أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كامل السعدون - العنصرية والطائفية ثمار إسلامية خالصة















المزيد.....

العنصرية والطائفية ثمار إسلامية خالصة


كامل السعدون

الحوار المتمدن-العدد: 1202 - 2005 / 5 / 19 - 05:40
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لقد وضع محمد البذور باكرا ، وترك الناس تضرس الحصرم ...!
وضع بذرة العنصرية وهو لما يزل حيا ، حين شجع على تصفية الأمم والشعوب المجاورة من غير العرب ، بشكل مُذل بخيارات الذمة أو الإسلام أو الموت .
ووضع بذرة الطائفية حين تنبأ بتشرذم أمته إلى ثلاث وسبعون أو إثنتان وسبعون ، ليس فيهم من ناجٍ من النار إلا واحدة ...!
أغلق الباب باكرا أمام الأجتهاد ، وحرم الناس فرصة الحوار والإلتقاء والتقارب ، لأن كل واحدة من الفرق ظنت إنها هي الناجية ، فكيف تلتقي بالهالكين ...!
وترك فيهم كما هائلا من الأحاديث المتناقضة المضطربة ، وقال لهم خذوا هذهِ عني ، فألزمهم باكرا بأن يعيشوا على كلماته إذ هي سنته ، وهذا ما قيض لكل متحدث متحزبٍ أن يكتب عن لسان محمد ما لم يقله الرجل ، فدخل الدين الذي يفترض أن يكون دين أخلاق وبناء روحي ، دخل في متاهات السياسة والفرق المتنافسة ، لا على النجاة من النار حسب ، بل وعلى كعكعة الحكم والسلطة أيضا .
فكرة النار والجنة ، رغم إنها ليست فكرة محمدية خالصة ، بل هي فكرة بابلية وثنية قديمة جدا ، وموجودة في كل الأديان والفلسفات التي سبقت الإسلام بآلاف السنين ، لكن لم يقم أي دين من الأديان بشكل جوهري حاد مأزوم على هذه الفكرة ولم يُعنى بها أحد ويلج في تفاصيلها المتخيلة بمثل هذه القوة إلا الرسول محمد ودينه الجديد الذي جاء إلى العالم في مرحلة متأخرة جدا من تاريخ تطور الوعي البشري ...!
وحكم محمد على خيارات الناس في الحكم باكرا ، حين منح آل بيته القداسة وقال للناس ما معناه : الحكم في آل بيتي إلى يوم الساعة ، وتخيل أين يوم الساعة هذا ومتى ؟
هذه الرأي السياسي المباشر المبكر لمحمد ، أسهم إسهاما كبيرا في شرذمة الأمة ، بين من هم من آل البيت ومن هم ليسوا منه ، وأدى إلى نشوء طوائف تقوم على العرق والنسب المحمدي لا أكثر ، دون أن تكون هناك صلاحية حقيقية لهذه الرموز أو تلك ، ودون أن تكون هذه الرموز فعلا من آل البيت .
هذا لم يحصل في اليهودية أو المسيحية أو البوذية أو الأديان الأخرى العديدة ...!
لقد اغلق محمد الأبواب باكرا أمام حرية الفرد المسلم وحقه في التفكير والتحليل والمشاركة في الحكم ، أحاديثه الكثيرة المضطربة المتناقضة ، وإلزاميته الحادة للناس بإتباع تلك الأحاديث ، وفكرة التكفير والتحريم والقمع التي أوجدها في أيامه ذاتها وصارت سنة بعده ، هي ما يقف الآن في يومنا هذا وراء هذا النشاط الواسع البشع للإرهابيين من جهة وهذا الإختراق السهل المريح لأي ذي غرض من شيوخ القبائل أو الملوك أو رجال المخابرات المتنوعة أو السياسيين الطامعين بكعكعة الحكم ، إختراقهم للشباب الساذج الغبي من المهووسين دينيا ، سببه في الأساس بذور محمد التي تركها في الناس ، بعد أن تعهدها بالسقيا بدماء الأبرياء في ذات زمنه وعهده ...!
إن من المخزي اليوم ، في هذا العصر البهي من التقدم والرقي ، في هذا العصر الجميل من التنوع والتقارب البشري ، من إنتفاء الحدود وإلغاء المسافات بين الناس بقوة التكنولوجيا وإرتقاء الوسائل ، أن يظل الإنسان المسلم مختلفا مع عصره وناس عصره ، فكأنه الفيروس أو حامله ، تحاذره الناس وتبتعد عنه وترجو أن لا ترى وجهه ، لأنه لا يحمل خلف هذا الوجه إلا قلبا أسوداً يرفض التنوع ويتنكر للواقع القائم الذي لا مناص منه من وجود مليارات البشر من قوميات وأديان وأفكار أخرى ، هي في الغالب أرقى وأجمل وأذكى مما لدى المسلم ذاته .
