أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي دغمان - ما بعد الخطاب السياسي الموجّه















المزيد.....

ما بعد الخطاب السياسي الموجّه


علي دغمان

الحوار المتمدن-العدد: 4205 - 2013 / 9 / 4 - 09:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إذا فكّرنا لحظة أنّ أدنى حركة تندّ عنّا، وأنّ أقلّ سلوك، أو كلمة، وحتّى التفكير في صمت، ستحسب من قبيل "عفو الخاطر"، أو "زلّة لسان"، فهنا نكون قد وقعنا في فخّ "التوهّم"، الذي يهدف "الخطاب الموجّه"؛ إذ لا وجود في عالم السياسة، كما في عالم النقد أيضًا، لتنويمات: "لم أقصد كيتًأ، إنّما كيتًا.."، أو " جرّب التردّد (...Hz) لتفهم المعنى الخفيّ للإشارة، كلاّ فعالم "الخطاب"، بأنواعه المتنوّعة كلّها، يستهدف "الجمهور"، و"قصدية" الرسالة؛ رسالة "الخطاب"، تستهدف جمهورًا بعينه، وهو الذي حدث مع "الشعب الجزائري"، من وراء "خطاب" رئيس الحكومة، إذ التزم بخطة: احتقار الشعب، بكلّ منطق وفعل.
فالخطاب يحتكم إلى آلية، تُوهم تركيبتها "المتراكبة/ Superposé"، بالبساطة، رغم أنّها تتّسم بالتعقيد، كما تُوهم بعفوية مُنجِزها، طالما تُوهمنا، من جهة ثانية، باستحالة أداء "المعنى الحقيقي" مع خبرتنا اللغوية الضيّقة، فضلاً عن ضيق المعجم اللغوي واستثماراته، من قبل مستخدمه، أو "متلازمة الخطب المنبرية" وأعراضها، بحسب رأيي، تُركّز على الفصل بين المستويات الثلاث التي تتحكّم في ذهنية المخاطب، وهي: اللغوية، والفكرية، والأيديولوجية، بطريقة يصبح فيها أداء المستويات الثلاث غير متكامل، وبما أنّ هذه المستويات هي التي تتحكّم في إنتاج الخطاب، فعطبها يعني الخلط أو رداءة الخطاب، مما يجعل صاحبها أضحوكة الجميع في كلّ خرجة كما حدث، ولا زال يحدث مع سلال. - هامش:
هكذا نتوهّم من ظاهر الخطاب، نتوهّم أنّ "الذكر"، وأعني سلالاً، لا يستطيع التحكّم بوظائفه الأدائية، حين يقف أمام الجمهور، وهو أمر نقبله في ظروفه العادية، فمن منّا لا تصيبه "فوبيا الظهور"، الظهور في الصدارة، بالرهبة والتململ، غير أنّ الذي حدث عكس ذلك، فهو محسوب بـ "الإنش"، فـ"الذكر" ربيب نظام فاشي يقوم على المخابرات، ترأسها (هو) بنفسه في وقت سابق، وهي، أي المخابرات، تؤسّس توقّعاتها على "الإبر الإعلامية"، ورصد "ردود الفعل"، بالسلب أو بالإيجاب، تمامًا كما حدث مع "هلوسات" سلال المتكررة، التي لم تجد ردّ فعل جماهيري واسع، يحدّ من انتشارها وتكرارها، مما يؤكّد فكرة أنّ سلال قد يكون "الرئيس الجديد للجزائر"؛ لأن "الأيديولوجيا" تقف في الخلف، وهي التي تتحكّم في إنتاج "الخطاب"، ولا يمكن لها أن تختفي، نقبل أن تبهت، أو تضعف، أو ربما تنوّم، أو نستبدلها بأخرى، غير أنّها لا تختفي هكذا، بضربة كفّ؛ لأنّها اعتقاد، والاعتقاد لا يقبل المناقشة والحوار، إنّما التسليم، وبالتالي، فحضورها يكون قويًّا جدًّا، بل قد يصبح مهيمنًا، إن تجاوزت المستويين الآخرين، وهو الذي حدث، تحديدًا، مع سلال في خطابه.
عود إلى المتن
والحقيقة، أنّ سلال لم يخرج عن خطّ السير الذي رسمته أجندة النظام لنفسها، وألزمت نفسها بانتهاجه، بكلّ ما توفر لديها من وسائل، فمنطق "الخطاب السياسي" في الجزائر، ينطلق من ذهنية "ذكورية مزمنة"، لا ترى غير نفسها في المرآة، ولا تسمع إلا نفسها في خضم مدرّجات مترعة بالأهازيج والهتافات، ممّا يتكشّف عنها "رؤيا" النظام اتجاه شعبه وحتّى نوسّع الصورة، أكثر، ينبغي علينا مراجعة تاريخية "خطاب" سلال.
1- بومدين:
اعتقد أنّ بناء الدولة لا يقوم على "لغة الغزل"؛ اللغة نفسها، التي نزل بها "القرآن"، والتي فسحت لنفسها مجالاً حضاريًّا، في السابق، لا يمكن تجاوزه، حين نقرأ تاريخ الحضارة، تحت ضياء القمر الباهت، أو الشمعة المرتعش؛ لأنّ السواعد، أو الخطّة التي انتهجها بومدين من أجل "صناعة دولة"، على مقاس "حذائه العسكري"، والتي ركّزت على المراهنة على "العلم"، فيما أقصت "ضمير الدولة"/ وهو: "الأدب"، ودفقها الإنساني الحارّ، الذي يدفع بها كلّما سقطت، وينفخ فيها من روحه كلّما فترت، غير أنّ هذه الدولة "البوهيمية"، التي تؤمن بمبدأ: مناضل الـ(F/LN) الانتهازي، الذي لا يشبع من الاقتيات من أحلام الفلاحين المتعبين، هذه الدولة فشلت في تأمين الكهرباء لنا، أثناء "الذروة"، في أوقات الصيف الحارّة.
2- بوتفليقة:
اعتمد مقاربتين في تمرير خطابه، تعتمدان قناعين، يظهر كل واحد منهما بحسب الظروف والدواعي، التي يقدّر، بنفسه، أنها تناسبها، غير أنهما قناعان لوجه واحد، هو وجه بوتفليقة، والقناعان هما:
-;---;-----;-------;---- القناع الأول: "شيخ الحارة"
اعتمد منطق "شيخ الحارة"، الذي يعوّل على جدوى المثل الشعبي: "على الفاهم أن يفهم"حين تعرض له قضية، فيقصّ علينا قصة، معوّلاً على حسّنا الخيالي في التقاط أدنى ذبذبة، أو إشارة تحيل على المعنى الذي يوازي، أو يتقاطع مع القضية التي يحاول الفصل فيها، سنشير إلى نموذج منها:
- القصة الأولى:
اضطره السؤال: "ما هي الحلول المقترحة للحدّ من أزمة العمل؟"، فكان جوابه متضمّنًا في القصّة الآتية:
"كان يا ما كان..
وجدت ناس مصر كلّهم دكاترة، حتّى [النادل].."
-;---;-----;-------;---- تفكيك أولي:
"النادل/ Waitperson" في الاصطلاح العصري، خاصة عند "الآخر"، الرمز الاجتماعي الذي يختصر معاني مفردة "فاشل"؛ فاشل في الحياة بأتمّ ما يمكن أن تحيل عليه مفردة "الحياة" من معانٍ مرّة، حتّى إنّ "النادل(ة)/ Waitress" صار "ملصقة/ étiquette" تحيل على المرأة/ الفاشلة، التي ضيّعت فرصة الدخول إلى المجتمع من أبوابه الواسعة، بسبب عجزها عن إكمال تعليمها، نظرًا لمثبّطات عدّة، أهمها: الحمل والمخدرات..
-;---;-----;-------;---- القناع الثاني: الإله الخفي
واعتمد، من جهة ثانية، لهجة "الإله"؛ "الذكر" الذي يسكت صوته بالقوّة، قوّة الدولة/ أو القدر، طالما لا زلنا نؤمن بقدسية الرئيس، الذي يسكت صوته بالقوة أصوات الجميع، حتّى وإن كانوا التمثيل الصارخ لصوت: العقل، والمنطق، والأخلاق.
ورد جوابه فظيعًا بخصوص السؤال: "متى تعيدون النظر في سلم الرواتب، رواتب "الأستاذ الجامعي، فهي تحت الأدنى مقارنة بالسلم العالمي؟"، جوابه هو:
"حينما تصبحون مثل "الآخر" (و لا داعي لذكر الأسماء إذ نعوّل على البعد الرمزي) سنتحدث عن الرواتب التي تشبه الآخر"
-;---;-----;-------;---- تفكيك ثانوي:
إنّ نبرة الخطاب+ سرعة الردّ، وهنا لا تحيل على البديهة بقدر ما تحيل على خبث الطوية والخلق اتجاه الشعب خاصة، + نظرة الاحتقار الموجهة للأستاذ، (=) تخفي عدم ثقة بالمخاطب، الذي يفتش جيوبه وطويته عن الجواب/ الحقيقة، التي تقلق الرئيس، وأي "ذكر" مهيمن؛ لأن "السؤال" بديل "الرفض"، والرئيس وريث شرعية لا تؤمن بالاختلاف، الذي يحيل على: الحوار وحرية التعبير والمشاركة، [...]، وهي بدائل لمسمى: "المجتمع الديمقراطي المتمدن"، الذي لا تؤمن به السلطة "البطراركية" عندنا، التي تستثمر في "الدين" و"التعتيم"/ الإعلام و"التخويف"/ أجهزة الأمن، للترويج لسلطة: "الصوت الواحد" العقيمة.
3- سلال:
تحدّث على طريقة "شكشوكة بشار بن برد"، حين تحاصره أعراض الثرثرة عند أبواب الحلم، فخلط كـ "ربابة" "خلط الخلّ بالزيت"، ظنًّا منه أنّه "صوت الربّ" المدوّي من فوق عرشه في السماء السابعة، الذي إذا تحدّث أسمع، وإذا طلب ينفذ، وفاته أنّه قريب من "الهلوسة" أكثر من "الإبداع"، قال:
["ليس بالشعر وبأعوذ برب الفلق نبني البلاد"(...)/ "بماذا نعمل الدفاع الوطني؟ بالشعر؟ بغير مجدٍ في ملتي واعتقادي؟"(...)/ "أي مجتمع لا يعتمد على العلوم والرياضيات لن يكون له مستقبل، لكن إذا أراد أن يبقى في الشعر، فليبق في قل أعوذ برب الفلق".]
-;---;-----;-------;---- تفكيك ثالوثي:
تفيد لغة الخطاب ولهجتها، نوعًا من الاعتراف الصامت بكونه: الرئيس الجديد، في غياب بوتفليقة، الذي تشير جميع القرائن من أنّه، متوقّف عن أداء مهامه، ، أو أنّه "مخلوع"، وهنا خرق دستوري صارخ في حقّ دولتنا وشرعيتها؛ فصوت سلال يصرّ على كونه "الذكر الجديد"، الذي يغرد بالسرب نحو الجهة التي يريد، وبالطريقة التي ترضيه وحده.
المقولة تكرار مبتسر لمقولة بومدين، هكذا توهم، غير أنّ التوقيت، وكيفية الخرجة، وترتيب الكلمات في سياق بعينه، وضمن سياق محدد، وظروف محددة، تؤكد قصديتها وليس نوعا من "متلازمة الخلط المنبري" الذي صار لازمة سياسيينا(الحمد لله ما عندناش مشاكل!!)، إنما خطة "الذكر" الجديدة في تنظيم البيت من الداخل.
ثمّ إنّ "البؤرة"، أو "زاوية الحجر" لهذا الخطاب المبتسر، تركّز على "الشعر"، و"القرآن"، إذ كررهما بشكل مقيت، مع دمجهما معًا في الأخير، ممّا يؤكد "قصدية" الخطاب، وأنه لم يكن خلطًا ناجمًا عن نقص لياقة أو افتقار لمعجم يعينه على الكلام، بل يروّج لخطّة عمل جديدة، هذه بداية الترويج لخلفيتها؛ فمقولة بومدين، رغم اختلافي معه في الرؤيا السياسية، تبقى بريئة تحافظ على براءة المعنى، إذ بقي بكرًا، وهو هذا: "بناء الدولة بالعلم لا بالأدب"، وهذا لا يعني الحطّ منه، أو إعدامه على طريقة المحاكم المخفية لتلك الفترة، بينما خطاب "الربّ" الجديد، لجزائر(2014)، يعوّل على إعادة النظر في هويتها بدءًا بـ: الدين/ واللغة!!..
وبعد، فـ: "إلى أين تمضي الجزائر؟ !!"، بحسب تعبير الرئيس المغتال، إرضاءً لغرور "الذكر"، صوت "الربّ" المهيمن على المشهد السياسي، الذي أقلقه صوت "محمد بوضياف"، حيث قصد إلى شرعية الجزائر، في سؤاله: "Ou’ vas l’Algérie?!!"، قرّر أن يضع حدًّا لحياته، وبفعلته تلك قرّر منهجه المتّبع، وهو: "احتقار الشعب"، و"الوطن"، طالما يصرّ على احتقار: "هويته"، و"رموز وطنه"، وفي هذا خروج على "الشرعية"، التي تظلّ حلمًا باهتًا يراودنا طيلة ليالينا المظلمة، وحين ننهض في الصباح، تواجهنا فداحة الواقع، فتخلّف مرارة بالحلق لا تزول..



#علي_دغمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- فيديو كلاب ضالة في مدرج مطار.. الجزائر أم العراق؟
- الناتو يقرر تزويد أوكرانيا بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي
- طهران: لا أضرار عقب الهجوم الإسرائيلي
- آبل تسحب تطبيقات من متجرها الافتراضي بناء على طلب من السلطات ...
- RT ترصد الدمار الذي طال مستشفى الأمل
- نجم فرنسا يأفل في إفريقيا
- البيت الأبيض: توريدات الأسلحة لأوكرانيا ستستأنف فورا بعد مصا ...
- إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في بيروت والجيش اللبناني يتد ...
- تونس.. الزيارة السنوية لكنيس الغريبة في جربة ستكون محدودة بس ...
- مصر.. شقيقتان تحتالان على 1000 فتاة والمبالغ تصل إلى 300 ملي ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي دغمان - ما بعد الخطاب السياسي الموجّه