أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - نجيب الخنيزي - الثقافة العربية في عالم متغير














المزيد.....

الثقافة العربية في عالم متغير


نجيب الخنيزي

الحوار المتمدن-العدد: 4202 - 2013 / 9 / 1 - 22:29
المحور: المجتمع المدني
    


الثقافـة العربـية في عالم متغـير
في محاولة للالتفاف حول الأسباب والعوامل التي شكلت خلفية أحداث 11 سبتمبر 2001 طرحت في الولايات المتحدة المسألة كالتالي: إن التناقض الرئيسي في العالم بعد انهيار المعسكر الاشتراكي وتفكك الاتحاد السوفيتي وتحقيق الانتصار النهائي لليبرالية الغربية انتقل وتموضع في إطار عالمي جديد للصراع، يتمثل في تنافس وصراع الحضارات وفقا لصموئيل هنتنجتون وغيره من ايديولوجيي الليبرالية الجديدة، ومع أن هنتنجتون حدد (8) نماذج حضارية مرشحة للتنافس والصراع، غير أنه اعتبر أن شكل تجلي هذا التناقض الرئيسي في هذه المرحلة التاريخية يتحدد بين الحضارة الغربية وما تمثله من خيارات ومنجزات وقيم، وبين الحضارة الإسلامية التي تمثل النقيض. ومع أن هذا الطرح الايديولوجي الفاقع يدحض أطروحات غربية أخرى (فوكوياما) ترى بأن نهاية التاريخ قد اكتملت بالانتصار النهائي للرأسمالية على المستوى العالمي رغم الإقرار بوجود أنماط هامشية ما قبل الرأسمالية في بعض البقاع الثانوية والمعزولة، وهذا الانتصار أنهى وجود الايديولوجيا بوجه عام لصالح الليبرالية والبراجماتية (النفعية) الاقتصادية. هذا البعد الايديولوجي والاستقطاب العقائدي المشبع بالعدوانية وغطرسة القوة والهيمنة لم ينتف أو يضعف على الإطلاق في الخطاب الأمريكي بل تصاعد مع العولمة التي يطلق عليها الأمركة من قبل نقاد ومناهضي العولمة وسيطرتها المطلقة على مقدرات الشعوب والمجتمعات قاطبة. وقد اتخذ هذا الخطاب الايديولوجي أبعادا خطيرة بعد أحداث 11 سبتمبر الإرهابية لاقترانه بتنفيذ سياسة هجومية ذات أبعاد عسكرية وأمنية وسياسية وثقافية اختزلت هذه الايديولوجيا في مقولات ايديولوجية صارخة ومباشرة مثل «زلـة» اللسان التي تفوه بها الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الابن حول الحرب الصليبية.. أو تساؤله لماذا يكرهونـنا؟ ويجيب لأنهم يكرهون حريتنا وثراءنا وقيمنا. وأخذت الإدارة الأمريكية في عهده تقسم العالم إلى أبيض أو أسود وأن «من ليس مع الولايات المتحدة ضد الإرهاب فهو ضدها» وأن المعركة هي بين الأخيار (الولايات المتحدة والغرب) والأشـرار (الإرهابيين أو العـرب والمسلمين) ومع أن الغرب والإدارة الأمريكية وخصوصا في عهد الرئيس الأمريكي الحالي باراك أوباما، حاولت التفريق بين الإرهاب من جهة، والإسلام والمسلمين والعرب من جهة أخرى ودعت إلى احترام وحماية العرب والمسلمين المهاجـرين غير أن مجمل التشريعات والقوانين الجديدة لمكافحة الإرهاب كانت موجهة في المقام الأول ضد العرب والمسلمين ومنظماتهم وتجمعاتهم داخل الولايات المتحدة وخارجها، ولا ننسى الدور الذي مارسته تجمعات ومراكز التوجيه والتأثير الإعلامي والاقتصادي والسياسي الواقعة تحت تأثير المحافظين والمسيحيين الجدد واللوبيات اليهودية والصهيونية في استغلال أحداث 11 سبتمبر ورسم صورة نمطية سوداء عن العرب والمسلمين «المتعطشين للدماء والمعادين للحضارة الغربية وقيمها» وتحميلهم وزر كل ما يعتمل ويمور في مجتمعات الغرب من تناقضات وأزمات مثل تفاقم البطالة والفقر وتدني مستوى الأجور وتفشي العنف وانتشار المخدرات والجريمة المنظمة. وفي المقابل فإن قوى التطرف الإسلامي والأصولية الإسلامية المتشددة التي تحتل صدارة المشهد العالمي لما تقوم به من ممارسات وتصرفات تتسم بالعنف والإرهاب أسهمت بقسطها في تظهير هذه الصورة القبيحة عن العرب والمسلمين، وهي تشكل الوجه الآخر للعملة ذاتها.
شهدت المنطقة العربية ومنذ أواخر عام 2010 وحتى وقتنا الحاضر حراكا شعبيا غير مسبوق في تاريخها القديم والجديد في الآن معا، مع عدم إغفال الطابع المعقد والمتناقض والمتعرج للتغيرات الناجمة، واللافت أن دور الثقافة والمثقفين العرب في تلك التغييرات كان باهتا ومحدود الأثر مقارنة بالحراك الشعبي الواسع وخصوصا تصدر فئة الشباب المستقل كفاعل وصانع رئيس لتلك المتغيرات، الأمر الذي يتطلب بلورة خطاب ثقافي عربي جديد في مواجهة الأخطار والتحديات المصيرية التي تواجهها الشعوب والمجتمعات العربية من جراء تفاقم التدخلات الخارجية، وتصاعد مخاطر الانقسام والفرقة واندلاع الصراعات والحروب الأهلية والدينية والطائفية والعرقية والمناطقية. لدى تناولنا للخطاب الثقافي والمسألة الثقافية العربية بمكوناتها وعناصرها ومسارها لا بد من الإشارة إلى خاصيتين متلازمتين لأية ثقافة وهما:
أولا: الاستقلالية النسبية للثقافة الأفكار والمعرفة، ومع أن المجال الثقافي يـدرج في العـادة ضمـن البـناء الفـوقي الذي يشمـل الدولـة والقانـون والحقـوق والأخلاق... إلخ.. غير أن تموضعه الخاص يتجاوز علاقات الاستتباع الميكانيكي «الانعكاسي» للبناء التحتي بعلاقاته الاقتصادية / الاجتماعية مما يعطي للثقافة بعدها الخاص المؤثر والمميز ضمن التشكيل والنسق القائم..
ثانـيا: تاريخية الثقافة أو البعد التاريخي للثقافة العربية بمكوناتها وعناصرها ومسار تطورها مرتبطة إلى حد بعيد بالمسار والنسق الاجتماعي العربي العام، إذ لا ثقافة خارج المجتمع في تحولاته وتبدلاته البنيوية بفضل العوامل الداخلية «الخاصة» والخارجية «العامة» الموضوعية. وضمن هذه العلاقة الجدلية المترابطة والمتبادلة يتحدد موقـع ودور البنية الثقافية خصوصا في مرحلة الانعطافات والانقطاعات الحادة ... نحن بأمس الحاجة إلى مساءلة الخطاب الثقافي العربي بأسئلته وتساؤلاته القديمة / الجديدة وتحديد جذور أزمته وهو ما يقودنا بالضرورة إلى الكشف عن جوهر الأزمة البنيوية العميقة للدولة العربية والواقع العربي بمستوياته الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والذي أفـرز ثقافته وفكره المأزوم فهنالك تداخل بين أزمة الثقافة وثقافة الأزمة



