أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد مضيه - لغز التماهي بين حركتين نشاتا في علاقة عداء















المزيد.....

لغز التماهي بين حركتين نشاتا في علاقة عداء


سعيد مضيه

الحوار المتمدن-العدد: 4210 - 2013 / 9 / 9 - 19:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لغز التماهي بين حركتين نشأتا في علاقة عداء

تدهورت مكانة الجماعة إلى مستوى الحضيض في نهاية حكمها حتى بين اتباعها. بلغ الإحراج مداه بين اتباع الرئيس مرسي وهو مرتبك امام الأزمات المتفجرة؛ فقد تجلى للعيان ان إدارة مرسي تمنى بالفشل تلو الفشل في شتى مجالات الحكم، وباتت الجماعة على ثقة انها لم تعد قادرة على مواصلة الحكم بالأساليب السابقة ؛ يبدو أن الإخوان وضعوا أحد سيناريوهات المستقبل استدراج العنف سبيلا لانتزاع الحكم منهم؛ وذلك امتدادا لمنطق الضحية ورفض النقد الذاتي، سبيلا لنسج شعار الحق المسلوب على يافطتهم السياسية. مع بدء التأهب للانقضاض على الإعلام والقضاء والجيش،في مصر بوغتوا بحركة التمرد . وحين تكون الجبهة قد عبأت القوى للهجوم فإن الهجوم المضاد يخترق الصفوف بسرعة ويشتتها . في هذه الحالة ، ورغم وضع الهزيمة في الحسبان، انتاب قادة الجماعة نمط من الهيستيريا أفقدهم السيطرة على التداعيات . فقدَ أعضاء الجماعة صوابهم وتصرفوا اولا بعنف ظاهر سجلته اجهزة التصوير التلفزيون وأجهزة المحمول وشتى وسائل الاتصال الجماهيري ثم استداروا يستدرون العطف. اعتصموا في رابعة العدوية وبتلقائية استخدموا السلاح الذي اعدوه للهجوم .
جرى توثيق كل التفاصيل بالصوت والصورة. والملايين التي نزلت إلى شوارع وميادين مدن مصر وقراها كانت في اوج انتباهتها لمجرى الأحداث. عبرت عن إدراك فشل نهج محمد مرسي، وتقدير لخطورة استمرار النهج على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية. بعد ذلك تركز انتباه الملايين على التطورات اللاحقة وراحت ترقب بإمعان، خاصة اعتصام رابعة العدوية. الملايين راقبت باهتمام ما صدر عن المعتصمين من اعمال تعذيب وقتل واستخدام السلاح ووضع الأطفال في مقدمة المسيرات حاملين الأكفان، وراقبت بقلق بالغ ووضعت الأيدي على القلوب ترقبا لنهاية الاعتصام . للمقارنة بين سلوك المعتصمين وسلوك الجيش توفرت فرصة مقارنة؛ فأن يختزل هذا الفجور إلى صلوات اجهز عليها الجيش والمصلون سجود جسارة على الباطل تستخف بعقول الملايين التي كنت الشاهد على ما جرى من تراجيديات .
غير ان إزاحة الجماعة عن الحكم عملية شابها خيط من التدخل العسكري؛ ولا بد من استثماره. نزعة العيش في الوهم استحضرت للجماعة صورة المضطهد المزمن والحق المسلوب . لم يتورعوا ، وهم مكشوفون للجميع ان يختلقوا مشاهد من الخيال، ساعد إعلام الوعي الزائف على ترويجها.
التماثل يستحضر المقارنة . فما بين الحركة الصهيونية وإسرائيل من جهة وبين الجماعة تماثل في اكثر من توجه وتصرف:
إسرائيل تعتدي وتقترف جرائم الحرب وتكدس القوى المتفوقة، ثم تنثني تستغيث الحماية لأمنها وكيانها المهددين. حدث هذا مرارا. تمترست إسرائيل خلف عقدة الاضطهاد واستحضرتها باستمرار، شانها شان الجماعة.
الصهيونية تدعي قداسة الهدف وشيطنة الخصم فلا تقبل تحاورا ولا الاقتراب عند المنتصف
وإسرائيل تحتضن المقدس ، مثلها مثل الجماعة. الحركتان تزعم كل منهما ان دربها رسمه الرب وان كلا منهما يحقق الإرادة الربانية، ولو تم ذلك عبر كوارث وآلام بشرية.
الفريقان لا ينطلقان من وقائع عيانية ؛ فالحاكمية تتجسد لدى كل منهما تخيلات وعالما من الوهم لا يقبل النقاش وليست له جاذبية مع الواقعية و وقائع التاريخ والقوانين ومعطيات العلم واجتهادات المذاهب من نفس العقيدة ؛ فتلك أمور لا تستحق الاهتمام ؛ والطاعة جزء أصيل من العمل السياسي.
تزعم إسرائيل لنفسها تمثيل اليهود، وأي انتقاد لممارستها تعتبره لاسامية و كذلك الجماعة تزعم احتكار تمثيل الإسلام وتعتبر الهجوم عليها انتهاكا لحرمة الدين .
