أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل نجيب - فصائل الخطوط الحمراء














المزيد.....

فصائل الخطوط الحمراء


ميشيل نجيب
كاتب نقدى

(Michael Nagib)


الحوار المتمدن-العدد: 4212 - 2013 / 9 / 11 - 20:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إن حجم الخطر المنذر بنتائج مآساوية على الوجود المصرى وصل إلى قمته بما تفعله الجماعات الإرهابية فى المجتمع المصرى، بينما يتعامل معه الإعلام والنخبة الثقافية والدينية وكأنهم يقومون بوصف أحداث مباراة فى كرة القدم، فما يحدث من القتل والتخريب والتدمير العمدى للبنية التحتية لمؤسسات الدولة وأقتصادها ليس ذى بال، ولا يمثل خطراً على الإنسان أو الدولة ذاتها وإنما الذى يشغلهم ويسرق النوم من عيونهم، هو أن المادة الثانية من الدستور خط أحمر وكأن أكثر من ثمانون مليون مواطن مصرى سيفقدون حريتهم وحقوقهم الدينية إذا تم الأعتداء على هذا الخط الأحمر كما تقول وتهدد الجماعات الإسلامية التى يعرف الجميع تاريخها الإرهابى ضد شعب مصر، رغم أنه لا خلاف عند أى مصرى على إيمانه الإسلامى لكن نتيجة السذاجة النخبوية أمام الخطر الأصولى لتلك الجماعات المتطرفة، والتغاضى عما ينادون به أصبحت أصوات تلك الجماعات معترف بها من أصحاب الأيادى والعقول المرتعشة.

يكفى أن نسترجع بعض ما يصدر عن تلك الأحزاب والجماعات الدينية مثل" فيما أعلنت أحزاب تحالف دعم الشرعية الذي تقوده جماعة الإخوان المسلمين، ترحيبها بأي مبادرة سياسية لحل الأزمة الحالية، شريطة أن تحافظ المبادرة على عدم إقصاء أي فصيل إسلامي من المصالحة السياسية"، ماذا تعنى تلك الأحزاب الدينية فى عبارتها" عدم إقصاء أى فصيل إسلامى"؟ هل تم تقسيم الإسلام فى مصر إلى فصائل إسلامية مختلفة؟ والإسلام فى الدستور سيكون إسلاماً واحداً أو إسلام متعد الفصائل؟ بدلاً من تأكيد حرية العبادة يحاولون تأكيد وجود فصائل إسلامية منها الإرهابية والباقى لم يحاولوا وصفها لنا، وهل تتبعهم أم لها أيديولوجيات أخرى؟

لن يكون المسلم مسلماً بدون وجود تلك العبارة فى المادة الثانية فى الدستور؟ إذا حذفت تلك العبارة هل سيتحول مسلمى مصر إلى كفار؟ بالطبع لا لكنه التعصب والتطرف وإثبات وجودهم وأنهم الوحيدين الذين يريدون إنقاذ الهوية الإسلامية، وكأن ملايين المسلمين فى مصر ليست لديها الغيرة مثلهم، إلى هذه الدرجة أصبح الهوس والأوهام والوساوس العصابية التى يختلقها أفراد تلك الجماعات المتطرفة تصيب كل ذى عقل رشيد فى دولتنا المصرية؟ لماذا لا يعمل الجميع على تأكيد أن حرية ممارسة العبادة هى خط أحمر للجميع؟

إذا كان كل مصرى لن يشعر بكونه مسلماً إلا بكتابة تلك المادة الثانية بالدستور، إذن نحن أمام كارثة خطيرة تشكك فى عقيدة الملايين وتجعل إيمانهم الدينى الإسلامى لا قيمة له بدون هذه المادة، وهذه الكارثة أبتدعها الدكتاتوريين والأستبداديين من رجال السياسة والدين لخدمة مصالحهم والهيمنة على الشعوب بأستغلال الشعارات الإسلامية التى يجيدون توظيفها فى الوقت والزمن المناسب، بل قامت تلك الجماعات بتصوير أن خلو الدستور من تلك المادة يعنى إنتزاع وتدمير الهوية الإسلامية للدولة وللمسلمين مما يعنى أن عليهم الدفاع عن تلك المادة بالحرب والجهاد ضد من أعلنوا الحرب على الإسلام بسبب وجود أو عدم وجود المادة الثانية من الدستور، وهى أفكار أصولية تعيش على خلق المعارك والحروب بسبب بضعة كلمات قيلت هنا أو كتبت هناك، فى دستور أو فى صحيفة أو مجلة أو كتاب يعتبرونها نقداً أو إهانة لا يجب التصريح بها لذلك يقومون بإشعال مشاعر المؤمنين للخوض فى معارك يذهب ضحيتها المواطنين الأبرياء.

