أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سعود سالم - الإنسان حيوان قاتل 7 - القاتل بالجملة














المزيد.....

الإنسان حيوان قاتل 7 - القاتل بالجملة


سعود سالم
كاتب وفنان تشكيلي

(Saoud Salem)


الحوار المتمدن-العدد: 4209 - 2013 / 9 / 8 - 14:07
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


أما القاتل الجماعي Mass Killer.. فهو إنسان من نوع آخر، مفتون بتراكم الجثت وإرتفاع عددها، ويأمل قتل أكبرعدد ممكن من الأشخاص في نفس الوقت حين يقتحم محلا تجاريا أوكنيسة أو مدرسة ليفرغ مدفعه الرشاش في الحاضرين دون تمييز. يتواجد في الظروف العادية في المدن الكبيرة ويقوم بعملياته في الأماكن العامة كالمدارس والمساجد والكنائس والتجمعات المختلفة مثل الأسواق أو الشوارع المزدحمة، وفي عديد من الحالات ينتهي القاتل بأن يطلق النار على نفسه أو تقتله فرق الشرطة المتخصصة في هذا النوع من المواقف. وهناك من يبدأ بقتل والده أو والدته أو أطفاله، أو بقتلهم جميعا دفعة واحدة قبل أن يتجه إلى المكان الذي اختاره لتكملة المجزرة. وتشير الإحصائيات إلى وجود أكثر من 120 قاتلا جماعيا منذ سنة 1980، وأن عدد ضحاياهم تفوق ال800 قتيل وعدة آلاف من الجرحى والمعاقين. وآخر هؤلاء القتلة الجماعيين هو آنديرس بيهرنق برايفيك Andres Behring Breivik الذي أطلق النار بطريقة عشوائية في تجمع للشباب في جزيرة أوتويا، قريبا من أوسلو في النرويج يوم 22 يوليو 2011، وقتل 69 شابا أغلبهم بين الـ 15 والـ 20 سنة من أعمارهم. وقد قام بهذه المذبحة حسب إعترافاته من أجل الدعاية لأفكاره ومعتقداته السياسية والدينية - العنصرية والتي تمجد الرجل الأبيض المسيحي ـ التي نشرها في وثيقته تضم أكثر من 1500 صفحة. نتوقف هنا عن سرد مثل هذه القصص والتي للأسف الشديد تعد بالمئات إن لم يكن بالألوف، والمستغلة من قبل الأدباء والفنانين في مجالات عدة، وبالذات في مجال الصناعة السينمائية التجارية، والتي تساهم بدورها، بطريقة غير مباشرة، في إلهام وتشجيع العديد من المشاهدين لإرتكاب أعمال مشابهة.
الذي نريد التأكيد عليه هو وجود هذه الفوارق العديدة بين القتلة وبين دوافعهم النفسية والإجتماعية والسياسية، فبينما القاتل المتسلسل يقتل مرة وثانية وثالثة.. على فترات زمنية متفاوتة، ولا نعرف ما الذي يدور في ذهنه في هذا الوقت الذي قد يدوم أسابيعا أو شهورا وأحيانا سنوات، يكون القاتل عادةً في تلك الفترة بين كل جريمة وأخرى يعيش حياته العادية بين أهله وأصدقائه ويمارس عمله، وإن كان من الصعب التكهن بحالته النفسية وما يدور في ذهنه وأحلامه وكيف يدبر للعمل القادم. بينما القاتل الجماعي يعد خطته لعملية واحدة يقتل فيها أكبر عدد ممكن من الضحايا، وربما تستغرق عملية الإعداد شهورا حتى يتم تنفيذها ذات يوم، مثله مثل القاتل الإنتحاري، ويعرف أنها آخر عملية يقوم بها، فإما أن تقبض عليه الشرطة أو تقتله وإما أن يقتل نفسه. وهذا فرق لا يستهان به بين هؤلاء وبين الجندي أو الطيار الذي يلقي بقنبلته المدمرة على المدينة ويفجر عشرات البيوت بضغطه على زر أمام شاشة المراقبة، ثم يعود إلى بيته بعد العملية ليشاهد مباراة البيسبول لفريقه المفضل مع أطفاله وعائلته. فالقاتل الفردي المعزول إجتماعيا ونفسيا عن بقية البشر، يعيش جريمته بطريقة مغايرة تماما للقاتل المحترف والمدرب على القتل وعلى طريقة التعامل مع القتيل. غير أن سياسة القتل، كوسيلة للتعامل مع الآخر، لا تتوقف عند القتل الجماعي في الحروب أو في فترات الإضطرابات السياسية والإجتماعية، والتي تغطيها عادة "شرعية" مشبوهة تتمثل في قرارات حكومية محلية ودولية، ولا عند أنواع الجرائم التي سبق ذكرها حتى الآن والمتعلقة بأفراد يعانون من إضطرابات نفسية عميقة، ولا عند العمليات الإرهابية المختلفة مثل السيارات المفخخة أو وضع عبوات ناسفة لتفجير الأماكن العامة ولا العمليات الإنتحارية المختلفة، حيث أن كل هذه العمليات لا تستهدف شخصا أو فردا بعينه، فالضحية في كل هذه الحالات هويات مجهولة بلا إسم ولا تاريخ وتتواجد أو لا تتواجد بالصدفة في المكان، والهدف من هذه العمليات هو الضغط السياسي على النظام القائم وترهيبه وذلك لإمكانية التفاوض معه أو إجباره على الرضوخ لمطالب سياسية معينة. فهناك نوع آخر من سياسة القتل يختلف جوهريا عن كل ذلك، في أن الضحية محددة مسبقا ومعروفة، وليست مجهولة الهوية، والهدف هو التخلص منها باقتل، وهذا هو ما يسمى عادة بالإغتيال. وإذا كانت أسطورة قابيل وهابيل تعتبر نموذجا للإنسان القاتل لأخيه لمبررات ودوافع عاطفية ومصلحية في مواقف الغضب والغيرة والحسد وغيرها، فإن النموذج الذي يمثل ظاهرة الإغتيال هو أسطورة إيزيس وأوزيريس المصرية.



