أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فؤاد قنديل - الكتابة من الوضع راقدا















المزيد.....

الكتابة من الوضع راقدا


فؤاد قنديل

الحوار المتمدن-العدد: 4209 - 2013 / 9 / 8 - 23:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نشرت جريدة " الحياة " الموقرة مقالا لكاتب فلسطينى تحت عنوان : صنع الله إبراهيم : ماذا فعلت بنفسك ؟ وهو لا شك مقال جيد من حيث الصياغة ومن منطلق محايد تماما لكاتب لابد أنه كان في المريخ أو نبتون أو المشتري في الشهور الأخيرة، بدليل أن المقال يؤكد في كل عباره تشككه في تناول الكاتب المصري لأحداث قاسية جرت دماؤها في نهر الحياة المصرية على يد أنصار الرئيس السابق محمد مرسي وجماعة الإخوان " المتأسلمين " تجار الدين بامتياز حتى ليقول الكاتب : من أدراك أنهم فعلوا ذلك ؟، ويقول :إن وسائل الإعلام تشوه صورتهم وتحاول أن تنسب إليهم ما ليس فيهم ..ويلوم كاتب المقال صنع الله لأنه على غير عادته الحصيفة والموضوعية استجاب لوسائل الإعلام وصدّقهم فكال الاتهامات على الجماعة المظلومة التي يكاد يتفق الجميع على النيل منها ، حتى أن الكثير من المحللين والإعلاميين يحاولون التقليل من سلمية الجماعة والكاتب المصري يؤكد ميلها للعنف .
ولكاتب المقال " كل العذر" فهو من دون كل العالم لم يكن له حظ مشاهدة كم التدمير الذي لحق بمصر خلال يومين فقط بعد فض اعتصام النهضة ورابعة بما يفوق ما أحدثته هجمات ألمانيا النازية على لندن وباريس إبان الحرب العالمية الثانية .. إن كل ما ارتكبه الإخوان خلال خمسة وثمانين عاما من قتل وتخريب ، لا يكاد يعادل ما تم اقترافه من مجازر في يومين ، والأعجب أن الكاتب ذا العبارة الرصينة يدّعي غياب الأدلة التي تستوجب الغضب وتدين الإخوان على حين أن الأدلة التي تدين رجال الأمن متناثرة في كل مكان .. وسؤالي للكاتب الفاضل كيف سمحت نفسك لك أن تتناول قضية لا تعرف عنها شيئا وليس لديك البراهين الدامغة المسددة لأطرافها ؟!! ..
عذرا، فليس من حقك علينا أن نصدق أنك لا تعرف شيئاعما سال من دماء ولم تكتحل عيناك بالمشهد الذي يمزق نياط القلوب وتجلياته في النيران التي بلغت عنان السماء من حرق عشرين كنيسة وثلاثة مساجد وعشرة أقسام للشرطة وثلاث مبان رسمية لمحافظات وسبعة مجمعات لمحاكم وخمسين محلا للأقباط وثلاثمائة سيارة خاصة وخمسين سيارة شرطة ومدرعات وأتوبيسات ، منها ما تم إلقاؤه من فوق الكباري وقتل نحو ألف من المواطنين المدنيين والشرطة ، غير الأطفال الذين تم حملهم بالأيدي وإلقاؤهم من فوق العمارات وسرقة وحرق متحفين غير تعذيب نحو مائة وأربعين شخصا بماء النار والسلاح الأبيض وفقأ العيون داخل النهضة ورابعة و لم تسمح لك الظروف بمشاهدة ما جري للضباط في قرية كرداسة ولا ماجري من قبل للشيعة وغير ذلك مما لا يحصى ..
الأرجح أنك تمارس بعض ألعاب المثقفين الذين يناقشون قضايا البسطاء والمهمشين والجوعي أحيانا وهم في أبراجهم العاجية أو في النوادي و المنتديات مناقشات خالية من أية معاناة أو تأمل عميق وومنزوعة الإدراك القابض على الأبعاد الإنسانية لمشكلات ملتهبة على أرض الواقع.. كيف طاوعك قلبك أن تدبج بكلماتك الناعمة عبارات الانحياز الكامل لكيانات دموية تقتل البشر خمس مرات ، مرة بالحرق ثم بالرشاش وبعدها تمزيقا بالسلاح الأبيض ثم ماء النار ثم السحل ؟!!.. وكيف تورط معك عقلك فتصورت أن الصندوق والأصوات مسوغات للبقاء في السلطة باسم الشرعية .. حاشاك أن يتهافت فكرك فتعتقد أن نجاح رئيس في الانتخابات بنسبة مائة بالمائة (100%)عن طريق الصناديق وبمنتهى النزاهة والشفافية يمكن أن يكون سندا يؤكد شرعية الحاكم ويحتم السماح له بالاستمرار في ارتكاب الأخطاء وجر عشرات الملايين نحو الهاوية .. ليس علينا مطلقا أن نحترم الصندوق ممثل الشرعية التي لا تنسجم إلا مع البلهاء، ولو كان مرسي رسولا من عند الله لاستحق الرجم ، ومثله جماعته تأسيسا على ما تم تخريبه في البلاد على مستوى الإدارة والاقتصاد والتموين والنقل والزراعة والري وغيرها، لأن العبرة بالأداء والوطنية والصدق والإنجاز وتحسين حالة المواطنين وإحراز التقدم المأمول أو بعضه ، لكن أن تكون النتيجة عشرين تحت الصفر فهذا ما لا يمكن السكوت عليه ، والأسوأ تعامله مع الكيان الصهيوني بخطابات غرامية وتصريحات وردية ، ثم محاولة إرضاء أمريكا وإسرائيل بالسماح للفلسطينيين باحتلال جزء من سيناء لتنتهي مشكلة إسرائيل .. لم يُخلق بعد من يسمح بالتفريط في شبر واحد من التراب الوطنى حتى للشقيق الأعز . إن المثقفين في أحيان كثيرة يتحدثون إلى الناس بالشوكة والسكين أقصد بمصطلحات الحداثة والتراكيب الإيديولوجية المعقدة لتحليل المعطيات على نحو مفارق وفي الأغلب ترانسندنتالي..بينما الناس يلتهمهم الفقر وتكوي أبدانهم الأمراض وتعصف بهم السيارات ويغرقون في الظلام ويتعرضون للمحق دون أدني شعور بالندم ، ولا يستطيعون في أحيان كثيرة الوصول إلى أنبوبة غاز ويقتلون بعضهم بعضا خاصة في عهد مرسي الرئيس الملهم من أجل رغيف. ولا أظنه يخفي عليك أن أحوال الطفل الفلسطينى في غزة أفضل عدة مرات من أحوال الطفل المصري خاصة تحت خيمة القيادة الإخوانية التي لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها .. أما السيسي فإذا كان يحظى بالتأييد فذلك سببه إنقاذ مصر من الدمار والحرب الأهلية والضياع الموشك على يد الحكام الجدد ، ومن الطبيعي أن نحمل له كل التقدير أما أن تتحدث أنت عنه بكثير من الشك فليس من حقك لأنك على الأقل لم تذكر دوافعك كي تذهب إلى ما ذهبت إليه .. كان عليك إذن أيها الكاتب المهتم - ظاهريا على الأقل بقضايا الأمة - النظر في المرآة لأنك سوف تكتشف في يسر أنك نظرت فقط من زاوية واحدة أو بعين واحدة إلى جهة واحدة وكان سمعك لظروف خاصة يتلقي الأحداث بأذن واحدة ، ولابد أنك مادمت تتمتع بهذه القدرة على الطرح المعسول والراقي ستدرك يوما أن العبرة في مناقشة القضايا وسبك المقالات وحتى في مواقف اللوم والعتاب لابد أن تنهض على أدلة واعترافات وصور وتسجيلات وغوص في التاريخ فضلا عن دراسات نفسية واجتماعية واطلاع على الأحداث اعتمادا على مصادر علمية دقيقة وليست فقط محايدة ،ولابد من دراسات مقارنة لأن كثيرا من الالتباس لحق التجربة مع الضغوط والصفقات السياسية والمالية وتوابل الإعلام المشبوه بعض الأحيان .. وأخيرا فليس ثم صلة بين سطوري وشخص صنع الله أومواقفه وليست دفاعا عنه ،وإن كنت أري أن ما باح به في حواره لا يتناقض مع مشاعره وأفكاره فما ارتكبه الإخوة الأعداء جرائم لن يغفرها الله ولا التاريخ وأن ما قام به السيسي دليل على الوطنية الخالصة يفتح نافذة للضوء والأمل في ظل فترة مدلهمة وهي بالتأكيد دليل على الوطنية والإحساس بالمسئولية والصدق.



