أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت خيري - قصة التغير الأمريكي في الشرق الأوسط: من الفكرة إلى التنفيذ،















المزيد.....



قصة التغير الأمريكي في الشرق الأوسط: من الفكرة إلى التنفيذ،


طلعت خيري

الحوار المتمدن-العدد: 4211 - 2013 / 9 / 10 - 00:06
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



قصة التغير الأمريكي في الشرق الأوسط: من الفكرة إلى التنفيذ،


احمد البكل


منذ فجر الإنسانية, دأبت القوى العظمى في العالم على محاولة السيطرة سياسيا و اقتصاديا و حضاريا على الدول الأضعف. هذه السيطرة كانت تتم أحيانا من خلال الاحتلال العسكري المباشر. و أحيانا أخرى من خلال وسائل غير عسكرية و دون تدخل الجيوش و ذلك عن طريق احداث "تغيير" اجتماعي و سياسي عنيف فى الدول الأضعف يتماشى مع مصلحة الدولة العظمى بحيث تضمن تفوق ثقافتها و هيمنة فكرها دائما و بحيث تستطيع أن تطبق سياسة فرق تسد لضمان استمرارها فى صدارة الدول. و قد صك الغرب لهذا الأسلوب مصطلحا هو "الهيجيمونى" Hegemony و هذا الأسلوب قديم مارسه الرومان و غيرهم من الحضارات قرونا. و لأن العصور تتغير و الأدوات تتقدم لكن يظل البشر و أطماعهم و نقاط ضعفهم و سعيهم للهيمنة هو, فقد استمر مبدأ الهيجيمونى موجودا و لم يغب عن العالم لحظة من أيام الرومان إلى الحرب الباردة التي انتهت بانهيار الاتحاد السوفيتي و حتى اليوم.


يقول زيبينيو بروديزينسكى (أحد أهم مستشارى الأمن القومي في إدارة كارتر و أحد أخطر خبراء التخطيط الجيوستراتيجى) في أهم كتبه "لوحة الشطرنج العظمى" The Grand Chess Board(كما يوحى العنوان فالكتاب يتحدث عن ان العالم بأكمله لوحة شطرنج عظمى يجب أن تلعب عليها أمريكا. و موضوع الكتاب أصلا هو كيفية ضمان استمرار الهيمنة الأمريكية على العالم 100 عام اخرى من خلال الاستراتيجيات و الخطط طويلة المدى) المنشور عام 1998:

"أمريكا الآن هى القوة العظمى الوحيدة. و يوراسيا (تشمل أوروبا و آسيا و منطقة البحر المتوسط و قناة السويس هى ساحة المواجهة الأساسية فى العالم. و بالتالى, ما يحدث لتوزيع القوى في قارة يوراسيا سيكون هو العامل الحاسم فى الهيمنة الأمريكية على العالم و في التاريخ الأمريكي"

و بالتالي فإن مصلحة أمريكا العليا تقتضى توزيع و تقسيم القوى في هذه المنطقة بما يوافق مصالحها و أمنها القومي
و يؤكد أيضا برودزنسكى في كتابه:



الهيجيمونى قديم قدم الإنسان ذاته


اذن اليوم نحن من يتم ممارسة "الهيجيمونى" عليه بشكل فج و شبه علني. لكن بعض أبناء قومي يجهلون هذا و يرفضونه, بل و يسخرون منه من باب الافتراض العجيب أن ما لا تعرفه هو قطعا غير موجود! و لأن الوعي بالمشكلة و أبعادها هو أول خطوة في العلاج, و لأنك لا تستطيع أن تنتصر في مباراة شطرنج و أنت أصلا لا تعلم أن هناك مباراة شطرنج تدور, فإنه لا سبيل لمواجهة ما يحدث إلا من خلال معرفة اللاعبين و قطعهم التى يحركونها و إستراتيجية اللعب و الأهداف الحقيقية ... لهذا كله, كتبت هذا البحث. و قد حرصت على توثيق أى معلومة تذكر و اتاحة الرابط الأصلى لأى وثيقة أو مصدر أستعين به حتى يتسنى للقارئ الكريم التأكد من صحة المعلومة و دقتها بشكل مستقل تماما. كما حرصت على ترجمة المقاطع الهامة إلى العربية و جعلتها بلون مختلف (اللون الأحمر) حتى يتسنى للقارئ الكريم أن يميزها عن بقية النص.


عناصر البحث:

الفكرة المجردة
التنفيذ الفعلي و أمثلة عليه
نتائج ظهرت فعلا



الجزء الأول: الفكرة المجردة
منذ عام 2003 و ربما قبلها, بدأت تتبلور فى دهاليز السياسة الأمريكية فكرة برنامج ضخم موجه باتجاه الأمة الإسلامية. البرنامج هو حرب فكرية شاملة على مستوى لم يسبق له مثيل من قبل. كما أن هدف البرنامج -كما سترى بنفسك فى المصادر الأمريكية - طموح و جذرى لدرجة لا تصدق. البرنامج الأمريكى يحمل -كالعادة - اسما بريئا لا يشى بخطورته ألا وهو برنامج (توعية العالم الاسلامى) Muslim World Outreach. هذا البرنامج اشتهر فى الصحافة الأمريكية باسم آخر ربما أكثر صراحة و هو (معركة تغيير العقول و القلوب) Battle for Hearts and Minds.

لن نتكلم عن (معركة تغيير العقول و القلوب) من تلقاء أنفسنا حتى لا نتهم بالمبالغة. و انما سنترك المجال لمصادر أمريكية محترمة و موثقة لتبوح لنا بمغزى هذا البرنامج و أهدافه. و سيقتصر دورى فى أغلب البحث على الترجمة مع تعليق بسيط لربط الأحداث و المعلومات.

أهم مصدر تكلم عن مشروع العقول و القلوب بصراحة و باستفاضة شديدة كان تقريرا من 12 صفحة أعده المحلل السياسى الأمريكى دايفيد كابلن David Kaplan و نشرته مجلة يو أس نيوز آند ورلد ريبورتUS News & World Report التى تقول عنها ويكيبيديا أنها "أحد أهم المجلات السياسية الأمريكية إلى جانب التايم و النيوزويك" تحت عنوان "عقول و قلوب و دولارات" Hearts Minds and Dollarsفى ابريل 2005 . هذا التقرير أعده كابلن بعد اطلاعه -كما صرح- على عشرات الوثائق الرسمية الأمريكية و بعد لقائه بأكثر من مائة من صناع القرار الأمريكيين و مسئولى المخابرات الأمريكية و سؤالهم عن استراتيجية التعامل مع العالم الإسلامى فى السنوات المقبلة (تذكر أن المقال منشور عام 2005, أى أن "السنوات المقبلة" هى السنوات التى نعيشها الان). خلاصة التقرير الطويل سأحاول أن أوجزها من خلال ترجمة حرفية لبعض الفقرات الواردة فيه.

التقرير يصدمك بداية من عنوانه و يلخص لك الموقف فى جملة واحدة:


عقول و قلوب و دولارات: في جبهة غير مرئية للحرب على "الإرهاب", تقوم الولايات المتحدة بإنفاق الملايين .. لتغيير وجه الإسلام ذاته."

