أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جمال القواسمي - شين-قصة















المزيد.....



شين-قصة


جمال القواسمي

الحوار المتمدن-العدد: 4207 - 2013 / 9 / 6 - 19:11
المحور: الادب والفن
    


شين-قصة

-1-
بعد أن زارته للمرة الثالثة في السجن، قالت لي خلود ان منذراً لا يرغب في رؤيتي ولا زيارتي له. انه يعلم انه أكثر مَنْ أحبُّه في الدُّنيا، حتى أكثر من ابني، فما بيني وبينه أكثر بما لا يُقاس مما بيني وبين رضيعي الذي بين يديَّ الآن. ولقد بلغني تهديد منه بقتلي كما تدَّعي والدة خطيبته، وأنا أشكُّ بكلامها، وآمل أن تنتبه خطيبته الى تصرفات أمها وتجنب الجميع مشاكل لا حاجة لنا بها. ولكن منذراً ربما هدد وتوعد، فأنا أعرفه. ربما ذكر فعلاً كلمة قتل، لكننا نستعمل الكلمة ذاتها بمعنى الضرب، فلماذا تحاول حماة أخي تكبير الموضوع؟
قالت لي حماة أخي إنََّ منذراً سيقتلني ويقتل عائلتي بلا شك، حالما يخرج من السجن، ونصحتني ان أهرب بابني الى زوجي في أريحا، واستقرّ معه هناك. عائلتي الآن طفل واحد: ولد متطلب كثير البكاء. أما زوجي فلا تسمح له سلطات الاحتلال الاسرائيلي بأن يدخل القدس ولا ان يعيش فيها، وهكذا فأنا وحدي في القدس. قالت إنها أوصلت تهديد أخي إليَّ بأمانة ودقة ومسؤولية، وان ابنتها لا تجرؤ على ان تبلغني به. وأنا لا اثق بما تقول ولا بكل هذرها حين تأتي وتستفرد بي دون حنان. كثيراً ما اقشعرَّ بدني من كلامها عن ضيق بيتنا لعائلة أخي المستقبلية ورغبتها باستبدال النوافذ الخشبية العتيقة والأبواب الخشبية ذات الدرفتين العتيقة والزجاج الملون الغامق، لكني كنتُ أدرك انه في النهاية بيت أخي وعائلته، فإذا أرادوا أن يفعلوا ما شاؤوا، فلن اعترض بكلمة واحدة. حتى خلود، رغم طيبتها ورغم محبتي الكبيرة لها، لا تضيع فرصة لتقول لي انها تعاني من حساسية الربيع وانها لا ميل لها إلى أصص الأزهار والورود؛ كم كنتُ سعيدة وانا اعدها بإزالتها كلها من البيت. أودُّ أن آخذها جميعاً لأرصفها في الساحة الصغيرة أمام مخمر الموز.. ستكون ساحة جميلة.. ترى، ماذا سيكون موقف منذر؟
اعلم انه غاضب مني ومما فعلته، وهذه طبيعته فهو يغضب ويثور ثم يعود ويهدؤ ويفكر ويندم ويبكي ويعانقني. أذكر كيف بعد سنِّ العاشرة أخذ يتغيَّر. صار طفلاً متكتماً أكثر من قبل، ربما تطبيقاً للمثل الذكوري: الرجال صناديق مغلقة، الأمر الذي أضحكني أحياناً. لكن ما الذي فعلته حقاً ليهدد بقتلي!؟ هل سجنه مع السجناء الجنائيين، منذ كان طفلاً قاصراً، جعله مجرماً وبلا قلب؟ يا كبدي يا منذر، كم تعذبت يا أخي الحبيب. اصمد رجاءً ولا تجعلهم يطوِّعونك كعجينة للاجرام! لا انسى انك مسجون هذه المرة لأنك دافعتَ عني، وأنا فخورة بك. هل تذكر سجنتك الأولى وأنت قاصر في احداث النفق؟ كثيراً ما حذرتُك من الانجرار في المظاهرات، لكن الجنود امسكوا بك دون ان تفعل شيئاً وأنت تمشي معي. كل محاولاتي لانزعك من بين ايديهم ذهبت أدراج اليأس. اتهمتك الشرطة بإلقاء الحجارة، ثم حكموك وزجوا بِكَ في سجن بئر السبع مع المُدانين مدنياً مثل اللصوص وبائعي الحشيش والمافيا اليهودية، على أمل أن تنحرف خلقياً أو تكون قابلاً للتعاون كجاسوس!؟ وخرجتَ رجلاً صغيراً لم يبلغ الخامسة عشرة. دوما ارعبتني فكرة ان تكون على خطى أبي، غائباً عنا وعن البيت، أبي الذي هجر أمي ورمانا وهاجر إلى أمريكا.
