أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد الصلعي - عالم جديد في طور التكوين -1-














المزيد.....

عالم جديد في طور التكوين -1-


خالد الصلعي

الحوار المتمدن-العدد: 4203 - 2013 / 9 / 2 - 20:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عالم جديد في طور التكوين -1-
***********************
كثيرون ينظرون الى أمر تراجع ضرب سوريا من قبل النظام العالمي المستكبر فشلا ذريعا ، وكأن الضربة كانت برنامجا علميا اذا تم توقيفها فان النتائج العلمية العظيمة لن تثمر غير الهباء . منتهى الغباء السياسي ، وان جاء من أكبر المحللين العالميين وليس فقط من المتابعين العرب . التحليل الستاتيستيكي لم يعد يجد اليوم مع عالم متحرك ومتقلب في كل آن . نحن اليوم نعيش فوق رمال متحركة بشدة ، وموازين القوى تتغير بسرعة ، فهي لم تعد تستقر لسنة فما بالك بالعقد والعقود ، وكأن الساسة الدولية أصبحت تخضع اليوم لمنهجية تكتيكية ، بعد أن تخلت عن الثوابت والاستراتيجيات الطويلة المدى .
وهي وان لم تقطع بالمرة مع مفهوم الاستراتيجيات الكبرى ، الا أن التغييرات التي تفرضها طبيعة عصر الصراعات التكنولوجيا الدقيقة تفرض تغييرات متلاحقة على هذه الاستراتيجيات المصيرية . وكثيرا ما يطمئن أصحاب الحلول الجاهزة الى ما يستقر الى حين على سطح الواقع ، لكنهم يغفلون ما يتحرك تحت هذا السطح او فوقه ، فذلك ما لم يتعودوا عليه تبعا لطبيعة الثقافة التي غرفوا منها معارفهم . وسوف أعود الى هذا النوع من الثقافة .
ان التراجع الأمريكي الذي يراه بعض المتحمسين ، يمكن أن يصبح غدا حكمة تحسب لأوباما ، وانتصارا كبيرا للتراجع عن خطأ فادح من شأن نتائجه السلبية أن تعمق جراح الولايات المتحدة الأمريكية الاقتصادية والمالية والاجتماعية ، وتذكروا جيدا نمط الحياة الذي كان احدى الذرائع المهمة التي استند اليها جورج بوش الابن لاحتلال أفغانستان وتدمير العراق .
ما لا يتفطن اليه الكثير من المحللين سواء الغربيين او العرب ، والعرب عودونا على التبعية والصدى والببغائية ، هو اننا نعيش مرحلة جديدة ، مرحلة يطبعها التنافسية الشرسة بين قوى متعددة ، وهي تنافسية لا علاقة لها بما عرفه تاريخ الحضارات الانسانية ، فهناك قوى دولية تأخذ موقعها في هرمية السلم الدولي دون جعجعة او صدام أو حروب ، مثلا كنا قرأنا في بداية التسعينيات أن القوة الصينية ستبرز سنة 2025 كقوة دولية بالنسبة للدارسين الأكثر دقة وعلمية ، وفي سنة 2050 بالنسبة لدارسي سرعة الحلزون ، لكن الصين فاجأت العالم ببروزها مع النصف الأول من العقد الأول للألفية الثالثة ، ملتهمة أكثر من 15 سنة ، وهو فارق زمني جد مهم . كما أن أغلب المتشائمين لم يكن يلق بالا للتحولات الجيوسياسية بامريكا اللاتينية التي كانت تعتبر الحديقة الخلفية للولايات المتحدة الأمريكية الى عهد قريب ، فأصبحت بعد سنوات تكتلا سياسيا واقتصاديا هائلا ينغص على الولايات المتحدة الأمريكية حياتها ، كما ان التطورات العسكرية المتسارعة لايران لم تكن في الحسبان ،بعد أن ضيق الغرب ، كل الغرب ، على هذه الدولة المارقة في عرفهم كل منافذ الحياة التجارية والمالية ، لكن صمود ايران أثبت أن الغرب لايملك قوة غلق الحياة على ايران ، فهناك أطراف أخرى خارج المجمع الغربي التقليدي ، يمكن أن تستفيد من مقدرات ايران المتنوعة .