و يقول التقرير في أولى فقراته :

"فى حين تستمر ألعاب الحرب (يقصد حرب العراق), بدأت حرب أخرى فريدة من نوعها: أول حرب تعتمد على "التواصل الاستراتيجي" كما يسميه داعموها. إنه العام 2003 و اللاعبون الأساسيون فى الحكومة الأمريكية الذين يتولون "حرب الأفكار" ضد "الإرهاب" قد اجتمعوا فى جامعة الدفاع الوطنى فى واشنطن. الحاضرين كانوا خبراء فى إدارة الأزمات من البيت الأبيض, دبلوماسيين من وزارة الخارجية الأمريكية وخبراء العمليات النفسية Psyops من البنتاجون."



لماذا اجتمع هؤلاء ؟ يوضح التقرير فى الفقرات التالية ما خلاصته أن الحرب على العراق كانت لها آثار سلبية على صورة الولايات المتحدة فى العالم الإسلامى. المظاهرات ضد أمريكا عمت البلدان الإسلامية بشكل غير مسبوق حتى تلك التى تعتبر حليفة لأمريكا. المعارضون الداعمون للديموقراطية (الذين تساندهم أمريكا) فى البلدان الإسلامية يتم التضييق عليهم فى غمرة الكراهية الشديدة ضد أمريكا و كل ما له صلة بها. و لهذا يشير التقرير إلى أن المسئولين الأمريكيين اعتبروا أن الحرب المباشرة الصريحة ليست هى الخيار و أن جبهة أخرى أهم كثيرا يجب أن يتم تفعيلها. يقول التقرير ما نصه:
."


"المشكلة - كما نصت العديد من الدراسات - كانت فى أخطر جبهة فى الحرب على "الارهاب" (سيتبين لك لاحقا من التقرير ذاته أن المقصود هو الاسلام نفسه) ألا و هى جبهة المعركة من أجل تغيير العقول و القلوب: لا يوجد من يتولى مسئولية هذه الجبهة, لا يوجد استراتيجية قومية, و لا يوجد مصادر للتعامل مع هذه الجبهة. من السى آى إيه الى وزارة الخارجية فقدت أمريكا وسائلها الرائعة فى التأثير على أعدائها و نشر وجهة نظرها وسطهم بعد سقوط الشيوعية (يقصد أن أمريكا بعد انتصارها فى حرب الأفكار/ الحرب الباردة على الاتحاد السوفيتى قد أهملت هذه الجبهة). يقول مارك جينسبرج السفير السابق لدى المغرب :(فى معركة الأفكار, فقدنا أسلحتنا)."


و تجد هنا صورا توضيحية و رسما بيانيا أعدوه يبين الدول التى انتشر فيها العداء للولايات المتحدة حتى على مستوى الحكومات التى كان يعتبر بعضها حليفا.

فماذا اقترح هؤلاء الخبراء الذين يمثلون أهم أجهزة الدولة الأمريكية لحل هذه الإشكالية فى 2003 ؟ يقول التقرير فى هذه الفقرة الخطيرة:


"اليوم, واشنطن ترد بقوة. بعد العديد من الخطوات الخاطئة منذ أحداث 11 سبتمبر, الحكومة الأمريكية تتبنى الان حملة غير مسبوقة من الحرب السياسية التى لم يسبق لها مثيل منذ الحرب الباردة (تذكر أنها انتهت بانهيار الاتحاد السوفيتى و تقسيمه). من فرق عمليات الحرب النفسية الى عمليات مخابراتية خفية للسى آى إيه إلى تمويل صريح للإعلام و المفكرين (يقصد فى بلادنا), واشنطن تضخ ملايين الدولارات فى هذه الحملة لتغيير ليس المجتمعات الإسلامية فحسب و انما الإسلام ذاته (هكذا النص حرفيا). هذا البرنامج الضخم كشفت عنه مجلة يو إس نيوز بعد أكثر من مائة حوار صحفى و مراجعة عشرات التقارير الرسمية. و فى حين أن بعض المسئولين يخشون من أن يجروا إلى حرب عقائدية إلا أن العديد من المسئولين قرروا أن أمريكا لا يمكن أن تظل فى موقف المتفرج و هى ترى المتطرفين (من وجهة نظر أمريكا طبعا) و المعتدلين (يقصد المتبنين للديموقراطية و الفكر الأمريكى) يتصارعون من أجل السيطرة على مستقبل دين مسيس يعتنقه مليار إنسان. النتيجة كانت هذه الجهود الضخمة غير العادية لتفعيل ما أسماه المسئولون بعملية إصلاحية إسلامية"



ثم يستمر المقال في فقرة أراها الأخطر على الإطلاق و هي بيت القصيد:


"لقد أقر البيت الأبيض استراتيجية سرية جديدة أسماها (توعية العالم الإسلامى)Muslim World Outreach و التى تنص للمرة الأولى على الإطلاق أن الولايات المتحدة الأمريكية مهتمة من باب أمنها القومى بأن تؤثر على ما يحدث داخل الإسلام نفسه. و لأن أمريكا - كما صرح أحد المسئولين - "مشعة فكريا" فى العالم الإسلامى (يقصد للأسف أن معظمنا يتخذهم قدوة فكرية و معيار يقاس عليه و يحتذى به و هم يعلمون هذا جيدا و يستغلونه) فإن الخطة (العدو يصرح بوجود خطة و بعض أبناء بلدى يؤمنون أنه لا توجد مؤامرات) تقضى بأن يتم العمل من خلال أطراف ثالثة (هذه ترجمة حرفية, ها هو ذا الطرف الثالث يذكر صراحة) متمثلة فى دول اسلامية معتدلة (هل يقصد قطر مثلا؟!!), مؤسسات , و مجموعات إصلاحية تتبنى قيم مشتركة (يقصد قيم مشتركة مع أمريكا) مثل الديموقراطية و حقوق المرأة و قبول الآخر."


(معذرة لكثرة التعليقات البينية. أعلم أنها مزعجة لكن أرى أنها قد توضح المعنى أكثر. و يمكن تجاهلها إذ أنها بلون مختلف)



و قطعا لا نحتاج الى ذكاء شديد بعد هذا التفصيل لنستنتج من هى هذه المجموعات و الحركات التى تمثل الطرف الثالث فى كل دولة. ذلك الطرف الثالث الذى ينفذ الإجندة الأمريكية عن عمالة صريحة أو عن سذاجة. ذلك الطرف الثالث الذى كثرت حوله التكهنات و التخرصات و الاستنتاجات دون أى معيار أو دليل. يستطيع القارئ الكريم أيا كانت دولته أن يتوصل تلقائيا للحركات المقصودة فى دولته. فمواصفات هذه المنظمات أو المجموعات أو الحركات اذا استخرجناها من التقرير فإنها تتلخص فى الآتى :

