أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - بدر الدين شنن - اللحظة السياسية داخل وخارج الأسوار السورية















المزيد.....

اللحظة السياسية داخل وخارج الأسوار السورية


بدر الدين شنن

الحوار المتمدن-العدد: 4212 - 2013 / 9 / 11 - 12:44
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


معطيات اللحظة السورية الراهنة ودلالاتها ، كثيرة ، متسارعة ، ومعقدة . إلاّ أن المتابع الجاد لها يستطيع القول .. إن ضجيج طبول الحرب ، قد غطى على أصوات عشاق الديمقراطية وحقوق الإنسان ، ويكاد أن يلغي قيمها من اهتمامات الشارع السياسي .
والأهداف الدولية الحقيقية للحرب ، التي باتت تطرح علناً ، مثل تقويض الجيش السوري والدولة السورية ، وتدمير مخزون السلاح السوري الستراتيجي بكل أنواعه لصالح أمن إسرائيل ، واستيلاء الاحتكارات البترولية الكبرى على الثروات الطبيعية السورية ، محت ما أعلن سابقاً .. استعراضياً .. وذرائعياً .. حول الغيرة العارمة على ضحايا استخدام السلاح الكيميائي في ريف دمشق .
كما أن صور وحركات الأساطيل والحشود الحربية المتنوعة لاسيما الصوارخ ومضاداتها ، والتصريحات الاستفزازية والتحريضية الملوحة بقرب الضربة العسكرية ، الأمريكية ـ الأوربية ـ العربية الرجعية ـ الإسرائيلية لسوريا ، قبل صدور نتائج تحقيقات لجنة التحقيق الدولية حول استخدام السلاح الكيميائي في ريف دمشق ، ودون قرار من مجلس الأمن الدولي ، التي كررت مشاهد ومناخات الزمن الاستعماري ، وحروب العدوان على الشعوب في القرن الماضي لتدمير كياناتها ونهب ثروتها ، نسفت ما كان مطروحاً حول الحوار والحل السياسي للأزمة السورية .. أو جمدته إلى أجل مجهول .

وفي غمرة مناخ الحرب .. وضجيج طبول الحرب .. انزوى بعض منظري الحرية وحقوق الإنسان " المحترفين " في الداخل والخارج وهمشوا أنفسهم ، مبتعدين عن تحمل مسؤولياتهم الوطنية والإنسانية ، وبعضهم الآخر انحاز علناً إلى دعاة الحرب .. وإلى الحرب .. أملاً فيما يمكن أن تجلبه لهم من مكاسب ومناصب .. بديلاً للوطن والديمقراطية معاً ، وآثروا في عملية تفاضلية ، العدوان الخارجي على بذل كل الجهود لوقف المعارك في حرب الداخل ، وفتحوا أذرعهم لاحتضان أي غاز أو محتل لأرض الوطن .. ولو كان هذا الغازي أو المحتل هو إسرائيل .

وأصبح الحديث عن التغيير .. وعن " إسقاط النظام " .. وعن الديمقراطية وسط الجري لملاقاة الحرب العدوانية وتداعياتها على الوجود الوطني .. أصبح نافلاً ومكروهاً . ومن ما زال من المعارضة يتمسك بمفردات سياسة ما قبل قرع طبول الحرب .. والتهديد الجاد بالحرب .. صار مجال مهزلة .. لاسيما من يتحدث الآن ، واضعاً ، الاستبداد ، ويقصد النظام ، والعدوان الخارجي على قدم المساواة كعدوين للشعب السوري .

وتؤكد أبرز معطيات اللحظة السورية ، أن الحرب السورية ، لم تنتقل ، بعد إعلان الرئيس الأمريكي، أنه ما زال وسيبقى سيد العالم .. في السياسة .. والاقتصاد .. وتقريرمصير الشعوب .. وبيده مفاتيح السلم والحرب ، وأنه سيخوض حرباً شرق أوسطية بدئاً من سوريا ليبرهن على ذلك ، لم تنتقل هي لوحدها إلى مرحلة امتحان الحرب الكونية ضمن أسوارها ، وإنما انتقل العالم عبرها إلى هذا الامتحان وعلى مداه الجيو سياسي الاقتصادي. بمعنى أن الحرب السورية ، التي يتداخل فيها .. الوطني والديمقراطي .. القومي والمذهبي .. الديني والعلماني .. الإرهابي والإنساني .. بتلاوين ومفاعيل متعددة ، ويتداخل فيها الإقليمي والدولي .. السياسي والاقتصادي .. بأشكال وأدوات غير مباشرة ، لم تعد الخصوصية السورية تحدد مساراتها وتتحكم بمآلاتها ، بل إن سيرورتها المتسارعة نحو توظيفها من قبل عمالقة العالم في صنع تحولات دولية كبرى ، قد تدحرجت خارج أسوارها ، وفرضت على اللاعبين الكبار الأساسيين ، أن يلعبوا أدوارهم بأنفسهم ، دون وكيل .. ودون تمويه ، وأن يتأثر العالم كله بالحرب السورية وتداعياتها الدولية العسكرية المدمرة .

