أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - خلدون طارق ياسين - رسالة من بريطاني مسلم احمدي الى الدكتور الذيب















المزيد.....



رسالة من بريطاني مسلم احمدي الى الدكتور الذيب


خلدون طارق ياسين

الحوار المتمدن-العدد: 4208 - 2013 / 9 / 7 - 13:11
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


رسالة وصلتني من صديقي الكريم ابو ايمي الى الدكتور سامي الذيب يطلب مني نشرها ردا على افاراءات الذيب على الاسلام

لأخ سامي الديب المحترم

السلام عليكم و رحمة الله وبركاته


قرأت مقالتكم حول القرآن الكريم وأود أن أوضح بدايةً أننا لسنا من القرآنيين بل من الجماعة الإسلامية الأحمدية ولكن قياسك للحق على مبدأ الكثرة والضآلة العددية كما قرأت أمر غير مقبول ويرد عليه القرآن الكريم:

{ فَقَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قِوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلاَّ بَشَرًا مِّثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلاَّ الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ }

أي أن الله تعالى يبيّن أن هذا القياس باطل للوصول الى الحق، فإذا كان القرآنيون وغيرهم قلائل فلا يُسقِط عددهم الحق الذي عندهم إن وُجِد، وكما أن الإكراه في فرض الآراء عمل ينافي العقل والإنسانية فمن العدل الإصغاء لما يقولون وتفنيد حججهم علمياً لا نبذهم بعذر قلّتهم وتكفير قومهم لهم، ولذلك يقول الله تعالى تكملة للآية السابقة :

.. يتبع ..
{ قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّيَ وَآتَانِي رَحْمَةً مِّنْ عِندِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنتُمْ لَهَا كَارِهُونَ }

فلا إكراه في الدين ولا فرض لرأي على آخر وذلك هو العقل والاحترام الإنساني.

ذكرتَ أن تعاليم القرآن الكريم ليست صالحة 100/100 وأعطيت بعض الأمثلة على ذلك وسنناقشها معاً بمودّة إن شاء الله لنرى هل هي كذلك أم هي مجرّد سوء فهم للنصوص لا أكثر.

المثال الأول :

[ وأهم التعاليم السلبية تلك التي تتعلق بتقسيم الناس بين مؤمن وغير مؤمن والتمييز بينهم على أساس الانتماء الديني جاعلاً من غير المسلمين، وخاصة ممن لا ينتمون للأديان السماوية، فئة ثانية محرومة من الحقوق التي يتمتع بها المسلم والذي يعتبر من الفئة الأولى. وينتج عن هذا التمييز خاصة عدم الاعتراف بالحرية الدينية وممارسة الشعائر الدينية ومنع تغيير الديانة إلا إذا كان لصالح الإسلام ومعاقبة من يترك الإسلام إما جنائياً أو مدنيا بحرمانه مثلاً من حق الزواج والميراث وحضانة الأطفال.]
يتبع
الجواب :

حبذا لو أتيتنا بآية واحدة من القرآن الكريم الذي تدّعي أنه من تأليف أحد حاخامات اليهود لتدعم ماتفضّلت به من دعوى. طالما لم نجد هذه الآية فلايمكننا أن نصدق أنه من تأليف حاخام يهودي فلا صلة بين هذا وذاك والقرآن مفقود في المثال. وعموماً فتعاليم القرآن هي العدل بين الناس بلا استثناء والإحسان إليهم وخدمتهم بدون مقابل حيث يقول الله تعالى :

{ إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ }

فالعدل الذي يصبو إليه كل إنسان بنظر القرآن المجيد من أساسيات الخير، فكل من يقدّم خيراً يقابَل بمثله، ثم يترقى الى درجة الإحسان أي أن تبادر إلى عمل الخير قبل أن يأتيك حتى إن كنت تريد من وراءه مقابلاً، ثم أخيراً درجة إيتاء ذي القربى أي أن تسعى مبادراً إلى عمل الخير بدون أن تنتظر مقابلاً له كما تفعل الأُم الرؤوم لوليدها فهي الأقرب إليه وهكذا يريد القرآن الكريم أن يرتقي بأخلاق المسلمين.
يتبع
فالعدل هو الأساس في عرف القرآن المجيد وذلك يعني المساواة بين الكافر والمؤمن وبخلافه ينتفي العدل ويصبح ظلماً. يقول تعالى :

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ }

{ فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ وَلْيَتَّقِ اللّهَ رَبَّهُ وَلاَ تَكْتُمُواْ الشَّهَادَةَ وَمَن يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ }

فهذه الآية تأمر بالعدل والإنصاف وأداء الأمانة مع غير المؤمنين حتى وإن بدت البغضاء والكراهية (شَنَآنُ قَوْمٍ) من جانب الآخرين، والعدل هو أقرب للتقوى وهي التقرب الى الله تعالى أي الدرجة الثالثة والأخيرة في سلّم الرقي أي الصعود الروحي الى صفات الله تعالى الرحمن الرحيم.