ولو مضينا في المقارنة لوجدنا التماهي شبه تام بين الحركتين السلفيتين،تماه سبق بزمن طويل علاقة "الصديق العزيز " ودخول الجماعة جزءا من استراتيجية العولمة التي وضعها وينفذها الأصوليون المسيحيون وتابعوهم من المحافظين الجدد . فالحركة الصهيونية زعمت لنفسها طابع حركة إحياء قومي في زمن البدوات الاستعمارية للامبريالية، حيث سحقت بقنابل المدفعية إرادة التحرر والانبعاث القومي لمئات ملا يين اليشر. وكذلك حركة الإخوان استرشدت بخطى حركة حملت نفس الاسم نشأت في منتصف القرن الثامن عشر في منطقة نجد التي لم تعرف الحضارة، لكنها ارتبطت منذ بواكير عملها بالتعاون مع الامبريالية الزاحفة على المنطقة. اعتبرت الحركة نفسها الفرقة الوحيدة الناجية وكفرت كل من عداها .
أغرت مكاسب إسرائيل من استثمار المحرقة عناصر الجماعة، ممن لم يعتادوا نقد الذات والاعتذار لجماهيرهم عن المكابدة التي سببوها، فسارعت لإضفاء طابع درامي على النهاية الفاجعة لنهجها السياسي المحكوم بقصر النظر وضيق الأفق. النقد الذاتي دليل على الصدق السياسي ومعيار الإخلاص للجماهير التي يتوجه إليها الخطاب السياسي ؛ بينما الإمعان في الخطأ وتبريره بالتلفيقات وتزوير الحقائق وسيناريوهات الأحداث لا يفضي إلا إلى الإفلاس السياسي.
في اوائل خمسينات القرن الماضي اعتقل الزعيم الصهيوني المجري الدكتور كاستنر ؛ ولدى التحقيق معه أدلى باعتراف مثير؛ قال أنه تعاون مع النازية. مقابل تركه يخرج من المجر مع أقاربه وعدد من الأثرياء أغرى جماهير فقراء اليهود بالصعود إلى القطارات والتوجه إلى مراكز العمل، التي لم تكن سوى معسكرات الموت. أصدرت المحكمة حكم الإعدام على الزعيم الصهيوني، ثم استؤنف الحكم وأخرج كاستنر من السجن بكفالة ليتم اغتياله وهو عائد ليلا إلى منزله. لكن الفضيحة بقيت لها أصداء تتردد. ألقت الفضيحة الضوء على تعاون جرى بين الموساد الإسرائيلي وكبار المسئولين الألمان ، ومنهم آيخمان. وكتب ديفيد كيمحي ضابط الموساد سابقا ومدير عام وزارة الخارجية قبل ان يتقاعد، في كتاره "دروب سرية" عن تصريح من هتلر لرسل الموساد بدخول سجون النازية وانتقاء الشباب القادر على الحرب في فلسطين بهدف استصدار امر الإفراج عنهم شريطة التوجه إلى فلسطين . وتم هذا التعاون طبقا لشروط المنافع المتبادلة .
لمحو عار الفضيحة دبر بن غوريون والحلقة المحيطة درامية المحرقة. باغت بن غوريون مجلس الكنيست بخبر اعتقال أيخمان، الضابط النازي المتهم بالإشراف على معسكرات الموت، والذي أجرت الحركة الصهيونية معه صفقات مقايضة الشباب المعتقل بالعجز والزائدين عن الحاجة يرسلونهم إلى معسكرات الموت .
قدم آيخمان إلى محاكمة حرصوا على إخراجها بإحكام واستقدموا شهودا لم يعرفوا أيخمان من قبل ولقنوهم شهادات تثير الخواطر والأشجان وتلوث الضمائر. كتب أبراهام بورغ ، السياسي الإسرائيلي الذي اعتزل الصهيونية ، عن دراما المحرقة في كتابه النقدي "لنتحرر من هتلر" ؛ اورد كيف تركت مرافعات المحكمة وشهادات الشهود أثرها المدمر على النفسية الاجتماعية داخل إسرائيل، وكيف لونت الثقافة القومية بالكراهية العنصرية وبالحروب الوقائية . ابيحت جرائم الإبادة العرقية والتطهير العرقي والمجازر التي اقترفتها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني، بحيث احتكرت إسرائيل حق تمثيل اليهود المضطهدين عبر التاريخ. وحاليا ترتفع الأصوات المنددة بتسخير المحرقة لحرق شعب بريء.
حين خاضت جماعة الإخوان الانتخابات طفت ذكريات انتقال النازية من الديمقراطية إلى الاستبداد المطلق. والصهيونية، طبقا لمطالعات ابراهام بورغ، ورثت عن النازية أمورا كثيرة. والحقيقة تؤكد أن الصهيونية سبقت في عنصريتها أبارتهايد جنوب إفريقيا ونازية هتلر.
بدل انتقاد التصرفات الخاطئة ، والتي لا تفضي إلا إلى خراب، يتم باسم الإرادة الربانية، تبرير جرائم العنف بحق المجتمع ، وتكفير المجتمع بأسره وتعطيل مسيرة الديمقراطية والتنمية . الجماعة ترى حظها في ارتباك الجماهير جراء مراوحة المجتمع داخل دائرة الفقر والتخلف والجهل .



