أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - محمد الحنفي - أليست أدلجة الدين الإسلامي، هي التي تقف وراء العبث بإنسانية الطفولة، في المدرسة المغربية؟...!!!.....1















المزيد.....

أليست أدلجة الدين الإسلامي، هي التي تقف وراء العبث بإنسانية الطفولة، في المدرسة المغربية؟...!!!.....1


محمد الحنفي

الحوار المتمدن-العدد: 4207 - 2013 / 9 / 6 - 12:20
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


الطفولة، لا يمكن أن تكون إلا بريئة، مهما كانت مشاغبة، ومصدر براءتها، عمق إنسانيتها، التي تقتضي منا اعتبارها مصدرا لسعادة، وحلم البشرية، في تحقيق الغد الأفضل، وهو ما يستلزم منا، كذلك، أن نعدها إعدادا جيدا، لمواجهة متطلبات الحياة، مهما كانت هذه الحياة بالغة مداها، في عملية التحول الذي تزداد سرعته باستمرار.

غير أن ما صرنا نقرأ عنه: أن الطفولة المغربية، صارت مستهدفة من قبل من هم مسؤولون عن إعدادها تربويا، ومعرفيا، وعلميا، وحقوقيا، وإنسانيا.

وهؤلاء المستهدفون، هم المسؤولون عن التدريس في الأقسام الدراسية، وفي مختلف المستويات التعليمية، وخاصة عندما تصير أدلجة الدين الإسلامي، هي الهاجس الذي يحكم غالبيتهم، لتنحرف بذلك الرؤيا التربوية الرصينة، والهادفة، والموجهة لمسلكية الطفولة، في أفق بلورة شخصية الطفل، المتزنة اتزانا، يجعل كل طفلة، وكل طفل، متحملا لمسؤوليته مستقبلا، وبما امتلكه من سلاح معرفي، وتقني، وفكري، بعد مغادرته المدرسة، إن هو التحق بها، والجامعة، إن تمكن من الوصول إليها، لخوض غمار الحياة.

وانحراف الرؤيا، لا يعني إلا صيرورتها رؤيا مؤدلجي الدين الإسلامي، التي تحول الطفولة إلى عورة. وهو ما يجعل هذه الطفولة مستهدفة بأشياء أخرى، لا علاقة لها بالتربية، وهذه الأشياء تخلق حسب طبيعة الأستاذ / المربي:

وهل هو مؤدلج للدين الإسلامي؟

أم غير مؤدلج له؟

وهل يهتم بالممارسة التربوية الحديثة؟

أم أنه لا يستحضرها، أبدا، في علاقته بالطفل؟

أم أن الطفل، بالنسبة إليه، هو مجرد كائن عابر، كبقية الكائنات العابرة، أمام أنظار الأستاذ / المربي في هذا الكون؟

وإذا كانت الرؤيا المؤدلجة للدين الإسلامي، تقف وراء استصغار شأن الطفولة في المدارس، وفي الأسر، وفي الأحياء، وإذا كان الهاجس الذي يحكم مؤدلجي الدين الإسلامي هو:

كيف نعد الطفولة المغربية، بالخصوص، على أدلجة الدين الإسلامي، من أجل أن تصير، مستقبلا، مؤدلجة للدين الإسلامي؟

فإن هذه الطفولة تصير معانية من:

1) النظرة الدونية، التي يتلقونها من الآباء، والأساتذة / المربين، وكل أفراد المجتمع الكبار، الذين يستصغرون الطفل، ويحتقرونه، ولا يولونه أية أهمية، ولا يعتبرون إنسانيته، ولا يرعونه حق الرعاية، ولا يسعون أبدا إلى استحضار أهمية العناية به، باعتباره امرأة المستقبل، ورجل المستقبل، اللذين يتحملان المسؤولية الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، فيما يستقبل من الأيام.

والنظرة الدونية، هي التي تقود إلى حرمان الأطفال من جميع حقوقهم، كما هي في الاتفاقية الدولية المتعلقة بحقوق الطفل. وهو ما يترتب عنه تعريض الأطفال: إناثا، وذكورا، إلى ممارسة كافة أشكال الاستغلال عليهم.

2) استغلالهم من قبل الآباء، والأولياء، في الأشغال الشاقة، التي قد تعرض أي طفلة، أو أي طفل، إلى الإعاقة الدائمة، والتي قد تجعلهم يعيشون حياة البؤس، والشقاء، عندما يتجاوزون حياة طفولتهم المغتصبة.

3) دفعهم إلى الاشتغال في الحقول، ولدى الحرفيين، وفي المقاهي، وفي البيوت، وبأجور زهيدة، لا يتلقونها مباشرة، بقدر ما يتلقاها آباؤهم، أو أولياؤهم، ليمارس عليهم الاستغلال مرتين: من قبل المشغلين، ومن قبل الآباء، أو الأولياء، إلى جانب اغتصاب طفولتهم، التي كان يجب أن يقضوها في المدرسة.

