أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حيان الخياط - نقد العقيدة الاسلامية/الحلقة الأولى/ الربوبية والإلوهية














المزيد.....

نقد العقيدة الاسلامية/الحلقة الأولى/ الربوبية والإلوهية


حيان الخياط

الحوار المتمدن-العدد: 4207 - 2013 / 9 / 6 - 16:41
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في هذه السلسلة سنتناول كتاب "العقيدة الاسلامية الميسرة وآثارها في حياة المسلم" الذي وضعه أبي عمر عبد العزيز فتحي بن السيد عيد ندا، وقد راجعه الشيخ صالح بن فوزان الفوزان (عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء). يقع الكتاب في 271 صفحة من القطع المتوسط، وهو مليء بالاستشهادات القرآنية والحديثية وأقوال ائمة المذاهب ورجال الدين المشهورين. والسبب الذي حدا بنا الى اختيار هذا الكتاب بالذات ونقد العقيدة الاسلامية من خلاله هو صدوره من اكثر الدول ارتباطاً بالدين الاسلامي (السعودية) وامتيازه بالبساطة والصراحة في عرض العقائد الاسلامية بدون لف ودوران او لي لأعناق النصوص، فبعد كل شيء يبقى الفكر السلفي من اكثر التيارات الاسلامية التزاماً بحرفية النصوص الدينية والاعتقاد بأولويتها دائماً وابداً، على العكس من المحاولات الفكرية المعاصرة التي تحاول ان تعقلن العقيدة والشريعة الاسلامية وذلك بتشذيبهما ونفي كل مفهوم فيهما يتعارض مع الواقع المعاصر والقول بأنه ليس من العقيدة او الشريعة الاسلامية في شيء. بقي ان نذكر معلومة مهمة وهي اقتصار نقدنا على العقيدة الاسلامية من وجهة نظر اهل السنة والجماعة، حيث ان واضع الكتاب نصب نفسه كشارح ومبين لعقائد هذه الفئة حصراً وهو يقول في ذلك: "فقد كتبت هذا المختصر في عقيدة اهل السنة والجماعة، السلف الصالح، الفرقة الناجية، والطائفة المنصورة، واجتهدت في ان يشمل اصول عقائد اهل السنة والجماعة، والتي نص عليها السلف في مؤلفاتهم في هذا الباب." ص 5. والذي يجب الالتفات اليه ان هذا الكتاب لا يمكن تصنيفه ضمن خانة المؤلفات اللاهوتية او علم الكلام، وذلك لأنه يستدل بالنصوص الدينية لإثبات كل ما يدعيه ويؤمن به، وهذا يعني افتقاده للدعم العقلي والفلسفي، وعليه لا يمكننا ان نواجهه بالعقل والدليل العقلي وحده حينما ننقد ما اتى به، فهو ليس عبارة عن مقولات لاهوتية يمكن تفتيت الاسس التي قامت عليها ان كانت ضعيفة، وهذا الامر يجبرنا على بناء نقدنا وفقاً لحقائق موضوعية من جهة وتقديم اعتراضات على التناقضات الظاهرة من جهة اخرى.
بعد هذه المقدمة القصيرة ندخل في صلب الموضوع، الباب الاول من هذا الكتاب مخصص لـ "الايمان بالله" وهو يتكون من عدة فصول، تحتوي على تعريف الايمان من وجهة نظر اسلامية وبعدها يبدأ الكاتب بشرح اقسام الايمان وهي:
1 ـ الإيمان بالربوبية: ويعني الايمان بكون الله هو الخالق لكل شيء، المدبر، القدير ...الخ.
2 ـ الإيمان بالإلوهية: ويعني الايمان بان الله مستحق للعبادة وتجب طاعته، وهذا الايمان اكثر سعة من الايمان بربوبية الله وقدرته على الخلق فقط.
3 ـ الإيمان بالأسماء الحسنى والصفات: وهو الايمان بالصفات والأسماء الحسنى المذكورة في القرآن.
في فصل الربوبية يضع الكاتب الكثير من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية ويسطر الكلمات التالية: "وكل الخلق مقرون بأمر الربوبية، لم يعرف أن أحداً منهم أنكر ذلك الا فرعون وقومه في القديم، وأهل الالحاد والشيوعية في هذا الزمان" ص 12. وهذا المقطع يدل على فقر وعي الكاتب وخلو عقله من أية ثقافة في مجال التاريخ او الفلسفة، فالملحدون موجودون منذ فجر التاريخ وعلى الارجح ان تاريخ الالحاد قديم بقدم تاريخ الدين نفسه، واشهر الملحدون هم الفلاسفة الاغريقيون ثم فلاسفة القرون الوسطى سواء في الجانب الغربي او الجانب الاسلامي (ومن المرجح ان "أبي عمر" لم يقرأ عن ديوان الزنادقة الذي أسسه الخليفة العباسي المسمى بالمهدي في القرون الوسطى حيث كان الهدف من هذا الديوان هو تتبع جميع الزنادقة والملحدين وقتلهم والتنكيل بهم) وبعد ذلك يأتي عصر النهضة وعصر التنوير ليزخر بفلاسفة ملحدين هم الاشهر على الاطلاق، ولا ننسى الملحدين في بقية اصقاع الارض على امتداد التاريخ.
نأتي الان الى فصل الإلوهية الذي شرح فيه معنى الايمان بالإلوهية ليصل الى موضوع مهم وحيوي بالنسبة للكثير من الناس، وهو التقرب الى الله عن طريق الموتى من الصالحين، يقول الكاتب في هذا الصدد: "ولا يجوز لأحد من الناس التقرب الى أهل القبور من الصالحين وغيرهم، وصرف شيء من العبادة لهم، او اتخاذهم وسائط بينه وبين الله، فان الكفار صرفوا العبادة لغير الله تعالى، وقالوا: (ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى) الزمر:3. وكذلك لا يجوز اتيان قبور هؤلاء الصالحين بغرض الاستغاثة بهم، او التماس جلب النفع، او دفع الضر منهم، او دعاؤهم من دون الله، والنذر لهم، وغير ذلك، فهذا كله شرك أكبر ناقل عن الملة." ص 17. بعيداً عن حكم التكفير الذي تم اصداره في اخر جملة من الاقتباس الذي نقلناه، من الضروري ان نوضح عدم اقتصار هذه الممارسات على مذهب الامامية (الشيعة) فالناس العاديين في كل مذهب يقومون بنفس هذه الافعال لأنهم تربوا عليها منذ الصغر، ومسألة كون هذه التصرفات موافقة او مخالفة للعقيدة الاسلامية لن يفرق في شيء، ولن يساهم في ابعاد الناس عنها، فهي مترسخة في العقل الجمعي ويقف رزق آلاف الناس على مثل هذه التصرفات. مهما يكن من امر يجب ان يبحث رجال الدين عن وسيلة جيدة تساهم في ابعاد الناس عن مثل هكذا تصرفات لا عقلانية بعيداً عن اجواء الوعظ والمجاهرة بقراءة الآيات القرآنية والأحاديث النبوية.



