أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بدر الدين شنن - هل يمكن الرهان على مؤتمر البعث السوري القادم ؟














المزيد.....

هل يمكن الرهان على مؤتمر البعث السوري القادم ؟


بدر الدين شنن

الحوار المتمدن-العدد: 1202 - 2005 / 5 / 19 - 05:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لقد تم تحديد موعد إنعقاد المؤتمر القطري العاشر لحزب البعث السوري الحاكم في 6-9 حزيران القادم . ولم يتم ، كما يبدو ، تحديد هذا الموعد اعتباطاً ، وإنما كما قيل إعلامياً ، تجنباً لإنعقاده في أحد يومين مرتبطين مباشرة بالرئيس الراحل حافظ الأسد ، هما الأكثر بؤساً في تاريخ النظام ، يوم الخامس من حزيران الذي حدثت فيه الهزيمة الأمرّ في التاريخ السوري المعاصر لما كان وزيراً للدفاع ، ويوم العاشر من الشهر المذكور الذي حدثت فيه وفاته وفقد النظام مؤسسه وربانه ، وبدأت فيه مرحلة تفكك النظام . والجواب على السؤال ، لماذا جرى نشر تداول هذين اليومين بالذات عند الإعلان عن موعد عقد المؤتمر ، وهل له دلالة أو خلفيات خبيثة ، فهذا متروك لفرا سة المواطن

ومنذ أن قرر النظام ا ستخدام مؤتمر الحزب لإعادة صياغة مؤسساته العتيقة وتمرير خياراته " الجديدة " لملاقات الاستحقاقات الداخلية والخارجية التي يواجهها، انفتح باب الريح التي لاتريح ، وانتشرت روائح الفساد المعشعش في جنبات الحزب ، وكبرت الشكوك في جدوى المؤتمر . إذ ما أن بدأت عمليات إنتخاب المندوبين للمؤتمر حتى ظهر أن الحزب مازال يعمل وفق آليات تراوح في الزمن الحجري ، مقارنة بمستجدات العصر ، وأنه مرتهن إلى قيادات متمترسة في مناصبها ومتمسكة بمصالحها وقادرة على فرض بنية للمؤتمر تعيد إنتاج سلطاتها وجبروتها وامتيازاتها ، عاكسة بذلك جدلية حزب - سلطة بصيغة كان البعض قد توهمها بصورة مغايرة لحقيقتها . وقد لعب تضافر الصدف مع لعبة التوازنات دوراً مسرعاً في كشف المستور من الاستبداد داخل الحزب ، وفي دفع الأمور باتجاه تداعيات وتصفيات حسابات قد تخرج المؤتمر عن الإطار المرسوم له والمتوقع منه ، وإذا ما أريد له أن يسير نحو آفاقه المحددة فإنه يتطلب إجراءات بديلة للمعتاد قد تصبح خيارات القوة ، بهذا الشكل أو ذاك أدة الحوار ومنشئة القرار . بدلالة أن خوفاً كبيرأ يكتنف الآن الذين يراهنون ، من داخل البعث على المؤتمر قد أطلقوا منذ أ سبوع حملة علنية مازالت مستمرة لجمع تواقيع لرفد المؤتمر ب ( 100- 200 ) عضواً يتم تعيينهم من قبل الأمين القطري للحزب ، بعد أن تبين أن الشخصيات الفكرية والأكاديمية والقانونية لم ترشح نفسها أو رسبت في الإنتخابات وأن ستة فقط من كتلة الحزب في مجلس الشعب قد نجح فيها ، وأن هناك خللاً كبيراً في تمثيل الشرائح الحزبية ، وهذا ما سيترتب عليه أن انتقاء أعضاء المكتب السياسي الذي سيرافق الرئيس في المرحلة الصعبة الراهنة محكوم بنتائج مغايرة " لمصلحة الحزب والوطن " . ترافق ذلك مع إنفجار فضيحة تورط رئيس الوزراء السابق وعضو القيادة القطرية محمد مصطفى ميرو في المساهمة بألف مليون ليرة سورية في مجموعة الديري الإقتصادية بحلب ومعه رموز أخرى سلطوية وحزبية متورطة أيضاً بمئات الملايين ، التي ا ستحوذوا عليها من ا ستغلال وظائفهم الرسمية . ثم جاءت فضيحة فايز الصايغ رئيس تحرير جريدة الثورة المالية أيضاً . ومن غير المستبعد ظهور تداعيات جديدة قد تشمل أ سماء كبيرة أخرى

ويتحول الإعداد للمؤتمر والتداعيات المرافقة له ، وما يطرح حوله من آراء ، وما يشي به " أولوا الباب " من توقعات حول نتائجه ، إلى ساحة أخرى للحراك السياسي " الإصلاحي " في سوريا ، إنما هذه المرة بشخوص وصياغات وتلاوين بعثية سلطوية أ شبه ما يكون بالهجوم المعاكس ضد المعارضة ، ويتحول إلى موسم شحن مفاصل عقول نخب سياسية وثقافية طموحة ، وينعش ردود أفعال ووجهات نظر ومناقشات ، وبات المشاركون في هذا الموسم ، سواء الذي ظهر متحفظاً أو مشترطاً أو موالياً أو معارضاً ( حسب التعبير اللبناني ) منخرطين في التسويق للمؤتمر ولنتائجه " التغييرية " المقبلة

