أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فاتن نور - ولماذا لا اسخر؟















المزيد.....

ولماذا لا اسخر؟


فاتن نور

الحوار المتمدن-العدد: 1204 - 2005 / 5 / 21 - 10:06
المحور: كتابات ساخرة
    


(الفضائية القطرية والتربية الصحراوية الاسلامية...)
العالم يتسارع من حولنا ..فهو متحرك ثائر..
الثورة المعلوماتية اكتسحت الأرض طولا وعرضا..
الثورة التكنولوجية ومنظومة الآتصالات العالمية متفجرة نحو المزيد..
نحو انكماش البعد الزمني والمكاني.. وتشابه صور وأطر المؤسسات.. والأندماج العالمي والذي يطل علينا من تحت مظلات العولمة..
اتحادات وتكتلات سياسية واقتصادية تتشكل للوقوف امام تحديات العصر.. لا ترى للدين فيها من اثر فهو المنشغل بهامشه الروحي المتعثر
اسواق مشتركة لاتشم فيها رائحة الطائفية والتحزبات اللاهوتية، للوقوف على مسرح الحياة بجبروت الطبل الأقتصادي
حركة.. تسارع ..تنامي ومحو...فهناك من استرسل في محو الأمية بشقها العلمي..
وهناك من لا زال يرزح تحت قبوها وبالشق الأبجدي إن صح التعبير..
العالم الاسلامي امام التحديات المثيرة وامام الفجوة الآخذة بالإتساع بينه وبين واقعنا المعاصر والتي اصبحت كفوهة بركان..
مازال يتمغط .. بلى انه يتمغط .. وبمعايير الصحراء والقبيلة من جهة....
ومعايير التربية الإسلامية وضرورتها وبآفاق عالم البداوة والترحال على ظهور الجمال من جهة اخرى

الفضائية القطرية من الفضائيات الناطقة بالضاد لتلقين المسلمين كيفية مجابهة كل التحديات وبطريقتها الخاصة..
على شاشتها الغراء يطل علينا الوجه الوسيم ويسبق اسمه كلمة (الدكتور)!..ببرنامجه التربوي(الفقه المُيسر)..
دعونا نرى فحوى تلك الأطلاله الجليلة وقيمتها ونحن نعيش في صولات الألفية الثالثة ومتغيراتها:

الأستاذ الدكتور الفاضل تحدث عن آلية مهمة جدا في حياة الانسان المسلم...الا وهي آلية التغوط
ضرورة تلك الآلية تنبثق من كونها ضرورة يومية.. التساؤلات حول تلك الآلية كثيرة ومتشعبة .... وحسب طرح الدكتور

(( هل تعلم عزيزي المسلم كم مترا يجب ان تبتعد في الصحراء (بماء او بغيره) لقضاء الحاجة؟
هل تعلم ماهي ضرورة الإبتعاد وماهي الأسباب الدافعة له؟
إن كنت تعلم بأن الإبتعاد في العمق الصحراوي بسبب ضرورة اخفاء العورة وحجبها عن الأعين فقط ، فأنت على خطأ!!
لا تنسى بأن طبيعة الجلوس ذاتها حين قضاء الحاجة غير مستحبة!!
والريح قد تنقل بعض الروائح والأصوات إن لم تبتعد بالقدر المناسب..
( لحل الأزمة يستحسن وضع معادلة لإحتساب مسافة الإبتعاد المطلوبة وطبعا العوامل المتغيرة لتلك المعادلة كثيرة..مثل سرعة الرياح.. طبيعة حركة الأمعاء..امكانية االسير قبل الترفق..الخ)
عزيزي المسلم لا تتوجه نحو القبلة عند التغوط في العمق الصحراوي..(ربما البوصلة تنهي المشكلة!)
ويأتي المثال..
ودخل احدهم على رسول الله وكان يتغوط (كما اورد الدكتور) متجها نحو القبلة..
وكان رد الرسول على تساؤل من رأى واقع الحال: في المباني يجوز!!....))