أعضاؤها من نفس أهل البلد. فلن تجد خواجة أمريكى أحمر الوجه يحاول أن يقنعك بلكنة مكسرة بأن تتبنى قيم كذا و كذا و أن هذا من الاسلام و أنك يجب أن تثور و أن "التغيير" حتمية الخ. بل سيكون أعضاؤها "من جلدتنا و يتكلمون بألسنتنا" بل و ربما يتورط فيها - حتى عن سذاجة و جهل - بعض الشخصيات المرموقة المحترمة فى المجتمع. و هذا هو معنى كلمة طرف ثالث Third Party المذكورة. فهى تعنى أنهم ليسوا أمريكان و انما طرف ثالث وسيط بين الأمريكان و المجتمع المسلم المراد تغييره. فهم مسلمون من أهل البلد لكن يتبنون الفكر الأمريكى و يمزجونه بالاسلام (فيما يعرف بالليبرالية الاسلامية) أو لا يمزجونه (فيكونون علمانيين خالصين) (و سيأتى تفصيل كيفية توظيف كل مجموعة من هاتين المجموعتين لضرب ثوابت الإسلام فى تقريرأمريكى آخر سنعرج عليه بعد قليل).
تتلقى تمويلا أمريكيا . وطبعا لا نحتاج أن نقول أن التمويل المذكور فى المقال لن يتم إلا تحت ستار آخر. لن يذهب الأمريكان للناس و يقولون لهم سنمولكم لنستخدمكم فى تغيير الاسلام ذاته. لكن قد يتم الأمر تحت مسميات فضفاضة جذابة مثل "دعم الديموقراطية", "دعم حقوق الانسان", "دعم المرأة" , "دعم قيم التسامح و المساواة" .. الخ. كما أن مصدر التمويل سيكون من منظمات أمريكية أو دولية وسيطة و ليس من الحكومة الأمريكية مباشرة (و إن كنا سنتتبع مصدره كما سترى لاحقا). بالتالى فإن أنسب جهة للقيام بدور التمويل لمنظمات و حركات "الطرف الثالث" فى كل دولة هى منظمات المجتمع المدنى الأمريكية "الحقوقية" و جمعيات "حقوق الانسان" و "دعم الحريات" و منظمات "تعزيز دور المرأة". فسيكون النموذج هو منظمة غربية تعمل بشكل رسمى على أرض البلد المستهدف تحت مسمى فضفاض كما سبق تمول تحت الشعار نفسه حركات محلية معارضة من أهل البلد المستهدف تمثل الطرف الثالث الوسيط الذى ينفذ دوره فى خطة تغيير العقول و القلوب بشكل يبدو فى النهاية -لمن لا يعلم هذه الكواليس - أنه عفوى تلقائى نابع من الشعب نفسه (انظر الرسم التوضيحى رقم 1 أدناه). (و سنأخذ أمثلة واقعية عملية تؤكد هذا النموذج النمطى المتكرر فى أكثر من دولة بحذافيره إن شاء الله لاحقا)
تتبنى و ترفع - كما ينص المقال - قيما غربية تماما فى معناها و أحيانا فى لفظها مثل الديموقراطيةDemocracy والمساواةEquality و حقوق المرأةWomen s Rights و قبول الآخر Toleranceو تروج بين الناس أن هذه القيم من صميم الإسلام ذاته و أن هذا هو الإسلام لكننا لم نكن نفهمه على مدى الأربعة عشر قرنا الماضية !!(مع أن النبى و الصحابة و التابعين على مدى 14 قرن لم يستخدموا أيا من هذه المصطلحات و لم يحتاجوا لها و قد اكتمل الدين دون الحاجة لهذه المصطلحات و القيم كما يطرحها الغرب) وقطعا ستلجأ هذه الجماعات -لاقناع الناس المحبة للإسلام و احداث التأثير المطلوب فى نفوسهم- إلى لى عنق النصوص و اجتزائها من سياقها و تفسيرها بحيث تتوافق توافقا تاما مع هذه القيم الغربية الجديدة دون النظر الى تطبيق النبى نفسه وفهم الصحابة و التابعين لهذه النصوص و هم قطعا الأكثر فهما لروح الإسلام على مر التاريخ لمعاشرتهم النبى نفسه.

هذه الجماعات تعمل من خلالها الولايات المتحدة على تغيير الإسلام ذاته من خلال تطعيمه بالقيم الأمريكية مثل الديموقراطية اليونانية الأصل و حقوق المرأة (و نحن نعرف ماهية هذه الحقوق) و قبول الآخر ( و نحن نعرف ماهية هذا الآخر) و تغليف هذا كله بغلاف إسلامى حتى يستطيع الشعب المتدين ابتلاع كبسولة القيم الأمريكية بسهولة و يسر على أنها هى الإسلام "المعتدل" لأنه قطعا لن يقبلها فى شكلها الفج الغربى الصريح أبدا (و هذا ما ثبت خلال الأعوام الماضية حيث انعزل الليبراليون فيما عرف بالنخبة التى تسكن البرج العاجى و لم تقبل الشعوب منهم شيئا رغم سيطرتهم على الاعلام). اذن فالخطة الأمريكية الجديدة تقتضى الدخول من خلال بوابة الإسلام نفسه هذه المرة لتمرير الليبرالية فى ثوب إسلامى محبب للنفس و تحت شعارات براقة تستميل قلوب العوام و هى لعمرى خطة عبقرية. إن الأمر يشبه أن تلبس عاهرة أمريكية الحجاب أو النقاب فيجعلها هذا "إسلامية" و "مبلوعة" عند الجماهير الطيبة التى لن تقبلها فى المعتاد و هى تلبس البيكينى. هى فعلا معركة -كما يقول عنوان التقرير نفسه - لتغييرالعقول و القلوب المسلمة من خلال الدولارات(التمويل) و دون طلقة رصاص واحدة. إنها إصلاح للفشل الأمريكى فى العراق حيث ستظهر أمريكا فى المنطقة الان فى ثوب جديد. ثوب البلد الداعم لحركات التحرر من الديكتاتورية الوطنية. تخيل هذا معى, المستعمرون الأمريكان سيحرروننا فكريا من الديكتاتور المحلى!!. كأن الأمر نقيض لحركات الإستقلال التى حدثت القرن الماضى. فنهرع هذه المرة لأحضان الهيمنة الغربية هربا من ديكتاتور محلى. إن أمريكا ستظهر بأنها الراعى و الداعى لتطبيق الديموقراطية و انقاذ الشعوب الاسلامية من الأنظمة الجائرة. بل إنها ستظهر بمظهر الأم الحنون التى تقبل كل ما تأتى به نتائج الديموقراطية حتى و ان كان "اسلاميين معتدلين" طالما أنهم رضوا بالديموقراطية الأمريكية و يتبنونها منهجا (و هذا هو معيار الإسلام "المعتدل" عند القوم).

نعود لتقرير "عقول و قلوب و دولارات" الذي يصدمنا مرة أخرى بالفقرة التالية:


"فى أكثر من 24 دولة, قامت واشنطن فى هدوء بتمويل برامج تلفزيونية و اذاعية إسلامية (كلمة اسلامية فى هذا السياق قد تعنى فقط أنها برامج فى بلاد المسلمين و ليس بالضرورة دينية فهم ينظرون لنا على أن هويتنا الإسلام و نحن ننظر لأنفسنا بناء على الجنسيات!!), مناهج تعليمية فى مدارس المسلمين, مفكرين مسلمين , ورش عمل تدريبية سياسية (راجع فى ذهنك الحركات السياسية التى تلقت ورش تدريبية ممولة أمريكيا) و برامج أخرى تدعم الإسلام "المعتدل". بل إن الدعم المادى الفيدرالى يستخدم فى ترميم المساجد و انقاذ نسخ القران القديمة بل و بناء المدارس للمسلمين."



