أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - اللاكتابة














المزيد.....

اللاكتابة


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 4205 - 2013 / 9 / 4 - 09:09
المحور: الادب والفن
    



قد يتفاجأ الكاتب، أمام سؤال من هذا النوع"، وهو سؤال إشكالي، يبدو طرحه الأولي، في غاية السهولة، بل تبدو الإجابة عنه واضحة، بيد أن الأمر في حقيقته، أبعد من ذلك، في ما إذا تم وضع النقيضين: الكتابة واللاكتابة، على طاولة التشريح، حيث أن هناك عالمين، لكل منهما خصوصيته، حتى وإن تواشجا، في ذهن أحدنا، لأن الحديث عنهما ليذكر بالحديث عن" اليقين" أو" اللايقين"، "الشيء" "أو اللاشيء"، أو"الوجود" و "اللاوجود""الفعل" و" اللافعل"، "الحدث" و"اللاحدث"، وهي سلسلة متناقضات لا يمكن أن تجتمع إلا من قبيل الطرح الافتراضي، في ذهن أي منا، في لحظات التجلي، والبحث، ونحن نمضي في مقاربة المشخص بالمتخيل، في محاولة لنا شخصنة المتخيل، بما يجعلنا في مواجهة الحدود الفلسفية.

لقد كانت الكتابة، منذ اكتشافها الأول، من قبل الكاتب الأول، عبر التاريخ، محاولة لتوثيق لحظته،وعالمه، في مواجهة النسيان، كي تتطور تدريجياً، مبدعة أشكالها، المتعددة، لتصل إلى طورها الحالي، في كل حضارة إنسانية، متواصلة، بين ماضيها، وحاضرها، وغير بعيد عن التفاعل الحضاري الإنساني، على امتداد المراحل الزمنية، من دون أن يتوقف التطور عند الشكل الكتابي، المناسب، الذي استوعب حركة الحياة، منذ رصدها الكتابي، وحتى اللحظة المعيشة، كي يغدو التدوين حاضناً للمدون- بفتح الواو المشددة- غير بعيد عن أهواء المدوِّن-بكسر الواو نفسها- وهو ما يجعل الكتابة غير بريئة، وغير حيادية، من قبل القائم بها، وهو الذي يدأب ممارسة هذا الفعل، من خلال جملة مصالحه، وتصوراته، بعكس الصورة، التي يفترض-نزاهتها- لأول وهلة، بابتعادها عن سطوة ملتقطها، وإن كان في إمكان هذا الأخير-أيضاً- تطويع الصورة في خدمة مثل تلك المصالح والرؤى التي يفرضها المدوِّن، حيث لا كتابة بريئة، وهي العدوى التي ستنتقل إلى الصورة، في زحمة الصراع بين الأضداد والقيم.

وإذا كانت الكتابة، وهي أسُّ الوحي، وحاضنته، قد ولدت تحت سطوة الحاجة، من قبل أول من ترك أثراً على جدار كهف، أو على رقم، أو نحوهما، وهي محدودة تاريخ البدء، بهذا الشكل من التأريخ، فإن اللاكتابة هي الأقدم، وهي المنتهكة بالكتابة، بل إن فضاءاتها مكونة من دعامتين، هما: "اللاوعي"، في جزء منه، و"التبطين" عكس المراد، أو سوء الطوية، في جزئه الآخر، وكلاهما الخطر على الكتابة، وهما تلتقيان في"النتيجة"، وإن كانت اللاكتابة"العامدة" تضاداً، ومواجهة للكتابة، وقد يدخل محو الكتابة، ونسف الكتابة، ومقاصل الكتب، ومحارقها، بل وحتى نهب الأوابد، والآثار، ضمن هذا الإطار ذاته، بل وتستوي الكتابة، و اللاكتابة، في حالة الوعي بهما- حيث الكتابة معطى عال للوعي- في أن كليهما موقف من الحياة، وما فيها من حركة دائبة أزلية منذ بداية الخلق وإلى هذه اللحظة الكتابية.

اللاكتابة، هي أيضاً تاريخ، وهي سلسلة أحداث، تحاول الكتابة، منذ نشأتها، ملامسة مكنوناتها، وعوالمها، من خلال كشف النقاب عنها، من قبل الكتابة المحايدة، في إطار مواصلة الكشف المعرفي، وإن كانت الكتابة- مسبَّقة التأطير- أو الكتابة المؤدلجة، تمارس فعلها، وانتهاك طهارة الكتابة، كي تكون إلى جانب الكتابة واللاكتابة، الكتابة"اللاكتابة"، واللاكتابة" الكتابة"، على اعتبار أن كتابة الزيغ هي مفسدة للفعل الكتابي كاملاً، كي تكون هناك، بالتالي : كتابتان متناقضتان، للمكتوب عنه ذاته، بل لانهاية لها من كتابات...!
-ما نقيض الكتابة؟
أجل، ويظل السؤال نفسه مفتوحاً على الكتابة..!

إبراهيم اليوسف
[email protected]



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكاتب و أسئلة الطوفان
- الأول من سبتمبر:
- روح الشاعر
- من يتذكرشخصية-شرو-؟.
- الأسد بطلاً قومياً ونوستالجيا أحضان النظام
- رسالة سبينوزا إلى السوريين:
- مجزرة كيمياء الغوطتين من وراء ارتكابها حقاً..؟
- خارج النظرية:
- سقوط معجم الفرقة:
- إنهم يفرغون الجسد من الروح..!
- برقية عاجلة إلى رئاسة إقليم كردستان و إلى حزب الاتحاد الديمق ...
- الرواية والمفاجأة
- التراسل بين قصيدتي التفعيلة والنثر
- شعراء كرد يكتبون باللغة العربية
- نبوءة الشاعر
- الشاعر الكردي شيركوبيكس وإبراهيم اليوسف- وجهاً لوجه-
- الشاعر لايولد مرتين
- الشاعرالكردي الكبيرشيركو بيكس ... لايليق بك الغياب..!
- «مايشبه بياناً مفتوحاً عن حرب مزدوجة مفتوحة على الكردي..!» ا ...
- رواية -الأب باولو-


المزيد.....




- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - اللاكتابة