أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - احمد الحمد المندلاوي - حسين صفر المندلاوي..شاعر الحكمة و الحنين















المزيد.....

حسين صفر المندلاوي..شاعر الحكمة و الحنين


احمد الحمد المندلاوي

الحوار المتمدن-العدد: 4206 - 2013 / 9 / 5 - 13:42
المحور: سيرة ذاتية
    


بسم الله الرحمن الرحيم
حسين صفر..شاعر الحكمة و الحنين

بقلم/أحمد الحمد المندلاوي

** هو الأُستا حسين صفر رحيم البياري المندلاوي،الملقب بـ(أُستا حسين – أُسطه حسين) شاعر الحكمة والغربة والحنين،من الشعراء المقلّين، والمنسيين في تراثنا الأدبي الشعبي الكوردي - الفيلي، تناولت أشعاره الحكمة و الغربة والحنين ،وكاد يُنسى شعره و مواعظه و أمثاله و حكاياته،وباقات حِكمه إلى الأبد مع تجاويف الزمن، لولا أنّي تذكرتُ شيئاً من أشعاره وحكمه،بعد خمس و أربعين سنة من إرتحاله الى الملأ الأعلى،وكنت آنذاك يافعاً في الرابعة عشر من عمري أي في عام 1959م،حيث كنت أستمع الى أشعاره ومواعظه عندما يجتمع أقرباؤنا من الرجال و الفتيان عصراً في رأس المحلة "قلعة بالي" بدل المقهى، ويتحدثون عن كلّ شيء بصورة عفوية، أحاديث مختلفة .. ، أو في ليالي الشتاء الباردة حيث نجتمعُ حول موقد النار المغطّى ببطانية أو بـ"جاجيم" الدثار المحلي والمسمّى هذا الوضع بـــ"الكرسي" ونحن نتناول شيئاً من التمر المعروف بـــ"الأشرسي" مع الجوز الآتي من كوردستان ..وهكذا تعلّقت في ذهني بعض تلك الأحاديث بما فيها الأشعار و الأمثال و القصص و المواقف..
وها بعد سنين طويلة شعرتُ بأهمية هذا التراث، وهذه الأشعار النادرة لكونها تعبر عن مرحلة من حياة شعبنا و أهالينا، والتّي يجب حفظها للأجيال ؛ مما دفعني إلى التّحري والبحث عن أشعاره و حكمه ونبذة عن حياته ( رحمه الله ) من أفراد عائلته وغيرهم،وكوني أكبرُ أحفاده ..و الحمد لله تعالى حصلت على الشيء اليسير ، لكنّه مهم جداً بالنسبة لي، متأملاً الزيادة لإتمام الفائدة من أقربائي سيما خالاتي.

