أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - مديح الصادق - موجز سيرة حياة المناضل، طيب الذكر، نعمة فضل عبد الزهيري














المزيد.....

موجز سيرة حياة المناضل، طيب الذكر، نعمة فضل عبد الزهيري


مديح الصادق

الحوار المتمدن-العدد: 4207 - 2013 / 9 / 6 - 08:12
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


ولد طيب الذكر أبو عبادي في ناحية المشرح، إحدى نواحي محافظة ميسان، العمارة سابقا؛ في عشرينيات القرن الماضي، من عشيرة البو زهرون المندائية، فخذ بيت نعيمة، وقد ورث عن والده وأعمامه مهنة النجارة التي أتاحت له فرص الاحتكاك بالفلاحين والوقوف على معاناتهم في ظل النظام الإقطاعي السائد آنذاك، كما أن طبيعة المجتمع الريفي، ومكانة والده بين أخوته وأعمامه وأبناء منطقته؛ رسخت لديه قيم حب الخير، والمحبة، وحسن الجوار، وإكرام الضيف، وإنصاف المظلوم، ما دفعه للاحتكاك بنخبة من المثقفين الذين كانوا يحملون أفكارا وطنية يسارية، ومنهم من انتظم في خلايا الحزب الشيوعي العراقي المحظور آنذاك، فترة الأربعينيات من القرن الماضي؛ فأخذ عنهم مبادئ الفكر الماركسي، وتزامن ذلك مع قيام الثورة الشيوعية في الصين بقيادة الزعيم ( ماو سيتونك ) إذ لا قت قبولا واهتماما من الرأي العام العالمي والعراقي، فكان لها تأثير مباشر على إذكاء الروح الثورية لدى المرحوم أبي عبادي يومذاك.

في الخمسينيات انتقل مع عائلته إلى بغداد طلبا للرزق صائغا في محلة باب الشيخ فسكن في أحياء الفقراء الكادحين وحمل همومهم، وكان همه مساعدتهم في انتزاع حقوقهم، وعندما دبرت مؤامرة الشر والردة في 8 شباط الأسود عام 1963 إذ تعرض الشيوعيون ومن آزرهم إلى موجة التصفيات الجسدية؛ كان بيت المرحوم نعمة فضل مأوى للكثير منهم، ومن كلا الجنسين، غير مكترث لنتائج ما هو قائم عليه.
في بيته المتواضع هذا، ووضعه المادي البسيط؛ اندلعت انتفاضتان ثوريتان، الأولى انتفاضة معكسر الرشيد في تموز عام 1963 بقيادة المناضل الشهيد حسن سريع، التي لم يكتب لها النجاح، وأعدم قادتها ومؤازروها، وسجن الكثيرون ممن خططوا لها، ومنهم ابن أخته وزوج ابنته الكبرى المناضلة ماجدة؛ نعيم جبار شمخي الزهيري، أبو واثق، حلقة الوصل في كلا الانتفاضتين. والثانية انتفاضة الشيوعيين الثوريين بقيادة الضابط الشجاع سليم الفخري، ومنفذها نائب الضابط كريم عزيز الذي اتخذ من بيت أبي عبادي مقرا للتخطيط للثورة وتنفيذها؛ لكنهم فوجؤوا بهجوم قوات الأمن والشرطة على البيت فقاومهم الشهيد كريم بمسدسه، وجرح ضابط الشرطة وبعض أزلامه، واحتفظ بآخر إطلاقة لنفسه؛ فكان مصير أبي عبادي وعائلته السجن والتعذيب وضياع البيت والمال؛ ليبدؤوا من جديد بعد خروجهم من السجن.

ولم تسلم عائلة أبي عبادي من الملاحقات والمضايقات قبل وبعد انقلاب البعثيين في 17 - تموز - 1968، خصوصا بعد استلام الدكتاتور صدام حسين للحكم عام 1979 الذي استهل فترة رئاسته لحزبه الفاشي، والدولة بالتآمر على القوى الوطنية المتحالفة معهم في الجبهة الوطنية، وفي مقدمتها الجزب الشيوعي العراقي، إذ اعتقل قادته وأعضاؤه، وغادر من اختار ساحة أخرى للنضال، فقد تعرضت عائلة المرحوم للمداهمة والاعتقال، وذاقوا أصناف التعذيب والترهيب؛ بتهمة علاقتهم بالحزب الشيوعي والتستر على كوادره المتوارين عن أنظار سلطة الفاشست، وحيثما توجهت عائلته في دوائر الدولة خطَّاً أحمر تحت أسمائهم يجدون.