ولهذا تتسابق استعدادات الحرب ومبادرات السياسة ، للوصول إلى صيغة سورية جديدة . وفي هذا السياق كان الروسي والأمريكي سيدا الموقف ، اللذان يتقاسمان المسؤولية الدولية التاريخية إن في الحرب أم في السياسة ، وهذا ما يفسر سرعة المبادرة الروسية " الكيميائية " حول السلاح الكيميائي السوري ، وسرعة الاستجابة الأمريكية الأولية لهذه المبادرة . بيد أن هذا لايعني أن الحرب الأمريكية الدولية المباشرة على سوريا قد ألغيت ، إذ يمكن استخدامها كقرينة تعزز اتهام الحكومة السورية بارتكاب المذبحة الكيميائية في ريف دمشق ، وتقوي مسوغات العودة إلى تسخين مشروع الحرب .

* * *

على أن اللافت بحق في اللحظة السورية الراهنة ، هو تنديد " بابا الفاتيكان فرانسيس الثاني " ، بمعرض رفضه للحرب على سوريا ، بالحروب " التجارية لبيع الأسلحة " . ما يلفت إلى دور الاحتكارات الدولية العابرة للقارات ( الرأسمالية المالية ، والبترولية ، وصناعة الأسلحة ) وبشكل خاص احتكارات صناعة الأسلحة ، بكل أنواعها ، البرية ، والبحرية ، والجوية ، والالكترونية ، والفضائية ، في صناعة الحروب ، وتكامل الأدوار فيما بينها ، لفرض هيمنتها على الشعوب ونهب ثرواتها . تؤكد على ذلك ، المعلومات المتسربة عن قبول أوباما ، لكسب أصوات أعضاء الكونغرس العملاء لمجمعات صناعة الأسلحة لحربه على سوريا ، بتوسيع أهداف ومساحة وتكاليف هذه الحرب ، ليستهلك الجيش الأمريكي مزيداً من الأسلحة ، وتقديم طلبات مشتريات سلاح جديدة .

الأمر الذي لابد أن يفضح التنسيق والتكامل بين شركات صناعة الأسلحة والشركات البترولية ، المفتوحة شهيتها على مخزون سوريا من الغاز والبترول بحراً وبراً . كما يدل على نوعية الارتباط التحالفي الامبريالي الغربي مع الأنظمة العربية القبلية الرجعية ، التي تتحالف بوقاحة مع القوى الغربية لتدمير بلدان عربية أخرى ، كما حدث في العراق وليبيا واليمن وكما يحدث الآن في سوريا . فهذه الأنظمة من خلال ثرواتها البترولية والغاز ، وعوائدها ، المتشابكة مع الاحتكارات البترولية والرأسمل المالي ، صارت جزءاً من منظومة الغرب الاميريالي في حقلي الطاقة والرأسمال المالي . فحسب آخر المعطيات المصرفية ، إن عوائد المملكة السعودية البترولية الموظفة في الولايات المتحدة وحدها تبلغ ( 5 , 3 ) تريليون دولار . وهناك مبالغ إماراتية وكويتية من العوائد البترولية ، موظفة في أمريكا ودول الغرب تبلغ أرقاماً خيالية أيضاً .

وإضافة للشراكة البترولية والمالية المريبة بين الدول الخليجية والدول الامبريالية ، فإن الدول الخليجية تقوم بشكل لافت بشراء كميات كبيرة من الأسلحة الأمريكية والبريطانية والفرنسية ، وتشترك بلعبة التخويف من " البعبع " الإيراني لتسويغ مشترياتها المفرطة من الأسلحة المشروطة بعدم استخدامها ضد إسرائيل . وعندما نعرف طبيعة العلاقة التشاركية العضوية بين مجمعات صناعة الأسلحة والاحتكارات البترولية والرأسمال المالي ، نعرف خلفية التحرك الغربي العربي الرجعي ، لتوجيه ضربة لسوريا ، ونعرف خلفية المذبحة الكيميائية ، المدانة بمقاييس كل القيم ، أياً كان منفذها ، في ريف دمشق ، التي دفع ثمنها عشرات الأطفال الأبرياء ، والتي إن وقعت الحرب بذريعتها ، سيدفع ثمن مسؤوليتها مئات الآلاف من السوريين الأبرياء بصواريخ " الانسانية " الأمريكية وحلفائها .

