أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلام كاظم فرج - شعلان ابو الجون يكتب قصيدة نثر














المزيد.....

شعلان ابو الجون يكتب قصيدة نثر


سلام كاظم فرج

الحوار المتمدن-العدد: 4209 - 2013 / 9 / 8 - 02:18
المحور: الادب والفن
    



نص مفتوح


إنطلاقا من رغبتي في إستمرار الجدل معك رغم هذه السرعة الهائلة في التغير التكنولوجي الذي أتاحته اوربا واليابان والقارة الاميركية الشمالية للعالم وكان لبريطانيا نصيبها الوافر من ذلك التغير.(ولم يكن لنا من كل هذا نصيب الا كمستهلكين.)..
. لكن لمواقف الرجال الرجال لذة لاتعادلها إلا لذة الفوز بالفردوس . أو لذة اليقين فهي إذاً تجعل الرغبة في استمرار الجدل عظيمة..
وكما يقول أحد المفكرين ( نسيت أسمه !!).. كل الأزمان التي كانت فيها ثورة ..لانهاية لها..
بمعنى ان الجدل حولها يبقى لذيذا رغم انتفاء الحاجة اليه..
ولأنني وجدتك مولعة بالماضي ولعك بالحاضر.. تذكرتك وأنا أقرأ شيئا عن شعلان...
يقول سلمان الصفواني : كنت في جولة في سيارة قرب الرميثة بصحبة شعلان ابو الجون والقائد العسكري البريطاني كلوب باشا الملقب ( أبو حنيك ..), ولما وصلنا إلى العارضيات , وهي الأراضي التي شهدت واحدة من معارك ثورة العشرين, أمر شعلان السائق ان يتوقف وأن يرفع سقف السيارة.. ثم قام في وسط السيارة كالأسد الثائر وحسر عن رأسه وشمر عن ذراعه, والتفت نحو كلوب.. وسأله ( صاحب ؟ أتعرف هذه الأراضي ؟)..
....................
أجاب أبو حنيك : نعم.. هذه العارضيات..
اجاب شعلان : نعم هذه العارضيات , (اتنوع !).. فهناك معسكرات عمامك ( يقصد الانكليز )..
جنودهم . ودباباتهم.. ومدافعهم. وسائر معداتهم..
ومن هنا خرج عليهم ( خوالك..)بنو حجيم على حين غرة
وأحدقوا بهم من كل صوب..
وكانت ساعة لاتشبه الساعات !
كنت لا تسمع فيها إلا دوي المدافع
وأزيز الرصاص..
ورعد الطائرات
وقرقعة القنابل
وصرخات القتلى
وأنين الجرحى
حتى ثردناهم ألك ثرد
مكانك خالي . صاحب!!
فشحب وجه الباشا ( كلوب ..)
وظل ساكتا..
استمر شعلان بالإفصاح عن قصيدته الخالدة :
أن هذه الأرض لا تشبه بقية الأراضي
انها قانية حمراء من الدم
مشحونة بالأشلاء..
أفتدري لماذا كانت كل هذه التضحيات يا صاحب؟؟
لنؤسس حكومة عراقية مستقلة..
أليس كذلك ياسلمان الصفواني؟؟
عندها تكلم كلوب باشا : لقد تم لكم ذلك ياشعلان
فلكم الان حكومة ودستور وبرلمان وموظفون
فماذا تريدون غير هذا؟؟
أجاب شعلان : ولكنهم يرطنون !

