أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - عثمان أيت مهدي - إيّاك إيّاك أن تبتل بالماء














المزيد.....

إيّاك إيّاك أن تبتل بالماء


عثمان أيت مهدي

الحوار المتمدن-العدد: 4202 - 2013 / 9 / 1 - 16:05
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


لم أجد عنوانا يناسب هذا الوضع الذي يعيشه الشعب السوري من تقتيل وتشريد وتنكيل بالجثث ودكّ لمساكنه، من هذا القول الجميل:
ألقاه في اليمّ مكتوف اليدين وقال له: إيّاك إيّاك أن تبتل بالماء
لم تكن مظاهرات الشعب السوري السلمية قبل عامين ونيّف من أجل تدخل الجيش الأمريكي، ولا إيصال الوضع إلى ما هو عليه الآن. كانت المظاهرات طلبا لمزيد من الحريات السياسية، ورغبة في مشاركة أهل القرار في تحمل المسؤولية، وتشبثا بإرادة الحياة في ظل نظام عادل ونزيه.
لكن، هيهات للحلم أن يتحقق في ظل نظام متعفن، ظالم وشمولي، فقد قابل المسيرات بالرصاص الحيّ، والاعتقالات. حرام عليك يا شعبي العزيز السّير في الشوارع، حرام عليك المطالبة بالحقوق، لقد صنعتك بيدي ونفخت فيك الطاعة والاستكانة، وجعلتك لا ترى إلا ما أرى.
وبما أنّ النظام المستبد لا يفقه لغة الحوار، ولا يولي للشعب دورا في المعادلة السياسية، لم يبق للأشراف والمخلصين من هذا الوطن العزيز على جميع الشعوب العربية إلا الاختيار بين صعود الجبال أو العيش أبد الدهر بين الحفر، فكان الاختيار الأوّل على مضض "مكره أخاك لا بطل" لأنه يعرف ما ينجرّ على البلاد والعباد من ويلات ومآس، وهذا ما تعيشه سوريا اليوم.
لماذا التدخل الأجنبي في ظل الصمت العربي المخزي؟ عشرات الآلاف من القتلى، مئات الآلاف من الجرحى والمشردين، آلاف من المنازل والهياكل القاعدية التي دكت عن آخرها، اقتصاد منهار، بلد يحتضر، والنظام مصمم على البقاء ولو على جثث الشعب السوري.
ألا يستيقظ الضمير العالمي؟ أليس هناك بشر فوق هذه الأرض تتألم لما ترى، وتحزن لما يقع لشعب أعزل يريد أن يقول أريد الحرية لا غير؟ إذا كانت الشعوب العربية مقهورة، أو مصابة بشلل الوعي والإدراك، فإنّ الشعوب الغربية بمجتمعها المدني القويّ حيّة تتابع ما يقع على هذه الأرض وترفض الصمت خوفا من تأنيب الضمير.
لا بدّ من التدخل الأجنبي، لا بدّ من القوى الحيّة فوق هذه الأرض أن تثور ضد محاربة شعب بالغازات السامة والقنابل.
كيف لنظام رعديد جبان يسكت عن ضياع الجولان ولا يطلق رصاصة واحدة، ويقتل شعبه دون رحمة ولا شفقة؟ ألا ينطبق عليه قول الشاعر:
أســـد عليّ وفي الحروبِ نعامـــــــةٌ = = = فتخاء تنفرُ مـــن صفير الصافرِ
هلا خرجت إلى غزالةٍ في الضحى = = = أم كان قلبُك في جناحَي طائـرِ
إنّ مأساة الشعب السوري نتحمل وزرها جميعا، بالسكوت واللامبالاة، بالوقوف مع النظام الطاغية، وسيسجل التاريخ يوما أنّ الغرب المسيحي الصليبي كما يحلو لأنظمتنا تسميته لأنها تعلم أنّه عدوها في يوم من الأيام، هو منقذنا من براثن الأنظمة الجملكية والملكية والمتسترة وراء الديموقراطية.
عثمان أيت مهدي
01/09/2013



#عثمان_أيت_مهدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلى من نحتكم أيها السادة إلى الشعب أم إلى الله أم إلى القادة ...
- عرض كتاب: التاريخ المستقل للمغرب (الجزائر من 1510 إلى 1962) ...
- فلسطين أو المعادلة التي بقيت دون حلّ
- أسلمة السينما والمسرح بين الحقيقة والخيال
- أحلام اليقظة بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة
- البطالة أو فشل الأنظمة العربية
- بين جريدة -الخبر- ومجلة -المربي-
- ماذا يريد العرب.. وبماذا يحلمون؟
- الجماعات المتأسلمة هي وليدة السياسة وعلماء البلاط
- هل يسمح للأستاذ حمل العصا داخل القسم؟
- أنا معجب بهذه المنطقة حتى النخاع
- عن المرأة في ظل الدولة المستبدة والإسلام السياسي..
- ما أسعدك يابنيّ لأنك ولدت في بلاد الصقيع!
- أتغيير للبدلة أم تغيير للإنسان؟
- عن التشاؤم والعبثية من جديد


المزيد.....




- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 28 مارس 2024
- تهنئة تنسيقيات التيار الديمقراطي العراقي في الخارج بالذكرى 9 ...
- الحرب على الاونروا لا تقل عدوانية عن حرب الابادة التي يتعرض ...
- محكمة تونسية تقضي بإعدام أشخاص أدينوا باغتيال شكري بلعيد
- القذافي يحول -العدم- إلى-جمال عبد الناصر-!
- شاهد: غرافيتي جريء يصوّر زعيم المعارضة الروسي أليكسي نافالني ...
- هل تلاحق لعنة كليجدار أوغلو حزب الشعب الجمهوري؟
- مقترح برلماني لإحياء فرنسا ذكرى مجزرة المتظاهرين الجزائريين ...
- بوتين: الصراع الحالي بين روسيا وأوكرانيا سببه تجاهل مصالح رو ...
- بلجيكا تدعو المتظاهرين الأتراك والأكراد إلى الهدوء


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - عثمان أيت مهدي - إيّاك إيّاك أن تبتل بالماء