أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - مجيب العمري - ربيع الثورة ام كرب ما بعد الثورات .. مقاربة نفسية














المزيد.....

ربيع الثورة ام كرب ما بعد الثورات .. مقاربة نفسية


مجيب العمري

الحوار المتمدن-العدد: 4212 - 2013 / 9 / 11 - 06:22
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


ماذا جنت شعوب بني يعرب من ما يسمى بالثورة ؟ الاجابة غير موجودة خاصة بعد صعود تيار الاسلاميين الى سدة الحكم، فالاراء متباينة و ووجهات النظر متضاربة بين مطبل و مهلل للانظمة الجديدة و بين ممتعض نافر ناقم على ما يسمى بانظمة مابعد الثورة، او ما بعد الانتفاضة كما يحبذ اخرون القول.
لكن القاصد مثلا لسوق يومية او راكب لباص عمومي في مدينة من مدن تونس قادر على التفرس في ملامح المارين و المسافرين و المتسوقين فالاكتئاب الجماعي في تونس ما بعد الثورة ظاهر للعيان خاصة مع انتشار ماكنات عملاقة لصنع الاكتئاب الجماعي : من حوارات عقيمة في المنابر و التلافز و جدليات بين المواطن قد تصل حد التنافر و انتشار محركات للنفور الاجتماعي استغلت الحبر و الورق و حتى الميلتيمياديا و النات من اجل تمرير خطابات تحريضية من شانها زيادة حالات الاحتقان الجماعي و الغليان في المكون النفسي للتونسيين.
لذلك مع تواتر هذه الظروف النتيجة جاءت سريعا حيث اورد تقرير السعادة العالمية لعام 2013 الصادر عن معهد ايرث التابع لجامعة كولومبيا بمشاركة المبادرة العالمية التابعة للامم المتحدة والمعهد الكندي للبحوث المتقدمة ان تونس تتصدر قائمة الدول المغاربية الاقل سعادة و قد استخدم التقرير عدة معايير لقياس اكثر الشعوب سعادة وهي: حصة الفرد من اجمالي الناتج المحلي والدعم الاجتماعي للفرد والاسرة والعمر المتوقع عند الميلاد ومدركات الفساد والانفاق على الرعاية الصحية والتمتع بالصحة العقلية والامن الاقتصادي والشعور بالرضا والنجاح في العمل وسهولة الحصول على الخدمات الاساسية وارتفاع الدخل.
هكذا و بغض النظر عن مدى استجابة هذه الثورات لما طرحته من اهداف فان الاكيد ان اقطارها تعيش حالات من التقهقر النفسي المرضي تلحظها في الشارع تمظهراتها الاكيلينكية على مستوى التجمعات البشرية، بارز من تلك الوجوه البائسة العدوانية، و ابتذال اللسان في الشارع و انتشار الاشاعات و ارتفاع عدد المخالفات المرورية و الكتابة على الجدران و اتلاف الممتلكات العمومية، و فقدان للبهجة او مستوى معين للبهجة في الشوارع، في فقدان لكل التوازنات النفسية و العاطفية تجعل من المواطن كائنا سريع الانفجار.
تجمعات ما بعد الثورة تعيش حالة هستيريا جماعية زادت عليها خيبات الامل و تبخر الوعود و الاحلام و تدهور الوضعين الامني و الاقتصادي. صنع كائنات مصابة بالبارانويا و الخوف من الاخر و المستقبل و الحاضر.
الامني و الاقتصادي. صنع كائنات مصابة بالبارانويا و الخوف من الاخر و المستقبل و الحاضر.