وأنت يا منذر لستَ أخي وحسب، أنا أمك، أنا ربيتُك، أنا منحتُك روحي ونفسي وأحلامي وشاركتُك بكل حياتي حتى الآن. أنا التي حرصتُ على صحتك والبحث عن محامين للدفاع عنك، والبحث عنك في كل مرَّة في المعتقلات ومراجعة الصليب الأحمر، وأخيراً زوَّجتك. كنتُ دائماً ابحث عما يمكنه ان يجعل حياتك مستقرة، استعجلتُ ان تكبر وفكرتُ ان اكتسابك مهنة هو الحل. لم تنجح في المدرسة وانت الطالب المشاكس، ولم تنجح في مهنة المواسرجي ولا الألمنيوم ولا البيع. ثمة شيء ناقص في حياتك، ولا أعلم ما هو. وكان إعجابك بفتاة اسمها خلود حلاً تشبَّثْتُ به ليكون أول الخيط الذي تبدؤ فيه حياة هادئة هانئة في بيتك قربي. سوف ازوِّجك من خلود حالما تخرج من السجن. انها فتاة طيبة. أمها سيئة، لكن الفتاة لها قلب مفعم بالبراءة والطيبة والعسل مثل قلبك؛ وما دمتَ تحبها، فلا بُدَّ ان قلبها جميل. سأجهِّز بيتك حالما تخرج من السجن ونزفُّك يا حبيبي. كم أملتُ لو زوجتُك قبل سنوات، حتى قبل سنِّ العشرين، وانت ما تزال تتدرب في ورشة الألمنيوم لكي تهدأ وتستقر.
رجوتك ذات يوم وقلتُ لك: شوف بيوت الحارة والبلدة القديمة: معظم اللي ساكنين فيها نسوان ختيرية وعجائز!! ام سعيد، ام امين، ام مصطفى.. وانا كبرت يا حبيبي، وما أظن بهالعمر اتزوج واخلف..
- ما تقولي هيك، بكرة بيجي ابن الحلال بيتزوجك يا رب..
- كله قسمة ونصيب. بس يا منذر، اللي بيكبر من الرجال في البلد بيتركها.. ما تتركني وتخليني اعيش في البيت لحالي يا منذر، بكرة بجوزك، وبربي اولادك، وبنرجع عيلة كبيرة مع زوجتك واولادك. خلي عقلك في الشغل والبيت وبس..

-2-
أختي التي ربتني بحنانها وعرقها لم أعد أفهمها. بعد خطبتي بشهرين، أحبَّت شاباً باطلاً عن العمل من أريحا يصغرها بأكثر من خمس عشرة سنة. ماذا سيقول الناس!؟ كثيرا ما حاولت ان أثنيها عن زواجها منه، بلا طائل. كان زواجها سريعاً كصفعة مفاجئة. وهي موسرة وتدخر مالاً من عملها، فلماذا تعطي زوجها شعوراً بأنها هي التي تتزوجه؟ خطيبتي تؤيد أختي في كل شيء تقريباً، وحماتي تتكلم عن ابنتها التي تحرص على الشرف والعادات وكل ما يرفع الرأس. ولا أعلم كيف اندفعت ذات يوم في عجقة زواجها ومشاكلها وعقدتُ قراني الأردني على خلود.
بعد زفافها اتضح ان أمورها ليست ناجحة. زوجها ما يزال باطلاً عن العمل، وهي لا تطيق العيش في أريحا. شجَّعتها على شراء نصف دونم أرض وبناء بيت هناك، لكنها رفضت، وزوجها غضب. باتت تتردد على بيتها في القدس وتغيب عن زوجها اياماً، فهل هذا يقبله العقل!؟ اكتشفتُ بعد بضعة شهور انها لم تقدم لزوجها طلباً للم الشمل. لماذا؟ لم الشمل سيساعد زوجها بالحصول على تصريح لدخول القدس. قالت لي: لم يعد لم الشمل أمراً قانونياً الآن!! يقدمون الآن طلباً للإقامة، هكذا يدعونها.
- طب شو راح يقولوا الناس عنك!؟
- ما اله حدا حق يحكي كلمة واحدة!
- مش ضايل الناس الا تقول انك... مطلقة دايرة ع حل شعرها!!