لست نادما على ما قدمت للحزب من تضحيات، فهي جزء من واجبي تجاه شعبي؛ تلك كانت آخر الكلمات التي قالها شهيد الموقف الشريف، والكلمة الشجاعة، نعمة فضل الزهيري
ظل بيته مفتوحا كما كان من قبل لأهله ومقربيه، لكل طيب نبيل يستحق الاحترام والتقدير، قهوته لم يبرد موقدها قط، ولم يعتذر عن واجب اجتماعي ُينتخى إليه، ومن حكمته ينهل طالبوها، وما فارقت مشورته خط الصواب، طاب ثرى ضم الجسد الطاهر هذا، وطاب ذكرك يامن رفعت ذراعك وما خفضتها إلا لحظة الفراق الأبدي، حيث رست سفن المُبعدين عن بلادهم قسرا، بك وبالآخرين، بعيدا عن الأحبة والديار، بأمريكا، أواخر آب 2013، أليس أنت الذي ألقمت ضابط التحقيق حجرا حين هددك بالموت شنقا، إذ قلتَ له: الموت واحد سواء أكان شنقا، أم بالرصاص رميا، أم عندما نشيخ، لك المجد والخلود أبا عبادي، وماجدة، وماجد، وسميرة، وأمل، وسندس، ورفيق كل المناضلين الطيبين.

أيلول - 2013



#مديح_الصادق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يا محلا النصر بعون الله، هه هه ها
- لو.. لو .. لو..؛ لمناسبة يوم الشهيد الشيوعي
- شباطُ الأسودُ، نصفُ قرنٍ، ذكرياتُ الزمنِ المُرّ
- الأخرَسُ لَنْ يَخرَس.. لمناسبة مرورِ عامٍ على اغتيال الشهيد ...
- الصِّياغةُ اللُغَويِّةُ للخِطابِ قد تُشعِلُ حرباً، وقد تُخمِ ...
- خيطُ الدِما من بغدادَ إلى الشامِ... قصة قصيرة
- أوَّل شِيخته شَرَّم تراجيها
- عَزفٌ مُنفرِدٌ على الناي.. قصَّة قصيرة
- عركة بَلَشْتِيَّة .. قصة قصيرة
- محروس بحرز السيِّد، شرهان
- الأركان الأساسية في كتابة القصة الفنية
- النار لا تحرق سوى الهشيم .. قصة قصيرة
- في بيتك - يا أكيتو - يلتقي العراقيون، لمناسبة عيد رأس السنة ...
- للعيد 78 لميلاد الحزب الشيوعي العراقي: هُمْ يأفَلُونَ ونجمُك ...
- شرَيْدَه اليوم شيخ العشيرة
- عامِر مضيفَك، حَجِّي مِحْكَان
- كاكه شاهين: عربي نه كه هشتم
- لسْتُ بَحثيِّاً، ولا شُوعيِّاً؛ أنا مُخْراطي
- ( فهد من مات؛ ذب ضيمه على عتيوي )
- مِنْ أخطاءِ الكتابةِ : مَنعُ المَصْروفِ، وصَرفُ المَمْنوعِ


المزيد.....




- إعادة افتتاح متحف كانط في الذكرى الـ300 لميلاد الفيلسوف في ك ...
- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...
- اعتقال عشرات المتظاهرين المؤيدين لفلسطين في عدة جامعات أمريك ...
- كلمة الأمين العام الرفيق جمال براجع في المهرجان التضامني مع ...
- ال FNE في سياق استمرار توقيف عدد من نساء ورجال التعليم من طر ...
- في يوم الأرض.. بايدن يعلن استثمار 7 مليارات دولار في الطاقة ...
- تنظيم وتوحيد نضال العمال الطبقي هو المهمة العاجلة
- -الكوكب مقابل البلاستيك-.. العالم يحتفل بـ-يوم الأرض-


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - مديح الصادق - موجز سيرة حياة المناضل، طيب الذكر، نعمة فضل عبد الزهيري