ومع ذلك فهو يكفر الناس ويتمنى زوال البشرية جميعها ، ليذهب هو حسب وهمه إلى الجنة ومن نوافذها ، يتفرج ببلاهة على الحرائق الموهومة التي لا تكف عن التأجج في أجساد كل هذه المليارات من الناس من سكنة النار .
مؤسفٌ والله أن نكون قذرين أنانيين مزيفين جبناء مرضى ، مهوسين بخراب الديار ، خراب أرضنا الجميلة هذه ، وموت أشقائنا الآخرين بالجملة ، لمجرد أن تكون لنا وحدنا العاقبة الحسنى ، وبئسها من عاقبة .
يقول أحد النقارير التي أُفتضحت أخيرا ، أن السعودية أستهلكت منذ الثمانينات من القرن الفائت ، قرابة السبعون مليار دولار على زرع الوهابية في العالم .
تخيل سبعون مليار دولار أمريكي تصرف السعودية على نشر الفكر الظالم الجائر الفاسق التكفيري الذي زرع كل هذا الخراب في أمريكا وأوربا والعالم ، وهذا الذي نراه اليوم في العراق ، هو بعض ثمار هذه اللعنة السعودية .
ما يدهشني ويدهش الناس أجمعين أن أهل الحكم في السعودية لا شأن لهم بالدين من قريب أو بعيد ، فللناس أمتيازاتهم المادية الهائلة ، ولديهم السلطة السياسية في البلد خالصة مطلقة لا ينافسهم عليها أحد ، وأمراء السعودية يعيشون في رخاء رهيب لا حدود له ، والإسلام حتى بأبسط مفرداته وممارساته ، لا وجود له في القصر السعودي ، بل وجوده مقتصر على الشارع السعودي ، بل الشارع العالمي عامة ، طيب لماذا كل هذا البذخ الرهيب ؟ ما الغرض ، وما الرسالة من وراء ذلك ، وما المكسب الذي يكسبه أهل الحكم في السعودية بنشرهم للفكر الوهابي ؟
لا شيء ...إلا الدفاع عن حكمهم من خلال الهجوم الواسع في الخارج ، الهجوم لقمع الحضارة ومنعها من أختراق بيوتهم ، الهجوم من أجل أن يقزموا البشرية كلها ، فتكون على هوى حكمهم ، فيستمر هذا الحكم ويستقر فيهم إلى ما شاء الله ...!
وفاتهم أن المارد الذي أيقضوه وأطلقوه من قمقمه ، لا يمكن في النهاية إلا أن يعود إليهم .
فاتهم أن ذات المارد الذي أستأجروه وحلبوه ، يمكن أن يزايد عليهم آخرون فيأخذوه ويحلبوه وينتجوا منه جحيما يحرق الأرض السعودية ذاتها ، ويلفح بشواظه أهل القصر ذاتهم ، وهذا هو الذي حصل .
وها نحن نسمع أنهم بدأوا يعيدون تقييم الإسلام من جديد ، فيخففون هنا ، ويقضمون هناك ويقلمون هذا الأظفر أو ذاك ...!
لكن ، هل يصح هذا وحده ، وإلى أي مدى يمكن أن ننجح في تقليم أظافر محمد وخلفاءه التي لما تزل خارجة من الأكفان من أرض الحجاز ؟
الحقيقة ، إن هذا عمل كبيرٌ جدا وخطير للغاية ، وهو من مسؤولية المفكرين والمثقفين أولا ، لا أهل السياسة ورجال الحكم .
إنها مسؤولية فكرية ، ثقافية ، تاريخية ، يجب أن تمنح ولو عشر معشار المال الذي أحرقته السعودية على مدارسها التكفيرية في باكستان وإندونيسيا وأوربا ومصر والمغرب العربي والخليج وفي صولات الزرقاوري في اللطيفية والرمادي والموصل ، وقبله صولات بن لادن القميء في نيويورك وإسبانيا وغيرها .
مسؤولية كبيرة تحتاج اولا إلى الفكر والضمير والخلق العربي الأصيل ، ثم إلى المال والإرادة والشفافية وإعادة النظر إلى الحكم ومسؤولياته بعين أقل أنانية وفردية ، والتمعن بالمستقبل البشري وإعادة قراءة حركة التاريخ ومستقبل الحضارة الإنسانية عامة ، بفهم وفكر وعين جديدة ، ليست كالعين الأنانية ، العنصرية ، التي نظر بها محمد إلى عصره وإلى تيجان الآخرين في خارج صحراءه المجدبة .
ليس من مناص من ذلك ، للسعوديون أولا كما وللعراقيون والإيرانيون والعرب والترك وغيرهم .
مسؤولية مشتركة ، يجب أن يتفرغ لها الجميع وبالذات أهل الفكر والدين وطلائع المثقفين .
ومن وراء هؤلاء أهل المال والإقتصاد والسياسة .
إعادة قراءة الإسلام والتاريخ الإسلامي من جديد ...!!



