أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رمضان عيسى - بين ايمان - أُمي - وايمان الاخوان















المزيد.....

بين ايمان - أُمي - وايمان الاخوان


رمضان عيسى

الحوار المتمدن-العدد: 4205 - 2013 / 9 / 4 - 23:15
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


جاء في كتاب (قواعد العشق الأربعون) للمؤلفة أليف شافاق. عن شمس الدين التبريزي أنه قال : « فى أحد الأيام كان موسى يسير في الجبال وحيدا عندما رأى من بعيد راعيا. كان جاثيا على ركبتيه ويداه ممدودتان نحو السماء يصلى. غمرت موسى السعادة، لكنه عندما اقترب دهش وهو يسمع الراعي يصلى.
(يا إلهى الحبيب إني أحبك أكثر مما تعرف، سأفعل أي شيء من أجلك، فقط قل لي ماذا تريد. حتى لو طلبت منى أن أذبح لأجلك خروفا سمينا فى قطيعي فلن أتردد فى ذلك. أشويه وأضع دهن إليته فى الرز ليصبح طعمه لذيذا.. ثم سأغسل قدميك وأنظف أذنيك وأفليك من القمل. هذا هو مقدار محبتي لك). صاح موسى: (توقف أيها الرجل الجاهل، ماذا تظن نفسك فاعلاً؟ هل تظن أن الله يأكل الرز؟ هل تظن أن له قدمين تغسلهما ؟ هذه ليست صلاة. هذا كفر محض).
اعتذر الراعي. ووعد أن يصلى كما الأتقياء. فعلمه موسى الصلاة. ومضى راضيا عن نفسه كل الرضا. وفى تلك الليلة سمع موسى صوتاً. كان صوت الله: (ماذا فعلت يا موسى؟ لقد أنبت الراعي المسكين. ولم تدرك معزتي له. لعله لم يكن يصلى بالطريقة الصحيحة، لكنه مخلص فى قوله، إن قلبه صافٍ ونيته طيبة. إنني راض عنه. قد تكون كلماته لأذنيك بمثابة كفر، لكنها كانت بالنسبة لى كفراً حلواً).
فهم موسى خطأه، وفى الصباح الباكر عاد للجبال ليجد الراعي يصلى لكن بالطريقة التى علمه إياها موسى. ولكى يؤدى الصلاة بالشكل الصحيح كان يتلعثم مفتقداً للعاطفة والحماسة كما كان يفعل سابقاً. ربت موسى على ظهره: (يا صديقي لقد أخطأت، أرجو أن تغفر لى. أرجو أن تصلى كما كنت تصلى من قبل. فقد كانت صلاتك نفيسة وثمينة عند الله). لم يشأ الراعي العودة لصلاته القديمة، ولم يلتزم بالصلاة الرسمية التى علمه إياها موسى. فقد اكتشف طريقة جديدة للتواصل مع الله. وبالرغم من أنه كان راضياً وسعيداً بإيمانه الساذج فقد تجاوز الآن تلك المرحلة، ما بعد كفره الحلو».