#حيان_الخياط (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاعجاز العلمي في الفقه الاسلامي!
- العلمانية كمنهج حياة وأسلوب في إدارة الدولة
- حكم الدولة بين النظام الديمقراطي والنظام الثيوقراطي
- نشوء الحبّ وفوائده ... تحليل تطوّري
- الاسلامويون لا يتعلمون من الماضي ... ماذا بعد اعتقال القبانج ...
- هل يخضع الإنسان للحتميّة الوراثيّة؟
- رسالة كريستوفر هيتشنز الى مؤتمر الملحدين الأمريكيين
- كيف ينظر اليابانيّون إلى العرب … عرض موجز لكتاب -العرب وجهة ...
- رقابة السلطة التشريعية على السلطة التنفيذية في العراق وفقاً ...
- الأسواق البايولوجية: لماذا المال أحيانا يشتري الحب؟
- المتحوّلون دينياًّ … هل أصبح تبديل الدّين والمعتقد ظاهرة عال ...
- لماذا يشرب الأشخاص الأذكياء الكحول بنسبة أكبر؟
- الكل فاسدون وسارقون فلماذا لا نسرق نحن مثلهم
- النساء اكثر جمالاً من الرجال
- لماذا المجرمون أقل ذكاءاً من بقية البشر؟
- الان يمكنك السفر بسيارتك الخاصة الى المملكة الاردنية الهاشمي ...
- هل المتدينون اكثر صحة؟
- العقل الغريزي والتسرع في الاجابة
- على هامش احصائية معرض بغداد الدولي للكتاب
- رأي في مؤتمر الدفاع عن اتباع الاديان


المزيد.....




- تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل ...
- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حيان الخياط - نقد العقيدة الاسلامية/الحلقة الأولى/ الربوبية والإلوهية