#نجيب_الخنيزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصهيونية هي العنصرية بامتياز
- شاكر الشيخ .. الغائب الحاضر
- إلى أين تسير تونس؟
- روحاني .. بين ولاية الفقيه ورئاسة الدولة
- سوريا بين خياري التقسيم والفيدراليّة
- القطبية .. ومنهج العنف التكفيري
- جولة كيري .. نسمع جعجعة ولا نرى طحنا
- الإخوان إلى أين ؟
- الإسلام السياسي .. ومنهج العنف: الإخوان انموذجا
- لماذا لن يتكرر النموذج الجزائري في مصر!
- فوزية العيوني و وجيهة الحويدر .. وسامان على صدر الوطن
- مصر.. تدشن العد التنازلي للإسلام السياسي
- الحياة البيئية المهددة في غرب الخليج
- مغزى ما يحدث في تركيا
- انتخابات الرئاسة الإيرانية
- مكونات وعناصر المشروع النهضوي الجديد
- من أجل مشروع نهضوي جديد
- أزمة واقع عربي أم أزمة بديل ؟
- النكبة الفلسطينية
- سوريا بين خيارين


المزيد.....




- ميدل إيست آي: يجب توثيق تعذيب الفلسطينيين من أجل محاسبة الاح ...
- بعد اتهامه بالتخلي عنهم.. أهالي الجنود الأسرى في قطاع غزة يل ...
- الوحدة الشعبية يوجه رسالة للمركز الوطني لحقوق الإنسان حول اس ...
- الوحدة الشعبية يوجه رسالة لمركز عدالة لدراسات حقوق الإنسان ح ...
- الوحدة الشعبية يوجه رسالة للمنظمة العربية لحقوق الإنسان حول ...
- هايتي: الأمم المتحدة تدعو إلى تطبيق حظر الأسلحة بشكل أكثر فا ...
- قبيل لقائهم نتنياهو.. أهالي الجنود الإسرائيليين الأسرى: تعرض ...
- هيومن رايتس ووتش تتهم تركيا بالترحيل غير القانوني إلى شمال س ...
- بسبب المجاعة.. وفاة طفل بمستشفى كمال عدوان يرفع حصيلة ضحايا ...
- الأمم المتحدة تحذر: الوقت ينفد ولا بديل عن إغاثة غزة برا


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - نجيب الخنيزي - الثقافة العربية في عالم متغير