إن التغرير بالأبرياء من المسلمين بأن يقفوا إلى جانب تلك الجماعات الإسلامية التى تسمى نفسها جهادية، هذا التغرير تحت أسم حماية الدين من حروب الملحدين والصليبيين على الإسلام، هو الذى يعطى الحياة لأولئك الإرهابيين الذين يعيشون فى حماية المسلمين الأبرياء، ويرفضون التبليغ عن هؤلاء القتلة لأنه تم غسل عقولهم بأن حمايتهم للقتلة أو المجاهدين أو أنصار بيت المقدس هو حماية للإسلام من أعدائه، وللأسف سيستمر الأرهابيون فى أعمالهم ما دام المواطنون المسلمون يتركونهم أحراراً يختبئون بجوارهم دون التبليغ عنهم للجهات الأمنية والحكومية، نعم ستستمر العمليات الإنتحارية ضد شعبنا المصرى ويتركون أعداء الوطن إسرائيل ويسمون أنفسهم جماعة أنصار بيت المقدس، ويا له من عار على كل مصرى يرفض مساعدة القوات المسلحة والأمنية فى القضاء على هؤلاء المجرمين الذين بدلاً من توجيه سلاحهم إلى صدر الشعب الإسرائيلى فى بيت المقدس، يقومون بتوجيهه غدراً وخيانة إلى صدر المصريين المسلمين إخوانهم!!
أى منطق هذا؟؟؟
إن القضية هى قضية تلك الجماعات والفصائل التى تسمى نفسها إسلامية تريد هدم الوطن والمواطن لتطبيق ما تريد تطبيقه من شرائع وقوانين بالقوة والإرهاب وإخضاع المواطنين القسرى لثقافتهم المتخلفة الآتية من ظلام العبودية والعشائرية الصحراوية، وحين تضرب بإرهابها لا تفرق بين ملحد او مسلم فالكل فى نظرهم يستحق القتل لأنهم ليسوا من أنصارهم ولا من إخوانهم.

إن الخط الأحمر الوحيد هو أن تحيا مصر ويحيا شعبها فى ممارسة عباداتهم وأديانهم بحرية يكفلها لهم الدستور والقانون.



#ميشيل_نجيب (هاشتاغ)       Michael_Nagib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تفجير مصر وضرب سوريا
- فلسفة ديموقراطية الإرهاب
- معقل الجماعات الإسلامية
- الببلاوى والتصدى للجزيرة
- السيسى القائد الوطنى لشعب مصر
- نصر حجاج وتكريس الفوضى بالتفويض
- حكمة الفوضى والتفويض
- ميدان التحرير والعبور الثورى
- أوباما رجل الجهاد والإرهاب
- ثقافة طيور الظلام
- إنقلاب الإرادة الشعبية
- ديموقراطية الإرهاب الإخوانى
- شكراً شباب التمرد
- ديموقراطية الشباب الحضارى
- بركان الرفض والغضب
- إرحلوا حقناً للدماء
- الحرب العالمية صفر
- تمرد ترفض الجلوس مع قاتل
- رسالة الدبلوماسية الأثيوبية
- محنة العقل الغيبى


المزيد.....




- صحفي إيراني يتحدث لـCNN عن كيفية تغطية وسائل الإعلام الإيران ...
- إصابة ياباني في هجوم انتحاري جنوب باكستان
- كييف تعلن إسقاط قاذفة استراتيجية روسية بعيدة المدى وموسكو ت ...
- دعوات لوقف التصعيد عقب انفجارات في إيران نُسبت لإسرائيل
- أنقرة تحذر من -صراع دائم- بدأ باستهداف القنصلية الإيرانية في ...
- لافروف: أبلغنا إسرائيل عبر القنوات الدبلوماسية بعدم رغبة إير ...
- -الرجل يهلوس-.. وزراء إسرائيليون ينتقدون تصريحات بن غفير بشأ ...
- سوريا تدين الفيتو الأمريكي بشأن فلسطين: وصمة عار أخرى
- خبير ألماني: زيلينسكي دمر أوكرانيا وقضى على جيل كامل من الرج ...
- زلزال يضرب غرب تركيا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل نجيب - فصائل الخطوط الحمراء