أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن نظام - سجالٌ بسيطٌ حولَ المسألةِ السورية















المزيد.....

سجالٌ بسيطٌ حولَ المسألةِ السورية


حسن نظام

الحوار المتمدن-العدد: 4211 - 2013 / 9 / 10 - 22:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



سورية ؛ القلب النابض للـهلال الخصيب.. حضارة عظيمة .. شعبٌ مبدع ؛ وريثٌ خليطٍ من حضارات سادت ثم بادت !.. يُقال أنها كانت ساحةً لتحولاتٍ أولى - جنينية- لمنظومةٍ رأسمالية - غير مظفرة - في العصر الوسيط ؛ وهي الظاهرة التاريخية ، التي ما لبثت أن انتقلت –غربا- إلى الحواضر المهمة في البحر المتوسط ، ومنها إلى الجنوب الأوروبي (إيطاليا / الأندلس- الأمويون) ! غير أن البشرية انتظرت قروناً أخرى ، حتى انبثقت أخيراً "الرأسمالية"، في الأراضي الهابطة - شمال القارة العجوز- ! لكن سورية تمثل –في حد ذاتها- اشكالية فريدة ضمن تاريخ شعوب المنطقة العربية والشرق أوسطية ، كونها حاضنة : "دولة الأمويين" (المستبدة والقاتلة لأحفاد الرسول) ، التي عاشت تسعين عاما ونيف ، بَنت الحضارة الاسلامية الأولى ؛ من تقدمٍ عمراني ، أدبي وفني أصيل - من جهة .. و استبداد شرقي / قومي عروبي ، من جهة أخرى، طال التكوينات القَبْلية من شعوب سامية عظيمة ، أُبيدتْ أواستُعربتْ قسراً ، في واحدة من أفضع ظاهرات التطهير العرقي ، التي حدثت في كل العصور! ... و منذ ذلك الوقت ، أضحت الاراضي السورية ساحة خصبة للتعصب العروبي ومعقلا للشوفينية القومية ، بالرغم من تعدد الاثنيات والأديان .. حتى حل العصر الحديث والمعاصر ، لتنطلق من سورية الحديثة ثورات ضد الباب العالي ، منطلقة من فكر القومية العربية والعصبوية الأرستقراطية القَبَلية ! فما أشبه اليوم بالبارحة ، حيث التجليات التاريخية لذلك الاستبداد المزمن ، جاءت مع قفز البعثيين إلى السلطة من خلال انقلابات عسكرية متتالية ، استقرت السلطة / القوة ، أخيراً في يد عائلة الأسد العلوية .. ومن الاب السفاح توارثت السلطة إلى الابن بشار، الذي فاق في استبداده المقبور صدام ! والسؤال هنا... لماذا هذه الحميمية / الثأرية الغريبة من قِبَل مجموعة كبيرة من الانتليجنسيا العربية تجاه هذا النظام ؟!؟ هل هي المشاعر القومية / العروبية ؟! هل هو الانتماء الطائفي/ المذهبي؟! هل هي وضاعة البرجوازية الصغيرة؟!

احتوى مقالي السابق (هل الضربة العسكرية على سوريا قادمة لاريب فيها !؟) فكرة إشكالية الضربة العسكرية الأمريكية المحتملة ضد النظام السوري المأزوم، والسر وراء تلكؤ الأمريكان للقيام بدك قوات النظام السوري، بعد ان تأكد لهم – حسب ادعائهم- استخدام المحذور من قِبَل النظام السوري؛ وهو السلاح الكيماوي ضد آلاف السوريين الأبرياء !
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=376647

بادرني مثقف ماركسي عراقي من كتاب الموقع المعروفين ؛ وهو الأستاذ "على الاسدي" بتعليق ، جاء فيه : "عزيزي استاذ حسن المحترم أكاد أتفق معك حول كل ما جاء بخصوص طبيعة النظام الديكتاتورية والمافوية الفريدة لكنني أبقى على خلاف معك بخصوص التعويل على التدخل الأجنبي سواء عسكريا كما يتوقع أو عبر ارسال المقاتلين الأجانب ، وهو الأمر الذي كنت قد ركزت عليه في كتاباتي الأخيرة حول سوريا. ومن تجربتنا المريرة مابعد تحريرنا من صدام نشعر من واجبنا التحذير من التدخلين الأمريكي والعربي الذي كان مثاله الزرقاوي. ذكر هذه الأحداث لا يتطلب منك عتابي لأني كتبت عن مساوئهما. فأنا مع استخدام الجهود السلمية ، الوساطات الأممية والعربية لجمع الفرقاء حول طاولة المفاوضات وبذل كل جهد لانجاحها ، وهو ما اراه التزاما أخلاقيا ومازالت الفرصة سانحة قبل وقوع الكارثة . ان كتاباتي كلها قد ركزت على هذا الجانب الذي للأسف اسيئ تفسيرها وكأني أكتب في صالح النظام. فما أخشاه وهو الذي لم يتضمنه مقالك استلام السلطة من قبل متطرفي الجهاديين الذين نعاني منهم في بلدنا ، الذين يطاردون الناس الأبرياء في كل مكان. فهل فكرت بذلك؟ احتراماتي وتهنئتي لك بمناسبة مقالك الممتازالأول اليوم أخوكم الأسدي" .... انتهي تعليق الأستاذ الأسدي

