أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إيمان أحمد ونوس - أمريكا.. نشوء دامي وتاريخ إجرامي ما زال مستمراً















المزيد.....

أمريكا.. نشوء دامي وتاريخ إجرامي ما زال مستمراً


إيمان أحمد ونوس

الحوار المتمدن-العدد: 4206 - 2013 / 9 / 5 - 11:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




لعل السمة التي رافقت تشكّل أمريكا كدولة على الجغرافية، والتي قامت على أشلاء الهنود الحمر بفظاعة ووحشية لم يشهدها التاريخ سوى على يد إسرائيل ضدّ الفلسطينيين، قد طبعت المزاج السلطوي الأمريكي بطابعها الدموي الذي ما زالت تتصف به إلى يومنا هذا، فلا يكاد يمر عقد من الزمن إلاّ وتشن حرباً قاسية ووحشية على شعب دولة ما بحجج وذرائع تخلقها في مخيلتها تلك السمة الدموية. كما أن العديد من الرؤساء الأمريكيين استخدموا الحروب كورقة انتخابية أمام شعبهم، في طريقة لإبراز القوة العسكرية والشخصية لهذا الرئيس أو ذاك، لكن في المقابل كانت نتائج هذه الحروب على الشعب الأمريكي حجر عثرة في طريق هؤلاء الرؤساء أثناء الحملات الانتخابية لما جرّته عليهم من ويلات كان آخرها في عهد بوش الابن، حيث أشارت استطلاعات الرأي الى تناقص التأييد الشعبي له مع اقتراب انتخابات عام 2004 ويرجع ذلك في جزء منه الى مخاوف الجماهير من الدائرة الفتاكة لهجمات رجال المقاومة والتفجيرات الانتحارية في العراق.
ومن أفظع الجرائم التي ارتكبتها أمريكا في التاريخ، وما زالت آثارها مستمرة حتى يومنا هذا، هو هجومها على اليابان بالقنابل النووية التي ألقتها في كلٍ من هيروشيما وناكازاكي عندما جعلتهما حقلاً لتجاربها النووية، حيث يقدّر المحللون عدد ضحايا اليابان بما يُقارب(1500000) مليون وخمسمائة ألف إنسان أما ما تبقى من اليابانيين فما زالوا حتى اليوم ينجبون أطفالاً مشوهين نتيجة تلك القنابل.
تلا ذلك عدوانها على فيتنام في ستينيات القرن الماضي حيث ارتفع عدد الضحايا في فيتنام إلى(1926 ) قتيلا في عام 1965 والى(16869) قتيل في عام 1968 أما حصيلة ما خسره الفيتناميون خلال تلك الحرب كانت(2 مليون) قتيل و(3 مليون) جريح إضافة إلى ما يُناهز(12 مليون) لاجئ.
فأمريكا عندما تتغنى بالديمقراطية وحقوق الإنسان متتذرعة بضرورة وجودها في الدول المستهدفة، إضافة إلى سعيها المزعوم بعدم انتشار أسلحة الدمار الشامل في العالم ما هي إلاّ ذرائع واهية تستند إليها أثناء التحضير للعدوان على دولة ما، وهذا ما حصل أثناء غزوها للعراق في تسعينيات القرن الماضي وبداية القرن الحالي، عندما ضربت التجمعات السكنية بقنابل ما زالت آثارها السرطانية باقية ومستمرة الظهور في الأجيال اللاحقة تماماً كما حصل في اليابان.
فلقد فقد العراق ما يقرب المليون من مواطنيه منذ اقتحام القوات الأمريكية للعاصمة بغداد عام/2003/ حيث شهدت السنوات التالية للاحتلال سقوط ما يقرب من(80) ألف مدني في الأعوام الأولى. فلقد نشرت مجلَّة "لانسيت" الطبية عام/2006/ دراسة قدَّرت عدد العراقيين الذين قضوا جرَّاء الحرب بـ(654965) قتيلا، منهم(601027) قُتلوا نتيجة أعمال العنف في البلاد.
بينما قدرت دراسة لجامعة جونز هوبكنز الأمريكية عدد الضحايا المدنيين في العراق بـ(655 ألفاً) فيما قدرت نفس المصادر ضحايا الحرب الأمريكية على أفغانستان بما يزيد على/150/ ألف قتيل، كما كانت حصيلة الحرب على ليبيا أثناء محاولة الإطاحة بنظام القذافي ما يُقارب الـ(80 ألف) بين قتيل ومُصاب.