ويطل علينا الدكتور في يوم آخر ليتحدث عن البيتزا واشياء اخرى من جهة..
وعن التسامح واللين في الدين الآسلامي من جهة اخرى..اختصر بعض متناقضات الحديث وسذاجته في التالي:

(( لا تشدد على نفسك ايها المسلم..فليس من الضروري اكل بيتزا الخضار في بلاد الكفار...
باللحم يجوز عدا لحم الخنزير..(الدكتور يحاكي المغتربين في بلدان الغرب ويستقبل رسائلهم على البريد الألكتروني.)..
لكن لو وددت اكل بيتزا الخضار فلا بأس،
بشرط ان لاتكون على دراية بأن السكين المستخدمة لتقطيع الخضار كانت قد استخدمت لتقطيع لحم الخنزير.. إن كنت لا تدري فلا حرج حتى وإن !! ..
يجوز استخدام أواني الكفار بعد ان تنظف بشرط ان تنظف بالماء!..
حيث ان الإكتفاء بمسحها بخرقة قماش سوف لا يزيل نجاسة لحم الخنزير فيما لو كان قد طهي او قدم بتلك الأواني!..
الأسلام دين السماحة وقد اجاز التعاطي مع الكفار في الأكل والمشرب وكيف لا وقد اجاز سلفا التناكح معهم..
ولا يخفى فأن تمازج اللعاب والعرق قد يقع بين المسلم والكافر عند التناكح!.. انه دين اليسر ....))




اما من هم الكفار موضوع الحديث فكما اورد الدكتور هم اهل الكتاب من المسيحيين (واليهود طبعا وإن لم يذكرهم ..او قل لربما لم انتبه بسبب كم المعلومات الهائل والغني! ).. فقد اوضح كفرهم وبرهن عليه بعبارته: وهل اشد كفرا ممن يدعي ان المسيح ابن الله؟
فهم اذن كفار وبشدة! من وجهة نظره العريضة،ولو انه اجاز التناكح معهم وامتزاج سوائلهم الجسدية بطهارة سوائل المسلمين!.. ولكن يبقى تاريخ السكين (والتي تقطع بها الخضار واللحوم) في غاية الأهمية ، حيث ان امتزاج سوائل الكفار بسوائل المسلمين يدخل في بوابة آلية النكاح ومنطقها المفتوح، أما امتزاج مخلفات غير مرئية من لحم ودم الحنزير (قد تكون عالقة بالسكين) مع الخضار المقطع بها، فله آلية على ما يبدو اقل انفتاحا من آلية النكاح...وللضرورة احكام!

فضائية وميزانية مالية ضخمة..ووقت من ذهب.... كوادر تقنية.. وكاميرات ..و..و..و.. وتحديات المرحلة الراهنه وصراع الحضارات والأديان... لذا فالمسلم يجب ان يرتقي ويرتفع لمستوى التحديات بسلاح العلم والمعرفة والتربية والتهذيب .. وكيف يرتقي المسلم إن لم تباركنا الفضائية القطرية (وامثالها) مشكورة بأطلالة الدكتور امام جهاز كومبيوتر وعلى مكتب فخم وفي ستوديو يصهل بالجديد والنفيس المستورد ، ليعلم الأمة الاسلامية كيفية المجابهة بآلية التغوط الصحراوية ومعايير التسامح بين الأكل مع الكفار والتناكح معهم؟
ولا ادري كيف ارتضت الحكومة القطرية بأن يُنعت اهل الكتاب ومن على شاشتها بالكفار وهي تستضيف معسكراتهم بصدر رحب! ( رحابة الصدر قد تدخل في قاموس التسامح الاسلامي... وربما الاستضافة الدائمية لهم من هذا الباب!!. ولحم الخنزير يبقى الأهم مع السكين .. اشيد وانادي لتدوين تاريخ السكاكين لنكون على بينة.. ولابد من فقهاء وفتاوى حول آهلية السكين ومدى صلاحيتها لخدمة المطبخ الآسلامي بعد تاريخ حافل بالسوابق!!)