حيث أن الاستاذ القدير "الاسدي" يغلق عادة باب التعليقات في مقالاته ، الامر الذي لايوفر- لي ولغيري- فرصة المتابعة مع الآراء المطروحة في تعليقاته ومقالاته .. وأيضا بسبب أنني قد انشغلتُ أبان فترة الأيام المعدودة ، حين وجود مقالي في الظاهر من الموقع .. لم يتسنَ لي في حينه من الإجابة الواجبة على تعليقه المهم. لذلك إرتايتُ أن أدون هذه الملاحظات – المقال هذا - جواباً على ما تفضل به الأستاذ الأسدي في التعليق المنشور أعلاه .. لتسهيل مهمة القارئ الكريم في المتابعة والتحري ..... وقد جاء جوابي حسب أدناه :
.........................................

أشكرك أخي الكريم الاستاذ علي الأسدي ، على تحيتك ولطفك .. وعلى تعليقك الرصين بالنسبة للخلاف حول المسالة الجوهرية ، أو لنقل معضلة حال استثنائية – كحالتيّ نظاميّ عراق الأمس وسوريا اليوم- حيث ابتلى شعب البلدين العريقين بنظامين (عصابتين) قل نظيرهما ليس في مدى الاستبداد والطغيان والديماغوجية العروبية فحسب ، بل في عدم الإمكانية الفعلية – في الأفق المنظور- في التخلص من هكذا نظام بواسطة الثورة ، أو أية وسيلة أخرى؛ عدا التدخل الخارجي (الغربي / الامريكي) ، الذي يتحمل مسؤوليته النظام المغرور ذاته على أية حال ! هنا يكون أمامنا إحتمالين سيئين : أن يستمر الجحيم إلى ما لانهاية (بنسبيتها الزمنية).. أو العملية الجراحية السريعة الملزمة للتخلص منه ، حتى ولو يبتلى البلد المعنيّ لبعض الوقت ، من تداعيات سلبية كثيرة من جراء التناقضات واستقطابات المصالح المتباية المتواجدة ، لدى الأجندات المختلفة ( مثال العراق) !

أخي الكريم .. أعتقد ان وضعا كهذا - حسب النقاط التي وضّحتُها في مقالي - وانطلاقاً من قناعتي الشخصية في عدم وجود :" مثاليات" او مقدسات" أو " شرور دائمة" : (هل أمريكا والغرب دائما شر مطلق؟! ) ...أو كفكرة : (تسليم رقبتنا للعدو الاقوى مثلا؟! ).. بإعتقادي: أبداً !.. لان هذا منطق صوري وليس جدلي/ دياليكتيكي .. فحتى الإرادة الذاتية للقوى الكبرى ، خاصعة في حد ذاتها لعوامل موضوعية ليس بمقدور الدول الكبرى الغربية أو غيرها ، التحكم فيها بقدر ما هي مجبرة التعامل معها (التعامل مع الواقع) سواء أدركت ذلك ام لا ! فتقييمنا العلمي حسب منهجنا الدياليكتيكي – المفترض أن يكون بعيداً عن أهوائنا ورغباتنا (الارادوية)- لأي هجمة أو عملية عسكرية ، والذي يجب أن ينطلق من فهم مركب من عامليّ الموضوعي والذاتي .. وليس أن يكون فهمنا القاصر أسيراً لهوسنا وتوجسنا – البرجوازي الصغير- .. وقلقنا – القومي- من ضياع الأمة أو البلد وتفتيتهما !! ولهذا قال ماركس في هذا الصدد : منذ متى كان للفقراء وطن ؟! ..( دع القوميون و" الوطنيون" والآخرون – الإنسانويون المثاليون الديمقراطيون - يفكرون بهذه الطريقة والنهج الأرسطوطيلاسي .. وليس الماركسي!).. لأن الهمّ عند الماركسيّ ، المعبر عن مصالح الطبقة العاملة – الأكثر ثورية والاقل أنانية- يختلف عن الهمّ عند الآخرين ، المعبرين عن مصالح / مطامح طبقات أخرى ! باعتقادي أن الماركسي الذي يقارع أية مسألة بهذا النمط من التفكير ، لم يدرك بعد جوهرعلمه (الدياليكتيك).. ولم يفهمه بالعمق اللازم! .. بل قد يتدثر بجلباب ماركس المسكين فحسب (موضة أوإدعاء) بدون أن تكون له ذهنية ماركسية.. وأنه لم يتوفق بعد في تطوير ذهنيته نحو المنطق الماركسيّ ، بالتخلص الضروري من الرواسب القومية والانتمائيات الضيقة ! .. وما أكثرهم في عالمنا الملتبس الحالي . لذلك وعودة للمسألة الاشكالية حول الضربة العسكرية الأمريكية للنظام السوري ؛ لقلع أظافره على أقل تقدير ... فإن جوهر المسالة يعتمد على حساب محصّلة الفرق بين الربح والخسارة من العملية برمتها .. أي ماذا تخسر الشعوب ، خاصة الجماهير الفقيرة .. وماذا تربح ؟! وكيف ستكون السيرورة التاريخية اللاحقة في البلد او البلدان او المنطقة المعنيّة ؟! هل ستسير نحو التقدم "الحلزوني" أو ترجع القهقري نحو التخلف ؟!..

