أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد علاونه - الثالوث المقدس














المزيد.....

الثالوث المقدس


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 4201 - 2013 / 8 / 31 - 22:08
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تصدير:العبقرية لها حدود ,والغباء لا حدود له.آينشتاين.

أكثر شيء ممنوع الحديث عنه في الوطن العربي هما ثلاثة أشياء: الجنس,الدين,السياسة,وهذا هو الثالوث الملعون والمقدس في نفس الوقت, فهو مقدس بالنسبة للدولة وللمجتمع وملعون بالنسبة للكتاب وللمبدعين,ولكن في الدول المتقدمة أكثر شيء مسموح الحديث عنه هما نفس المحظورات عندنا:الجنس الدين السياسة,وكل واحدة من العناوين الثلاثة تُمثل فئة معينة, فمثلاً السياسة تُمثل الدولة,والجنس يمثل المجتمع,والدين يمثل الاعتقاد, فالمجتمع لا يسمح لأحدٍ عندنا مهما كان نوعه أو جنسه أو دينه أن يتحدث عن الجنس لأن هذا سلوكيات ونظام يمشي عليه المجتمع وغير مسموح تطويره أو تحديثه ليخدم المجتمع نفسه,والكل متفق على أن العيش وطبيعة نظام الجنس الكل راض عنها وغير مسموح اللعب في الجنس,علما أننا إذا دققنا النظر في الجنس نجد بأن مجتمعنا مأزومٌ ومخنوق ويريد أن ينفجر ويريد أن يطور في مستوى العلاقات الجنسية وخصوصا الجنس قبل الزواج,فهل سمع أحدٌ منكم عن الجنس قبل الزواج وأهميته بالنسبة للفرد وللمجتمع؟ أظن بأن الحديث عنه والمساس بقدسيته سيؤدي إلى فتح آفاق جديدة وسيصل التغير إلى الدين وإلى السياسة كونهما قد أصبحا غير محرمٍ البحثُ فيهما,فطالما ظهر قلم مس الجنس وتحدث فيه والمجتمع ساكت,طالما ظهرت أقلام أخرى تتحدث عن الدين والسياسة, لذلك المجتمع والسلطة التي بيده يكمم الأفواه خشية أن تُفتح أفاق جديدة.

وكذلك الدين, فإذا فُتحَ المجال أمام الناس للحديث عن الدين,وإذا فتح المجال أمام الكتاب للحديث عن الدين,فإن هذا سيعني التغيير والتطوير في السلوك الديني وسيظهر لنا تيارات جديدة تتحدث عن الدين والمعتقد,وسترتفع الأصوات عاليا من أجل الاجتهاد والقياس والاستقراء لقراءة الدين من جديد من وجهات نظر جديدة ومتعددة,وهذا ما لا تريده الدولة,لذلك يتم تخويف المجتهدين لكي لا يجتهدوا مطلقا في الدين وتتم إخافتهم من الفتاوى وبأن الذي يفتي بغير علم سيضمن لنفسه مقعدا في جهنم يوم القيامة ,لذلك من الملاحظ أن الناس عندنا يخافون من الدين ومن الحديث عنه ويلتزمون في العبادات الخفيفة فقط لا غير ولا يحبون سماع الآراء الجديدة ولا يحبون أن يعطوا وجهات نظر جديدة في الدين والاعتقاد خوفا على أنفسهم من دخول النار.