#فؤاد_قنديل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نزهة في حدائق الألم
- خطأ السيسي الفادح
- مصر في قبضة الشياطين
- جمهورية -رابعة -
- لا تصالح
- العلاقات الشائكة بين أمريكا والعرب ( 2 )
- العلاقات الشائكة بين أمريكا والعرب (1)
- خذوا مرسي وهاتوا أردوغان
- زيارة لسجن طرة
- هل قامت في مصر ثورة؟
- صندوق الحرية الأسود
- هُوية مصر ليست إسلامية فقط
- تعود سيناء أو يذهب مرسي
- مرسي المالك الوحيد لقناة السويس
- محاكمة النظام أو المواجهة
- التحرك الحاسم ولو بالقوة العسكرية
- جرح مفتوح
- ابحثوا معنا عن .. الرئيس
- لماذا قبلت ؟
- من جرائم الجماعة في حق الشعب


المزيد.....




- تمساح ضخم يقتحم قاعدة قوات جوية وينام تحت طائرة.. شاهد ما حد ...
- وزير خارجية إيران -قلق- من تعامل الشرطة الأمريكية مع المحتجي ...
- -رخصة ذهبية وميناء ومنطقة حرة-.. قرارات حكومية لتسهيل مشروع ...
- هل تحمي الملاجئ في إسرائيل من إصابات الصواريخ؟
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- البرلمان اللبناني يؤجل الانتخابات البلدية على وقع التصعيد جن ...
- بوتين: الناتج الإجمالي الروسي يسجّل معدلات جيدة
- صحة غزة تحذر من توقف مولدات الكهرباء بالمستشفيات
- عبد اللهيان يوجه رسالة إلى البيت الأبيض ويرفقها بفيديو للشرط ...
- 8 عادات سيئة عليك التخلص منها لإبطاء الشيخوخة


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فؤاد قنديل - الكتابة من الوضع راقدا