#كامل_السعدون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لحظة من فضلك - نصوص مترجمة من الشعر النرويجي الحديث
- أحزان - شعر نرويجي
- اهلأ بدرة أعياد نيسان - شعر
- معيب والله أن نترك العرب الأحوازيون وحدهم
- مرحى للأحوازيون إذ أنتفظوا
- المجد لأنتفاضة الشعب الأحوازي الشقيق واللعنة على المحتلين ال ...
- ذات فجرٍ ولد في ذاكرة الله عراق
- كانت على طرف اللسان وقالها الدراجي الرائعُ فالح - قصيدة ومقا ...
- وأنتصر العراق الجديد بأرتقاء الطالباني دفة الحكم
- ورحل الغالي المناضل نمير شابا - قلوبنا معك يا نسرين شابا
- رحل الرجلُ الطفلُ الأجملْ - شعر
- مؤسسة الذاكرة العراقية - مقترحات لإغناء المشروع
- الفساد المالي والإداري في الدولة العراقية
- دعوا الرجل ( علاوي ) يكمل المشوار ...أليسَ هذا أفضل ..؟
- إلتفتوا إلى الأحواز أيها الأمريكان
- خذوا البترول وأتركوا لنا الخمر والقمر
- لقد بالغت قيادات الأخوة الكرد في لي الذراع ، حتى أوشك أن ينك ...
- بؤس الخطاب السوري المدعوم بهستيريا حزب الله اللبناني الإيران ...
- إرهابيات - الجزء الثاني -السادس عشر من آذار من عام الجراد- ق ...
- أرحمونا وأرحموا العربية يا بعض كتاب الحوار المتمدن


المزيد.....




- تُلّقب بـ-السلالم إلى الجنة-.. إزالة معلم جذب شهير في هاواي ...
- المقاومة الإسلامية تستهدف تحركات الاحتلال في موقعي المالكية ...
- مكتب التحقيقات الفيدرالي: جرائم الكراهية ضد اليهود تضاعفت ثل ...
- قناة أمريكية: إسرائيل لن توجه ضربتها الانتقامية لإيران قبل ع ...
- وفاة السوري مُطعم زوار المسجد النبوي بالمجان لـ40 عاما
- نزلها على جهازك.. استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة الجديد 20 ...
- سلي أولادك وعلمهم دينهم.. تردد قناة طيور الجنة على نايل سات ...
- قصة السوري إسماعيل الزعيم -أبو السباع-.. مطعم زوار المسجد ال ...
- نزلها الآن بنقرة واحدة من الريموت “تردد قناة طيور الجنة 2024 ...
- قصة السوري إسماعيل الزعيم -أبو السباع-.. مطعم زوار المسجد ال ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كامل السعدون - العنصرية والطائفية ثمار إسلامية خالصة