أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مزوار محمد سعيد - هناك أكثر من طريقة لسلخ القطة














المزيد.....

هناك أكثر من طريقة لسلخ القطة


مزوار محمد سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 4208 - 2013 / 9 / 7 - 22:36
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


هناك أكثر من طريقة لسلخ القطة

فجأة يقع الإنسان بين طريقيْن: إمّا أن يعيش للناس، و إمّا أن يعيش لنفسه، و يكون عليه الاختيار بين طريقيْن لهما نفس الضرر، فإمّا يختار الناس فيخسر نفسه، و إمّا يختار نفسه فيخسر الناس.

".... و بين هاتين الحالتين، بين الاستسلام التام لـ (الواقع) و بين الثورة العنيفة على أي (واقع) لا يستساغ، درجات من الخنوع و التقوقع و الهروب من المسؤولية، هي بالضبط درجات الأزمة الثقافية.... "
مالكـ بن نبي

دمعة تنساب على الخد الأيسر للبكماء التي تحاول التغلب على واقعها المرير، و ضحكة تلك التي تخرج من فؤاد مقهور بسبب الظلمات التي يتخبط فيها، هي الحال التي لا مفرّ منها على حسب طبائع البشر الذي لم و لن يرق إلى مستوى الإنسانية رغم محاولاته المتكررة، فلقد سارت الأمم على حافة حذفها كلما ناداها القدر من بعيد، و على شواطئ المتوسط كانت بداية الحكاية، تلك التي سردت على مسامع الجميع، و لكنّ الجميع لم يتذكرها حينما طلب منه ذلك، هكذا ضاع كل شيء له قيمة في الشرق الأوسط و شمال أفريقيا دون انتباه، و هكذا أصبحت العراقة صماء في وجه الحضارة، بينما هذه الأخيرة بقيت منذ أمد بعيد عقيمة عن إنجاب الرجال؛ المسألة ليست سهلة كما تبدوا، لأنّ تضحيات ساحات الشرف بقيت من الأساطير دون أدنى شك، بقيت كأيقونات تزيّن صفحات الروايات، و لم يعد لها وجود على الأرض، هذه التي تبكي خيبتها، و هي تلبس أحلى ما لديها، هذه التي لم تعرف من هي حتى الآن، فمنذ أن بكى آخر أمراء غرناطة و هي تبكي أيضا، حتى لم يبق أمامها أمر تبكيه، فهي لا تكلّ و لا تملّ من صديقها الوفيّ، من ذاك الذي طلّق كل الأمور ما عدى هي، ذاك الذي اسمه: الخنوع، ذاك الذي يسمّى بـ: الخضوع.
موت الذات الإنسانية في أجساد الأحياء نوع من المذلة، و هوان الدنيا أمام العيون البراقة هو تنكيل بالنفس الجميلة، و ما عدى ذلك لا يمكن للكثيرين الإبقاء على حياة الحياة، فالأمر ليس هيّنا على الإطلاق، الأمر يخرج عن السيطرة حينما ينام الضمير، و حينما تجود رحمة الناس على البشرية بفتات الملل، يا لها من حال تموت كلّما يموت العطش في الحناجر.
دواء الداء من مسميات العلامات، و قطرات المؤهلات لا يمكن أن تسير على وقع المساءلات، المسائل لم تعد واضحة، و العلاقات لم تعد واقعية، الكلّ ضاع في الكلّ، و الكلّ تاه في الجميع، إنّها الفوضى التي أبقت على المبايعات كغذاء لها.

" .... رجل قوي، جياش الطبع، شديد الشكيمة، مؤمن بالحق و حرماته، قادر على تقويم من يحيد عنها، و يجترئ عليها .. ...."
عبّاس محمود العقّاد

هذا المعدن لا يزال يكافح وحده، في زمن اختلط فيه معنى الكفاح بمعنى النكاح، في زمن أصبحت الضحكات مجسات قياس التوتر، ضحكات السخرية طبعا!! لأنّ الوجود المباشر أصبح مستحيلا في بلاد تنطق على الطريقة القديمة.
بل و هناك أيضا مضاد للمضادات، المستحيل لم يعد مستحيلا في قاموس الموجودين الأحياء، الحياة تخشى المستحيل، فبدل أن نتغنّى بالفرصة الأخيرة يجب أن ننشد للإمكان، فالقداسة لم تعد لها قيمة، بل القيم لم تعد لها قيمة، فقط هناك سراب يطاول العباب، و هناك باب أقفل بمنقار الغراب، تبا للجديد من الأعراب.
ألم الأمل حلو، و علقم العمل نبيذ ذهبيّ، الكثير من الكثيرات لم تعد مهمّة، نفسي و ذاتي هي المهمّة بالنسبة لي، لا أكترث بالكثير، و لا أريد أن أكون قليلا، أريد و أعمل فقط على أن أكون: أنا.

السيّد: مــــزوار محمد سعيد






#مزوار_محمد_سعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الزلال و الزلزال
- نَكتة مزمحيداس
- الفلسفات في العصر الوسيط -العرب و الغرب- دراسة تحليلية نقدية
- فَلْسَفَة المُسْلِمِينْ الأَوَائِلْ
- محاورة دوبينوس
- العنوان الجذاب يخفي موضوعا سيّئا
- سنبقى ما بقي البقاء


المزيد.....




- شاهد تطورات المكياج وتسريحات الشعر على مدى الـ100 عام الماضي ...
- من دبي إلى تكساس.. السيارات المائية الفارهة تصل إلى أمريكا
- بعد الهجوم الإيراني على إسرائيل: ما هي الدول المنخرطة؟
- السفارة الروسية: طهران وعدت بإتاحة التواصل مع مواطن روسي في ...
- شجار في برلمان جورجيا بسبب مشروع قانون - العملاء الأجانب- (ف ...
- -بوليتيكو-: شولتس ونيهمر انتقدا بوريل بسبب تصريحاته المناهضة ...
- من بينها جسر غولدن غيت.. محتجون مؤيدون لفلسطين يعرقلون المرو ...
- عبر خمس طرق بسيطة - باحث يدعي أنه استطاع تجديد شبابه
- نتنياهو: هناك حاجة لرد إسرائيلي ذكي على الهجوم الإيراني
- هاري وميغان في منتجع ليلته بـ8 آلاف دولار


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مزوار محمد سعيد - هناك أكثر من طريقة لسلخ القطة