أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قاسم حسين صالح - كيد النساء..و..جواد سليم














المزيد.....

كيد النساء..و..جواد سليم


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 4207 - 2013 / 9 / 6 - 23:09
المحور: الادب والفن
    



تقوم حكاية كيد النساء على اعتقاد مفاده ان المرأة ماكره بطبعها، وهذا الاعتقاد تعززه قصص تاريخية واساطير وحكايات شعبية واقوال حكماء واعمال ادبية قديمة وحديثة.
فهنالك زليخه التي كادت ليوسف، وهنالك آية في القرآن وردت على لسان زوج زليخه تقول ( انه من كيدكنّ ان كيدكنّ عظيم)،وهنالك تعبير في التوراة يشير الى ان (المرأة امرّ من الموت).ولقد وضعت العذراء (انانا) آلهة الحب عن السومريين،حجابا على صدرها كتب عليه (تعال يارجل تعال).وهنالك قول قديم يؤكد على ان (حواء نفثت الخطيئة في الانسان). وان الاله الاغريقي (هرمس) علّم المرأة التملّق والحيلة والخديعة والمكر..الى غير ذلك من القصص والاساطير والاقوال التي تؤكد قدرة المرأة على الحيلة والمكر والاغواء والخديعة.
اما حكاية كيد النساء في الف ليلة وليلة،فمفادها ان امرأة حسناء متزوجة من تاجر ثري،اتخذت لها عشيقا لكثرة غيابه عنها في الاسفار.وحدث ان دخل عشيقها السجن وكان ذلك في غياب زوجها، فسعت الى انقاذه،فاتصلت بالوالي فراودها ووعدته، ثم اتصلت بالقاضي،فراودها ايضا ووعدته، ثم اتصلت بالملك ووزيره فراودها كل منهما لنفسه ووعدتهما على انفراد. ثم اتصلت بنجار لكي يأتي لها بخزانة كبيرة تتألف من اربعة ادراج،لتسخر من اولئك الذين راودوها فتسجنهم. واذا بالنجار هو الاخر يراودها، فطلبت منه ان يزيد من ادراج الخزانة درجا خامسا لكي تسجنه معهم. ثم حضر الى بيتها اولئك المراودون بالتتابع،وكان الوالي اولهم،فلم يطل بهما المقام حتى طرق الباب،فخبأته بالدرج الاول.واستقبلت القاضي، وما كاد يتمتع برؤيتها حتى طرق الباب، فخبأته بالدرج الثاني..وهكذا كان مصير الوزير والملك والنجار.ثم تسير الاحداث الى حل عقدتها بعد ايام حين كسر الجيران الابواب ودخلوا فرأوا خزانة من خشب ووجدوا بها رجال تأن من الجوع العطش والارهاق.
جواد سليم..والمرأة.
رسم جواد سليم هذه الحكاية بأسلوب جميل،ورسم شخوصها بتعابير سيكولوجية غاية من الروعة تجعلنا نستمتع بالحكاية كلها وبسخرية احداثها والمآزق التي المّت بشخوصها،وبكيد النساء وضعف الرجل امام اغواء المرأة ،وربما بنقد لاذع موجّه الى السلطة الممثلة برموزها بما فيها القاضي.
ولك ان تتساءل: لماذا التقط جواد هذه الحكاية بالذات من بين حكايات الف ليلة وليلة وحكايات اخرى كثيرة تضمها كتب التراث؟
أيعود السبب لمضمونها..لطرافتها..لامكانية تحويلها الى عمل فني فيه اصالة شرقية وروح تراثية ومنهج للتجديد؟أم لكل هذا مضافا لها ان الحكاية لقت هوى في نفس جواد وصدى لذكرى علاقة قديمة؟!
وهنالك سؤالان آخران قد يلقيان الضوء على عقدة الموضوع، هما: ان الحكاية تنتهي بالنجار..فلماذا اوقفها جواد عند الملك بالذات؟. ولماذا اظهر المرأة، وهي المتزوجة والعاشقة،بحالة شبه عارية مع الملك؟ مع ان هناك شخصا آخر في الطريق اليهما هو النجار؟
لقد وجدنا في لوحتيه: (القيلولة) و (السيدة وابن البستاني) شبها ملحوظا لاسيما بين المرأة في (كيد النساء) والمرأة في (القيلولة)، ما يوحي بأن للأمر علاقة بالتجربة الذاتية لجواد.
يبدو لنا ان (القيلولة) تعكس اكثر التجربة الذاتية لجواد في: شكل الوجه استلقاء الراس، تسريحة الشعر، انسيابية حركة الجسم، الاغراء والاشتهاء الجنسي..بل وحتى في مقدمة الارضية المتكونة من تشكيلة من المعينات.
فاذا كان جواد قد جسّد في (القيلولة) افتتانه بجسد محبوبته الاولى،فهل جسّد في (كيد النساء) كيد الحبيبة نفسها؟!
لقد اوقف الحكاية عند الملك،رمز الارستقراطية،فهل هناك ما يوحي ان حبيبته الاولى،وهي الارستقراطية التي تركته،كانت قد كادت له..فتزوجت من ارستقراطي؟!
ولقد رسمها شبه عارية ومنسجمه مع الملك..فهل ان الباب لن يفتح للنجار (جواد) ؟!
الجواب الاكيد عند جواد نفسه. اما ما قلناه فلا يعدو كونه استنتاجا، ربما ذهبنا به بعيدا، وربما كان صحيحا. وما يهمنا هو ان المرأة في التجربة الذاتية لجواد كانت من عوامل ابداعه الفني،وبخاصة لوحاته الثلاث (القيلولة ،والسيد وابن البستاني، وكيد النساء).



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفساد في العراق - الأسباب والمعالجات
- ثقافة نفسية(90):تفسير الألوان
- العراق..بلد مخبول!
- الشاعر حين يكون عبقريا..وسلطويا!.عبد الرزاق عبد الواحد أنموذ ...
- زواج القاصرات ..في الزمن الديمقراطي!
- الأخوان..بعد واقعة 15 آب - تحليل سيكوبولتك
- الموسيقى..في الزمن الديمقراطي!
- ثقافة نفسية (85): الاعجاب.. حين يكون مرضا نفسيا
- ايها المصريون..العالم يحيكم!
- بين امراض الاسلام السياسي واخطاء العلمانيين..أين الحل؟
- لماذا حقق المصريون ما عجز عنه العراقيون؟
- علي الوردي..الساخر الفكه
- لماذا نجح المصريون في تحقيق ما عجز عنه العراقيون-تحليل سيكوب ...
- ثقافة نفسية(82):المرأة..والضغوط النفسية
- سيكولوجيا المنطقة الخضراء!
- ثقافة تربوية(81):الامتحانات بين قلق الأبناء وحرص الآباء
- مبادرة أكاديمية لحلّ الأزمة العراقية
- زيارة..لقصر الملك غازي في الدغارة!
- نتائج انتخابات مجال المحافظات ..من سيكولوجيا السطوة الى سيكو ...
- اللاوعي الجمعي العراقي..مخدّر وخالق أوهام ومثير فتنة (3-3)


المزيد.....




- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قاسم حسين صالح - كيد النساء..و..جواد سليم