إن مجرّد تسمية مؤمن وكافر ليست للتمييز العنصري ولا الإنساني وإنما هو للتفريق اللفظي بين حالة البشر من ناحية الإيمان والكفر أي الإنكار ولا تترتب عليها عقوبة دنيوية فالله تعالى يقول :
يتبع
{ لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }

أي أن الله تعالى ينهى عن فرض الدين بالإكراه بل عرض الحق وترك الحرية للآخرين (قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ) فكيف يتبين بدون عرض ونقاش بالتي هي أحسن كما ينص القرآن الكريم :

{ ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }

ثم يردف ذلك بلفظة الكفر (فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّه) حيث جاء ( الكفر ) في نفس آية عدم الإكراه مما يدل على أنها مسألة لفظية للتفريق الإيماني لاغير.

تعاليم القرآن المجيد حول الحريات الدينية لاتحصى ونذكر منها هذه الآية :

{ أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ }
يتبع
فهذه الآية تنص بكل صراحة على كفالة الحرية الدينية لغير المسلمين بل واستماتة المسلمين في الدفاع عنها. إذا تأملت أستاذي الكريم في هذه الآية ستجد أنها تتحدث عن الاعتداء على المسلمين وإخراجهم من ديارهم بغير حق لا العكس، ثم الإيذان بالقتال.. لماذا؟ ليس لمجرّد رد العدوان والظلم عن أنفسهم بل للدفاع عن حرية الآخرين حيث تكمل الآية؛ أنه لولا الإذن بقتال المعتدين لهدّمت صوامع (كنائس) و بِيَع (معابد اليهود) و صلوات (أي مختلف دور الصلاة) وفي آخِر القائمة جاء ذكر المساجد أي أن الأصل في القتال هو لرد العدوان والدفاع عن الحرية الدينية للآخرين ومن ثم الدفاع عن حقوق المسلمين.

إن القرآن المجيد يؤكد على عدم الإكراه في المعتقد ويقول :

{ وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ الْحَقُّ قُل لَّسْتُ عَلَيْكُم بِوَكِيلٍ }

{ وَلَوْ شَاء اللّهُ مَا أَشْرَكُواْ وَمَا جَعَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِوَكِيلٍ }

{ قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُمُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنَاْ عَلَيْكُم بِوَكِيلٍ }

{ إِنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ لِلنَّاسِ بِالْحَقِّ فَمَنِ اهْتَدَى فَلِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِوَكِيلٍ }

{ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَولِيَاء اللَّهُ حَفِيظٌ عَلَيْهِمْ وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِوَكِيلٍ }

{ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ }
يتبع
أي أن مسألة الإجبار غير واردة في تعاليم القرآن المجيد. بل إن الله تعالى في كتابه العزيز يبيّن أن القتال دفاعاً عن النفس والآخرين مكروه وغير محبب للمؤمنين حيث أن أصل علاقة المؤمن بالكافر هي الحب كما في الآيتين التاليتين :

{ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ }

{ هَاأَنتُمْ أُوْلاء تُحِبُّونَهُمْ وَلاَ يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ عَضُّواْ عَلَيْكُمُ الأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُواْ بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ }

فالمؤمن يحب الكافر وإن لم يكن الكافر يبادله الحب بل وإن نافقه واعتدى عليه، وعندما يصل الأمر الى القتال فيخرج المؤمنون للدفاع عن أعراضهم وأعراض إخوانهم من الأديان الأخرى مكرهون كارهون لذلك القتال الذي لم يدع بدّاً عنه.

