أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله عنتار - المواطن شعيبة














المزيد.....

المواطن شعيبة


عبد الله عنتار
كاتب وباحث مغربي، من مواليد سنة 1991 . باحث دكتوراه في علم الاجتماع .


الحوار المتمدن-العدد: 4212 - 2013 / 9 / 11 - 02:23
المحور: الادب والفن
    



-1-

ولد " شعيبة " في الظلام، وترعرع في الظلام، وشاخ في الظلام، ولما رأى النور اعتقد أنه ظلام .

-2-

عاش " شعيبة " في كوخ، غير أنه لم يعش وحده، بل عاش رفقة سرب من الأطفال، فكانوا يفترشون الأرض، ويتغطون السماء .

-3-

عرف " شعيبة " الضحك، و ابتهل البكاء، و رقص مع الجوع، و حلم مع البؤس .

-4-

كان " شعيبة " يتألم، لكنه لم يعرف أن الذي يؤلمه هو الألم .

-5-

لما أصبح " شعيبة " طفلا ظن أن الطفولة ستبقى ملازمة له، و في الوقت الذي كبر فيه أصبح يخجل من نفسه .

-6-

حينما كان " شعيبة " طفلا ؛ لم يتأخر يوما في الاعتداء على الأطفال الذي يصغرونه، لكنه كان يرفض من يعتدي عليه من الكبار .

-7-

كان " شعيبة " صغيرا، بيد أنه كان يدور في خلده حلما مفاده : " أريد أن أكون رجلا قويا يستعبد الناس، ويتملقون لي " .

-8-

تساءل " شعيبة " مع نفسه : " من أنا " ؛ أجاب : " أنا شعيبة "، و ماذا يريد : " أريد أن أجلس تحت الظل، لكن لا أستطيع أن أميز بينه، وبين نقيضه " .

-9-

انتقل " شعيبة " إلى فترة الكمون، ولم يتراهق بعد، غير أن هذا لم يمنعه من التلصص على المواخير و الحمامات ؛ ذات مرة ارتدى زي النساء، وهم بولوج الحمام، ودخل إلى الباحة الخارجية، ثم أزال ملابسه، وأخذ سطلا، فاستحم، وأشبع نظراته شبقا، وانطلق يمسد الأجساد ؛ أقبلت عليه النساء الشائخات، لكن فتاة " قرطاسة " أشعلت فيه النار، ولم تتأخر في رمقه بنظرات، قتلها، وقتلته، وهمت بالخروج، لكنها ظلت مفضلة أثيرية في استيهاماته .

-10-

يذهب " شعيبة " إلى الريف، هناك يجد جدته العجوز تستقبله، تملك الجدة دجاجة وثلاث عنزات، و أربع نعجات ؛ كان " شعيبة " في اليوم الأول يذهب رفقة جدته إلى المرعى، لكن في اليوم الموالي ؛ أصبح يذهب وحيدا، وهناك كان يختلي بإحدى عنزاته المفضلات، ومضت الأيام هكذا حتى وجد راعية ترعى الخرفان، فغير كلاهما وزرتهما، ونبت حب بينه وبين الراعية، و لم يغادر " شعيبة " الرعي، ولم يغادر الريف إلى حين أن نطح أحد الخرفان الراعية وماتت .

-11-

يتراهق " شعيبة "، ويحس بالكبت، فيتلصص على المؤخرات، فيلمس الأفخاذ، ويلكز النهود ؛ يجوع، ثم يجوع أكثر، فيتحول إلى وحش...قاتل .

-12-

يدخل " شعيبة " إلى المدرسة، ومن يومه الأول يتغوط في القسم، فيلعنه المعلم إلى الأبد .

-13-

يرسب " شعيبة "، ثم يرسب ؛ لم تهمه المدرسة يوما، ما كان يهمه هو شمعة بيضاء ؛ كتب اسمها على الطاولة، ورسمها بالألوان على الجدار، وزركشها بالحروف ؛ كتب على جبينها : " أحبك " ؛ حماها من الغبار، وغطاها من الأمطار، كان يأتي كل يوم ؛ يطفىء الشموع، ويشعل أخرى، ولما أخبر أن شخصا يحبها تغوط على صورتها، و أهملها إلى الأبد .

يتبع

عبد الله عنتار - الإنسان-/ 04 شتنبر 2013 / بني كرزاز - بنسليمان - المغرب



#عبد_الله_عنتار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منزلنا الريفي ( 12 ) / ( بني كرزاز...مواقع - أسماء - ملاحم - ...
- منزلنا الريفي ( 11 )
- منزلنا الريفي ( 10 )
- دروس في الرقص
- منزلنا الريفي (( 9 ))
- لا مبالاة
- منزلنا الريفي ( 8 )
- منزلنا الريفي ( 7 )
- أدوار النخبة عند الباحث الأنثروبولوجي عبد الله حمودي
- أدوار النخبة عند عبد الله حمودي
- في طريقي إلى الكلية
- طريقي إلى الكلية
- الطريق المتربة
- عائد من سوس
- علمتني الأيام
- جولة سوسية
- التضامن الأعظم
- رحلة إلى إنزكان
- لحظة أخيرة
- همس الجنون


المزيد.....




- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله عنتار - المواطن شعيبة