صفعتني، ثم سقطت يدها وقد شلتها عتمة الألم والارتعاش. هل صفعتني حقاً؟
- دايرة؟ ضايل تحكي اني.. شين..
- أنا شرموطة؟
- انتِ بتتصرفي... مثل الشرموطة...
كم كنتُ ضالاً وحقيراً.
المرة الثانية لم تستطع رفع يدها، ولم تحملها ركبتاها، فهوت على اقرب كرسي، تبكي.
- هل تشك بي: أنا!؟ وتقول لي أنتِ تتصرفين مثل الـ... شين! أنا شين! راح نصير قصة حزينة زيّ قصص بيوت البلد!
- هيك الناس بتحكي بهيك حالة... نظراتهم، ضحكاتهم، نبرات اصواتهم، بمصافحة ايديهم ، بغمزاتهم، هيك بتحكي...
كم كنتُ ضالاً وحقيراً.
كثيراً ما قالت لي انني ساحتفظ ببيت العائلة، وانها ستكتفي بالغرفتين الصغيرتين اللتين في حوش الدار أحداهما كمخزن للمونة والثانية مخمر الموز الذي كانت أمي تؤجره لاحد تجار البلدة، وكلا المخزن ومخمر الموز مُشبعان بأنفاس الرطوبة ولا ينفعان لسكن الآدميين. كثيراً ما رفضتُ عرضها بأن تسكن فيهما بعد زواجي، وقالت إنها تريد ان تُسجل في الأوراق الرسمية انها تعيش فيهما لكي تحتفظ لنفسها بعنوان في القدس وبهوية القدس.
- ليش ما تعيشي في بيت زوجك؟
- بدكش اياني اعيش هون في بيت ابوي وامي؟ هيك بدها حماتك؟
- لأ، هذا بيتك يختي، بيتك.. بيت ابوي بيتك، وانت أمي يا حنان..

-3-
قال لها أخوها: أنا بحب تكوني سعيدة، وبحب زوجك يكون معك في بيتنا في القدس، بس مش كاين يطلع له تصريح؛ أنا بقول: الله بعينك، روحي عيشي معاه في أريحا. والله جوزك محترم وما بستحق تبعدي عنه. ودارك هاي الك. لمَّا بطلع لجوزك تصريح وإقامة بتيجي انت واياه وبتعيشوا هون. هدا بيتك، بيتك انتِ؛ الله يخلي لي اياكِ، انتِ أمي وأبوي، وفضلك عليَّ ما بنساه طول العمر. بس الصحيح صحيح يختي. ما بصير تعيشي لحالك هون وجوزك في أريحا.
قالت لأخيها: واترك شغلي اللي بشتغل فيه من اكتر من عشرين سنة!؟
- دوري على شغل هناك!؟
- جوزي في بلده مش لاقي شغل، بدك إياني أنا ألاقي شغل!؟ وأنا حامل يا منذر، فكرك في حدا ممكن يشغلني!؟ والعناية الطبية، فكرك سهل عليّ اتابع حملي وزيارة الاطباء!؟ طول عمري بدفع ضرايب ورسوم تأمين صحي في القدس، وكيف اتنازل عنها الآن لما صرت محتاجة لها؟ بقدر أغطي مصاريف الحمل والخلفة في الضفة؟ انا في اوائل الأربعينات، لو صار في حملي مضاعفات حمل، فكرك راح ألاقي مستشفيات فلسطينية تقدم خدمات صحية منيحة؟؟
- خلص، فهمتك.. حقك عليَّ.. خلِّيك هون لحتى يفرجها الله.. هدا بيتك..
- لأ، انتَ بتاخد البيت، وانا الغرفتين في الحوش، حبيبي منذر.. لازم احافظ على عنوان في القدس وعلى هويتي..

-4-
ذات يوم عدتُ إلى البيت، وسمعتُ حناناً في مخزن الحوش تتحدَّث في الهاتف. ظنَّنتُ بادئ الأمر انها تحادث زوجها؛ لكنها لم تكن تحادث زوجها.
- إقامة؟ مش راح اقدم طلب إقامة بالمرة.. زوجي بضلّ ينقّ في راسي.. أحنا عم بنعاني. لسة انا حامل، ومحتاجة حدا بجانبي.. خلص، خلينا نلتقي ونحكي عنه.. تعالي، بستناك..