وفي هذا السياق تستعرض المستويات الفكرية والبلاغة السياسية في تجليات حيثيات عقد المؤتمر ، وربطها بتطبيقات إدارية واقتصادية واجتماعية ، وتسمية الأمور
بمسمياتها .. الفساد .. العجز .. التخلف .. الأخطاء .. العفن .. إلاّ أنها تتلطى خلف هذه المستويات المدنية لحساب تجاهل إنتقاد الأهم الذي هو سبب أو أ سباب ما تعانيه البلاد من عجز وضعف وافلاس سياسي وتردي إقتصادي وفساد إداري . وفي مقدمة ذلك النظام الد ستوري الاستبدادي المطبق في البلاد منذ أربعين عاماً ونيف ، نظام العبودية الذي يقسم المجتمع إلى سادة وتابعين .. إنتقاد الديكتاتورية وممارسا تها التي لاتحصى من الموبقات السياسية والقمعية اللاإنسانية واللاأخلاقية .. إنتقاد التدخل في لبنان ونشر الفساد والاستبداد في البلد الشقيق .. إنتقاد التحالف مع أمريكا في حفر الباطن العربي .. والتغاضي عن تحرير الجولان مقابل التغاضي عن النظام وممارساته .. إنتقاد الثراء اللصوصي المبني على نهب المال العام وتسخير الدولة لتغيير الخريطة الإجتماعية لصالح أهل الحكم على حساب الشعب الذي هبط أكثر من نصفه إلى ما دون خط الفقر

ولأنه . لاالنوايا الحقيقية متوفرة لدى مالكي القرار .. ولا النقد مكرس لتحقيق الإنسحاب من النظام الديكتاتوري ، ورد المظالم إلى اهلها ، ورد حق تقرير المصير إلى الشعب
ولأن الأمور لاتقوم على هذا الأساس فيم يتعلق بالمؤتمر العتيد
ولأن كافة المؤتمرين بنسب مختلفة ، حسب درجة المسؤولية والمنفعة ، هم حقيقة ، وبنظر الشعب مسؤولون أو بالحد الأدنى متعاونون مع الأقوى منهم ، عما وصلت إليه البلاد على كل المستويات
ولأن القوى الشعبية بفطرتها وتجربتها مع الأحزاب ومؤتمرات الأحزاب تدرك ، أن مؤتمراً يعد له حزب يسوده الاستبداد ويستخدم أداة لسلطة الاستبداد ، ويركب حسب مقاس قيادته وحسب مطالبها ومصالحها ، ، هو مؤتمر لايمكن الرهان عليه
وإذا كان هناك حقاً داخل حزب النظام من يملك نزعات " إصلاحية " فإن منطق الأمور يملي عليه أن ينجز حركة إصلاح داخل حزب النظام أولاً ، حتى تتوازن حركته مع قوى الإصلاح على المستوى الوطني .. إذ لم تعد الحركات التصحيحية الإعلامية والترقيعية تلبي ا ستحقاقات الحالة السورية الوطنية والاجتماعية



#بدر_الدين_شنن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذكرى فرا شة
- خصخصة المليار المسروق
- من أجل عالم خال من استغلال إنسان لإنسان
- في ذكرى الجلاء .. الوطن والحرية للجميع
- إلى أبي رشا
- الحق على البابا
- إلى .. الرائد .. مروان عثمان
- مع القطاع العام .. ضد الخصخصة واللصلصة
- ليلـة قرطاجيـة
- أحرار جزيرة العرب .. نحن معكم
- الجمرة
- أزمة الزعامة السياسية في سورية
- ياعمال العالم اتحدوا
- إضاءات على عام 2004
- كل عام وأنتم بخير
- آخـر زمن ..
- ماذا بعد الرقم - 137 - في سورية؟
- لهفي
- صيرورة
- تضامناً . . مع المعتقلين الأكراد


المزيد.....




- هل قررت قطر إغلاق مكتب حماس في الدوحة؟ المتحدث باسم الخارجية ...
- لبنان - 49 عاما بعد اندلاع الحرب الأهلية: هل من سلم أهلي في ...
- القضاء الفرنسي يستدعي مجموعة من النواب الداعمين لفلسطين بتهم ...
- رئيسي من باكستان: إذا هاجمت إسرائيل أراضينا فلن يتبقى منها ش ...
- -تهجرت عام 1948، ولن أتهجر مرة أخرى-
- بعد سلسلة من الزلازل.. استمرار عمليات إزالة الأنقاض في تايوا ...
- الجيش الإسرائيلي ينفي ادعاءات بدفن جثث فلسطينيين في غزة
- علييف: باكو ويريفان أقرب من أي وقت مضى إلى اتفاق السلام
- -تجارة باسم الدين-.. حقوقيات مغربيات ينتقدن تطبيق -الزواج ال ...
- لأول مرة.. الجيش الروسي يدمر نظام صواريخ مضادة للطائرات MIM- ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بدر الدين شنن - هل يمكن الرهان على مؤتمر البعث السوري القادم ؟