#سعود_سالم (هاشتاغ)       Saoud_Salem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإنسان حيوان قاتل 6 - القتلة الجياع
- الإنسان حيوان قاتل 5 - السن بالسن والرقبة بالرقبة
- الإنسان حيوان قاتل 4 - لاتغضب بدلا من لا تقتل
- الإنسان حيوان قاتل 3- دمشق .. مسرح الجريمة
- الإنسان حيوان قاتل .. 2 - الجثة رقم 1
- الإنسان حيوان قاتل 1 - الغاية والوسيلة
- توكل على الله والدولة
- ملل ..
- ليبيا .. في إنتظار الكارثة
- خرائب الوعي .. 26 - تحت ظل الشجرة
- الفقر عدو الوطن ..
- الجهل
- خرائب الوعي .. 25 - البحر
- تجارة الكلام
- أول مايو .. عيد الأناركية
- الجوع .. كارثة طبيعية
- الله .. وبعرة الجمل
- المثلية الجنسية .. حق من حقوق الإنسان
- هوموفوبيا
- خرائب الوعي .. 24 - نوستالجيا


المزيد.....




- مادة غذائية -لذيذة- يمكن أن تساعد على درء خطر الموت المبكر
- شركة EHang تطلق مبيعات التاكسي الطائر (فيديو)
- تقارير: الأميرة كيت تظهر للعلن -سعيدة وبصحة جيدة-
- عالم روسي: الحضارة البشرية على وشك الاختفاء
- محلل يوضح أسباب فشل استخبارات الجيش الأوكراني في العمليات ال ...
- البروفيسور جدانوف يكشف اللعبة السرية الأميركية في الشرق الأو ...
- ملاذ آمن  لقادة حماس
- محور موسكو- طهران- بكين يصبح واقعيًا في البحر
- تونس تغلق معبر رأس جدير الحدودي مع ليبيا لأسباب أمنية
- ?? مباشر: تحذير أممي من وضع غذائي -كارثي- لنصف سكان غزة ومن ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سعود سالم - الإنسان حيوان قاتل 7 - القاتل بالجملة