لم أفهم تماماً ما سمعتُه. تعكَّر هدوئي وشعرت بالضيق، لكن لماذا لن تقدِّم لزوجها طلب إقامة!؟ هل تتكلم مع زوجها؟ ثم حامت في رأسي ظنون كئيبة: أمعقول ان اختي على علاقة مع شخص ما، وزوجها لا يستطيع دخول القدس!؟ أمعقول انها غير معنية بوجود زوجها او تريد الطلاق منه؟
سألتُها: مع مين بتحكي!؟
تفاجأتْ من وجودي وسؤالي، وقالت: مع صاحبتي. اسكب لك تأكل!؟
- مع مين حكيتِ!؟
- ما لك!؟
- مع مين كنتِ تحكي!؟
- قلت لك: مع صاحبتي..
- فكرتك بتحكي مع جوزك.
- اسكب لك تأكل!؟
- مش جوعان.
شككتُ بكل كلمة لفظتها. انها ليست اختي وحسب؛ بل هي مثابة أمي. وبقيت في البيت، وحين أتت صديقتها، حاولتُ أن اتنصَّتُ عليهما. سمعتُ حناناً تقول: ولك وين عرفتيه: في مصر؟ من وين هو؟ مصري؟ يقطع يومك!؟.. الموقف يتطلب جرأة، وعنادة وطول نفس!!.. هل لديك القدرة لتجاهل كلام الناس!؟.. ببساطة ما تقدمي له طلب إقامة قبل ما تسجلي أولادك، وكمان ما تخبريهم انك متزوجة.. لأ، ما تعطيهم أية مستندات رسمية.. الموقف يتطلب جرأة، انت ستستفيدي، وزوجك سوف يستفيد واطفالك في المستقبل سيستفيدوا. وماذا لو قالوا عنك انك شـ ...!؟ ليقولوا ما شاؤوا، الأهم هو ألا تظهري عقد الزواج المصري أبداً للداخلية الاسرائيلية، ولا تكتبي عقدَ زواج اسرائيلياً أبداً. لستِ مضطرة لفعل كل ذلك.
لم افهم تماماً مما سمعته آنئذ. فهمته متأخراً جداً.
قال لي المحقق اليهودي: يا ابناء الزانيات، متى نتخلص من شركم؟
فهمت انذاك الأمر حين شعرتُ اننا مهما فعلنا ومهما كنا خانعين، فسوف نبقى في نظرهم ابناء زانيات. ثمة شعور قوي داخلي جعلني أخشى النظر في أعين السجناء الفلسطينيين، لئلا ألمح شماتتهم بما فعلته أختي أو بنقص رجولتي لعجزي عن ثنيها عن زواجها الغريب. تهيَّأ لي أحياناً انني اسمع أحداً يقول لي: في هذا الزمن، ما حدا بقدر يثبِّت قدميه ويعيش في القدس إلا أولاد الشرموطة. وكنتُ أداري بكائي وقلة حيلتي، وأعود اختلق الشجارات مع بعض السجناء وبعض السجانين، فأدخل من محاكمة جديدة لأخرى حتى صار حكم الشهور إلى ثلاث سنوات..

-5-
بعد اقتراني بناصر، كثيراً ما وددتُ وطلبتُ من منذر ان يجلب لي عمالاً لترميم المخزن ومخمر الموز لكي استقرُّ فيه، لكنه رفض ذلك بشدة قائلاً لي ان بيت العائلة هو بيتي، وان زواجه بعيد ولا حاجة لمصاريف لا داعي لها. وحين زارني طاقم محققي مؤسسة التأمين الاسرائيلية، كنتُ ما أزال أعيشُ في بيت العائلة.
منذُ الشهر الخامس بدأت معي مضاعفات الحمل، الأمر الذي منعني من مواصلة العمل. لذلك اضطررتُ أن أقدِّم طلباً لتغطية عجزي عن العمل إلى مؤسسة التأمين الحكومية الاسرائيلية. ومنذ تقديم الطلب وحتى الشهر الثامن كنتُ أتلقَّط أخباراً من جيراني ومن أصحاب البقالات والحلاقين كيف كان موظفو التأمين الاسرائيلي يسألون عني فيما إذا كنتُ متزوجة في الضفة المحتلة او انهم يرون زوجي في القدس، هل اختفي لفترات محددة ومتى... وكان الأمر يزعجني ويضغطني نفسياً. لا أعلم ما الذي كان الناس يقولون لأخي وما هي مشاعره. بعد الولادة بشهر ونصف، أغار على بيت العائلة محققان موظفان من مؤسسة التأمين الاسرائيلية يرافقهما جنديان اسرائيليان للحراسة. أمسكت منذراً وأوصيتُهُ ورجوتُه ألا يتكلم بالنيابة عني والا يتفوه بأية كلمة.