هذه المعطيات الميدانية تعززها معطيات تكتيكية وتقنية وسياسية دقيقة ، لم يتعود عليها العقل السياسي التقليدي ، فلايمكن للمحلل السياسي مثلا أن يفسر لنا كيف استطاعت روسيا أن تعود للمشهد السياسي الدولي في ظرف سنتين ونصف اثر الأزمة السورية تحديدا بعد ان ناصرت الارادة الغربية لسحق نظام القذافي وهو حليف روسي ، وان كان قد بدأ يتلاعب بذيله في السنوات الأخيرة . لكن عودة روسيا لمقارعة الولايات المتحدة الأمريكية في القضايا الدولية أخذ قوته من القضية السورية أساسا . كما أن هذا الترنح غير المسبوق في الاعلان عن ضرب سوريا من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها لم نعهده الا من اسرائيل وهي تهدد بوشوك ضرب ايران ، وقد أعلنت في حينها بعد قراءة الشروط المتحكمة في الهجوم على ايران أن ضربها مستحيل ، رغم ان كل المحللين كانوا يدقون طبول الحرب .
اذن فالمتغيرات الخطيرة التي يشهدها العالم اليوم هي متغيرات حساسة ودقيقة ، ولا يمكن فهمها الا بقراءة ما لا يخضع للمراقبة العينية والملامسة اليومية ، فما يرشح فوق الأرض لا يعكس حقيقة ما يدور في الكواليس .
أوباما لن يضرب سوريا ، لأن الهدف الاستراتيجي للوبي الصهيوني المسيطر على السياسات الخارجية الأمريكية ، تم تنفيذه بجميع أجنداته ، فالدولة السورية هي دولة فاشلة الان ، وبنياتها التحتية من طرق ومدارس ومستشفيات ومصانع أصبحت نسبة تدميرها مجتمعة تفوق 80 في المائة ، والانقسام الاجتماعي أصبح واضحا ، والطائفية صارت لسان حال الكثيرين من أبواق بيع الأوطان ، واستراتيجية التدمير الذاتي تحققت بنسبة عالية ، وحدود الدم أصبحت تهدد بتفتيت هذا البلد ، فما الذي ستضيفه ضربة أمركية الى بلد منهك ومدمر ، كل ما ستضيفه هو انهيار منظومتها الأخلاقية ان بقيت لها أخلاق . كما أنها قد توحد قوى يعمل الغرب على اطالة تفرقها وانقساماتها .
هناك اذن أبعاد أخرى تتحكم في ضرب سوريا وقصفها من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها ، فسلم القيم والأوليات عرف تقلبات خطيرة وهذا ما سأتناوله في المقال الثاني .



#خالد_الصلعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وجع بوجهين
- لماذا تم تأجيل الهجوم على النظام السوري ؟
- البحث عن الحاضر الغائب -رواية-17
- انا من هنالك
- أنا من هنالك
- بعيدا عن السياسة في قلب السياسة
- البحث عن الغائب الحاضر -رواية-15-
- انجازات الملك محمد السادس الغائبة
- شعرية الانفجار عند ايمان الونطدي
- عندما يصبح الانسان نفسه كذبة كبيرة
- المغاربة والسياسة
- اضاءات حول انسحاب حزب الاستقلال من الحكومة المغربية
- اللعبة المصرية واحراق المرجعية
- مصر والاختيار الأصعب
- غياب المثقف ، والمثقف الانسان
- البحث عن الغائب الحاضر -14-رواية
- اليسار المغربي وحدة من أجل موت جماعي
- عوربة الاقتتال
- العرب ومجتمع الزيف
- واقع الشعر من واقع العرب


المزيد.....




- شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي ...
- العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي ...
- مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في ...
- استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟ ...
- سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي ...
- بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير ...
- ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته ...
- لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
- خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني ...
- لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد الصلعي - عالم جديد في طور التكوين -1-