وبالنسبة للسياسة فالموضوع خطير جدا ولا يقل خطرا عن الجنس والدين,فلكي لا تفقد رأسك عليك تجنب الحديث في السياسة,وللدولة أسلوب متطور في ملاحقة السياسيين النقيين الذين يتحدثون في السياسة فيقمعونهم ويضيقون عليهم في لقمة خبزهم مثلهم مثل أي شخص أو كاتب يتحدث عن الدين والجنس,ففي النهاية الدولة بيدها السلطة وهي التي تنتج المعرفة,والمنتصر وصاحب القرار هو من ينتج المعرفة ولا أحد غيره,والذي تقع بيده القوة هو الذي ينتج المعرفة ومن غير المسموح به تمرير عبارات تخدش الحياء العام سواء أكانت في الدين أو السياسة أو الجنس, فكل تلك الأمور(تابوهات-طابو) محرمات وممنوعات من الصرف لغويا وسياسيا,والذي يريد أن يفقد مصدر رزقه عليه أن يجرب الحديث عن السياسة أو عن الجنس والمجتمع والدين,وفي النهاية الدولة تسيطر على كل شيء.

إن الدولة تحافظ على الدين خشية التغيير والتطوير انطلاقا من الظاهرة التي تقول:ثلاثة أشياء تغير العالم:الثراء,الكتب,المناخ, فالثراء يغير العادات والتقاليد,والكُتب تغير العقائد,والمُناخ يغير الطبائع,لذلك الدولة حريصة على النظام البيئي مع فارق التشبيه,وحريصة على نشر الكتب خشية أن ينتشر الوعي بين الناس ذلك أن الكُتب تغير العقائد عن طريق تحفيز النقاش والقراءة ومعرفة غرائب الأمور,والدولة على استعدادٍ تام لتقديم الشهداء من أجل المحافظة على الدين وعلى سلامة العقيدة,فهي لا تريد تغيير العقائد ولا تطويرها وهي تبحث ليل نهار في سبقيل دعم ثبات العقيدة على حالة,وهي حريصة على ثبات السياسة والنظام السياسي وهي التي تنتج المعرفة لذلك من غير المسموح لي ولك بأن ننتج نظاما معرفيا جديدا عن طريق نشر الكتب,فهي تحد من ظاهرة نشر الكتب,وهي تحد جدا من ظاهرة نشر الوعي والثقافة,وعلى استعدادٍ تام في كل مرة لتقديم أرواح الشهداء حفاظا على وحدة وسلامة الدين والجنس والسياسة,وتحمد الله على محافظته على هذا الدين,وتدعي أن الله يحمي هذا الدين من التغيير,ولو لم يحمِ الله هذا الدين من التغيير لحمته هي بالمهج وبالأرواح وبدماء الشهداء, وفي كل يوم يصعد الشيخ على المنبر داعيا الله بأن يحافظ على الحاكم والدين والمعتقد,وكأن الشيخ يخص نفسه بإنتاج المعرفة,والناس العوام لا يعرفون ما يجري حولهم,إنهم أغبياء يتبعون الضلال ويحافظون على تخلفهم وتجديد غباءهم باستمرار وفعلا كما قال ألبرت آينشتاين: شيئان لا حدود لهما, سعة الكون وغباء الإنسان.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صدمة لغوية:الحج هو الحك
- أسئلة الغطارفة
- خاطرة المساء
- الإنسان سينقرض
- لا أندم على خسارتي وإنما أندم على كسبي
- مهمة خالد الكلالدة
- ابتسامة الموناليزا
- أوهام السعادة
- الشهادات الجامعية في العلوم الإسلامية
- الإسلام والعقل والعلم والمنطق
- طريقة صنع نبيذ العنب
- موازنة الأردن
- لا يوجد عندي عيد
- هل الطلاق شريعة سماوية؟
- خطأ علمي في القرآن
- رأيتُ فيما رأيت
- حكمة من التوراة
- ما الفائدة من ختم القرآن
- القرآن هو السبب
- هل القرآن فعلا كتاب الله؟ 2


المزيد.....




- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...
- سلي طفلك مع قناة طيور الجنة إليك تردد القناة الجديد على الأق ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على النايل ...
- مسجد وكنيسة ومعبد يهودي بمنطقة واحدة..رحلة روحية محملة بعبق ...
- الاحتلال يقتحم المغير شرق رام الله ويعتقل شابا شمال سلفيت
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد علاونه - الثالوث المقدس