزمان ، والمكان ...الخ ) ، لان للواقع زمنه غير زمن النص ، ويمكن القول نفسه على بقية عناصر النص والواقع ... وكل ذلك ( التفكيك واعادة البناء) يتم داخل اللغة ومن خلالها ، اذ يصبح النص بعد ذلك مدونة لغوية ، كما يقول البنيويين . هكذا فهمت الادب بصورة عامة ، وفن القص بصورة خاصة . اذ لو كان الادب محاكاة ، او انعكاس للواقع ، لكانت عناصر النص تعمل ضمن آلية محددة المسار ، اما وهو غير ذلك ، فأن تلك العناصر ستعمل وعناصر الواقع ضمن آلية متجانسة متضافرة بدعم من النص نفسه الذي يحدد مسارها وكذلك بدعم خلاق من مخيلة ابداعية ، تقوم بتفكيك الواقع لتبني واقعا جديداً، خاصا ً بالنص ، متجاوزا ًللواقع العياني . ان عملتي التفكيك والبناء ، متداخلتان ، متضافرتان ، تتمان عند الانشاء ، وكذلك عند القراءة التي تنتفي فيها الحاجة الى معرفة المنشيء . ومن هذا الفهم للادب ، ولعملياته الابداعية ، كانت نصوصي القصصية والروائية : - ابابيل – رواية . - طريق الشمس – رواية. - التشابيه – رواية. - اوراق المجهول– رواية. - حب في زمن النت– رواية. - المأساة– رواية. - طائر العنقاء – مجموعة قصصية. - احلام المغني الصغير– مجموعة قصصية. اذ ان الواقع الذي قدمته ليس هو الواقع العياني ، المعيش ، الملموس ، المشخص امام حواس الانسان في لحظة زمنية معينة ... انه واقع ابداعي ، قريب من سلفه العياني ، وبعيد عنه في الوقت نفسه ، ومن هنا يأتي القول عند النقد ، النقد الذي يهتم ببناء النص وليس بمحتواه ، او مضمونه ... اذ النقد - والحالة هذه - هو عملية ابداعية مختصة بفحص بنية النص ... اي ان الآليات النقدية (الفاحصة ) تعمل لدراسة وفحص علاقات الترابط بين العناصر ، وعلاقات الاختلاف والاتفاق كذلك بين عناصر الواقع وعناصر النص . ومن هذا المنطلق ، كانت دراساتي النقدية ، والتي يحلو لي دائما - وبوعي تام مني - ان اسميها ( دراسات فحص النص ) او ( تمارين في القراءة ) ، تلك الدراسات التي عنيت ببناء عناصر النص ، وتركيبها ، اما غير ذلك ، فأراه من نافل القول . مثل: - القصص الشعبي العراقي من خلال المنهج المورفولوجي – دراسة – بغداد – دار الشؤون الثقافية العامة -1986 . – الذئب والخراف المهضومة – دراسات في التناص الابداعي – بغداد – دار الشؤون الثقافية العامة- 2001. – الف ليلة وليلة وسحر السردية العربية – دراسات – اتحاد الكتاب العرب – دمشق – 2000 . – الطبيعة في شعر ابي تمام .. - ميتا القصيدة – قراءات في القصيدة العربية القديمة – دراسات. - رشيد مجيد ... انسانا وشاعرا. دراسات منشورة في الصحف والمجلات العراقية. – اشكاليات الخطاب النقدي الأدبي العربي المعاصر- دراسات ادبية. - تجليات الاسطورة - قصة يوسف بين النص الاسطوري والنص الديني . ومن هذا المفهوم للنقد ، خرجت دراساتي النقدية عن ما هو سردي في الابداع . اما بالنسبة لرواياتي وقصصي القصيرة التي ابدعتها ، فهي تطبيق حي لما قلته سابقا في هذه الورقة ، اذ انطلقت تلك النصوص من الواقع العياني الملموس والمشخص ، الا انها خرجت وهي بعيدة عنه ، لانها ليست محاكاة له ولا انعكاس .
#داود_سلمان_الشويلي (هاشتاغ)
Dawood_Salman_Al_Shewely#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عيد بأية حال عدت يا عيد (المتنبي ومصيبة العراقيين)
-
الاحزاب الدينية والحريات
-
حرية الرأي - ج 1
-
حرية الرأي - ج 2 - المناهج الحديثة في دراسة وتحليل ونقد النص
المزيد.....
-
«بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي
...
-
إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل
...
-
“قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم
...
-
روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
-
منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا
...
-
قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي
...
-
رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات
...
-
بعد إصابتها بمرض عصبي نادر.. سيلين ديون: لا أعرف متى سأعود إ
...
-
مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل
...
-
الأطفال هتستمتع.. تردد قناة تنة ورنة 2024 على نايل سات وتابع
...
المزيد.....
-
صغار لكن..
/ سليمان جبران
-
لا ميّةُ العراق
/ نزار ماضي
-
تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي
/ لمى محمد
-
علي السوري -الحب بالأزرق-
/ لمى محمد
-
صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ
...
/ عبد الحسين شعبان
-
غابة ـ قصص قصيرة جدا
/ حسين جداونه
-
اسبوع الآلام "عشر روايات قصار
/ محمود شاهين
-
أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي
/ بدري حسون فريد
-
أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية
/ علي ماجد شبو
المزيد.....
|