أما حق الميراث يقول تعالى :

{ كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِن تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ }

{ لِّلرِّجَالِ نَصيِبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا }

{ وَلاَ تَتَمَنَّوْاْ مَا فَضَّلَ اللّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبُواْ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُواْ اللّهَ مِن فَضْلِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا }

لم تحدد الآية نوع الأقارب مؤمنين كانوا أم كافرين بل الأمر عام وشامل للرجال والنساء على السواء بدون تحديد. أما الأحاديث التي تقول لايرث الكافر المسلم ولا المسلم الكافر فلها سياقاتها ودرجاتها وهي ظنيّة لا ترقى إلى نص القرآن القطعي عند مجموع المسلمين. أما الزواج فالله تعالى بيّن ذلك على سواء فقال تعالى :
يتبع
{ الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلُّ لَّهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلاَ مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ وَمَن يَكْفُرْ بِالإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ }

{ وَلاَ تَنكِحُواْ الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلأَمَةٌ مُّؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلاَ تُنكِحُواْ الْمُشِرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُواْ وَلَعَبْدٌ مُّؤْمِنٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُوْلَـئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللّهُ يَدْعُوَ إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ }

من غير المعقول أن يغفل رب العالمين والعياذ بالله عن مسألة هامّة وحسّاسة كهذه. إن أصل الأمور حلالها لا حرامها والحرام لا يذكر اذا ما قورن بالحلال الكثير. الزواج علاقة محبّة واستقرار وتربية أجيال فإذا أمن الإنسان من شريكه عدم الإستفزاز الديني والفكري فيمكن الاقتران بناءاً على ذلك والعكس غير صحيح، فإذا كان الرجل والمرأة في تضاد فكري واجتماعي وكل متمسك بأصله ويريد تربية أولاده على ذلك فزواج هذا النوع كارثة بحد ذاتها، ولذلك أمر الله تعالى بالتوافق الفكري لديمومة هذا المشروع العظيم وعدم تشتيت العلاقات بين الناس.

المثال الثاني :

[ وثاني التعاليم السلبية تلك المتعلقة بوضع المرآة التي تعتبر ناقصة عقل ودين عند (بعض) تجار الدين والتي يتم حرمانها من الحقوق التي يتمتع بها الرجل. وفي كثير من التيارات الإسلامية يتم فرض ملابس تشل من حركتها وتنقص من إنسانيتها بحجة أنها مثيرة لغرائز الرجال. وإن كان الرجال لا يستطيعون أن يسيطروا على غرائزهم، فلماذا يجب وضع النساء في أكياس قمامة؟ أليس من الأفضل اخضاع الرجال لعلاج في مصحات الأمراض العقلية، خاصة الشيوخ منهم الذين يدعون لتحجيب المرأة. وتنتج عن النظرة السلبية للمرأة عواقب وخيمة في مجال الفن والموسيقى (فجسم المرأة عورة – حتى ظفرها عورة - وصوتها عورة). واقصاء المرأة والفصل بين الجنسين والنظرة السلبية للجمال له عواقبه الوخيمة على تقدم المجتمع علميا واقتصاديا. فالجمال عامل مهم لرقي وتمدن المجتمع. فالشركات والمدن تصرف الملايين لتزيين مكاتبها وشوارعها وبناياتها حتى تعطي للفرد رغبة في العلم والعمل. فأنت لا تستطيع أن تدرس أو تعمل وأمامك أكياس قمامة إلا إذا كنت مختلاً عقلياً. ]

والجواب : أن مجرد وصفك المحجبات بأكياس للقمامة يظهر نبرة متحاملة لا تخلو من خطاب كراهية وهو ما يخالف حقوق الإنسان واحترام معتقدات الآخرين بكل صراحة ويؤلمنا سماع ذلك من إنسان يدعي الثقافة. من أبسط قواعد اللياقة عدم تشبيه ملبس الإنسان مهما كان بشيء مؤذ أو كريه حتى لو كان مخطئاً فيما يرتدي إن لم يكن به ضرر على الآخرين.

إن وضع المرأة في القرآن الكريم لا يختلف عن الرجل قيد أنملة وهما متساويان في الواجب والأجر والقيمة الإنسانية. الدليل على ذلك من كتاب الله العزيز الذي لم تستند إليه للمرة الثانية كي تدعم ما تدّعيه. فلنرَ مكانة المرأة في القرآن المجيد :

{ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ }

{ وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتَ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَـئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلاَ يُظْلَمُونَ نَقِيرًا }

{ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }

{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ }

{ مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ }

{ وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ . يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلاَ سَاء مَا يَحْكُمُونَ }
يتبع
{ وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ }

{ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ }

{ فَلَا تَعْضُلُوهُنَّ }

{ وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ }

{ أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنتُم مِّن وُجْدِكُمْ }

{ وَلَا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ }

{ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً }

{ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ }

{ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبْنَ }

{ وَآتُوهُم مِّن مَّالِ اللَّـهِ الَّذِي آتَاكُمْ }

{ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ }

{ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا }

{ لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا }

{ وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ }

{ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ }

الواقع أن كل تعاليم القرآن المجيد تشمل الجنسين ولا داعي أصلاً للتفريق بينهما. فالقرآن يذم من لايستبشر بولادة الأنثى أشد ذماً بعبارة لا تقل عن آيات الزور والكفر وغيرها ( أَلاَ سَاء مَا يَحْكُمُونَ )، بل أن الله تعالى مع منعه للرجل أخذ مال المرأة كرهاً قام بتعيين الرجل كمنفِق وقائم على شؤونها :

{ الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللّهُ وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا }

مما يجب الإنتباه له هو أن التفضيل متبادل بينهما فالرجل يقوم على شؤونها ومصرفها وحمايتها وغير ذلك فيكون له فضل ذلك ويؤجر عليه إن قام به على أتم وجه، والمرأة التي ترعى شؤونه وأمانته وتصون بيتها فيكون لها فضل ذلك وتؤجر عليه كل حسب دوره. بل أن التي تنشز عنه أي تخرج عن حدود الأدب وتخون بيتها وتهتك عرض زوجها وتتطاول عليه بلسانها ويدها -وكل ذلك من النشوز أي الخروج عن المألوف- فعلى الرجل احتوائها لا معاقبتها ؛ فإن كانت سيئة الكلام وجب عليه وعظها ونصحها واحتواء سوء خلقها قدر المستطاع، وإن لم ترتدع وواصلت السب والتطاول وسوء الخلق عليه أن يهجرها في المضاجع أي أن يمتنع عن معاشرتها لعلها تنتبه لخطئها، ولكن إن تطاولت عليه بالاعتداء الجسدي فعليه ضربها أي أن يعاملها بالمثل لردعها وكل ذلك للمرأة السيئة المنحطّة خلقياً وليس الصالحة والدليل على ذلك تكملة الآية ( فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللّه ) أي شتّان بين التي تنشز الى درجة الضرب وبين الصالحة القانتة الحافظة لنفسها وبيتها، ويقول تعالى في آخر الآية ( فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا ) وهو من الوضوح ما لا يدع مجالاً أن البغي أي العدوان حرام وكيف لا يقع العدوان والزوجة مكتفية بالعصيان وسوء القول فقط والقرآن يقول : ( وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ) ثلاث مرات، و قوله : ( وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُواْ بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُم بِهِ وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرينَ )؟ إذاً يثبت معنى الآية التي تتناول أسوأ حالة خلقية تصل إليها الزوجة وكيفية التعامل معها وهي بعيدة كل البعد عما ورد في المثال الثاني لسيادتكم حول ظلم المرأة المزعوم في الإسلام لما وجدناه من مساواة وتكريم وفضل في الخيرات.
يتبع
إن مسألة حجاب المرأة ليست أمراً سلبياً كما لايجوز فرضه على المرأة بالإكراه، والحجاب يفرض على الرجل كما على المرأة من حيث غض البصر والاحتشام في الملبس والتصرفات فهما في ذلك سواء :

{ قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ }

فالأمر غير موجّه لجنس بعينه بل للمؤمنين جميعاً ذكراً وأنثى وهذا هو الحجاب الحقيقي أي الحاجز بين الجنسين وسد الثغرات والمنافذ لكل على كل ماهو محفّز لكسر الأخلاق. فإذا كان الاعتراض على تغطية الشعر فلا يمكن والحال هذه إهمال ما تتصف به المرأة من زينة لها السبب في جذب الجنس الآخر سواءاً بالحلال أو الحرام حيث يأمر القرآن المجيد بغض البصر للإثنين كما لا يدع مجالاً لإشاعة الرذيلة في المجتمع، فهب أن للجميع حرية مايشاء من ثياب في أماكن الإختلاط ورأى الرجل امرأة لا ترتدي غير اللباس الداخلي والرجل كذلك فكيف يمكن ردع النوازع الجنسية بينهم ؟ وإذا ما تم سن قانون يحدد مدى الاحتشام في الملبس درءاً للفتن فما المشكلة في تحديد مظاهر الزينة ودرجاتها ؟ إذا كنت ترى أن شعر المرأة لا يجذبك نحوها فغيرك يرى ذلك ولا يمكنك فرض ما تراه عليه بطبيعة الحال، ولمّا كان القرآن المجيد للجميع فهو يخاطب الجميع وليس حضرتك ولا حضرتي ولا بد من قانون يشمل الكل.
يتبع
المثال الثالث :