#سعيد_مضيه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العالم يدرك سجل الحروب العدوانية للولايات المتحدة الأميركية
- اضطراد التوحش الامبريالي
- عدوان قادم ام تغطية على عدوان جار على قدم وساق؟
- طقوس التحولات
- الأجواء ملوثة للمفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية
- اختراق اللحم الفلسطيني
- جبهة ثقافية عربية من اجل العدالة في فلسطين
- كيف اقتحم التكفير الثقافة العربية -الإسلامية
- كيري يسوق مشروع نتنياهو للسلام الاقتصادي
- اليسار العربي وفلسطين
- للتخلف انكساراته وللتقدم انتصاراته
- تبادل الأراضي يعني شرعنةممارسات إسرائيل
- جدار من حقول ألغام
- مصائد مغفلين في ميادين النضال الفلسطيني
- لا انتفاضة ولا عسكرة بل حركة شعبية مستمرة ومتنامية
- رفض قاطع لأجندة تمكين الاحتلال والمحاور لمتسقة معها
- لن تكون لإسرائيل كلمة الفصل
- في يوم الثقافة الفلسطينية
- التخلف يضاعف أعباء المرأة ويفاقم همومها
- التمزق الفلسطيني لمنفعة إسرئيل


المزيد.....




- جملة قالها أبو عبيدة متحدث القسام تشعل تفاعلا والجيش الإسرائ ...
- الإمارات.. صور فضائية من فيضانات دبي وأبوظبي قبل وبعد
- وحدة SLIM القمرية تخرج من وضعية السكون
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /25.04.2024/ ...
- غالانت: إسرائيل تنفذ -عملية هجومية- على جنوب لبنان
- رئيس وزراء إسبانيا يدرس -الاستقالة- بعد التحقيق مع زوجته
- أكسيوس: قطر سلمت تسجيل الأسير غولدبيرغ لواشنطن قبل بثه
- شهيد برصاص الاحتلال في رام الله واقتحامات بنابلس وقلقيلية
- ما هو -الدوكسنغ-؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بلومبرغ: قطر تستضيف اجتماعا لبحث وجهة النظر الأوكرانية لإنها ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد مضيه - لغز التماهي بين حركتين نشاتا في علاقة عداء