و الفقرة السابقة رغم أنها صادمة إلا أنها منطقية جدا. فالمنظمات الأمريكية التى ستمول الحركات الشبابية التحررية و الجماعات الإسلامية الإصلاحية يجب أن تنال ثقتهم و ثقة المجتمع أولا. يجب أن تبعث برسالة طمأنة للمسلمين بأنها لا تريد إلا خير الإنسانية جمعاء بغض النظر عن الدين. يجب أن تقول لهم إننا نحبكم و لا نعادى دينكم حتى أننا ننقذ مساجدكم الأثرية و مصاحفكم و نبنى لكم المدارس. أما تمويل المفكرين و مناهج المدارس فهى الخطوة الأهم فى عملية توجيه أفكار المجتمع الإسلامى ككل (تخيل أنهم يمولون هذا فى 24 دولة و ليس دولة أو اثنتين. إنهم يهدفون الى انتاج وعى جمعى مصطنع على مستوى الأمة كلها). فالمدرسة و الاعلام هما الأداتان الأهم فى تشكيل الوعى الجمعى للمجتمعات و صب الأفكار فى الرؤوس الفارغة. (و لتتذكر أن هذا مذكور بصيغة الماضى فى تقرير يعود الى 2005. فالله وحده يعلم عدد السنوات التى عملوا فيها على هذا الأمر, بل و ربما يعود الأمر الى ما قبل هيمنة الولايات المتحدة, الى ايام الحملة الفرنسية). و أما تمويل ورش العمل و التدريب على التغيير السياسى (يسمونها التغيير اللاعنيف) فهى الأداة التى ستضمن وجود كوادر تستطيع حشد و توجيه و تحريك الجموع على الأرض و اشعال شرارة "التغيير" فى الشعب المهيأ أساسا للتغيير من خلال إعلامه و مفكريه. إن الأمر يشبه بذر بذور التغيير فى الشعوب على مدى سنوات بشكل تدريجى ثم حين تحين اللحظة المناسبة فإن هناك من يوقظ هذه البذور من سباتها الطويل لتؤتى أكلها.

ثم يستمر التقرير فى سرد المزيد من التفاصيل و الدقائق عن هذا البرنامج الضخم. فيقرر أنه يعتبر أضخم و أصعب كثيرا من الحرب الباردة مع الاتحاد السوفيتى. حيث يقول على لسان أحد المسئولين بالصفحة السادسة من التقرير ما نصه:

"الحرب الباردة كانت سهلة, لقد كانت صراعا ضد أيديولوجية سياسية إلحادية بلا إله. أما هذه فبها عنصر العقيدة" (انظر مدى أهمية التزام العقيدة الصحيحة و انظر مدى معرفتهم بأنها هى المقاوم الأساسى لمشروعهم. ثم ارجع البصر الى حال بعض أبناء الاسلام و كيف أنهم لا يقدرون عقيدتهم حق قدرها و لا يرون الوحى المعصوم على أنه المنقذ الوحيد لهم من كيد أعدائهم, ينقلب إليك البصر خاسئا و هو حسير)

ثم يبدأ التقرير فى الهجوم على المملكة العربية السعودية مبينا أنها أحد أهم أهداف التغيير باعتبارها مصدرا قويا لنشر العقيدة التى تعتبر عقبة كئود فى طريق مشروع الهيمنة حيث يقول التقرير فى نفس الصفحة:
و تؤكد المصادر أنه قد أتى ذكر دور المملكة العربية السعودية مرارا فى النقاش حول الاستراتيجية الجديدة. فباستخدام ثروتهم البترولية الضخمة , قام السعوديون بانفاق ما يقدر ب75 مليار دولار منذ عام 1975 لنشر مذهبهم الأصولى (و هو فعلا أصولى لأنه يتبع أصول الدين من كتاب و سنة دون اضافات يونانية المسمى و المضمون أو محدثات جديدة تخالف صلب الدين) الوهابى (هكذا يسمونه!!) فى أنحاء العالم. لقد مولت المملكة مئات المساجد و المدارس و المراكز الإسلامية فى الخارج ناشرة بهذا مذهبا كاد أن يندثر يوما ما. و هو مذهب يلام على أنه يدعو إلى عدم الثقة فى الكفار (و هل بعد البغضاء التى بدت منكم فى هذا التقرير و على أرض الواقع, مطلوب أن نثق بكم؟) و معاداة السامية و مواقف عتيقة تجاه المرأة. الأعمال الخيرية التى يمولها السعوديون قد ضلعت فى مساندة الحركات الجهادية فى أكثر من 20 دولة. و يقول المسئولون السعوديون أنهم يواجهون المتطرفين. لكن الولايات المتحدة تود أن ترى فرصة لأنواع أقل أصولية من الإسلام. الإصلاح سيأتى من خارج العالم العربى. يقول أحد المسئولين الأمريكيين : "انظر الى الأطراف. فمن هناك سيبدأ التغيير". أحد الحلول المطروحة (يقصد لضرب ما أسماه الأمريكان بالفكر الأصولى) هو توفير دعم أمريكى من الأبواب الخلفية (أى غير مباشر) للحركات الإصلاحية المرتبطة بالصوفية, أحد الفروع المتسامحة من الإسلام"

و يتضح من هذه الفقرة أن السعودية تمثل مركزا مناوئا للفكر الأمريكى يعمل فى اتجاه المقاومة الفكرية للغزو الأمريكى. فكما أن الأمريكان يمولون فالسعوديون يمولون فى الاتجاه العكسى. و ربما بنفس الضخامة. و كما أن أمريكا تغزونا فكريا فإن السعودية تغزو - الى حد ما - أوروبا و أمريكا فكريا عن طريق نشر المراكز الإسلامية فى ربوع بلادهم. مما يشكل خطرا داهما عليهم يجب إيقافه عند حده. إن الحرب يا سادة أيديولوجية فى حقيقتها. نعم الموارد و البترول يهمان الغرب جدا. لكن الأيديولوجية هى المحرك الحقيقى لتصرفات الأفراد و الدول سواء كانت أيديولوجية سماوية أو وضعية مثل الديموقراطية و الليبرالية. العدو يوهمنا إعلاميا أنه مع حرية العبادة و حرية الأديان لكنه فى الحقيقة كما قال التقرير صراحة "يريد أنواع معينة" تتوافق معه من الأديان. أما الأنواع التى لا يرضى عنها العدو فهو يحاول إسقاطها أو تغييرها و لتذهب حرية الأديان المزعومة إلى الجحيم. و إذا أردنا الشئ نفسه و عملنا على أن يحترم الآخر قيمنا الإسلامية كما ينص الإسلام ففورا تخرج الشعارات المطالبة بحرية الأديان. الأيديولوجيات الآن هى التى تشكل العالم و لطالما كان الأمر كذلك منذ عصر ما قبل الإسلام إلى الحروب الصليبية و حتى اليوم. ما تغير هو الأغلفة لا أكثر و صارت الحرب أقل صراحة و أكثر مراوغة. تم استبدال شعار الصليب من على خوذات و دروع الصليبيين إلى شعارات براقة تخلب الألباب و تعد الإنسانية باليوتوبيا الغربية. لكن المدقق يرى بوضوح أن الأمر سيان. بل إن زلات لسان قادة العدو تصرح أحيانا "بالحرب الصليبية" كما تلفظ بها بوش الإبن. و لا نحتاج لتتبع زلات اللسان و تحت أيدينا فى هذه التقارير ما يغنينا عن ضرب الودع و تتبع التخمينات.