ثم لطم جبينه بكفه وصرخ : عوينة ابيكم يابني حجيم..
وكأني به يقول. لهفي عليكم... لقد ربحتم المعركة يابني حجيم.. ولكنكم خسرتم النتيجة..
فبربك .. أليس ما قاله شعلان ابو الجون يمكن ان يوثق كأول قصيدة نثر في الأدب العربي؟؟
وبربك.. هل كانت الامور تستحق كل هذا العناء؟؟ في ذلك الزمن الشاعري.. حيث الطيور( طيور الهور) , يملأ هديلها الآفاق .. والسمك( الجثير) يكفي لاشباع الجياع كلهم؟؟ والتمر,,؟ والرز( بنوعيه : العنبر وانعيمة ).. يمكن ان نصنع منه الف طابق وطابق ؟؟.. وكنا بحدود المليونين نسمة. فقط. بعد ان كاد الترك ان ينهونا عن بكرة ابينا؟؟ والطاعون .
.. لماذا ثرنا؟؟والى مَ انتهينا ؟؟ وحتام تلهجين بهذه الجملة : لهفي عليكم يابني عراق......؟
في ساعة الوصال (وحدها) ستدركين .. أن السرخس النائم على شاطئي النهر,, (وحده )الشاهد على فعل الحب,, وأن كل المعارك التي خضتيها.. ياصغيرتي.. لم تكن الا من أجل هذه اللحظة الهانئة . الخلاقة./..(سلام...)..
..
هوامش قد تكون مفيدة للقاريء غير العراقي
..............................................
اتنوع : مفردة عامية عراقية جنوبية تعني : أنظر أو عاين...
عمامك وخوالك .. في العامية العراقية تنطق بدون همزة
وهو عندما يقول اعمامك. يقصد الانكليز وهو على صواب
لكنه عندما يقول أخوالك بنو حجيم انما كان يستعمل التورية ويسخر..
ثردناهم إلك ثرد..: يعني انه جعل من الجنود الانكليز وليمة تشبه وليمة الخبز المثرود.. ومفردة إلك. تعني من اجل عينيك : وهي سخرية هائلة.... وقوله (مكانك خالي صاحب ).. تكون السخرية ويكون التحدي في أعلى تجلياته..
علما ان رواية سلمان الصفواني تعود لعام 1927 بعد ان استتبت الامور لصالح بريطانيا العظمى ..
عوينة ابيكم : جملة نداء بالعامية العراقية الجنوبية قد تعني .. لهفي عليكم. او تعني ويحكم.. وكان ابو الجون يقصد .. لهفي عليكم.. وعوينة تصغير لمفردة عين..
جثير : كثير
طابق : نوع من الخبز يصنع من عجينة الرز
المصدر الذي أعاننا على إنجاز هذا النص المفتوح واقتناص ماقاله شعلان ابو الجون وكأنه يكتب قصيدة نثر خالدة : لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث / لعلي الوردي..



#سلام_كاظم_فرج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجلس الوزراء يضع لبنة مهمة في صرح العدالة الاجتماعية, فساندو ...
- إفساد الديمقراطية
- غزوة بني علمان
- شيخ الزاوية (قصيدة نثر )
- فيفي عبدو والعلمانية والاسلام السياسي
- دموع غيفارا
- البوصلات كلها لا تشتغل ( قصيدة نثر..)
- قراءة في مذكرات رسمية ( الشعر مقابل الحب..)
- مدى قصيدة النثر لانهائي ...(تأملات فيما يسمى بقصيدة النثر..)
- نظرات من وحي رواية غالب الشابندر (شياطين)
- مأزق البطل في رواية توفيق حنون المعموري ( الخلوي..)
- مجلات ميتة ... قصيدة نثر
- إنطباعات عن الفلم الكردي (نصف قمر )
- عن الوردة ثانية وثالثة ورابعة (قصيدة نثر..)
- وجهي القديم , قصائد نثر
- قراءة في مجموعة قصصية
- إقتياد الحروف الى المعنى
- وعن حلبجة تحدثنا
- قصيدة نثر, لانثر شعري
- إشكالية مستحقات شركات التنقيب عن النفط في كردستان العراق


المزيد.....




- يتصدر السينما السعودية.. موعد عرض فيلم شباب البومب 2024 وتصر ...
- -مفاعل ديمونا تعرض لإصابة-..-معاريف- تقدم رواية جديدة للهجوم ...
- منها متحف اللوفر..نظرة على المشهد الفني والثقافي المزدهر في ...
- مصر.. الفنانة غادة عبد الرازق تصدم مذيعة على الهواء: أنا مري ...
- شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا ...
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- مايكل دوغلاس يطلب قتله في فيلم -الرجل النملة والدبور: كوانتم ...
- تسارع وتيرة محاكمة ترمب في قضية -الممثلة الإباحية-
- فيديو يحبس الأنفاس لفيل ضخم هارب من السيرك يتجول بشوارع إحدى ...
- بعد تكذيب الرواية الإسرائيلية.. ماذا نعرف عن الطفلة الفلسطين ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلام كاظم فرج - شعلان ابو الجون يكتب قصيدة نثر