يجب علينا الاعتراف اننا مجتمعات تعيش حالة انكماش نفسية مدمرة، على الاقل هذا ما تخبر به الارقام ففي تونس مثلا تقول مديرة قسم العيادات الخارجية بمستشفى الامراض النفسية بمنوبة ان عدد المقابلات مع الاطباء النفسانيين قد زاد سنة 2012 اي سنة بعد الثورة بنسبة 25 % ليصل لنسبة 150 الف مقابلة جلهم من الطبقة التي اصيبت بالانكماش تلك الطبقة الحيوية المتوسطة من المعلمين و المدرسين و اطارات الصحة و غيرهم. كما ان عدد هذه المقابلات قد زاد خاصة بعد اغتيال الشهيد شكري بلعيد المناضل اليساري المعروف بمناهضته للتيارات الاسلامية المتطرفة فيفري المنصرم، و الان و بعد حادثتي 25 جويلية و 29 جويلية و ذبح خيرة من جنود الوطن من قبل مجموعات اسلامية حسب ما افادت به وزارة الداخلية التونسية بطريقة مهينة و صور بشعة صادمة لكل التونسيين فان النتجية الحتمية هي بالضرورة كميات الخوف التي تملكتهم و ضربت لا وعيهم و احتلته في مقارنات لا ارادية لانفسهم كمدنيين ان وضعوا في نفس الوضعية التي وضع فيها العسكريون، تلك المقارنة المفزعة المرعبة تحتلهم رغما عنهم،و ترشحهم لمزيد من الاكتئاب و ارتفاع عدد المقابلات النفسية و تنامي اعداد مستهلكي مضادات الاكتئاب في تونس في اعداد مهولة و غير مسبوقة خاصة مع مجتمع عاش في هدوء نسبي لمدة طويلة ابان الحقبتين الدكتاتوريتين السالفتين.
على الجهات الحكومية ان تعلم ان مجتمعات ما عبد الثورات سائرة بخطى حثيثة نحو التهرم و الشيخوخة النفسية و حالات الهستيريا الجماعية، التي تصنع من الامن و الاقتصاد هواجسها الكبرى.
هذا الاكتئاب لم ينتج كل تمظهراته حاليا، الضريبة ستدفع على مدى السنوات القادمة هذا ان بقيت الامور على حالها فما بالك بوضعية قابلة للانفجار في اي لحظة و لعل ما يتبادر الى الذهن صورة المجتمع البوسني المصاب عميقا نفسانيا رغم اختلاف الظروف و الحيثيات ان اخترنا اكثر السيناريوات تشاؤما.
و رغم خطورة الموضوع على مجتمعاتنا تبقى المعضلة الاكبر متى ستنتبه وزارات الصحة لدينا الى ما يسمى بالصحة النفسية في وقت تحولت فيه بعض وزارات الصحة نفسها و وزراؤها الى مدرات لا متناهية للقلق و الترويع الاجتماعي في حكومات ما بعد الثورة .



#مجيب_العمري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- اختيار أعضاء هيئة المحلفين في محاكمة ترامب في نيويورك
- الاتحاد الأوروبي يعاقب برشلونة بسبب تصرفات -عنصرية- من جماهي ...
- الهند وانتخابات المليار: مودي يعزز مكانه بدعمه المطلق للقومي ...
- حداد وطني في كينيا إثر مقتل قائد جيش البلاد في حادث تحطم مرو ...
- جهود لا تنضب من أجل مساعدة أوكرانيا داخل حلف الأطلسي
- تأهل ليفركوزن وأتالانتا وروما ومارسيليا لنصف نهائي يوروبا لي ...
- الولايات المتحدة تفرض قيودا على تنقل وزير الخارجية الإيراني ...
- محتال يشتري بيتزا للجنود الإسرائيليين ويجمع تبرعات مالية بنص ...
- نيبينزيا: باستخدامها للفيتو واشنطن أظهرت موقفها الحقيقي تجاه ...
- نتنياهو لكبار مسؤولي الموساد والشاباك: الخلاف الداخلي يجب يخ ...


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - مجيب العمري - ربيع الثورة ام كرب ما بعد الثورات .. مقاربة نفسية