[ وثالث التعاليم السلبية تلك المتعلقة بنظام العقوبات في مجال الحدود والتعزير والقصاص مثل قطع يد السارق، ورجم الزاني، وجلد شارب الخمر، وقتل المرتد، والعين بالعين والسن بالسن. ناهيك عن نظام الحرب الإسلامي الذي يريد البعض العودة له بدلا من معاهدات جنيف وما يتبعه من قتل الأسرى واسترقاقهم وسبي النساء وملك اليمين وفرض الجزية على من يرفض الإسلام وما نراه اليوم من جهاد النكاح وغيرها من المخزيات. وحاليا تقوم الحركات الإسلامية في مصر بخطف الأقباط وطلب فدية للأفراج عنهم وخطف بناتهم وتدمير كنائسهم واستباحة ممتلكاتهم عملا بالتعاليم الإسلامية، وتكفير وقتل من لا يتفق معهم في الرأي إما في مجال السياسة أو الفن أو الفكر أو العقيدة، كما فعلوا مع بعض الشيعة الذين أفتى بعض مشايخ المسلمين في مصر باستباحة دمائهم. أضف إلى ذلك طلب البعض بهدم الأهرامات والتماثيل الفرعونية تماما كما فعلوا مع تماثيل بوذا في افغانستان... وهو ما أفتى به القرضاوي في كتابه "الحلال والحرام في الإسلام" والمتواجد حتى يومنا هذا على موقعه. ويشار هنا إلى أن أول شيء عمله النبي محمد عند فتح مكة هو كسر التماثيل حول الكعبة. فالنبي محمد، مثل النبي ابراهيم الذي كسر تماثيل قبيلته، اسوة حسنة للمسلمين كافة حسب تعاليم القرآن. ومن شابه اباه ما ظلم. ]

الجواب : إن العقوبات مبدأ مقبول للحد من الجرائم والاعتداءات على حقوق الآخرين ولا يختلف على ذلك عاقل. أما بشأن قطع يد السارق فلا يقصد منه الانتقام بل عقوبة رادعة والمهم أنها ليست بحق من يسرق لحاجة بل هي لمن يمتهن السرقة وذلك يظهر جلياً من لفظ ( السارق ) معرّفاً وبصيغة الفاعل أي الذي اعتاد السرقة واتخذها حرفة، كما أن قطع اليد يعني قطع السبب الذي تمتد إليه يد السارق من عوز وحاجة وذلك قطع ليده أي سببه للسرقة.

أما رجم الزاني فليس من الإسلام في شيء بل ألصق به ظلماً ولن تجد لهذا الحكم في القرآن المجيد الذي تنتقده وتنعته بالسبب في كل هذه المآسي أثرا.

جلد شارب الخمر أيضاً دخيل على الإسلام ولا أثر له في كتاب الله العزيز.
يتبع
قتل المرتد وما سبق ذكره من تهم باطلة للإسلام غير موجودة في القرآن الكريم الذي خصصت له هذا المقال واتهمته بالوقوف وراء هذه الجرائم بحق الإنسانية وهو قد نزل أصلاً لمكافحتها، وإليك قول القرآن المجيد :

{ لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }

{ وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ }

{ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ ثُمَّ آمَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ ثُمَّ ازْدَادُواْ كُفْرًا لَّمْ يَكُنِ اللّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلاَ لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلاً }

{ إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ }

{ أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ }

فلا إكراه في الإسلام وللفرد الحق بالارتداد كما يشاء وإلا فكيف يمكن لمن ذكرتهم الآية أن تكون حالهم هكذا ( آمَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ ثُمَّ آمَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ ثُمَّ ازْدَادُواْ كُفْرًا ) إذا ما تم قتلهم عند ارتدادهم؟ ثم الآية التي تتحدث عن حماية المسلمين للحرية الدينية للآخرين والموت في سبيلها كما وضحنا آنفا. الواقع هو أن القرآن المجيد ليس فيه شيء من تلك التهم الشنيعة التي ترتكب بإسمه.

أما عن العين بالعين فتلك شريعة بني إسرائيل وهي ليست للتطبيق الفردي بل لأولي الأمر والآية كالتالي :

{ وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالأَنفَ بِالأَنفِ وَالأُذُنَ بِالأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَّهُ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ }

لاحظ ( فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَّهُ )، و القرآن المجيد يحث على العفو في كل مفصل من كيان تعاليمه الراقية :

{ وَأَن تَعْفُواْ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى }

{ إِن تُبْدُواْ خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُواْ عَن سُوَءٍ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا }

{ خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ }

والعفو في القرآن المجيد لا حصر له والله تواب عفو غفور رؤوف رحيم، فالعقوبة تنتهي بمجرد إعلان التوبة :

{ وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ. إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }
يتبع
أما نظام الحرب في الإسلام فلا مثيل له على الإطلاق وتحكمه هذه الآية :

{ وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ }

فالقتال والحرب لاتبدأ إلا بعد عدوان المعتدين دفاعاً عن النفس والعرض وحرية الآخرين كما سلف بيانه. كما أن الله في القرآن لا يحب المعتدين.