ولد أُستا "أوسطه" حسين في مدينة “كويسنجق" في كوردستان العراق حوالي سنة 1875م،بناء على أحاديثه عن الحروب والإنقلابات التي عايشها وجرت في دول المنطقة "ايران،تركيا،العراق" واسمه ( حسين صفر رحيم البياري) والمشهور بـ ( أستا حسين الصفار) لأنه كان صفاراً ماهراً لا يجاريه أحد من أقرانه في هذه الصنعة... وبحكم عمله كان يتنقل بين العشائر الكردية للعمل في فصل الربيع، بين البلدين إيران والعراق على الدواب مصطحباً معه اثنين من أبناء اخوته يدعيان "سعيد وعلي" في رحلته الأخيرة... حطَّ رحاله في مدينة خانقين الجميلة و مكث فيها فترة طويلة للعمل ، واطلع على العادات والتقاليد الشعبية فيها،كما أتقن لهجتهم الكوردية أيضاً ..وخلال هذه الفترة ،اكتسح البلاد الوباء المعروف.. فانتزع منه صغيريه ( سعيد وعلي ) حيث دفنا هناك ، هنا قرر عدم العودة الى أهله و زوجته وطفلته (فاطمة الصغيرة) بفعل تلك الفاجعة وشدة وقعها و هولها عليه، فوق هموم الغربة عن أهله و ذويه ؛ وظل متنقلاُ من قرية الى قرية ، و من بلد الى بلد، ولا أحد يعلم بمصابه الأليم ، إلى أن استقر به النوى في قضاء مندلي ليسكن في محلة قلعة بالي، ولكنه انبرى كالحكيم الذي لا يستسلم للمحنة و سنابك خيلها الى نهاية المطاف، فاستقر في هذه المدينة المتواضعة لأسباب كثيرة منها جمالها و أناسها و بيئتها الكوردية المتواضعة،ليكون مندلاويّاً ، هذا وكان قد ادّخر شيئاً من المال، فابتاع به داراً واسعة لسكنه، ثمَّ اقترن باحدى بنات المحلة من عشيرة (خزل) الكوردية.. وبدأ بتكوين نفسه من جديد مستفيداً من المثل الكوردي الدائر "سال نو، دال نو" و يعني "عام جديد، وحظ جديد" أو كما يقال:" لا يردّ الميتَ البكاءُ عليه " . . ليواصل مسيرته في الحياة بإيمان وجديّة و يطوي صحائف الألم و السأم.
كان رجلاً طويل القامة ، أبيض اللون ،ذا شاربينِ غليظينِ نوعمّا، طيباً ملتزماً بأمور دينه ،يتردّد على الجامع الكبير لأداء الفرائض،والمشاركة في المناسبات الدينية لا سيما المناقب النبوية الشريفة .كان "رحمه الله" قليل الكلام ،لم يمزح أبداً،و لا يسمح به في حضوره، واذا تحدث قال حكمة بليغة، أو موعظة حسنة ، أو حادثة قصيرة ، أو شعراً لطيفاً ،أو مثلاً مفيداً ،و هكذا ،وكان كلامه واضحاً جداً خليطاً من لهجات المدن التي مرَّ بِها خلال حلّـه و ترحاله بين العشائر و القرى الكوردية و العربية و التركمانية من كويسنجق الى سنندج و بانه وقصر شيرين وكلار وكفري وخانقين ثـمَّ مندلي . وبذا كان كلامه ذا نكهة خاصة يدخل القلب كما يقال بلا جواز ، إضافة الى لغة الأم الكوردية ، أتقن العربية والتركية والفارسية .
بعد البحث والتحري من أبنائه و أحفاده وجيرانه حصلت على مجموعة من أشعاره اللطيفة و أمثالـه،و شيء من حكمه و باللغة الكوردية - اللهجة الفيلية طبعاً ويمكن تصنيف أشعاره الى :
1 ـ أشعار دينية عرفانية.
2 ـ أشعار اجتماعية وجدانية.
3- أشعار حكمية وعظية.
ومن أشعاره الوجدانية التي تعبر عن حالات الغربة والحنين إلى مسقط الرأس والأهل،و مراتع الصبا،قوله :
إيلامَ انتظر تحت ظلال الأشجار الباسقة ؟
وإيلامَ أتحمّلُ ثقل الغربة ، وداءَها ؟. .
وإيلامَ انتظر تحت ظل النخيل ؟
و أتحمّلُ دلال الآخرين . . آه من غربة الوطن . .
أشعلتْ في رأسي شيباً هل يا ترى!!
أرى أحبابي ..
وأكحّل عيني بتراب قريتنا الكبيرة .
إيلامَ انتظرُ . . لقد طال الانتظار.
أأنتظرً أم أكتفي بالرسائلِ فقط !!
و الرسائلِ أوراق صمّاء ..
لا روحَ فيها و لا حياة
مزيّنة برذاذ الدواة.
هل يا ترى!! قريباً تنتهي المأساة
وكان في أواخر حياته يسرد تاريخ الإنقلابات والحروب .. ويصف الملوك و الأمراء الذين توالوا على الحكم،وذلك بحكم أسفاره الكثيرة بين الدول الثلاث"ايران،تركيا،العراق" كما أسلفنا، وكان يتحدث بحماس عن القاضي محمد و جمهورية مهاباد، و عن دور الزعيم الملا مصطفى البارزني الخالد .. و كنا آنذاك لا نعرف هذه الأسماء..فأدرك ثورة 14 تموز / يوليو عام 1958م، وقال عنها أشياء لم أتذكرها حيث كنت صبياً و أنا استمع الى أحاديثه الجميلة و الشيّقة. .ولكنَّ الذي أتذكره إنه كان يحب الزعيم عبد الكريم قاسم قائد الثورة ،ومعجباً به،وقال عنه شعراً خلال سياق أحاديثه عندما يسمع شيئاً عنه، أو يرى صورته مرتدياً بزته العسكرية،كما كان يحتضن صورة الزعيم الخالد البارزاني (رحمه الله)،و يتحدث عن احمد البارزاني أيضاً ..توفي (رحمه الله ) شتاء عام 1959م، ودفن في مدينة النجف الأشرف ، حسب وصيته رغم انه كان شافعي المذهب،ذا طابع عرفاني، يودُّ التقريب بين المذاهب،وكان في الواقع رمزاً للتآخي والمحبة والخير،وغالبية أصدقائه، وأصحابه كانوا من العرب و الكورد الشيعة ،و التركمان،وفي بعض أعماله التجارية،ولا يتدخل حتى مع أبنائه في إعتناق أي مذهب يختارونه،لأنَّ زوجتيه كانتا شيعيتينِ ، هكذا كانوا أسلافنا الصالحين..رموزاً للتآخي و المحبة و التعايش الإنساني و الوطني دون تمييز.
وله ذرية صالحة بلغ تعدادهم أكثر من 150 فرداً يسكن غالبيتهم في العاصمة بغداد ، و ديالى و السليمانية، و كركوك،والرمادي،والكوفة ،وكربلاء المقدسة و بيجي، ومنهم من استقر في المهجر بريطانيا وإيران،بينهم أطباء و مهندسون و أدباء و فنانون و مدرسون يعملون بجدٍّ و مثابرة لبناء عراقنا الجديد،ولينعم شعبنا المظلوم في ظلاله بعزّ و سؤددٍ.و أمانٍ،سائرين على نهج جدّهم في حب الخير و العمل الصالح من أجل البلاد والمجتمع.
وأخيراً وفقتُ لجمع أكثر من 500 بيت من أشعاره الشفاهية من ذويه ومعاصريه ،ومجموعة نادرة من الأمثال الكوردية الفيلية التي استشهد بها أثناء أحاديثه الجميلة،هنا نعرض. نماذج من عناوين قصائده باللغة الكوردية – اللهجة الفيلية:

1. عتاب مع الأفلاك.
2. أبيات في الحكمة.
3. أبيات في رثاء أولاد أخيه.
4. أبيات في مدح الزعيم عبد الكريم قاسم.
5. أبيات في مدح الزعيم مصطفى البارزاني
وأخيراً لي في إصدار كراس متواضع عن سيرته الذاتية،مستمداً من (موسوعة مندلي الحضارية) مواده الاساسية.
احمد الحمد المندلاوي
Ahmad.Alhamd2013 @yahoo.com
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



#احمد_الحمد_المندلاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إنّما عيدي مضى..!!
- في استقبال النبأ
- وأد الطفولة..
- مندلي يا نسرين
- طيارتي من الورق
- إن كانت الدنيا..
- أمثال كورديّة من بدرة:جمال في المبنى وحكم في المعنى/3
- أمثال كورديّة من بدرة:جمال في المبنى وحكم في المعنى/2
- أمثال كورديّة من بدرة:جمال في المبنى وحكم في المعنى/1
- أهلاً ببنتِ الوطنِ
- الشاعر محمد دارا
- لا تطلب الودَّ
- استعارة جناح
- أنا فيلي.. أنا فيلي
- رجل من طينة العقارب
- مرثيةعصفورة
- قصائد مكتّمة في زمن الرعب
- أصل الكلمة الشعبية في الذاكرة الفيلية:/2
- أسوان
- حان الفرح..عن مركز مندلي/2


المزيد.....




- من الحرب العالمية الثانية.. العثور على بقايا 7 من المحاربين ...
- ظهور الرهينة الإسرائيلي-الأمريكي غولدبرغ بولين في فيديو جديد ...
- بايدن بوقع قانون المساعدة العسكرية لأوكرانيا وإسرائيل ويتعهد ...
- -قبل عملية رفح-.. موقع عبري يتحدث عن سماح إسرائيل لوفدين دول ...
- إسرائيل تعلن تصفية -نصف- قادة حزب الله وتشن عملية هجومية في ...
- ماذا يدخن سوناك؟.. مجلة بريطانية تهاجم رئيس الوزراء وسط فوضى ...
- وزير الخارجية الأوكراني يقارن بين إنجازات روسيا والغرب في مج ...
- الحوثيون يؤكدون فشل تحالف البحر الأحمر
- النيجر تعرب عن رغبتها في شراء أسلحة من روسيا
- كيف يؤثر فقدان الوزن على الشعر والبشرة؟


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - احمد الحمد المندلاوي - حسين صفر المندلاوي..شاعر الحكمة و الحنين