و هنا لابد أن نذكر أن هناك جماعات "اصلاحية" تعمل فى السعودية ينطبق عليها نفس مواصفات المذكورة فى المقالة. فهناك مثلا منظمة "اصلاحية" ترفع شعار الإسلام أسسها سعد الفقيه القادم من لندن محملا بالأفكار الغربية تحت إسم "الحركة الإسلامية للإصلاح". و تدعو الحركة من خلال موقعها الرسمى السعوديين الى الثورة فى السعودية و اسقاط الدولة هناك و من ثم اقامة نظام ديموقراطى و اطلاق "الحريات" و اطلاق يد منظمات المجتمع المدنى و "حقوق المرأة" .. الخ. بل إنها تقر ضمنيا من خلال موقعها أنه لا مانع لديها من استغلال ما أسمته أسباب من خارج الحركة لاسقاط بلاد الحرمين حيث تجد على أحد صفحاتها ما يلى:

توقعات الحركة

• الحركة لا تتوقع أي تنازل من قبل النظام الحاكم ولا تغيير جاد في الاوضاع السياسية والحريات
• وترى ان التغيير يجب ان يفرض بقوة شعبية من خلال عمل ميداني
• أو بالتحرك العاجل عند وجود أول تفكك في النظام لأسباب من خارج الحركة


و تتحدث فى نفس الصفحة عن وسائلها:

وسائل الحركة

• تستخدم الحركة حاليا الإعلام والاتصالات والضغط السياسي والاجتماعي ولكن الحركة لا تقتصر على هذه الوسائل وتعتبر أي وسيلة قابلة للتطبيق مادامت لا تخالف سياسة الحركة

قارن هذا بما هو مذكور فى أحد فقرات التقرير حرفيا:

أدوات العمل فى هذا الصراع متعددة. بالنسبة للسى آى إيه, هى عمليات سرية تتضمن الضغط السياسى و البروباجاندا (الإعلام). و عند البنتاجون, تسمى عمليات نفسية و تأثير استراتيجى. و عند وزارة الخارجية تسمى الدبلوماسية العامة (هذا المصطلح يقصد به ممارسة الدبلوماسية مباشرة مع الشعوب دون المرور بالحكومات و ذلك للتأثير عليها). كلها أدوات تهدف فى النهاية إلى بث المعلومات من أجل التأثير على, و تشكيل, و تحفيز أصدقاء أمريكا و أعدائها فى الخارج.


هل هذا التوافق صدفة؟ حركة "اصلاحية" ترفع شعار"الاسلامية" مؤسسها أتى من الغرب من "لندن" بمشروع للإسلام "المعتدل" تتبنى هدم النظام السعودى و تدعو إلى تطبيق نظم غربية فى السعودية و تعمل من خلال الضغط السياسى و البروباجاندا الإعلامية. أعتقد أن افتراض الصدفة هو من قبيل السخف و التسطيح.

فهل هذه الحركات تعمل فعلا من أجل الإسلام كما تدعى أم من أجل تغيير الإسلام و دمقرطته و لبرنته كما قد سلف ؟!! و لا بد أيضا أن نذكر الجماعات التكفيرية المتطرفة التى تتبنى عمليات تفجيرية ضد الحكومة السعودية على اعتبار أنهم كفار موالين للأمريكان !! هل الآن تبين لكم من الموالى للأمريكان و من ينشر الإسلام ؟ هل تبين لكم من رضيت عنه اليهود و النصارى لأنه اتبع ملة الديموقراطية و "الاسلام المعتدل" و من مقتوه و كرهوه لنشره قيم الإسلام الحقيقى المناوئ لقيمهم ؟ (و سيلى لاحقا ان شاء الله فى فصل (التنفيذ الفعلى) المزيد من الأمثلة الواقعية العملية التى سنتتبعها لنرى إن كانت تحمل صلات بخطة تغييرالعقول و القلوب.)


و فى السياق نفسه و فى نفس التقرير يقول ميلت بيردن العنصر سابق فى السى آى إيه الذى عمل لمدة 30 عاما فى المجتمعات الإسلامية بحسب التقرير :


"استطيع أن أؤكد أنك اذا ذهبت الى بعض نقاط التماس غير المتوقعة فى العالم الإسلامى فستجد ترحيبا (يقصد للأفكارالأمريكية) أكبر مما كنت تظن. إن الأخوان المسلمين هم على الأرجح جزء من الحل أكثر من كونهم جزء من المشكلة". قطعا, كانت هناك لقاءات بين ضباط فى المخابرات الأمريكية و بين الإخوان المسلمين. كما كانت هناك أيضا لقاءات مع فرقة الديوباندى فى باكستان.


من هذا نرى أن اللقاءات بين الإخوان و المخابرات الأمريكية للإعداد "للتغيير" كانت مبكرة جدا من قبل عام 2005. و ترى بوضوح أن الأمريكان يعتبرون أن الإخوان جزء من الحل بالنسبة لهم. بينما - كما رأيت سابقا -اعتبروا السعودية مثلا (التى يعتبر بعض متطرفى الاخوان حكومتها كافرة عميلة) مشكلة ضخمة يجب التصدى لها بقوة لأنها تمول و تدعم نشر الإسلام فى العالم. لذلك ينبغى أن تعلم أن المواقف المعلنة للحكومة الأمريكية (من أنها عدوة الإخوان و صديقة السعودية) لا تطابق دائما ما يجرى فى كواليس السياسة. و هذا طبيعى و بديهى و إلا فلماذا نتفق جميعا على أن السياسة مجال قذر و أن السياسى كاذب بطبعه؟ فمن هنا تأتى قذارتها.

إن تقرير مجلة اليو إس نيوز لم يكن هو الوحيد الذى تكلم عن مشروع تغيير العقول و القلوب و لبرنة الإسلام. بل تكلمت عنه جهات أخرى عديدة لا تقل أهمية مثل تقرير منظمة راند RAND(و هى من أهم المنظمات الأمريكية لدعم اتخاذ القرار) عام 2004 الذى حمل عنوانا غاية فى الاستفزاز هو:


"أركان الديموقراطية الخمسة: كيف يمكن للغرب أن يروج للإصلاح الإسلامى"