ختم التبريزى قصته عن موسى بأن قال : « لا تحكم على الطريقة التي يتواصل بها الناس مع الله ، فلكل امرئ طريقته وصلاته الخاصة. الله لا يأخذنا بكلمتنا، بل ينظر إلى أعماق قلوبنا، وليست المناسك أو الطقوس هي التي تجعلنا مؤمنين، بل إن كانت قلوبنا صافية أو لا».
من هذه القصة أدركت الفرق بين الايمان الصافي الذي كان عند " أُمي " – رحمها الله – الذي ينبع من الصدق والنقاء الروحي ومجاهدة النفس والبعد عن الرذائل وعن أذية الغير ، وبين الاسلام السياسي الذي يصارع بكل قوة من أجل الوصول للسلطة والسيطرة على مقدرات البلد باستخدام العواطف الدينية .
إن السعي للسلطة هي نزوة دنيوية لها بريق خاص وجاذبية قوية تسحب الكثير من الناس اليها ، ولكنها في الوقت نفسه تخدش الايمان الديني وتشوهه وتخرجه عن مساره الصافي والاخلاص الايماني .
ذكر (أبو حامد الغزالي) في كتابه (إحياء علوم الدين) أن آخر ما يخرج من قلوب الصالحين هو حب الرئاسة .
ان اشتعال الرغبة عند الانسان للوصول الى السلطة هي في حد ذاتها ، رغبة في التأله ، والتماهي مع الصفات الالهية ، وفي التاريخ نجد علائم تدل على أن بعض الملوك أو الرؤساء وضعوا أنفسهم في مصاف الآلهه ، أو أنهم يديرون الحكم بوحي من الآلهه . ولا إله إلا الله تعني نسخ ألوهية البشر السياسية ، فالملك الواحد هو صورة عن الاله الواحد ، ومشكلة العرب الأولى هي الوثنية السياسية ، فمعاوية استخدم كل أساليب المكر والخداع والتآمر لكي يمسك بتلابيب السلطة ، ثم فرض التوريث في الحكم بالسيف ، ولم يكن يعنيه إن قتل (700 ) من صحابة النبي وآلاف الموالي في المدينة لأنهم رفضوا توريث الحكم ليزيد ابن معاوية .
والخليفة العباسي المنصور قال : اٍنما أنا سلطان الله في أرضه , أسوسكم بتوفيقه وتسديده , أطيعوني ما أطعت الله فيكم ". هذا القول جاء بعد حرب ابادة لكل من هو من نسل الأمويين . وملك المغرب يُروج أن هناك نسب للعائلة الملكية المغربية مع الرسول ، وهذا يعطيه الحق أن يبقى في الحكم الى أجل غير مسمى . ونظام الحكم الملكي في السعودية الذي يضع تحت يده كامل مدخول البترول يُنظِر بأن دستوره في ادارة الحكم هو القرآن . إن هذه هي نظرية الحكم الاٍلهي في حكم الناس . والخليفة لا يختلف عن الملك ، فداوود كان ملكا وكان يستخدم الدين لحكم الناس .
وتدل أدبيات الاخوان انهم يدخلون الدين كإسلوب للوصول للحكم وليس لممارسة الدين في الحكم ، فلا احد يستطيع ذلك ، ومن يقول بهذا يخدع الناس ويبيعهم الهواء ، نظرا لاختلاف الزمان وتشكيلة المجتمع وتشعب احتياجاته الاقتصادية والمعنوية .
وهم بهذا يسيرون حسب نصيحة مكيافيللي للحاكم انه يجب عليه "حماية الدين ولو كان هو نفسه لا يؤمن به لان الدين يعاونه على حكم الجماهير وعلى تثبيت سلطانه."
قال نيتشه : تنجح الأديان في ثلاثة أمور : ايهام البشر , والسيطرة عليهم , وبث الفرقة بينهم .
والغرب حل هذه المشكلة العويصة فلم يعد الحاكم إلهاً، وكان من قبل كذلك. فالملك هنري الثامن كان يردد أنا ملك مفوض من الله.
من هنا كان الدين مطية الاسلام السياسي للوصول للسلطة ، والاخوان هم من أدخل الله الى صندوق الاقتراع مما دعا العامة والبسطاء من الناس لتصديقهم وانتخابهم .
ماذا كانت النتيجة ؟
ادخال الاخوان الله في صندوق الاقتراع أغرقهم في السياسة ودهاليز الحكم ففشلوا فشلا ذريعا ، فالمطالبة بعودة الاخوان هي مطالبة بعودة الفشل لمصر بكل مظاهره والكذب بكل أساليبه وأدواته .
قال عماد عبد الغفور رئيس حزب النور :"نحن نؤيد كل ما فيه مصلحة لمصر وللعالم العربي وأنت لا تستطيع أن تضع أحكاما ثابتة لان السياسة عبارة عن متغيرات... مع أي دولة سواء اسرائيل أو غير اسرائيل ، هذه السياسة متغيرة وتقوم على المصالح " - أما الدين فلديه أحكام ونصوص ثابته لا تتغير مع الزمن ..
ثروت الخرباوي القيادي بجماعة الاخوان يقول مشروع النهضة خيالي ومرسي كذاب .
وخيرت الشاطر يقول : ليس لدينا مشروع نهضة لتنفيذه . أي ليس لدى الاخوان خطة وبرنامج لا إصلاحي ولا تنموي . وهذا يعني أن كل ما قاله الاخوان عن حل مشاكل مصر الاقتصادية كان خداعا وكذبا محضا .
وكتاب انجازات الاخوان لا يصدقها إلا من لديه ( عشى عقلي )