4) دفع الطفلات للاشتغال في البيوت، حيث يتعرضن لكافة أشكال الإهانة، من قبل صواحبات البيوت، ومن قبل أزواجهن. وقد يتعرضن للاغتصاب من قبل أبناء الأسر، التي يشتغلن عندها، أو من قبل الزوج، ويلزمن بالقيام بالأعمال الشاقة، التي لا تتناسب مع عمرهن. وهو ما يتنافى مع إنسانيتهن.

فالطفل الذي تحضر فيه قيمة الإنسان، مهما كانت هذه القيمة، وبالكثافة غير المتوقعة، يكاد يفقد القدرة على أن تشع منه الإنسانية، كما هو مطلوب منه، باعتباره مصدر الأمل للأبوين، وللأقارب، وللمدرسة، وللمجتمع، لم تعد تحضر فيه قيمة الإنسان، ولم يعد مصدر الأمل، كما كان، ولم يعد يحظى باهتمام الأسرة، والعائلة، والمجتمع، والمدرسة. فهو مجرد مشروع للأسرة، والعائلة، إن لم يتحول، في سن صغيرة، إلى مصدر إزعاج، وهو مجرد مصدر للإزعاج بالنسبة للمجتمع، نظرا لظاهرة الانحراف التي صارت تستهدف كل أطفال المجتمع المغربي، نظرا لكون الجهات المعنية بالتربية، لم تتشبع، أو لم تتحل بأساليب التربية الحديثة.

وهذا الطفل، هو المستهدف بكافة أشكال الاستغلال المادي، والمعنوي، في المدرسة العمومية، والخصوصية، على حد سواء، من قبل الإدارة التربوية، ومن قبل الأساتذة / المربين، في مختلف المستويات التعليمية، حيث يمارس الابتزاز على أبويه، طيلة أيام السنة، من أجل أن يساهموا، جميعا، في إحداث تراكم مادي، أو معنوي، يمكن الأستاذ / المربي، من تحقيق تطلعاته الطبقية.

وهذه الصيرورة، التي صار يعرفها الطفل على مستوى الأسرة، والعائلة، وعلى مستوى المجتمع، وعلى مستوى المدرسة، أفقدته إنسانيته، وجعلته مقصدا لكافة الخروقات، التي تمارسها الأسرة، والعائلة، والمجتمع، والمدرسة في حقه، وهو ما يجعله يعيش حياة البؤس، والشقاء، طيلة حياته، خاصة، إذا كان هذا الطفل من أبناء الكادحين، الذين لا حول لهم، ولا قوة، والذين يتعرض أطفالهم للضياع، في سياق إعادة إنتاج نفس الطبقة الكادحة، بشرائحها المختلفة، لتبقى طفولة النخبة، أو طفولة الطبقة الحاكمة، وباقي المستغلين، وسائر المستفيدين من الاستغلال، هي وحدها القادرة على التمتع ببعض حقوقها، وهي وحدها التي تستطيع أن تنخرط في إعادة إنتاج نفس الطبقات الاجتماعية، التي أنجبتها، نظرا لانخراط جميع الطبقات التي يعرفها الواقع المغربي، المحكوم بالاختيارات الرأسمالية التبعية، اللا ديمقراطية، واللا شعبية، في إعادة إنتاج نفس الهياكل لاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، التي تضمن تأبيد الاستبداد القائم، بالإضافة إلى استعباد كادحي المجتمع، وتعميق استغلالهم، وامتهان كرامتهم.

وفي أفق اعتبار الأطفال مجرد مشروع لإعادة إنتاج نفس الهياكل القائمة، نجد أن طفولتنا تعاني من:

1) غياب مشروع تربوي حديث، لدى غالبية الأسر المغربية، التي لا وجود، لا في فكرها، ولا في ممارستها، شيء اسمه التربية بمعناها الحديث؛ لأنها تربت على تقبل القمع الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي. وهي لذلك تمارس القمع على أطفالها، حتى يصيروا متقبلين، في مستقبل حياتهم، للقمع الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي. وهو ما يدخل في إطار إعادة إنتاج نفس النمط التربوي.

2) والتربية على القمع، التي يعاني منها الأطفال، في أسرهم، كما يعانون منها في المجتمع، وفي كل المؤسسات الاجتماعية، التي تهتم بشؤون الطفولة المغربية، وفي المدرسة المغربية؛ لأن القمع الذي يتعرض له الأطفال، من المكونات الأساسية، للمنظومة التربوية للمجتمع المغربي، ولأن ممارسته في مختلف المستويات، تضمن إعادة إنتاج الاستبداد القائم، وإعداد الطفولة لتقبل ذلك الاستبداد، على أنه في خدمة استقرار المجتمع، كما تريد ذلك الطبقة الحاكمة.