و يظهر جليا من العنوان أن الديموقراطية مطروحة كبديل حقيقى للإسلام حتى أن لها هى الأخرى"اركانا خمسة". فتصبح المسميات و المظاهر إسلامية لكن الروح و الفهم ديموقراطية أمريكية. و تتحول مرجعية الإسلام من "الكتاب و السنة بفهم سلف الأمة من الصحابة و التابعين", إلى "الكتاب و السنة بما يتوافق مع الديموقراطية و المواثيق الدولية و حقوق الإنسان".
و تقرير راند يؤكد نفس العناصر التى ذكرناها فى تقرير مجلة يو اس نيوز تماما. و يطرح الإسلام "المعتدل" مثل الصوفية و الليبرالية الاسلامية كبديل للإسلام الأصلى. لكن هناك تفصيلات خطيرة فى هذا التقرير لم ترد فى تقرير مجلة يو إس نيوز. ذلك أن تقرير راند بصفتها مؤسسة احترافية داعمة لصنع القرار قد فصلت تفصيلا شديدا فى تشريح و فهم المجتمعات الإسلامية و قسمتها إلى عدة تيارات فكرية. فقد قسمت أى مجتمع مسلم إلى أربع مجموعات هى الحداثيين و العلمانيين و التقليديين و الأصوليين. و بدأت تورد صفات كل تيار و من ثم التوصيات التى يجب على صناع القرار فى الغرب اتخاذها تجاه كل تيار لتوجيه الأمور "داخل الإسلام" نفسه إلى الأجندة الأمريكية. و جل الهدف من هذه الاستراتيجية هو توجيه كل المجموعات الثلاثة (العلمانيين و الحداثيين و التقليديين) إلى ضرب و تغيير فكر مجموعة الأصوليين و بالتالى يتحقق "إصلاح" إسلامى و تغيير للثوابت من داخل الإسلام نفسه بينما تكون الأصابع الغربية غير ظاهرة بقوة فى الصورة. فيما يلى فقرة من تقرير راند وددت لو أمكننى أن أختصرها لكنى رأيت أن أوردها - على طولها - كما هى نظرا لأهميتها البالغة. فتحت عنوان جانبى "أجندة للإصلاح" ينص تقرير راند على ما يلى:


أجندة للإصلاح:


ما يحتاجه الخلاف الأيديولوجى الشديد من الغرب هو التزام حازم بالقيم الغربية الأصولية (اذن هم أيضا لهم أصول يحاولون فرضها علينا مع الغاء أصولنا. و ما المعيار الذى عليه قرروا أن هذه أفضل من تلك؟ وجهة نظرهم الخاصة كما سيرد الان) لكن مع وجود "مرونة" تستطيع أن تتعامل مع الفكر الإسلامى فى مختلف الظروف و الشعوب و الدول. هذا التوجه قد يساهم بقوة فى تكوين إسلام مدنى ديموقراطى مع السماح للغرب بمرونة كافية تتيح له التعامل بشكل مناسب مع المواقف المختلفة.


إن الخطوط العريضة التالية تصف ما يمكن أن تكون عليه هذه الاستراتيجية. إن هذه الاستراتيجية ترتكز على "أركان الديموقراطية الخمسة" للعالم الإسلامى (صاروا يؤصلون لنا أركانا يتبعها المغيبون فى بلادنا و كأنهم آلهة تشرع. و لا عجيب فقد لقبوا كونداليزا رايز مؤخرا فى إعلامهم بلقب "نبية الديموقراطية" فى الشرق الأوسط Prophetess Of Democracy . و من كل هذا ترى أن الديموقراطية عندهم كأنها دين لكنها دين وضعى أرضى. فهنيئا لمن تبع النبية!). و هذه الأركان الخمسة تمثل المواقف التى يجب أن يتخذها الغرب تجاه كل مجموعة من المجموعات الأربعة و أيضا تجاه عوام الناس فى المجتمعات الإسلامية.

"إدعموا الحداثيين أولا", روجوا لنسخة الإسلام الخاصة بهم (و كأن الإسلام متعدد و له أشكال مختلفة مع أن الإسلام واحد و معروف و منهج النبى و الصحابة واضح و فهمهم للأصول واحد لكن المتعدد هو انحرافات بعض المسلمين عن الصراط الواضح المستقيم و تكوين فرق و أحزاب و جماعات متعددة كل منها يرفع شعار الإسلام و هى لا تتبع منهاج النبوة و لا هدى الصحابة.و العدو - كما ترى- يلعب على التعددية و يغذيها و يضرب هذا بذاك. و هنا تتجلى عظمة الوحى فى أنه يقيك - لو اتبعته - كيد الأعداء حتى لو لم تعلم أنهم يكيدون لك لأنه يغلق عليهم هذه الأبواب. فتأمل قوله تعالى : "إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ". و يقول تعالى: "وَلاَ تَكُونُواْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ. مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ" و قال: وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ. لكن وا أسفاه فقد روج الغرب لمبدأ التعددية الحزبية فى بلادنا و أصر على أنها ركن من أركان الديموقراطية فصارت قاعدة لا تناقش و عقيدة سياسية لا يشكك فيها. مع أنها من أسباب فشلنا) عن طريق تدعيمهم بقاعدة عريضة لنشر و شرح آرائهم. إنه لمن المغرى جدا استخدام التقليديين (وهى مجموعة تشمل الصوفية و جماعات مثل الإخوان و غيرهم) كعامل محفز أساسى لتعزيز الإسلام الديموقراطى, و يبدو أن هذا هو المسار الذى يميل الغرب إلى اتخاذه. لكن هناك العديد من المحاذير التى الخطيرة جدا فى هذا المسار.

إن تبنى مجموعة التقليديين بشكل مبالغ فيه قد يعيق عملية الإصلاح الداخلية التى تجرى داخل الإسلام و قد تحجم الحداثيين الذين تتوافق قيمهم مع قيمنا بشكل تام. فمن بين المجموعات كلها, فإن الحداثيين يحملون قيم و روح المجتمع الديموقراطى الحديث. و نحتاج إلى أن ندعم رؤيتهم للإسلام حتى فوق رؤية التقليديين. (و فعلا دعم الغرب كما تبين لاحقا الحداثيين ووضع التقليديين كخيار ثان و لم تتقبل الشعوب الحداثيين لكنها ابتلعت طعم التقليديين. و جار حاليا اعادة تلميع الحداثيين لاعادة المحاولة مرة أخرى).

إن الحداثة - و ليست التقليدية - هى ما اتفق مع الغرب. و هذا يشمل ضرورة ترك و تعديل و تجاهل عناصر من العقيدة الدينية الأصلية ( و هنا العداء الصريح المعلن للعقيدة الأصلية للإسلام. للإسلام كما جاء به نبينا محمد صلى الله عليه و سلم و كما فهمه و طبقه الصحابة و التابعين. و عجبا فقد فهم الغرب أن عقيدة الإسلام نفسها تخالف الديموقراطية و قيم الغرب لكن بعض أبناء قومى لا يزالون يدافعون عن أن الإسلام دين الديموقراطية قسرا و غصبا دون دليل). إن العهد القديم (النصف الأول من الكتاب المقدس للنصارى و هو ما يوازى توراة اليهود) لا يختلف كثيرا عن القرآن فى أنه ينص على قواعد و قيم و سلوكيات لا تتفق بتاتا - بل و غير قانونية - فى المجتمع الحديث (شئ مضحك أن يصبح القانون البشرى النسبى هو المعيار الذى نقيس عليه القانون الإلهى المطلق فنقر ما يوافقه و نترك ما يخالفه و هو لعمرى معكوس الوضع الطبيعى). لكن هذا لايمثل مشكلة للغرب (يقصد إحتواء كتابهم المقدس على قيم تخالف المجتمع الحديث) لأنه اليوم قلة قليلة من الناس هى من تؤمن أنه يجب أن نتبع تعاليم الكتاب المقدس بشكل دقيق. على العكس من ذلك, فإننا نسمح لفهمنا الخاص لرسالة اليهودية و المسيحية أن يسمو فوق حرفية النص (يقول تعالى:أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ) الذى نعتبره تاريخيا (أى مرتبط بزمانه فقط) و أسطوريا (يقول تعالى:وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَّوَلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرةً وَأَصِيلاً ). وهذا هو بالضبط التوجه الذى يريده الإسلاميين الحداثيين.