وقد فضح تقرير لمنظمة (أوكسفام) الخيرية البريطانية الجريمة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الغربي بكل من العراق وأفغانستان ضد الأطفال والنساء والشيوخ، حيث بلغت نسبة الضحايا من النساء والأطفال في الحرب الجوية الأمريكية(85%) من مجموع ضحايا هذه المجزرة المستمرة.. كما أشار تحليل أجرته/IBC/، إلى أن(39%) من هؤلاء الضحايا المدنيين بفعل القصف الجوي الأمريكي هم من الأطفال، مقابل(46%) من النساء. وأشار هذا التحليل إلى أن القانون الإنساني العالمي (متضمناً معاهدات جنيف) ينص على تحريم القصف الجوي على مناطق آهلة بالسكان المدنيين، ما لم يتبين بوضوح اتخاذ إجراءات لحماية المدنيين في سياق وجود رقابة فاحصة عن بعد.
ولعل سقوط هذا العدد الكبير من الضحايا المدنيين الأبرياء في جميع الدول المستهدفة يلقي الضوء علي عدد من التعقيدات منها زيف الدعاية الغربية حول دقة وقوة أجهزة الرصد داخل طائراتها وقاذفاتها، بل يكشف زيف ما يدعونه من استخدام قنابل ذكية تتفادى المدنيين ومنازلهم وهو ما أكدت التجربة الأمريكية والغربية في العراق وأفغانستان زيفه.
إن معاناة النساء في تلك البلدان تؤكّد هدف الامبريالية الأمريكية في سعيها الدائم لاستغلال تلك الشعوب على كافة الأصعدة، فلقد تعرضت المرأة إلى صنوف متعددة من الاستغلال والعذاب، حيث فقدت في غالب الأحيان المعيل الأساسي لأسرتها(الرجل/ الزوج) كما فقدت عملها مما دفعها مرغمة للعمل في قطاعات متدنية لا تليق بها وبإنسانيتها، إضافة إلى استغلالها في تجارة الرقيق الأبيض الرائجة في بلدان أوربا والخليج العربي ضمن شبكات دولية تقودها شركات عابرة للقارات. ولا يفوتنا حجم معاناة الطفولة أيضاً والتي حُرمت من أبسط مسائل الحياة الطبيعية التي تؤكّد عليها اتفاقية حقوق الطفل، حيث انتشرت الأمراض القاتلة بينهم، وحُرم العديد منهم من الالتحاق بالمدارس جرّاء الدمار الذي لحق بالبُنى التحتية، إضافة إلى تجنيد أعداد ليست بالقليلة من أطفال الدول المستهدفة في الأعمال العسكرية، عدا عن مقتل العديد منهم، وكل هذا مخالف للأعراف والاتفاقيات الدولية، وبالتالي يكون هدف أمريكا من هذه الحروب ضدّ المدنيين هو سعيها لإحباط أي مساع لاستعادة هذه الدول عافيتها، بل إنها تسعى لإنهاك النسيج الاجتماعي في هذه الدول وإشعال صراع بين شعوبها وحكوماتها كي يتسنى لها السطو على مقدراتها، وهذا ما تريده من العدوان الذي تُحضّر له على سورية، بعدما أنهكتها الأزمة المستعصية في البلاد منذ ما يُقارب الثلاث سنوات، وذلك من أجل إضعاف قدرتها العسكرية بعدما عملت مع أنصارها على إضعافها اقتصادياً واجتماعياً عبر العقوبات الدولية التي فرضتها على سورية في هدف مضمر هو القضاء على القدرة العسكرية للدول المجاورة لإسرائيل في المنطقة، حيث كان العراق أولاّ، والآن سوريا، وغداً ربما تكون مصر.
إن أمريكا بجلالة قدرها وديموقراطيتها هي المسؤولة عن هذه الأرقام المخيفة والجرائم المرعبة بحق المدنيين في الدول المستهدفة، وهي بذلك تُخالف اتفاقيات جنيف والعهد الدولي لحقوق الإنسان الذي يحافظ على حقوق المدنيين وأرواحهم في زمن الحرب، كما يُخالف اتفاقيات حقوق الإنسان والطفل ومعاهدة رفع العنف والتمييز عن المرأة(سيداو). وهذا ما يجعل من العدوان الأمريكي جريمة مكتملة الأركان، مما يُرتّب على الحكومات المعنية ومنظمات المجتمع المدني في تلك الدول توثيقها وتقديم واشنطن للمحاكمة أمام المحافل الدولية لمحاسبة مرتكبي هذه الفظائع من المسؤولين الأمريكيين.