سألني مُحقِّق مؤسسة التأمين العجوز: اين تعيشين يا حنان!؟
- هنا.
- أرينا المكان..
صوروه. صوروا سلة الغسيل وفيها كلاسينها وبيجامتها، وصوروا المجلى والأواني وكوب الشاي البارد نصف الممتلئة التي تنتظر الشطف، وصوروا الحمام وسلة القمامة وفيها فوطة الرضيع..
- وين عقد الزواج الاسرائيلي!؟
- ما في عقد زواج.
- وين عقد الزواج الأردني!؟
- ما في عقد زواج.
- وين زوجك!؟
- ما عندي زوج الآن.
- مطلقة!؟
قال أخوها: شو مطلقة!! ولك متجوزة، والله متجوزة!!
سألني المُحقِّق العجوز: تفضلي، اخوك بقول انك متجوزة!
- قلت لك: انا غير متزوجة!! هدا الكلام بنحكيه عشان نسكِّت الناس، بس!!
جُنَّ منذر وصرخ فيَّ: شو هالحكي هدا!! أنت مجنونة؟
قاطعه مُحقِّق التأمين: انت شرموطة، يعني..
وهجم منذر على الموظف بقبضته على حنكه، وسيطر المُحقِّق الآخر والجنديان على منذر.
صرختُ في وجه المُحقِّق الساخر: انخرس، ما تقول كلام سافل!!
- اذا عندك رضيع ومش متزوجة، شو بدك تكوني يعني!؟
- هدا مش شغلك!! خلفته دون وجود عقد شرعي، بس مش من حقك تشتمني وتقول اني شرموطة..
- انا ما بشتمك..
- ما تشتم، ما تشتم، مش من حقك!!
- انا ما شتمتك!!
- ولا شو بتعمل، يبقى!؟
- عمري ما شفت مثلك في المجتمع الفلسطيني، حقيقة!! امرأة بتخلف وما بتكون متزوجة او عايشة مع زوجها.. هذه هي المرة الأولى.. هذا يحصل في مجتمع عصري زي اللي عايشين فيه اولاد عمنا اليهود، لكن مش في مجتمع تقليدي عند العرب!؟ مستحيل..
- هل هذا غير قانوني!؟
- لا، لم اقل انه غير قانوني..
- اللي بتعمله انت والمسبة اللي بتوصفني فيها مش قانونية!!
قال لها المُحقِّق العربي الآخر الشاب قليل الكلام وصاحب العينين الثاقبتين: والله وملسنة كمان!!
ردَّ عليه منذر: ولهْ انخم وانخرس انت التاني، يا زبالة!!
ضحك المُحقِّق الآخر الشاب.
سألها: الموظف العجوز: اين تعملين هذه الأيام!؟
أجابته: انتو بتعرفوا وين بشتغل!! عشرين سنة بشتغل وبدفع ضريبة، وبتاخدوا رسوم التأمين من حسابي من البنك قبل ما اقبض راتبي.. كل اللي بتعملوه معي عشان قدمت لكم طلب حماية الحمل قبل ولادتي أطالبكم فيها بدفع راتبي عن ثلاثة شهور إجازة مرضية!؟ طول الوقت ما أشطركم بأخذ الرسوم والضرايب والمصاري، بس لما امرض وما أقدر اشتغل وانا حامل، بتحاربوني وبتشتموني وبتسألوا عني كل الناس.. انتوا مقرفين، وأنا ضايلة في القدس وعلى قلوبكم، أنا وابني..
- أين كنتِ تعيشين قبل حملك؟
- هون.
- هون في هذا البيت؟
- هون.
- وطفولتك؟
- هون.
- أعطيني صور عن ضريبة العقار الارنونا، وفواتير الكهرباء والماء والمجاري، وقسائم رواتبك لفترة ثلاث سنوات بأثر رجعي.
- خذ..
- سيأتيك جواب لطلبك قريباً.
صوَّر المحققان البيت الصغير، عبؤوا الأوراق الرسمية بكتابات كثيرة. وقبيل مغادرة طاقم محققي التأمين، جاءت قوة راجلة اعتقلت أخي منذر. بقيتُ وحدي في البيت مع رضيعي. بعد ثلاثة أشهر حكمت محكمة اسرائيلية على أخي بالسجن ستة أشهر، ووصل إليَّ مظروف من مؤسسة التأمين الاسرائيلية يقرُّ بحقِّ ابني في رقم هوية وبحقي في بدل رواتب الشهور الثلاثة الأخيرة في فترة الحمل التي لم أكن فيها قادرة على العمل بسبب مضاعفات الحمل، وكذلك بدل ثلاثة اشهر راحة من العمل بعد الولادة.