و قد حضرت ندوة فى كلية الطب جامعة عين شمس أواخرعام 2011 لأحد هؤلاء الحداثيين الإسلاميين البارزين فى المجتمع المصرى و يشغل منصبا كبيرا فى حزب الوسط و قد سمعته يقول بالحرف الواحد : إن مرجعيتنا ليست نصوص الدين الإسلامى و لكن الحضارة الإسلامية !
و المضحك أنه محسوب على الإسلاميين الذين يعملون لأجل "نصرة الدين" من خلال دعم الديموقراطية ! فهل هذه فعلا نصرة للدين الذى جاء به نبينا محمد صلى الله عليه و سلم أم "تغيير" لمعالمه و أصوله ؟

ثم يبدأ التقرير - كما أسلفنا - فى توجيه توصيات للساسة الغربيين بخصوص كل تيار فى بلادنا. هذه نماذج لبعض توصياتهم تجاه التيارات المختلفة:
"على القادة الغربيين أن يدعموا الحداثيين من خلال هذه الوسائل:

نشر و توزيع أعمالهم (الفكرية) بأسعار مخفضة
تشجيعهم على الكتابة للجماهير و بخاصة للشباب.
إدخال آرائهم فى المناهج الدراسية فى الدول الإسلامية
إيصال آرائهم الدينية و حكمهم على الدين للجمهور لكى ينافسوا آراء الأصوليين و التقليديين الذين يملكون المواقع و دور النشر و المدارس و المعاهد و وسائل عديدة لنشر آرائهم.
إظهار الحداثة و العلمانية كخيارات ثقافية بديلة للشباب المسلم المتمرد الفاقد للولاء (هذه هى الترجمة الحرفية للكلمة المستخدمة Disaffected )
استخدام الإعلام و المناهج التعليمية فى بعض البلدان الإسلامية لنشر الوعى بتاريخ و ثقافة بلادهم فى عصور ما قبل دخول الإسلام (يقصد تاريخ و ثقافة حضارات ما قبل دخول الاسلام مثل الفرعونية فى مصر و السومرية فى العراق .. الخ. فانظر الى أى مدى هى حرب مباشرة على الإسلام نفسه حتى أنهم يودون لو أن باستطاعتهم أن يعكسوا تأثيره على مدى أربعة عشر قرن من الزمان. يودون لو أن رسول الله لم يبعث و لم يولد أصلا و يستخدمون أبناء البلدان الاسلامية فى دعم هذه التوجهات!)


و يستمر تقرير راند 2004 لدعم اتخاذ القرار فى اسداء النصائح و نسج الخطط فى الفقرة التالية:

دعم التقليديين (يقصد بهم الجماعات التى تتبنى شعارات الاسلام و تعتبره هوية لكن لا تلتزم بمنهج حقيقى مستند إلى أدلة فعلية من الكتاب و السنة و انما تستند الى العادات و التقاليد و ما توارثه المجتمع. و هى تتقبل الفكر الغربى جدا, و أكبر مثال لهذه الفئة هى جماعة الإخوان المسلمين و الفرق الصوفية) بدرجة كافية تجعلهم قادرين على مواجهة الأصوليين حين يكون هذا هو الخيار الوحيد المتاح. و من ضمن التقليديين الذين يجب على الغرب دعمهم, التقليديين الذين يتقبلون المجتمع المدنى الحديث و هم التقليديين الإصلاحيين (مرة أخرى تتكرر هذه الكلمة). يجب على الغرب دعم التقليديين فى مواجهة الأصوليين بهذه الوسائل:

نشر نقد التقليديين لعنف الأصوليين و تطرفهم على نطاق واسع (طبعا هذه إحدى التهم المكررة ضد أهل السنة مع أن أهل السنة المتبعين للمنهج النبوى هم آخر من يتهم بالعنف, بل إنهم يلتزمون بضوابط الكتاب و السنة فى مسألة التكفير وهم ضد الخروج و الفوضى و ضد مهاجمة الشرطة و الجيش فى بلاد المسلمين لأنهم اخواننا فى الدين مهما بدا منهم. بل إن من يمارس هذه الأعمال فى مصر فى المرحلة الراهنة مثلا ينتمى إما لليبراليين مثل 6 ابريل أو للاخوان (التقليديين). و من الإخوان من كفر المجتمعات و الحكومات مثل سيد قطب و ذلك لأنهم لا يلتزمون منهجا معينا أو ضوابط واضحة مثل أهل السنة فيصبح التكفير و الخروج عندهم مسألة هوى بحسب الظروف و المصالح. و من عباءة سيد قطب خرج تنظيم الجهاد التكفيرى الذى نبع منه لاحقا تنظيم القاعدة)
تشجيع الشقاق بين التقليديين و الأصوليين
تثبيط أى تحالف بين التقليديين و الأصوليين
تشجيع التعاون بين الحداثيين و بين التقليديين الإصلاحيين. (و هو التقارب الذى يحدث الان بشكل واضح فى مصر و يروج له على أنه وحدة للصف بينما هو تمييع للثوابت يحفزه العدو كما تقرأ بنفسك)
دعم تعليم التقليديين كيفية مناظرة الأصوليين و الرد عليهم. فعادة ما يكون الأصوليون أقوى حجة بينما يتبع التقليديون نسخة مسيسة غير مترابطة من الإسلام الشعبى العامى (يعنى قائم على تقاليد أكثر من كونه قائم على أدلة و حجج من الكتاب و السنة). فى أماكن مثل أواسط آسيا, من الضرورى جدا تدريب التقليديين على تعلم الإسلام الأصلى لكى يستطيعوا أن يثبتوا فى مواجهة الأصوليين (لا يوجد عار أكبر من أن يتعلم هؤلاء التقليديين أصول الإسلام على أيدى أعدائنا لكى يطعنوا فى الدين سواء عن قصد أو عن جهل. و قد دأب الغرب فعلا على تعليم الإسلام لبعضهم فمثلا أحد الدعاة المشهورين المنتمين للتيار الإخوانى نال مؤخرا شهادة دكتوراة فى "الشريعة" من إحدى الجامعات البريطانية. بل و تذكر صحيفة صنداى تايمز البريطانية بتاريخ 30 مايو 2004 فى مقالة بعنوان "الخطط السرية لبريطانيا من أجل نيل قلوب و عقول المسلمين" أن أحد الساسة المقربين من طونى بلير سير أندرو ثورنبول قد طلب معاونة هذا الداعية المشهور فى "دعم أجندة الحكومة البريطانية تجاه المسلمين". بل إننا تاريخيا نعلم أن العديد من المفكرين المشهورين فى أوساطنا الثقافية مثل طه حسين مثلا قد نال قسطا من تعليمه على يد المستشرق اليهودى المعادى للإسلام مرجيليوث. و تجد أفكاره تنضح من كتابات طه حسين و على رأسها كتاب الشعر الجاهلى الذى يحوى طعنا صريحا فى مصدر القرآن. فهذا التكتيك ليس غريبا و ليس جديدا لكنهم انتقلوا من تعليم الليبراليين "إذ فشلوا" الى تعليم من يتحدث باسم الإسلام و يصل الى العقول و القلوب بسهولة.)
تعزيز تواجد الحداثيين فى مؤسسات و معاهد التقليديين
تشجيع التقليديين الذين يتبنون المذهب الحنفى فى مواجهة المحافظين الوهابيين الذين يتبعون المذهب الحنبلى!! (و هو نوع من بث الفرقة لأن المسلمين عامة يحترمون كل أئمة أهل السنة طالما قدموا الدليل على كلامهم و لم يكن الكلام نابعا من تخيلاتهم و تصوراتهم الشخصية. فنحن فى الأساس نتبع الدليل لا الشخص. و نرد كلام الشخص مهما علا شأنه اذا خالف الدليل. و من الأقوال المأثورة: إن الحق لا يعرف بالرجال و لكن يعرف الرجال بالحق)
دعم و تشجيع تقبل و نشر الصوفية, و هى شكل تقليدى للتصوف الإسلامى تمثل تفسيرا عقليا مفتوحا للإسلام.


