أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاتن حسين ناجي - البطل الذي بصق بسخريته في وجه الإنسانية الزائفة














المزيد.....

البطل الذي بصق بسخريته في وجه الإنسانية الزائفة


فاتن حسين ناجي

الحوار المتمدن-العدد: 4214 - 2013 / 9 / 13 - 15:14
المحور: الادب والفن
    


قواعد اللعبة ولعبة القواعد في موسيقى كراسي يوجين يونسكو. فاتن حسين ناجي
ان أدب الحقيقة العارية وأدب الكشف عن كل ماهو مزيف بعيدا عن الواقع الذي يجب ان يكون كان هو أدب يوجين يونسكو الذي يصفه النقاد بانه البطل الذي بصق بسخريته في وجه الإنسانية الزائفة وكشف حقيقتها واثبت انه قناع لأاكثر فكان أدبه هو أدب الحقيقة العارية
ان ميزة مسرح يونسكوهي العبث والاحتجاج على تفسخ القيم وما يترتب على ذلك من مهانة الحياة ليصبح العالم مادة سخرية لاترحم وهذا ماعبر عنه يونسكو في معظم مسرحياته حيث نجد ان اغلب مسرحياته اختلاطا واضحا في المعالم والأمور حتى حروف أسماء الشخصيات وحواراتها تضاربت وأصبحت بدورها هدفا للمحاكاة الساخرة وهذا التضارب المتناقض يعطي مزيجا غريبا من المفردات حيث تصبح لعبة المسرحية واضحة لاتخفى على احد ونجد ريتشارد. ن. كو في كتابة" يونسكو" يؤكد على ان مسألة التضارب والاختلاط يؤدي الى تناقض واضح وتناول في مواقع الشخصيات وهذا كله يولد (تفاهات) بحسب قول ريتشارد. ن. كو وهذه التفاهات تولد تشويهات وتلجا كل هذه التضاربات والتشويهات الى السخرية ويؤكد على ان تفاهات يونسكو يناقض بعضها بعضا وتقلب بعضها البعض ويتشابك بعضها في بعض وهي تلجأ الى التشويهات البلى تشويه؟ والألفاظ البراقة الجديدة وتصبح (قواعد اللعبة) (لعبة القواعد) ويحدث أحيانا ان تلجأ هذه التشويهات نفسها الى السخرية ولكن الإصرار على محتوى ساخر للابتذالات التفاهات إنما بسلب جدل يونسكو من محتواه الرئيسي حيث ان تفاهات يونسكو تدمر نفسها بنفسهامن ذلك تدرك ان تفاهات يونسكو ماهي الاسخرية من الابتذلات والسخافات والتفاهات في ذلك العالم المرفوض من قبله وان وصفه ريتشارد بغير ذلك الوصف.
ومسرحية الكراسي التي تصور لنا الشخصيات قد سلبت من كل شئ حتى ذاكرتها فأصبحت ضائعة لاتعرف حتى من اين تسلك الطريق الصحيح ومن أين يمكن الذهاب إلى تلك المدينة التي كانت تدعى باريس واليوم قد تغير حتى اسمها. ورغم ذلك هذه المسرحية لايمكن اعتبارها مسرحية كوميدية بل هي مسرحية تراجيدية بالمعنى الصريح ولكن (تراجيديات الإنسان نفسها ساخرة في جوهرها فمسرحية الكراسي تنتهي بموسيقي النصر التهكمية المغروفة على الطريقة المتبعة في احنفالات الأسواق الحدث الساخر). وهذه المسرحية رغم طابعها التراجيدي فهي مسرحية رافضة لكل مايحيط بالإنسان من زيف وأقنعة لاحدود لها فنهاية المسرحية التي تؤكد على موسيقى النصر عندما تعزف في غير مكانها لاتكون سوى حدث متناقض يثير السخرية.
ويونسكو في مسرحية الكراسي استخدم تكنيكا دراميا بارعا يجرد فيها لحوار بطريقة تفضح عقم اللغة وخواصها وعيشتها وما انهيار اللغة هنا إلا انعكاس لانهيار اسس التفكير البشري حيث تصار اللغة كوعاء للفكر البشري وتصبح وسيلة لعزل الإنسان. وهي قد فشلة كوسيلة للتفاهم بين الناس في هذا العالم المعقد لعجزها عن التوصيل الحقيقي فعزلت الإنسان عن الانسان
لذا نجد ان تهشيم اللغة في مسرحيات يونسكو ماهي الاسخرية ومحاكاة ساخرة عن تلك اللغة الموجودة في الواقع والتي أصبحت عاجزة حتى عن توصيل الإنسان بالإنسان الآخر. فمسرحية الكراسي من المسرحيات الساخرة التي حاول بها يونسكو ان يعبر عن ذلك الفراغ الذي يملئ نفوس الأفراد جراء الفشل والاخفاق وهذا مايعبر عنه في اغلب مواقف هذه المسرحية (ان منهج يونسكو في الكراسي بدلا من ان يبني وهما شبه واقعي ثم يزعزعه بموقف لا واقعي وهو الموقف المستحيل، ثم يطور هذا الموقف بقدر مايحتمل هذا الموقف ولا يزال موقفا مستحيلا)
السخرية من الواقع السطحي الذي جعل جميع الأفراد يصبحون دمى بلا ارادة شخصياتهم عبارة عن قوالب جاهزة من المجتمع يدخلون فيها دونما وعي لربما هي الميزة الأساس في مسرحيات يوجين يونسكو الذي يحاول من خلالها رفض ذلك الواقع المتناقض الذي عبر عنه يونسكو من وجهة نظر الباحثة بالتناقض أيضا والتنافر والابتذال في الرؤى وفي المواقف الذي يريد من خلالها ان يفجر السخرية العنيفة التي تلامس عمق المأساة الإنسانية فعندما كتب يونسكو عام 1952 مسرحية الكراسي (كان العالم بنظره غير واقعي وغير حقيقي ولقد أراد ان يعبر عن طريق شخصياته المسرحية عن شخصيات الواقع التي لاتحمل سوى الالام والندم والاخفاق والقشل وضواء حياتها الساخرة حيث تبدو الكائنات غارقة في اللامعقول فتصبح مثار للسخرية)



#فاتن_حسين_ناجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قواعد اللعبة ولعبة القواعد في موسيقى كراسي يوجين يونسكو.


المزيد.....




- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...
- الإعلان عن وفاة الفنان المصري صلاح السعدني بعد غياب طويل بسب ...
- كأنها من قصة خيالية.. فنانة تغادر أمريكا للعيش في قرية فرنسي ...
- وفاة الفنان المصري الكبير صلاح السعدني
- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...
- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاتن حسين ناجي - البطل الذي بصق بسخريته في وجه الإنسانية الزائفة