كانت الفترة التي أعقبت سجن منذر صعبة جداً، فقد اشتقت إليه كثيراً فهو روح البيت ونَفَس أمي. بقيت خلود تزوره في السجن، لأنَّه رفض رؤيتي. وكنتُ اطمئن خطيبته وأشدُّ من أزرها، وأحمد الله انهما كتبا عقد قرانهما لتتمكن من زيارته، فالزيارة للسجين مسموحة فقط للناس ذوي القرابة من الدرجة الأولى. وكانتْ كلما زارته، تطمئنني على منذر حالاً وتواسيني بأنه يحبني. فاطمئن لمستقبله معها.
ثم استمر بعراك السجانين والبصق عليهم، وكانت مصلحة السجون تحرمه من الزيارات العائلية وتعود وتحاكمه ثانية. حتى رفض منذر ذات يوم رؤية خطيبته، فانهارت نفسياً. كثيراً ما اشعرتني ابتسامتها ومودتها وتشجيعها لي بطيبتها ونقائها. وكانت تقول لي ان منذراً يحتاج الى وقت ليراجع نفسه ويهدأ ويرجع منذر زمان، صافي النية وبهيّ السريرة. أذكر انني طمأنتُها بأن هذه هي طبيعة منذر التي أعرفها. قبل ولادتي وبعدها، اعتنت خلود بي في أحرج الأوقات بل نامت عندي أسبوعين أو ثلاثة، فباتت من العائلة. كانت تعتني بابني وتطعمه وكذلك تبقى معه في البيت حين عدتُ أول يومين إلى العمل، قبل استقالتي. صاحب العمل فاتحني بموضوع زواجي الغامض واقترح ان انال تعويضات كاملة في حالة تقديمي لاستقالتي، وإلا فسوف يقيلني، وهددني بأنَّ ذلك سيشوه صورتي أمام زملائي والناس. كانت فترة عصيبة احتجتُ فيها منذراً ولكني قدَّرتُ وجود خلود كثيراً. رأيتُها كأنها تعيش مع منذر، الأمر الذي ارتحت له.
ماذا أفعل بتعويضات عملي؟ هكذا توفَّر بين يديَّ مبلغٌ كبير. اقترح عليَّ زوجي ذات يوم في أريحا ان يفتتح مشروعاً تجارياً يدرُّ علينا مالاً او نشتري قطعة أرض أو شقة في عمارة سكنية؛ لكني فضلتُ ان اجهِّز غرفتيّ الحوش لأعيش فيهما واترك نصف المبلغ ليؤثِّث منذر بيته. وهكذا اتفقتُ مع قريب لنا مقاول ليجلب عمالاً لترميم بيتي في الحوش، بينما كان منذر في السجن. رميت الخردة العتيقة، عزلتُ الجدران الرطبة بألواح الجبصين، وأعدَّت حماماً جديداً، ومطبخاً صغيراً، وهيأتُ إضاءة جديدة. هكذا حين يخرج منذر من السجن، لن يبقى أمامه إلا أن أؤثِّث له بيت العائلة وأزوجه، وأنتظر انفراجاً ما ينضم إلينا فيه زوجي.
ثم رفض منذر رؤية خطيبته في زيارات السجن. معنوياتها تحطَّمت، وقطعت صلتها بي، فبقيت أزورها، وهي تترفق بي غير قادرة على حزم أمرها بشأن ماذا ستفعل وما مدى خلافها مع منذر. ثم قالت لي: منذر يريدك أن تزوريه!؟
- بجد؟ بجد! خلص، مش زعلان مني!؟
- مشتاق لك جداً. منذر سامحك تماماً.
بكينا وضحكنا.
- المهم ان تسامحيني، حنان؛ ممكن كنت أنانية عشان بزوره لحالي في السجن، انا والله طيبة، وبحب له ولك كل الخير..
- خلود، لا تقلقي، انا بعرفك مليح، وما بحتاج اسمع منك كلام. راح احكي معه عن العرس. كل شيء راح يكون بخير ومثل ما تشتهي.
- أشك.
- هو هكذا، سريع الغضب، سريع الرضا. ما تقلقي. انا بعرفه. راح اطالبه بالعرس بعد خروجه ع طول.