بتقديري هذا هو السؤال الأساس الذي يجب أن نساله ؟! من الممكن أنكم - أنت وغيرك - تعتقدون أن عراق اليوم أسوأ حالاً من عراق الامس! أنا اعتقد العكس ، بالرغم من المنغصات الحالية التي ليست لها أول ولا آخر، والتي هي في حد ذاتها جاءت كـ"ثمرة مُرّة" للنظام البائد ! وكما تعتقد أو تتوجس – خوفا- من مغبة سيطرة المتطرفين الاسلاميين (الجهاديين التكفيريين) على سوريا ؟ وتسألني إن كنت قد فكرتُ أنا بذلك ؟! جوابي: هو أنه حتى لوتحقق هاجسك – المستحيل- في سوريا (سوريا ليست افغانستان!) ، فإنه سيظل أفضل من العصابة الأسدية الحالية ! لا تخف يا رفيق "أسدي".. مادام لم يستطع الجهاديون السيطرة على مجتمع قبلي تقليدي كـ ليبيا .. فأين سوريا من هذا؟! إن "روح العصر" بدأت تدب في أحشاء مجتمعاتنا – لقد خرجت الجنية من القمقم – وتحرك "المارد" بعد أن استيقظ من سباته التاريخي العميق !... اليوم مصر وتونس ، وممكن قريبا : سوريا ... وغدا ستكون: ايران. وبعد غد سيكون: العراق ! .. يجب على المثقفين الطليعيين أن يكونوا مع حركة التاريخ ، وأمام حراك الجماهير وليسوا في الخلف، يتاوهون ويتقهقرون ، كحال الفئة المثقفة المأزوة المدافعة عن نظامٍ فاشي ، جلس على صدر الناس ، حابساً أنفاسهم لعقود طويلة .



#حسن_نظام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل الضربة العسكرية على سوريا قادمة لاريب فيها !؟


المزيد.....




- اتهام 4 إيرانيين بالتخطيط لاختراق وزارات وشركات أمريكية
- حزب الله يقصف موقعين إسرائيليين قرب عكا
- بالصلاة والخشوع والألعاب النارية.. البرازيليون في ريو يحتفلو ...
- بعد 200 يوم من الحرب.. الفلسطينيون في القطاع يرزحون تحت القص ...
- فرنسا.. مطار شارل ديغول يكشف عن نظام أمني جديد للأمتعة قبل ا ...
- السعودية تدين استمرار القوات الإسرائيلية في انتهاكات جسيمة د ...
- ضربة روسية غير مسبوقة.. تدمير قاذفة صواريخ أمريكية بأوكرانيا ...
- العاهل الأردني يستقبل أمير الكويت في عمان
- اقتحام الأقصى تزامنا مع 200 يوم من الحرب
- موقع أميركي: يجب فضح الأيديولوجيا الصهيونية وإسقاطها


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن نظام - سجالٌ بسيطٌ حولَ المسألةِ السورية