#إيمان_أحمد_ونوس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متى يتنحى العرف أمام القانون..؟
- قانون مكافحة الدعارة في مجتمع يعجُّ بها بأشكال متعددة...
- تمييز لا إنساني ضدّ المرأة والطفل في قانون الجنسية السوري
- تعديل قانون الأحوال الشخصية فيما يخص قضايا المرأة
- تعديل قانون الأحوال الشخصية ضرورة يفرضها الواقع
- لنجدد المطالبة برفع التحفظات عن السيداو
- المجتمع السوري.. والحاجة إلى إعادة التأهيل
- كيف نتصدى للأزمة والغلاء وجشع التجّار؟
- الحكومة تُدربنا على رفع الدعم..!!!!
- في عيد العمال العاملة السورية بين الواقع والتحديات
- الاغتصاب أحد أسلحة الحروب تداعياته.. وآلية التعامل مع الضحاي ...
- الأمم المتحدة تُقرُّ إعلاناً لإنهاء العنف ضدّ النساء والعنف ...
- قضايا المرأة في بوتقة الشأن العام فلتكن حاضرة في كل تحرّك وط ...
- أمهات سوريا.. وقفة خشوع لصبركن العظيم
- شروخ الأزمة السورية تنتهك كيان الأسرة
- في عيد المرأة.. نساء بلادي المعمّدة بالدم يتشحن بالذلّ والحز ...
- أخلاقيات مشوّهة في أزمات قاتلة
- الأنوثة بين سندان الحاجة ومطرقة القيم والقانون
- التحرّش الجنسي.. أخلاقيات شاذّة منحطّة
- إشراك الأطفال في النزاعات المسلحة جريمة لا تُغتفر


المزيد.....




- إيران:ما الذي ستغيره العقوبات الأمريكية والأوروبية الجديدة؟ ...
- الرئيس السابق للاستخبارات القومية الأمريكية يرد على الهجوم ا ...
- وزير خارجية الأردن لنظيره الإيراني: لن نسمح لإيران أو إسرائي ...
- وسائل إعلام: إسرائيل تشن غارات على جنوب سوريا تزامنا مع أنبا ...
- حرب غزة| قصف مستمر على القطاع وأنباء عن ضربة إسرائيلية على أ ...
- انفجارات بأصفهان بإيران ووسائل إعلام تتحدث عن ضربة إسرائيلية ...
- في حال نشوب حرب.. ما هي قدرات كل من إسرائيل وإيران العسكرية؟ ...
- دوي انفجارات قرب مطار أصفهان وقاعدة هشتم شكاري الجوية ومسؤول ...
- أنباء عن -هجوم إسرائيلي محدود على إيران- وسط نفي إيراني- لحظ ...
- -واينت-: صمت في إسرائيل والجيش في حالة تأهب قصوى


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إيمان أحمد ونوس - أمريكا.. نشوء دامي وتاريخ إجرامي ما زال مستمراً