لم تقل شيئاً، بل لمحت فجر ابتسامة خنقتها خلود تماماً، ابتسامة يأس، ابتسامة ندم. بتُّ أشعر ان منذراً هو المشكلة. هل رغب بقطع علاقته بها؟ هل يريد ان يطلقها، مثلاً؟ كلما أثرت الموضوع معها، كانت تبكي. صادفتُ أمها وأنا أغادر بيتهم. قذفتني بنيرانها وتهديداتها. لم تعُد تتحدث عن ضرورة ان تعيش ابنتها في بيت منفصل، وكذلك أهمية شراء غرفة النوم والذهب. بل هددتني مطالبة بالمؤخر والذهب، والاحتفاظ بالهدايا. هل كنتُ أنا المشكلة: ألستُ مَنْ ضغطه ليعقد قرانه؟ كم اتحمل وزر عقد كتابهما! أم انه مثل أبي أو صورة مُصغَّرة عنه!؟ وماذا عني أنا: ألم أترك زوجي في أريحا وأعيش حياة مُقطَّعة الأوصال مع ابني؟ كلنا محطمون، كلنا نتخبط في العتمة. لماذا الدنيا هكذا: لا تكتمل بهجتها ولا تتحقق معانيها الجميلة؟ وماذا افعل وحدي مع ابني في البيت؟

-6-
كم اشتاق منذر إلى حنان. كم أراد أن يراها. السجناء دخلوا إلى الغرف وراحوا ينتظرون الزوار خلف القاطع الزجاجي. وحالما لمحها، بكى، وبكت، وهدهدت الزجاج براحتها. رفع السماعة.
- كيفك يخي؟
- كيفك يمَّا؟
- مشتاقيتلك، منذر. كتير، كتير، الله يرضى عليك..
- كيف اللي وراكي؟
- خلود بتسلم عليك، وناصر بسلِّم عليك. ورامي بسلِّم عليك.
- كيف؟ ما سمعتك مليح..
- رامي بسلم عليك، ابني..
- رامي! ااه، وين، هاتي صورة رامي!
عرضت أمامه صورة رضيعها.
- ما احلاه. الله يحميه.
- عُقبال ما أشوف اولادك.
- هذا الولد ثلثينه لخاله.. بس طالع ابو سمرة..
- سجلوه في هويتي، واعطوه رقم قدس.
- يعني كانت محرزة تتبهدل سُمعتك عشان يكون لابنك هوية قدس.
- منذر، زرعت ابني في القدس. وإنْ شاء الله مع الوقت زوجي كمان، هاي جريمة بستحق عليها القتل يا محمد!؟
وقعت السماعة من يده، ثم أغرورقت عيناه بالدمع وستر عينيه براحتيه.
رأته يقول لها عبر الزجاج: سامحيني حنان.. أشارت بهزة من رأسها نحو سماعته، فالتقطها..
- سامحيني.. الله يسامح خلود اللي صدَّقتْ كلامي ووصلته لك بأمانة.
- مش خلود اللي حكت لي.
- ما سمعتك..
- أمها حكت لي.. مش خلود..
- هذه الحبيبة اللي راح تحافظ على سرِّي وبيتي وأولادي؟
- انتو الرجال مواقفكم بتبنوها على اساسات واهية..
فجأة شعرا انهما اصبحا خصمين لدودين يتجادلان، كما اعتادا ان يفعلا، ولم يحتملا هذا الموقف الغريب. صمتا. شعرت حنان ان منذراً يولي أهمية مبالغ فيها لمواقف تافهة ويحبس نفسه في أفكار ذكورية، وشعر منذر ان أخته لن تفهم عالمه الرجولي. تذكرتْ انه لم يستوعب موقفها من عدم اشهار زواجها.
- سامحني، ما كانش قصدي يحكوا عني كلام فاضي..
- كيف؟ ما سمعتك مليح..
- ما كان قصدي انو الناس تجيب سيرتي بالسوء..
- ما يهمك، بُكرة بعرفوا الصح.. كيف زريعة أمي؟
- اشتاقت لك، يا منذر.. الزريعة اشتاقت لك، والبيت اشتاق لك.. والله لك وحشة، البيت من غيرك ولا شي..
- وانا من غيرك ولا ايشي يا حنونة.. مرَّت عليك فترة صعبة، اكيد.
- خلود اصيلة، ما تركتني لحالي.. وقفت معي مثل أخت أو أم..
- مشكورة، يخلف عليها..
- كل مرة كنتُ بدي ازورك تقول لي خلود انك زعلان مني..
- كيف؟ ما سمعتك مليح..