3) كثافة البرامج الدراسية، التي صارت مرهقة للآباء، والأمهات، والأولياء، كما هي مرهقة للأساتذة، وكما هي مرهقة للتلاميذ، الذين يعجزون عن استيعاب جزء كبير منها. وهي برامج لا تستهدف تربية المهارات، والقدرات، واستخدام العقل، وتغذية الفكر، والوجدان، بقدر ما تستهدف حشو التلاميذ بتلك البرامج، وإضعاف قدراتهم، وقتل القدرة على امتلاك مختلف المهارات، التي يمكن أن تتوفر مؤهلاتها المختلفة في صفوفهم.

4) استغلال كثافة البرامج، وعجز التلاميذ / الأطفال، عن استيعابها، وفرض قبول التلاميذ الأطفال، بالانخراط في تلقي الدروس الخصوصية المؤدى عنها، والتي يتلقاها التلاميذ، والتلميذات في بيوتهم، أو في المدارس الخصوصية، وبشكل جماعي ليلا، والتي تضاعف إرهاق التلاميذ، والتلميذات، كما تضاعف الإرهاق المادي للآباء، والأمهات، والأولياء. وهذه الدروس الخصوصية المؤدى عنها، لا يمكن أن تؤدي إلى رفع مستوى قدرات، ومهارات التلاميذ، بقدر ما تعتبر مقابلا لنقط الامتياز، التي يتلقاها تلاميذ، وتلميذات الدروس الخصوصية، من أساتذة تلك الدروس / المربين، والتي لا يمكن اعتبارها إلا رشوة للأستاذ / المربي، والتي تلحق إخلالا كبيرا بمبدأ تكافؤ الفرص، الذي يعتبر مبدأ ديمقراطيا بامتياز.

5) استغلال النفوذ على التلاميذ في الأقسام، أو في المدرسة، من أجل ممارسة الاغتصاب على التلميذات، والتلاميذ، وامتهان كرامتهم، من قبل العديد من أساتذة التعليم الابتدائي، والإعدادي، والثانوي /المربين، بعد التغرير بهم، واستدراجهم إلى أوكار الاغتصاب، التي يعدها المرضى من الأساتذة / المربين، والمعتوهين منهم، الذين ابتلي بهم التعليم، في مستوياته المختلفة، كما صار الإعلام يتعرض لمظاهر اغتصاب القاصرات، والقاصرين، وفي كل يوم تقريبا. وهو ما يفرض التوقف عند الظاهرة، ودراستها، واستنتاج ما يجب، في أفق وضع خطة محكمة، من أجل تخليص المدرسة المغربية، من ظاهرة اغتصاب التلاميذ، والتلميذات، ومن أجل أن يصير التعليم في المغرب نظيفا.



#محمد_الحنفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أخونة حركة 20 فبراير في عز قوتها هي التي وقفت وراء الصراعات ...
- في آخر يوم لي... في هلسينكي فينلاندا...
- أخونة حركة 20 فبراير في عز قوتها هي التي وقفت وراء الصراعات ...
- هل صارت الجرائد (المستقلة)، المغربية، جرائد للإخوان المجرمين ...
- هل صارت الجرائد (المستقلة)، المغربية، جرائد للإخوان المجرمين ...
- هل من مهام أساتذة التربية الإسلامية، ومن خلال جمعيتهم، إصدار ...
- هل من مهام أساتذة التربية الإسلامية، ومن خلال جمعيتهم، إصدار ...
- من لم يكفر عصيد فهو كافر: من فتاوى أساتذة التربية الإسلامية ...
- هل يمكن لحكومة تقوم مكوناتها بدور المنفذ والمعارض أن تخدم مص ...
- بعد مهاجمة الأستاذ عصيد: أليست البرامج الدراسية منتجة لفكر و ...
- أحزاب الحكومة، وأحزاب المعارضة: هل يوجد فرق بينها؟...!!!
- تفاقم مظاهر الاستغلال الهمجي في ظل تعاظم أمل الشعب المغربي و ...
- بين المصلحة العامة و المصلحة الخاصة مسافة ينتعش فيها الانتها ...
- المناضلون الأوفياء للوطن والمحترفون ل (اللا وطنية) من أجل ال ...
- توظيف (الدين)، وتوظيف (النضال)... أية علاقة؟ وأية أهداف؟.... ...
- توظيف (الدين)، وتوظيف (النضال)... أية علاقة؟ وأية أهداف؟.... ...
- النضال من أجل الجماهير، ومع الجماهير، والنضال من أجل تحقيق أ ...
- النضال من أجل الجماهير، ومع الجماهير، والنضال من أجل تحقيق أ ...
- ألا فليعلم الملتحون، أن زمن النبوة والرسالة، قد انتهى بموت م ...
- ألا فليعلم الملتحون، أن زمن النبوة والرسالة، قد انتهى بموت م ...


المزيد.....




- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - محمد الحنفي - أليست أدلجة الدين الإسلامي، هي التي تقف وراء العبث بإنسانية الطفولة، في المدرسة المغربية؟...!!!.....1