* * *

في أوسط الخمسينات من القرن الماضي ، عندما كانت سوريا تقاوم حصار حلف بغداد الاستعماري ، الذي كان يضم ( تركيا ، إيران ، باكستان ، العراق ، فرنسا وبرطانيا ) تسانده كل من أمريكا وإسرائيل ، قام الرئيس السوري آنذاك شكري القوتلي بزيارة إلى الهند . وأثناء لقائه بعدد من الشخصيات الهندية ، سألوه : كم يبلغ عدد سكان سوريا ؟ وعندما أجابهم : ثلاثة ملايين .. ذهلوا . ومرد ذهولهم يعود إلى مقارنة خاطفة بين إمكانيات الشعب السوري وإمكانيات دول حلف بغداد التي تحاصره من الجهات الأربع ..

وصمدت سوريا .. وأسقطت الحصار .. وانتصرت على حلف بغداد . وكان انتصارها من العوامل العامة ، التي لعبت دوراً مؤثراً في سقوط حلف بغداد ، الذي حققه الشعب العراقي بقيادة قواه الثورية وفي طليعتعا الأحرار في الجيش العراقي بقيادة الزعيم الراحل عبد الكريم قاسم .. وسقط مع حلف بغداد النظام الملكي وركيزته العميل الصهيوني نوري السعيد . وبعد سنوات أسقط الجيش التركي عدنان مندريس ، وأسقط الشعب الايراني الشاه المتصهين المتغطرس ..

وستبقى سوريا .. ورغم كل الحشود الاستعمارية والرجعية والاسرائيلية .. والتهديدات بساعة الصفر القاتلة لانلاع الحرب عليها .. ستنتصر .. ستنتصر بوحدة شعبها وجيشها .. وستتجدد نابذة كل من أراد ويريد التفرد ، بالقوة ، بحكمها وبقدراتها .. وكل من أراد ويريد تمزيقها وتشتيت مكوناتها العريقة المتآخية .. وكل من ابتذل وشوه الديمقراطية وتعاون مع الأجنبي ونشر الخراب والدمار وسفك الدماء في مدنها وريفها ومؤسساتها ، لتحقيق مطامعه الشخصية والفئوية في السلطة والثروة ..

وستنهض سوريا .. وتعيد بناء ذاتها بأيدي شبابها .. ورجالها .. ونسائها .. وأطفالها .. دولة قوية لكل أبنائها .. دولة ديمقراطية .. تسودها الحرية ، والكرامة ، والعدالة السياسية والاقتصادية والاجتماعية . وسيفخر الجيل السوري الذي يخوض الآن غمار حرب الوجود السوري .. ووجوده هو .. أنه كان جديراً ، بحمل لواء شرف تحويل الدول العظمى إلى دول امبريالية فاشلة .. وبإعطاء المثال الحي .. لكل الشعوب المستهدفة بوجودها وثرواتها .. على أن الشعب الموحد المقاوم .. لابد أن ينتصر .



#بدر_الدين_شنن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما تقع الحرب
- ضد المذبحة الدولية في سوريا
- مصر والتحديات الإرهابية والتآمرية الدولية
- ثورة .. أم انقلاب .. أم ماذا ؟ ..
- أكبر من مؤامرة .. وأكثر من تدخل عسكري خارجي
- سوريا بين موازين القوى .. وموازين الدم
- دفاعاً عن ربيع الشعوب العربية
- الحظر الجوي .. والسيادة الوطنية .. والديمقراطية
- سوريا بين الانتداب والحرية
- الوطن أولاً
- أول أيار والبطالة .. والأفق الاشتراكي
- لو لم تقسم سوريا ..
- - هنانو مر من هنا - إلى عشاق الوطن -
- ماذا بعد - المعارضة والثورة - .. ؟ ..
- بقعة الدم
- صانعو السياسة .. والحرية .. والتاريخ الجدد
- القصف الكيميائي جريمة بحق الحرية والإنسانية
- المرأة السورية في يوم المرأة العالمي
- السلطة كسلعة في سوق السياسة
- الإعلام الاحتكاري والديمقراطية


المزيد.....




- محكمة تونسية تقضي بإعدام أشخاص أدينوا باغتيال شكري بلعيد
- القذافي يحول -العدم- إلى-جمال عبد الناصر-!
- شاهد: غرافيتي جريء يصوّر زعيم المعارضة الروسي أليكسي نافالني ...
- هل تلاحق لعنة كليجدار أوغلو حزب الشعب الجمهوري؟
- مقترح برلماني لإحياء فرنسا ذكرى مجزرة المتظاهرين الجزائريين ...
- بوتين: الصراع الحالي بين روسيا وأوكرانيا سببه تجاهل مصالح رو ...
- بلجيكا تدعو المتظاهرين الأتراك والأكراد إلى الهدوء
- المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي: مع الجماهير ضد قرارا ...
- بيان تضامن مع نقابة العاملين بأندية قناة السويس
- السيسي يدشن تنصيبه الثالث بقرار رفع أسعار الوقود


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - بدر الدين شنن - اللحظة السياسية داخل وخارج الأسوار السورية