- من ليس لديه مشروع تنموي ، فكل عمله سيكون عشوائي .
إنجازات الاخوان واضحة
_ مليارات الديون التي غرقت بها مصر .
- تفتيت الشعب المصري واهمال مطالبه ، فهناك الأهم كما قال المرشد ( طز في مصر واللي في مصر ) وهذا الأهم هو الخلافة ، فالاخوان لا يهمهم وحدة الشعب المصري ، فالاتحاد عندهم ضعف ، وليس قوة .
- خراب آلاف المؤسسات وبطالة لم يحدث مثلها في تاريخ مصر .
- ضياع هيبة مصر اتجاه أعدائها ( لا موقف واضح من سد النهضة الأثيوبي ) .
- تفشي الفلتان الأمني في سيناء وغلاء الأسعار وكساد السياحة.
- لقد قام مرسي بالاستيلاء على منصب المدعي العام وحاول الاستيلاء على القضاء .
- اثارة النعرة التكفيرية والفتاوي الضدية ، مما نشط العنف بين مكونات الشعب المصري وخاصة ضد المسيحيين والليبراليين .
- سكت على أتباعه عندما قاموا بمنع المحكمة الدستورية من الانعقاد بسد الدرج مهددين القضاة إن عبروا.
فكان الرئيس مرسي يتصرف ليس بوصفه رئيسا لمصر ولجميع المصريين ، بل كأنه مالك لشركة أو مصنع وعليه أن يديره لصالح الاخوان ، فأي من هذه الأفعال تكفي لمحاسبة الرئيس وتعتبر جرائم دستورية كافية لعزله .
وكان شعارهم الخفي : اكذب ، اكذب ، حتى يصدقك المغفلون .
والنتيجة : من انتخب الاخوان يقعد على خازوق لأنهم باعوه الهوى ، ولا فيه 100مليار ولا 100مليم ، وشوف وين طارت الأسعار ، والشعب هو من اكتوى بنار الاخوان لهذا تظاهر بكل فئاته في 30/6 ونجح في اقصاء مرسي واخوانه .
فالاخوان ينفذون وصية أبو سفيان لبني أمية وأن عليهم أن يتلقفوا الخلافة – السلطة - كالكرة ، حيث أعلن في خطبة له إبان خلافة عثمان بن عفان قال فيها :
”يا بني أميّة! تلقّفوها ( الخلافة ) تلقُّف الكرة. فوالذي يحلف به أبو سفيان: ما من عذاب ولا حساب، ولا جنّة ولا نار، ولا بعث ولا قيامة “.
ومنهج الإخوان لا يختلف عن منهج أبوسفيان ونظرته للخلافة ، أي أن عليهم اتباع كل الوسائل للتمكن في الحكم ، وأن لا يسمحوا بأي شكل من الأشكال أن تفلت من أيديهم .
ان فهم الاسلام السياسي للديمقراطية هو ادخال الله داخل صندوق الاقتراع ، ودغدغة العواطف الدينية للبسطاء واختزال الدين في المظاهر الشكلية للناس من جلباب ولحية وحجاب .
فمالك بن نبي أوضح كيف تم نقل خرافات الصوفية إلى صناديق الاقتراع فقال إن الفرق الصوفية القديمة تحولت إلى أحزاب سياسية ، وأصبحت بطاقات الانتخابات حروز وتمائم.
وما أريد قوله أن مُحرك الانتخابات الحقيقي يجب أن يكون الوعي ، وتنشيط الوعي بالحقوق والواجبات وبرامج التنمية ، وليس تعميق الجهل بالمواطنة وتزييفها بالشعارات الفضفاضة والفتاوي التكفيرية ودغدغة المشاعر الدينية التي لا تستطيع أن تكشف التلاعب أو الخلل في المشاريع التنموية . وأن التمثيل الفعلي لإرادة الأمة يعتمد على آليات تخضع للوعي والمراقبة، فلا يعول مطلقا على الطيبة عند الإنسان.
إن الوعي بالدستور والقوانين هو الذي يعزز المواطنة والانتماء ، كما أن الوعي بالبرامج الحزبية وبرامج التنمية المطروحة هو الضمانة التي لا تُبقي في الساحة إلا الصادق والعامل لمصلحة الوطن والجماهير . والدستور والقوانين ومؤسسات المجتمع المدني هي في المجتمع بمثابة الكوابح في القاطرة أو السيارة ، فإن أزيلت هذه الكوابح أو تعطلت ، فالكارثة في الانتظار .



#رمضان_عيسى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تاريخ الخوف من المجهول
- قراءة في كتاب - سقوط العالم الاسلامي -
- الوجه الآخر للعنف !!!
- ماذا وراء وصول مصر الى غرفة الانعاش ؟
- مصر في غرفة الانعاش
- كشف المستور وراء تجاهل الحنفاء قبل ظهور دعوة النبي محمد !!!
- الإسلام السياسي وصكوك الغفران
- هل كان حمورابي نبياً ؟
- عوامل القوة والضعف في المشروع الصهيوني
- المرأة المسلمة تستمريء العبودية
- خواطر محجبة
- حقيقة الاسلام
- قالت لي العنقاء
- العرب ونظرية التطور
- الكاتب بين الابداع والأيديولوجيا
- التعددية والتوحيد وأثرهما الاجتماعي
- اتفاق المصالحة ، أسبابه ومستقبله !!!
- صديقي دائما - قصة قصيرة
- فلسفة الفقراء وفلسفة الأغنياء
- شهر عسل جديد


المزيد.....




- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رمضان عيسى - بين ايمان - أُمي - وايمان الاخوان