و تجاه العلمانية الصريحة توصى مؤسسة راند بما يلى:

دعم العلمانيين بناء على كل موقف على حدة. يجب على الغرب أن يشجع العلمانيين على أن يتخذوا الأصولية عدوا مشتركا و أن يثبط أى تحالف للعلمانيين مع قوى مضادة للولايات المتحدة (هو هنا يقصد بعض أنواع العلمانية التى قد تعادى الولايات المتحدة مثل الشيوعية). إن الغرب عليه أن يروج لفكرة أن الدولة و الدين فى الإسلام يمكن أن ينفصلا أيضا و أن الفصل بينهما لن يشكل خطرا على العقيدة بل بالعكس يمكن أن يقويها. (انظر إلى خبثهم و انظر الى ابواقهم من أبناء جلدتنا التى تكرر هذا الكلام كالببغاوات بحذافيره فى وسائل اعلامنا ليل نهار).


و تجاه العوام يوصى التقرير بالآتى:
إنشاء مؤسسات و برامج مدنية علمانية و ثقافية. إن على المؤسسات الغربية أن تساعد فى إنشاء مؤسسات مدنية مستقلة (يقصد مستقلة عن تأثير الحكومات لكن تابعة للغرب فى تمويلها) توفر مساحة فى العالم الإسلامى للمواطن العادى فى أن يثقف نفسه حول العمليات السياسية و أن يكونوا وجهة نظر خاصة بهم (بناء على ما سيعلموه فى هذه المؤسسات طبعا, و هذا يؤكد النموذج النمطى المذكور فى تقرير يو إس نيوز الذى ينص على وجود مؤسسة غربية تنشئ و تمول و تدعم مؤسسة أخرى من أهل البلد تحت شعارات براقة فضفاضة و هذه المنظمات المحلية هى التى تظهر فى الصورة على أنها منظمات تهدف إلى العمل العام و مصلحة المجتمع بينما هى فى حقيقة الأمر مرتبطة ارتباط وثيق بأجندة الغرب كما رأيت بعينيك)

و يتضح فى ختام عرضنا للتقارير الأمريكية الصادرة عن مؤسسات لها احترامها و ثقلها, أن التركيز الأساسى للغرب فى معركته من أجل السيطرة على عقول و قلوب المسلمين بغية تغيير الإسلام ذاته لن يكون على العلمانيين علمانية صريحة. فهؤلاء أصلا منبوذون مكروهون من طوائف المجتمع. فكيف يمتطى الغرب مطية لن توصله لهدفه. أما المطية المثالية فهى التيارات التى ترفع شعارات إسلامية مع عدم وجود علم شرعى و معرفة حقيقية بثوابت الإسلام و عقيدة أهل السنة و بالتالى قبولهم السلس للفكر الغربى و للديموقراطية محاولة توفيقه و ترقيعه داخل جسد الإسلام تحت ذرائع عديدة مثل أن هذه وسيلة و آلية و أن هذا من "مرونة" الإسلام الخ و هم يحسبون أنهم يحسنون صنعا و يخدمون الاسلام و يحدثونه و يمكنون له غير عالمين -لجهلهم- أنهم يشاركون فى تغيير ثوابته. و الأمر الآخر أنهم -على عكس العلمانيين الصراح -فإن لهم قبولا واسعا بين طوائف الشعوب فى بلاد المسلمين على أنهم حماة الدين و حملته و أصحاب مشروع "الشريعة". لكن عجبا شريعة من تلك؟ إن أفكارهم مشوشة مشوهة متناقضة مرقعة بثقافات و أفكار الغرب و ديموقراطيته و أصوليته. فهؤلاء هم المطية الأساسية السلسة المتحمسة سهلة التوجيه التى ينوى الغرب أن يركبها فى موقعة العقول و القلوب و تغيير الإسلام من الداخل.


http://bokl.blogspot.com/2012/09/blog-post_12.html



#طلعت_خيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسل المسيح يبشرون اليهود بقضيب مسيحي مختون (أوربا في القرن ا ...
- ملخص كتاب اليسوعية والفاتكان والنظام العالمي الجديد
- إيضاحات مختصره حول رسالة خلدون طارق ياسين المحترم
- المساومة السياسية على الختان بين اليهود واليسوعيين (أوربا في ...
- الربا في شريعة يسوع - رد على مقالة كامل النجار البنوك الإسلا ...
- نبوءة التوراة: إسقاط الحكام العرب لبناء دولة إسرائيل العظمى. ...
- رد على مقالة كامل النجار – أجوبة الحلقة الرابعة
- التبشير اليسوعي في آسيا الصغرى (أوربا في القرن الحادي عشر سف ...
- رد على مقالة كامل النجار – أجوبة الحلقة الثالثة
- رد على مقالة كامل النجار- أجوبة الحلقة الثانية
- رد على مقالة كامل النجار أجوبة الحلقة الأولى ..
- التبشير اليسوعي ألأممي في أوربا (أوربا في القرن الحادي عشر س ...
- السبي البابلي.. دراسة تاريخية في استراتيجيات الغزو
- التعبئة الجماهيرية الطائفية في أوربا ( أوربا في القرن الحادي ...
- على المملكة العربية السعودية دفع كفاره عن يوم إفطار
- التدخل الدولي اليسوعي في قبرص واليونان ( أوربا في القرن الحا ...
- رد على مقالة.. جهاد علاونه ..خطا علمي في القران
- التدخل الدولي اليسوعي في تركيا ( أوربا في القرن الحادي عشر س ...
- التدخل الدولي اليسوعي في فلسطين وبلاد الشام ( أوربا في القرن ...
- التدخل الدولي اليسوعي في الشرق الأوسط وأفريقيا ( أوربا في ال ...


المزيد.....




- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت خيري - قصة التغير الأمريكي في الشرق الأوسط: من الفكرة إلى التنفيذ،