سمع وتجرَّع حزناً لا نهاية له. كم ود لو يعانق أخته. لم يقُل لها ان خطيبته، كلَّما رأته، قالت له ان أخته حنان مشغولة بطفلها وليس لديها وقت لرؤيته. لم يكن يطيق خطيبته كيف تتحدث عن بيت العائلة والاحتفاظ به كبيت لها وحدها. لكنه لم يقُل شيئاً لأخته. شعر بانه اتخذ موقفاً صائباً بعدم رغبته برؤية خلود.
- جهَّزتُ مخمر الموز عشان أعيش فيهم، حالما تخرج من السجن.
- الله يسامحك. ليش بتبعزقي مصاريك، مش كاين افهم.. عندك بيت فيه غرفتين كبار.. شو قايم عليك؟
- لازم اجوزك كمان.. البيت لك..
- فكرة زواجي جمديها لفترة.. انا متوتر ومش عارف راسي من رجليّ..
- بس لازم تعرف ان خلود طيبة ورافقتني باحلك الفترات واصعبها.. وهي بتحبك وبتحسبلك حساب..
- انسانة عظيمة ومنيحة.. بس كل شيء لوقته، حنان.. بس اطلع، الله بفرجها.
- ضايل عليَّ اجهزلك بيتك، بس بستناك تنقي العفش..
- حنان تحرم علي الدار اذا اشتريت لي ايشي.. عُمرك ما راح تشوفيني.. راح اهجّ مثل ابوي، روحة بلا رجعة.. اوعِ، اوعِ..
- منذر..
هددها وقد تنفَّخ وجهه واحمرَّت عيناه، حابساً مشاعره، كاظماً غضباً لا نهاية له. سقطت السماعة من يده، وستر عينيه عنها براحتيه. لم تعرف ماذا تقول، أخذتْ تحدِّق به وهي خائفة. وانقضت دقيقة وهما صامتان، ينشجان ويمسحان دموعهما.
ثم تناول السماعة، فأرهفت سمعها له.
- انا.. أنا مش عارف شو بدي.. مش عارف شو اشتغل.. مش عارف ليش بيصير معي أشياء متعبة وصعبة، يحرق سماها.. انا مش مستعجل على النسوان والزواج والمشاكل.. مش عارف شو راح يصير.. مش متأكد من ايشي، مش متأكد من نفسي.. من كثر اللي شفته وبسمعه، طهقت.. انا مشتاقلك انت، انتِ وابنك.. كل شي له وقته.. بدي اتنفس، حنان.. الكل بركض وراي: الجيش والشرطة وانتِ وابوي وامي والمدرسة ومعلم الالمنيوم، اصحابي واخوتي في السجن.. مش معقول.. طبْ، أنا وين رايح!؟ انا مين؟ بقدر اثبت في شغل؟ بقدر اصمد في المستقبل بزواجي؟ او راح أظل أهرب؟ اهرب من البيت ومن خلود ومن امها ومن الأولاد؟ مش عارف.. لازم اعرف شو بدي.. بدي فرصة افكر.. آخذ نفس.. سنة، سنتين او عشرة، مش مشكلة..
لم يكن ما رأتْه عبر الزجاج غضباً، بل شخصاً آخر مختلفاً تماماً عن منذر الذي تعرفه. حتى نبرة صوته الهادئة التي يتخللها كثير من الصمت والتفكير كانت نبرة جديدة. شعرت بحاجة لأن تسمعه، لكنه لم يقل الكثير. تساءلت في اعماقها عمَّا إذا علَّمته تجربة السجن أنْ يصبح صندوقاً مغلقاً بالفعل. حاولت أن تنظر في عينيه، لكنه بثَّها نظرة حيرى وهزَّةً من رأسه...
31-12-2012
25-3-2013



#جمال_القواسمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نصَّان:طوق/أنا دمي
- ضياع-قصةقصيرة
- شوبتحكي- قصة
- القدس-نصٌّْ
- كابوس- قصةقصيرة
- ذكرى - قصة قصيرة
- يوم 5 حزيران
- كتابي- نص
- نظام- قصة قصيرة جداً
- كوب- قصة قصيرة
- أعدُّ - نصّ
- أميرة تريد أن تلعب- قصة قصيرة
- ظلم- قصة ق جداً
- تلخيص - قصة قصيرة
- كاتب فاشل - قصة قصيرة جداً
- ملِك - قصة قصيرة
- حمَّام- أقصوصة
- بيتي- قصة قصيرة جداً
- مباراة- أقصوصة
- أخر الأخر- أقصوصة


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جمال القواسمي - شين-قصة