أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ليندا منوحين عبد العزيز - حاضران غائبان : دودو تاسا وداود الكويتي














المزيد.....

حاضران غائبان : دودو تاسا وداود الكويتي


ليندا منوحين عبد العزيز

الحوار المتمدن-العدد: 4203 - 2013 / 9 / 2 - 18:10
المحور: الادب والفن
    


أمسية رد اعتبار موسيقية بمعية حفيد داود على وقع أنغام موسيقى الأخوين صالح وداود الكويتي. بعد هجرتهما من العراق ، حظرالأخوان على أبنائهما عزف الموسيقى التي أمست مصدر شقائهما في إسرائيل بعد أن كانت وراء شهرتهما في العراق.

شددت الرحال الى بيت أفي حاي الذي تحول في السنوات الاخيرة الى عصب الثقافة في اورشليم القدس. كانت الساعة الثامنة والنصف مساء والقاعة الصيفية تغص بالمقاعد التي لا يزال اغلبها بانتظار الحضور.
انطلقت أفكاري لتصطاد سر امتناع المقدسيين عن الإقبال على هذا الحفل، إحتفاء بالبوم دودو تاسا الذي صدر قبل عامين، ذلك الألبوم الذي وُصف بانه ماستربيس تنم عن قدرات موسيقية وخيال واسع.
هو زواج العبقرية بين مقطوعات موسيقية لداود الكويتي الذي كان في قلب المشهد الموسيقي العراقي في النصف الأول من القرن العشرين وبين دودو تاسا عازف الروك الثقيل ،الحفيد الذي ولد بعد وفاة جده ويحمل اسمه. تحدّرت أم دودو من الشتات العراقي فيما هاجر ابوه من الشتات اليمني.

ومن المفارقة أنّ الأخوين صالح وداود الكويتي بعد هجرتهما من العراق ،حظرا على أبنائهما عزف الموسيقى. فالموسيقى التي كانت وراء شهرتهما في العراق، أمست مصدر شقائهما في إسرائيل، فهي موسيقى تنطق بلغة العدو وهي موسيقى بدائية مقارنة بالموسيقية الكلاسيكية الغربية وفقا لحكم الإسرائيلي القادم من الشتات الأوروبي.
تجلّت مواهب دودو تاسا الموسيقية منذ نعومة أظفاره حيث اطلق البومه الأول وهو في الثالثة عشرة من عمره .الألبوم الثامن والأخير " دودو والكويتيين" هو قفزة نوعية وابتكارية منقطعة النظير، لقي نجاحا باهرا. دمج فيه تاسا موسيقى الروك بالموسيقى العربية بشكل أحبه الجمهور.

" لقائي مع تاسا فوق النخل"
تعرفت على دودو تاسا قبل 10 سنوات بعد أن قام بتوزيع جديد لأغنية فوق النخل لناظم الغزالي في فلم ( نهاية العالم الى الشمال) جلسنا سوية في استوديو صوت إسرائيل بمناسبة الأمسية الموسيقية التي أطلقتها تكريما للكويتيين، وسردت الجزء اليسير من سيرة الفنانين في العراق والتقدير اللا متناهي الذي قوبلا به في البلاط الملكي، ناهيك عن عامة الشعب.
تاسا بدا في منتهى الإستغراب وهو يقول : " حتى هذه اللحظة كنت أظنّ أنّ قصص اليهود الشرقيين عن ماضيهم المجيد هي من عالم الخيال".
إنقطع حبل تفكيري عندما وصلت مجموعة من الشبيبة وجلست في نفس الصف الذي زرعت نفسي فيه لحظة دخولي المكان . تلفّت حولي فاذا بالقاعة تغص بالحضور والساعة تقارب التاسعة، أغلبهم من الجيل الصاعد. قلت لنفسي هذه علامة حسنة. وسرعان ما غزت الفرقة الموسيقية خشبة المسرح واعتلى تاسا المنصة وبرفقته ألغيتارالكهربائي ومعه 7 عازفين بضمنهم شابة صغيرة تعزف على الجلو.
أكثر ما شد نظري ضابط الإيقاع وهونفسه عازف القانون الذي ما فتئ يتناوب العزف على الآلتين بمهارة فائقة ليتبين لي في النهاية أنه آخر العنقود لعائلة ايلييف الموسيقية الشهيرة. واثنى عليه تاسا عندما وصفه بانه " أكثر الفنانين الذين أعرفهم إبداعا".

تاسا : تحدي الجمهور وتحدي العربية
عزف تاسا الإنفرادي والجماعي إحتل مكان الصدارة على المسرح بمزيج من الموسيقى والغناء العربي تارة لوحده وتارة تتناغم أصوات تسجيل جده وأمه مع صوته.
كان على تاسا أن يتحدى عدة معضلات منها أنّه لا يعرف اللغة العربية كما أنّ النظرة العامة للموسيقى العربية لم تكن في المجمل إيجابية، لكنه نجح في بلورة صيغة يتقبلها الذوق الاسرائيلي بل ويستسيغها.
سياق العرض كشف النقاب عن الفرحة العارمة التي غمرت أبناء الكويتي وهم يرون موسيقاهم الاصلية ومنها تسجيلات قديمة من العراق تعزف وتلقى تجاوبا من جمهور واسع جلّه من الشباب.

صحيح أنّ تلفظ تاسا بالعربية مشوب بلكنة عبرية لكن توظيف الروح في الغناء والعزف كان عطاء جميلا لكلام قديم - حديث خصوصا لأغنية سليمة مراد: " وين رايح وين، وين العهد وين؟ "
آثر تاسا الإنغمار في الأجواء العبرية بعد بضع أغان عربية واستقطب معه الشبيبة في غناء جماعي وكانه سيمفونية تعزف لحن الخلود !
غمرني فرح كبير حين تأملت المشوار الذي قطعه تاسا خلال العقد الأخير حيث اخترق الوعي الموسيقي الإسرائيلي بأدائه الأغاني بالعربية. وعندما صدحت موسيقى دواد الكويتي، عانقتها موسيقى الحفيد على المسرح. لم يلتق الإثنان شخصيا لكن هذا اللقاء كان مؤثرا يُسكّن آلام الماضي الجريح.
بعد ساعة ونصف انتهى العرض الموسيقي للأسف. كانت الإضاءة رائعة والصوت رخيم يصدح بوضوح والأداء مهنى بامتياز. لكن هذه سنة الحياة ! فالرحلات الى عالم المتعة خاطفة لكنها تروي الروح العطشى للسكينة وراحة البال. ترى هل يخفف هذا اللقاء الموسيقي من مرارة واقعنا في أيام عاصفة تعيشها المنطقة برمتها؟



#ليندا_منوحين_عبد_العزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أم كلثوم على عرش الشهرة في اسرائيل
- ابي افتقدك اليوم اكثر


المزيد.....




- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ليندا منوحين عبد العزيز - حاضران غائبان : دودو تاسا وداود الكويتي