الى من يتحدث فضيلة الشيخ الدكتور؟
من لديه جهاز تلفاز ويلتقط فضائية لا يسكن العراء..
ومن يسكن العراء لن يصله صوت الدكتور التربوي.. فلابد من حملات ميدانية صحراوية لترسيخ تربية التغوط وانماطها وفي الخلاء!!...
واين ذهبت الفطرة؟
الحيوان بفطرته يبتعد لقضاء حاجته ومن ثم ينظف مؤخرته فلا مشايخ ولا شهادات عليا تظهر على الفضائيات لتربيتهم وتهذيبهم في هكذا مجال مفروغ منه..
يقال لكل قاعدة شذوذ ولربما الآنسان المسلم في نظر الدكتور هو الشاذ عن قاعدة الفطرة!..والمجاهد من اجل معرفة تاريخ استخدامات الأواني والسكاكين .. فأستقطع من وقته لتعليم ابجديات الصحراء عبر فضائية مجهزة بأحدث التقنيات ومُستهلِكة لنتاجات الكفار التكنولوجية....

الآسلام ما زال بثقافة النصف الصحراوي....والى الأمام يمضي الزمن تاركا الصحراء وراءه للمتغوطين بين رمالها..والرافضين لأي سكين بتاريخ غير مشرف!!
نعم لنبدأ من الصفر في تهذيب ذواتنا... وابتداءا من التغوط ومرورا بالسكين الطاهرة ثم صعودا الى البيتزا الآسلامية..
ماذا يقول فضيلة الشيخ بشأن السكاكين المستخدمة لنحر البشر؟
هل يجوز استخدامها لتقطيع الخضار ؟
وماذا يقول عن جياع العالم واغلبهم من المسلمين؟ هل نحدثهم عن بيتزا اللحم والخضار وآلية التغوط وبطونهم فارغة؟
هل انتهت مشاكل الأمة الأسلامية بقائمتها الطويلة وتربعت على عرش الأنتاج الفكري والعلمي تاركة الاستهلاك لمهرجي العالم!،
ولم يبقى سوى ان نقف وقفة صفاء وآخاء مع ما تلقفه افواهنا وما تلفظه مؤخراتنا؟
انها معضلة..
فقد ارتبط الاسلام بالأرهاب والتطرف والعنف،
كما ارتبط اتباعه بالجهل والتقوقع وعدم فهم الآخر..ربما بسبب برامج الفقه الميسر والفقه المعسر وماشاكلها!!
والحق يقال بأن نعتهم بالكفار ومن على الفضائيات يستحق مثل هذا الربط بجدارة وبثقله فقط..وما خفي كان اعظم

حمدا لله سأقول..
فقد تيسرت لنا آلية التغوط الصحيح،
وانتهت اشكالية البيتزا والسكين والتقطيع بأنبثاق آلية الماء والتغطيس..
وبأفئدتنا ومذّ قرون ترسخت آلية التسبيح
ولم يبقى سوى ان ننطلق..
والى الأمام بمزيد من الآليات لمواجهة عصر التحدي والتدنيس!! ..



فاتن نور
05/05/20



#فاتن_نور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نفحة ٌ.. من أور
- القدس.. التهويد.. ومواء القطط
- ميزوبوتاميا..ودواليب الخزف
- الحركة العمالية العراقية.. بين زمنين
- عراق (الدين) والمصباح السحري
- بين دجلة.. واسرارها
- حُب ورسالة.. بمفردات سياسية..
- من تداعيات فوضى المدائن
- في العراق.. صراع حتى النخاع
- دغدغني.. ياعراق...
- !أما أن اذبح وزتي أو...مليون في جيبي
- المرأة..وزوايا بلا اضلاع..
- العرب.. وفن التناسي والنسيان
- الصدر..مبدأ الإستحالة..وشهادة غرّاء
- لا اسأل كل كُردي ولكني... اتسائل
- الربيع قادم....ربما من عطر دوكان
- هل بيننا من يلعن نعمة الحواس؟
- بندقية ٌخرساء.. وثعبان
- الضرب.. بين الكرامة والتأديب والفحولة
- حينما كنتُ حسناء...


المزيد.....




- الفنان السعودي حسن عسيري يكشف قصة المشهد -الجريء- الذي تسبب ...
- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...
- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...
- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فاتن نور - ولماذا لا اسخر؟