أما قتل الأسرى فهذه جريمة القرآن منها براء، بل أن تعاليم القرآن المجيد هي أن لا يتم أسر أحد إلا في حرب وأن القتال يتوقف فوراً عند هزيمة العدو وهذا ما لن تجده في جيش على مر التاريخ :

{ فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاء حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاء اللَّهُ لَانتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِن لِّيَبْلُوَ بَعْضَكُم بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَن يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ }

فإذا لقي المؤمنون الكفار في الحرب - التي يشنها عليهم الكافرون كما سلف- والدليل أنها حرب لا سواها قوله تعالى : ( حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ). فيضرب المؤمن رقاب الكافرين المعتدين ولا يخاف لأنه في ساحة للقتال رغم أنه كاره لها كما بيّنا سابقاً أيضاً، حتى إذا أثخنوهم أي غلبوهم عندئذ شدّوا الوثاق أي أسروهم، فالقاعدة هنا هي : لا اختطاف ولا أسر خارج الحرب. ثم يقول تعالى : ( فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاء ) حيث يمن المسلم على الكافر الذي اعتدى عليه بإطلاق سراحه دون أسر أو يفتدي به الأسرى من المسلمين. أي نظام حرب يرتقي لهذا النظام الفريد؟
يتبع
أما بشأن الاسترقاق فالإسلام منع ذلك بشدة حيث ساوى بين الناس لقوله تعالى كما سلف : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ) فالله تعالى خلق الجميع سواسية ولا فضل بينهم إلا بتقوى الله وهو أمر بيد الله تعالى وحده.

أما حول ملك اليمين والإماء فالله تعالى يقول :

{ وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلًا أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُمْ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَانْكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآَتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلَا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ وَأَنْ تَصْبِرُوا خَيْرٌ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ }

وأقتبس ما قاله أحد الأساتذة الأجلاء حول هذا الموضوع كما يلي :

" ولإزالة سوء الفهم حول مسألة العبيد والإماء فلا بد من التأكيد على أن إباحة الإسلام لأخذ الأسرى واعتبارهم في حكم العبيد والإماء يقتصر في الإسلام فقط تقييد حريتهم وأحقية خدمتهم لهذا السيد. وقد اقتضى ذلك أنه لم يكن في ذلك الوقت إمكانية لدى الدولة على اعتقال هذا العدد الكبير من الأسرى. وكانت مسألة توزيع الأسرى على الجنود عرفا معروفا في كل أنحاء العالم، إلا أن الإسلام قد هذبه وقننه وتعامل معه بشكل منطقي عادل دون إلحاق الأذى بطرف من الأطراف. ولم يكن ممكنا رد كل هؤلاء الأسرى إلى قومهم هكذا، لأن ردهم تلقائيا وعدم إباحة احتجاز أي أحد منهم سيؤدي تعزيز قوة العدو مجددا. فعمل الإسلام على دمجهم في المجتمع ورفعهم تدريجيا لكي يتعزز وضعهم الاجتماعي إذا اجتهدوا وأظهروا التقوى والصلاح وعززوا ثقة المجتمع بهم وعملوا على تحسين أوضاعهم المعيشية ومكانتهم الاجتماعية. فقد شرع الإسلام المكاتبة بين العبد والسيد أو بين السيد والأمة كي يعملوا ويتمكنوا من تسديد مبلغ يفتدون به أنفسهم. ومن خلال هذا العمل يكونون قد تمكنوا تلقائيا من امتلاك وسيلة للعيش الكريم بعد أن كانوا تحت ولاية السيد الذي يجب عليه الإنفاق عليهم. وتمكنهم من تسديد هذا المبلغ يبرهن عمليا على قدرتهم على اكتساب عيشهم. والسيد سيكون مجبرا بحكم القانون على قبول هذه المكاتبة إن رغب بها العبد أو الأمة. أي أن مسألة احتجازهم لن تكون قضية لا نهاية لها، حيث إن هذا الاحتجاز يبنغي أن ينتهي بإحدى طريقتين وهما المنّ (أي إطلاق السراح دون أية فدية) أو الفداء ليس إلا؛ وتدخل المكاتبة في باب الفداء. حيث يقول القرآن الكريم:

"فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً "(محمد 5)
يتبع
وبخصوص الإماء، فإن السيد الذي يقتني عددا من الإماء ويملك القدرة المالية على إطعامهن وكسوتهن يكون مؤهلا تلقائيا للزواج منهن. وقد كانت الكفاءة المالية دوما هي من أهم ما حض الإسلام على توفره عند الزواج من امرأة واحدة أو من عدة نساء. ومع توفر هذه الكفاءة تلقائيا كما ذكرنا، فإن الزواج من الأمة يعتبر تكريما لها وتعزيزا لمكانتها الاجتماعية. وقد قيد الإسلام الزواج من الحرائر وقصره على أربع نساء بينما أباح عددا لا محدودا من الإماء وذلك كرخصة خاصة لمصلحتهن. فلو كانت الأمة مقيدة الحرية في بيت سيدها وكانت محرومة من الزواج فإن في هذا ظلما عظيما لها ودفعا لها نحو الزنا تلقائيا. فإن رغب السيد في الزواج منها وقبلت هي فهذه تكون أفضل نهاية لقصة أسرها.

ولقد وصل الإماء والعبيد في المجتمع الإسلامي إلى مكانة عظيمة حتى تلاشت مسألة كونهم من العبيد والإماء وأصبحت خافتة لا قيمة لها. فقد كان منهم من كانوا من كبار الصحابة والصحابيات وكان منهن بعض أزواج الرسول صلى الله عليه وسلم. كما كان منهم على امتداد التاريخ الإسلامي كثير من العلماء الذين ينظر إليهم المسلمون بعين الإجلال والإكبار إلى هذا الوقت.

وهكذا، فقد قرأ بعض المسلمين هذا الأمر كما قرأه بعض أعداء الإسلام بطريقة مغلوطة وظنوا أن مجرد اقتناء الأمة يجعلها تلقائيا وسيلة للاستمتاع بيد السيد دون أية ضوابط. وهذا المنطق المنحرف يناقضه القرآن بشدة كما لم يكن يوما منهجا وعرفا عند المسلمين. وحسبنا الله ونعم الوكيل! " انتهى الإقتباس
يتبع
أما فرض الجزية فيبدو أن الأستاذ المحترم يردد فحسب ما يدّعيه اعداء الإسلام ولا يدرك ما هي الجزية. الجزية يا سيدي الفاضل هي إتاوة تفرض على المعتدين من المحاربين جزاء عدوانهم وليس المسالمين من غير المسلمين :

{ قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ }

فالقتال كما أسلفنا مشروط بالاعتداء ورد العدوان لا غير، فالذين تؤخذ منهم الجزية بعد رفض الإسلام من أهل الكتاب هم المحاربين فقط وتعرض عليهم لدرء الحرب إلى جانب الدخول في الإسلام. فهي إذاً خيار لإيقاف الحرب لا لشنها. فتكون لهم ضريبة مقابل عدوانهم كما أنها تمنحهم حق الإقامة تحت حماية المسلمين مواطنين متساوون مع المسلمين الذين يدفعون بدورهم ضرائب الزكاة والفطرة والإنفاق لمساندة الدولة ويتم تجنيدهم للخدمة العسكرية وهو أمر معفي منه دافعو ضريبة الجزية رغم اعتدائهم في البداية. كما أن الجزية لا تؤخذ من الفقراء منهم ولا العجزة لأن ذلك يخالف ببساطة قوله تعالى : ( لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ ) و كراهة العدوان التي بيّناها من قبل.

أما عن ما سميته بزواج النكاح و القرضاوي و غيره و جرائم المنتسبين للدين فتلك جرائم سيحاسبهم عنها الله تعالى وليست من الإسلام في شيء ولم يستنّها النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم بل هي من سوء تأويل المفسرين ولذلك جاء المسيح المسيح الموعود (عَلَيهِ السَلام) كما أنبأ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم ليزيل هذه التفاسير الخاطئة عن الدين ويعيده جديداً كما جاء به سيد المرسلين صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم أول مرة.
يتبع
انتهى
حول موضوع كسر الأصنام، فلتعلم سيدي المحترم أن الكعبة المشرّفة بناها أبونا ابراهيم (عَلَيهِ السَلام) لعبادة الله تعالى ولكن المشركين ملأوها بالأصنام لتقرّبهم الى الله زلفى فكان من الحق إعادة التوحيد لبيت الله تعالى وقد عادت الكعبة بيت توحيد الخالق سبحانه وهي ليست مسجّلة كعقار لكفار مكّة بل هم الذين أساؤوا إليها بأصنامهم، و إليك سبب بناء ابراهيم (عَلَيهِ السَلام) للبيت الحرام وكيف أن الأصنام ما هي إلا اعتداء على حرمة هذا البيت والغرض من بناءه :

{ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَـذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ. رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ. رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاَةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ }

فسبب بناء الكعبة هو لإقامة الصلاة لله تعالى وحده ونبذ الأصنام وأن خلاف ذلك يكون ضلالاً مبينا. فالحال هو أن كفّار قريش خانوا أمانة أبيهم ابراهيم (عَلَيهِ السَلام) باتخاذهم الأصنام داخل بيت الله الحرام وكان لا بد أن يعود بيتاً للتوحيد من جديد. أما كسر الأصنام فلم يكسر صنم خارج البيت الحرام إلا إذا كان ملكاً لمسلم ويقوم هو بكسره لا غيره وبإرادته. أما صلبان وأيقونات النصارى وغيرهم فلم تتعرض لشيء مطلقاً.

أما ابراهيم (عَلَيهِ السَلام) فعمّه كان هو من يصنع تلك الأصنام وقد أراد ابراهيم (عَلَيهِ السَلام) أن يحاجج الكفار حول جدوى عبادة تلك الأصنام التي لا تضر ولا تنفع بعد أن دعاهم طويلاً ولم يستجيبوا له وكانت طقوسهم تسبب فسادا كبيرا في الأرض فكان درساً عملياً ليصحوا من غفلتهم ويعرفوا أنها مجرد أحجار لا يجب أن تُعبَد وقد أخبرهم من قبل أنه سيحطم أصنامهم : ( وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُم بَعْدَ أَن تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ ) ( قَالُوا مَن فَعَلَ هَذَا بِآلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ. قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ ) فلم يغدر بهم كما يظن البعض للأسف بل أبلغهم وكانوا يعلمون. فكسر أصنامهم كان على علم منهم ولم يكونوا قوماً يكتفون بعبادة الأصنام بل يقدمون لها المحرقات البشرية من أطفال وغيرها من الفضائع التي يذكرها التاريخ والدليل على ذلك قوله تعالى بعد أن أقام ابراهيم (عَلَيهِ السَلام) الحجة عليهم : ( قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ ) أي أن حرق البشر كان عندهم من العادة وهو ما يشهد على صحة نقل التاريخ لهذه الأعمال الفضيعة. فهل كسر تلك الأصنام بعد كل تلك الإنذارات نعمة أم نقمة ؟ هذا ما يجب أن نفهمه جيدا.

أما باقي المقال فلن أتطرق إليه لأن فيه تكرار لما سبق وقد تمت الإجابة عليه حيث لم يستشهد صاحبه على صحة ادّعائه بتأليف القرآن الكريم والعياذ بالله ولا بآية واحدة.

نذكّر أن تصرفات بعض المنتسبين للدين ليست حجة عليه والدليل أن البعض الآخر مثلنا الجماعة الإسلامية الأحمدية و أهل القرآن وغيرهم لا يؤمنون بهذه التفاسير السيئة فلا يحق لك سيدي المحترم تعميم المشكل على الدين بل على المتدينين وإلا ما ناقشناك في هذا المقام كما قرأت بالتأكيد، ونرجوا المعذرة على الإطالة.



#خلدون_طارق_ياسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجماعة الاحمدية وافتراءات الكاذبين
- رسالة الى الاستاذ خيرت طلعت المحترم
- فجاجة منتقدي القران الكريم اليوم وعبقرية المستشرقين بالأمس
- رسالة الى الدكتور الذيب
- الشهاب الثاقب 2
- الرد على مقال الكاتب لعماري الموسومة ديانة ماني وأثرها على ا ...
- الشهاب الثاقب في الرد على من ادعى بان القرآن كاذب
- إنطلت اللعبة على الجميع واعلنت الديكتاتورية رسميا في العراق ...
- فلسفة العذاب ما بين المسيحية والاسلام ادلة انجيلية وقرانية
- الموجز الصريح في إثبات موت المسيح ادلة قرآنية
- حادثتي الاسراء والمعراج ما بين وهم المسلمين وحقد المنكرين
- تحريف الكتاب المقدس
- الرد على ما جاء به الذيب من اكاذيب
- إشكالية النسخ في اية اباحة الخمر
- القضية الإقتصادية في صياغة المعارضة الدستورية في الدولة الاس ...
- النسخ في القران الكريم والاضطهاد السياسي
- نقد النظريات الاشتراكية والرأسمالية والاسلامية الكلاسيكية
- الدولة الدينية في الاسلام وفتنة المتأسلمين
- الحكم بغير ما أنزل الله وفتنة هذا العصر
- النظريات الاقتصادية والتطبيق في البلاد العربية


المزيد.....




- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - خلدون طارق ياسين - رسالة من بريطاني مسلم احمدي الى الدكتور الذيب