أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - عدنان حسين أحمد - المخرج السينمائي قاسم حَوَلْ لـ - الحوار المتمدن -:عندما تسقط السياسة يسقط النظام، وعندما تسقط الثقافة يسقط الوطن















المزيد.....

المخرج السينمائي قاسم حَوَلْ لـ - الحوار المتمدن -:عندما تسقط السياسة يسقط النظام، وعندما تسقط الثقافة يسقط الوطن


عدنان حسين أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 1201 - 2005 / 5 / 18 - 12:23
المحور: مقابلات و حوارات
    


عندي معلومات مؤكدة تقول إن الأمريكيين يرفضون أي مشروع يؤسس للذاكرة العراقية
تشكّل تجربة المخرج قاسم حول علامة فارقة في السينما العراقية والعربية على حد سواء. فبعد أن أنجز قاسم عدداً من الأفلام الروائية التسجيلية من بينها " الحارس "و " بيوت في ذلك الزقاق " وجد نفسه مضطراً لمغادرة العراق إلى بيروت بسبب تردي الأوضاع السياسية، وحينما فاوضه النظام السابق على عودة مشروطة للوطن، قَبِل بهذه العودة المضمونة والتي أنجز من خلالها فيلم " الأهوار " ذائع الصيت، هذا الفيلم التسجيلي الذي حاز على جائزة أفضل مخرج، كما نال الفيلم خمس جوائز أخر. وفي أول سانحة حظ غادر قاسم حول العراق ثانية عاقداً العزم على مقارعة نظام الحزب الواحد، والوقوف بوجه النظام الدكتاتوري الذي بدأت معالمه تتضح مع مرور السنوات. وفي بيروت انهمك قاسم في العمل السينمائي، مكرّساً جل وقته للسينما الفلسطينية حتى ظنه الكثيرون أنه " مخرج فلسطيني الأصل " بعد أن أخرج ثمانية أفلام تسجيلية عن القضية الفلسطينية فازت أغلبها بجوائز مهمة من بينها " الحمامة الفضية " من مهرجان لايبزغ عام 1974، وجائز منظمة التضامن الأسيوي الأفريقي لفيلم " لماذا نزرع الورد، لماذا نحمل السلاح؟ " في مهرجان طشقند السينمائي عام 1977، و جائزة " السيف الذهبي " لفيلم " المجزرة صبرا وشاتيلا " في مهرجان دمشق السينمائي عام 1984، وغيرها من الجوائز المهمة التي لا يسع المجال لذكرها الآن. ولأنني سأتوقف عند موضوعة الدعم المادي في هذا الحوار لذلك أرى من المناسب أن أذكّر الجهات المعنية العراقية والعربية معاً بأن هذا المخرج المخلص لتجربته السينمائية ولوطنه ولعروبته قد اضطر غير مرة لأن يبحث عن مصادر دعمٍ من جهات أجنبية، وأشير هنا إلى فيلم " المغنّي " الذي حصل على دعم من محطة " الآرتي " الفرنسية، بينما كان الأجدر بالنظام الحالي الذي يدعي بأنه ديمقراطي، ويقف ضد الدكتاتورية وما إلى ذلك من شعارات يعرف المثقف الحقيقي بأنها جوفاء، ومقتصرة على الاستهلاك المحلي، بأن يدعم هذا الفيلم مادياً علماً بأن كلفته أقل من مليون دولار في حين أن أجهزة الفساد الإداري الجديدة تدعي بأنها قد اشترت برامج تلفازية بقيمة 192 مليون دولار في حين أن واقع الحال يشير إلى أن كلفتها على مدى عام واحد لا تزيد عن خمسة ملايين دولار! يا ترى، أين ذهبت الـ 187 مليون دولار؟ وهذا كما يعرف القارئ الكريم " غيض من فيض ". ومع ذلك فأنني نفسي مضطراً للتذكير بأن قاسم حول عندما أنجز فيلمه الروائي الموسوم بـ " عائد إلى حيفا " المأخوذ عن رواية تحمل الاسم ذاته للكاتب غسان كنفاني، قد التمس من الفنانة الألمانية الكبيرة " كريستينا شورن " أن تعلب دور اليهودية في الفيلم " مجاناً " لأن يد المخرج كانت قصيرة آنذاك! فوافقت كريستينا على الفور ( مقابل ثوب فلسطيني نسجته نسوة مخيّم " النهر البارد " إضافة إلى قلادة ذهبية منقوش عليها خارطة فلسطين قّدمت لابنتها في عيد ميلادها.). يا تُرى أين الأنظمة العربية المنغمسة في البذخ على ملذاتها الشخصية؟! وأين الحكومة العراقية الحالية من فيلم " المغنّي " الذي يعالج قضية الدكتاتور العراقي أو أي دكتاتور آخر في العالم بغض النظر عن التسميات والألقاب؟ في هذا الحوار يجيب المخرج قاسم حول عن هذه الأسئلة، كما يتطرق بشيء من التفصيل عن فيلم " سمفونية اللون " والدور السلبي الذي لعبه وكيل وزارة الثقافة المصرية في تحجيم هذا الفيلم، ومنع انتشاره بطريقة غير مباشرة. وفي الآتي نص الحوار:
*كيف وقع اختيار محطة " الآرتي " الفرنسية على دعم فيلمك الجديد " المغنّي ". ويا حبذا لو تسلّط لنا بعض الضوء على الثيمة الرئيسة للفيلم؟
- فيلم المغنّي اختارته محطة الآرتي الفرنسية من بين عشرات الأفلام لدعمه لكي ينتج سينمائيا. وكان مقرراً التصوير بداية هذا العام ولكن المنتج المكلف بتنفيذ الفيلم وهو المنتج الفرنسي المعروف بلزان انتحر قبل بضعة شهور وتأجلت المباشرة بالتصوير. أعطي الفيلم الآن لمنتج آخر، ذلك أن قوانين الدعم تقضي بأن يُسلّم مبلغ الدعم إلى منتج فرنسي لينفذ الفيلم إنتاجياً. القصة أنا كتبتها عن الدكتاتورية، وأنا مخرج الفيلم الذي هو عن فكرة الدكتاتور. الفيلم هو نوع من الكوميدية المرة. أو ما تسمى الكوميديا السوداء. لن أسمي دكتاتوراً معينا بالاسم في هذا الفيلم لأنه، أي الفيلم يمكن أن يسقط على أي دكتاتور أهوج لا يحسن فن الحياة فيودي بنفسه وبمن حوله إلى الهاوية بسبب الرعونة وبسبب عدم الوعي. هذا الفيلم هو قراءة لسلوك دكتاتور لا يحترم الفن ولا يعطي الثقافة قيمتها .. يتوضح ذلك من خلال علاقته بالمغني.
* هل حصلت على دعم معيّن من العراق، أو هل فكرت في الحصول على دعم من وزارة الثقافة العراقية خصوصاً وأنك قارعت الدكتاتورية، وكنت من ضحاياها الأوائل؟
- شيء يدعو للضحك .. العراق .. بلدي! والله لا أدري كيف أبدأ الحديث ولو بدأت لا أدري كيف أنتهي منه! لا أدري ماذا يجب أن يكون الموقف! كل كلمة أقولها الآن ينبغي أن تتبعها علامة تعجب وعلامة استفهام؟! لو فتحت موقعي على الإنترنت www.kassemhawal.com لوجدت في الصفحة الأولى مقولة لي تقول (عندما تسقط السياسة يسقط النظام، وعندما تسقط الثقافة يسقط الوطن) أنا حقيقة أكاد أسقط على قفاي من شدة الضحك عندما أرى ما آلت إليه الثقافة بعد سقوط النظام الدكتاتوري في العراق. كيف تريد أخي عدنان أن تتم رعاية الثقافة والمثقفين من قبل حكومة احتلال همّها الأساس أن تلغي هوية الوطن من خلال تدمير الثقافة الوطنية. والثقافة هي هوية الأوطان. لقد مررنا بمرحلة المأساة واليوم نمر بمرحلة المهزلة. هل تعتقد أن الأمريكيين يوافقون على كشف بعض الحقائق في شخص الدكتاتور؟ أنا عندي معلومات مؤكدة تقول إن الأمريكيين يرفضون أي مشروع يؤسس للذاكرة العراقية. ولذا فإن الوثائق انتقلت من العراق إلى غرف البنتاغون وغرف السي آي أي. أنا أتحدى وزير الثقافة أو أي وزير ثقافة قادم يؤسس للذاكرة العراقية فترة الدكتاتورية أو أن يحصل على وثائقها وحقيقة ما كان يدور. السينما هي إحدى وأهم وسائل تأسيس الذاكرة سواء روائياً أو وثائقياً وفيلمي هذا (المغنّي) يشكل تأسيساً للذاكرة العراقية .. فمن يدعم إنتاج مثل هذا الفيلم؟! هل تدعمه وزارة ثقافة الاحتلال؟ مستحيل! لو كانت هناك وزارة ثقافة حقا وليست وزارة ثقافة احتلال ومخرج مؤسس للسينما العراقية منذ الستينات مثلي ويريد أن يخرج فيلماً عن الدكتاتور .. ماذا ينتظرون لإنتاج هذا الفيلم الذي لا يكلف مليونا من الدولارات فيما يستوردون برامج مستهلكة لتلفزيون العراقية بمبلغ 192 مليونا من الدولارات خلال عام واحد .. برامج لا تساوي قيمتها مليوناً واحداً .. توقع الاتفاقية بين شركة أمريكية لتكليف شركة لبنانية لتزويد تلفزيون العراقية ببرامج كرتون وأفلام قديمة لا يتجاوز سعر الساعة منها 280 دولارا فقط (مائتان وثمانون دولارا فقط) وتسألني عن دعم لفيلم عن الدكتاتور من قبل حكومة احتلال أو وزارة ثقافة الاحتلال. أقول لك للتأريخ بأن ما يقرب من ثلاثة آلاف مثقف عراقي بين أديب وصحفي وفنان يعيشون خارج وطنهم لم يعد منهم للعمل مع حكومة الاحتلال حتى الآن سوى ستة أشخاص فقط! أقول لك ذلك وأنا كنت رئيساً لرابطة الكتاب والصحفيين والفنانين الديمقراطيين العراقيين في لبنان وعضو السكرتارية العامة لعموم الرابطة في العالم. أقول لك صراحة أن ما يسمى باليسار العراقي قد عمل على تهديم رابطتنا الثقافية وتقويضها لأنه كان ينوي غزو الوطن مع قوات الاحتلال وكان يعرف هذا اليسار أن وجود مثل هذه الرابطة الثقافية ستشكل عائقا في درب غزو العراق. لقد كنا نعمل على إسقاط الدكتاتورية وكانوا يعملون على إسقاط الوطن.
* بالرغم من نجاح " سيمفونية اللون " على المستوى الفني والجمالي، وتوثيقه لبينالي الشارقة بطريقة إبداعية مغايرة للنمط التسجيلي المتعارف إلاّ أن الفيلم لم يُوزَّع بشكل جيد يتناسب مع نجاحه الفني، ما هي الإشكالات التي أعاقت توزيع هذا الفيلم في الخليج العربي تحديداً وبعض البلدان العربية؟
- لهذا الفيلم قصة أحب أن أرويها هنا. وهي مرارة الواقع العربي.. ولو لم يكن الواقع العربي بهذه المرارة لما حصل لهذا الفيلم ما حصل وظلم بهذا الشكل. لقد عملت على عرض هذا الفيلم في مؤتمرات ثقافية، وقمت بمهمتي كفنان يتحدث عن واقعه. والفيلم هو قيمة حضارية للشارقة من خلال تبنيها لمؤتمرات وبيناليات الفنون التشكيلية.. وسأروي لك هذه الحكاية المرة.
أنت أعجبت بالفيلم بعد عرضه في مهرجان السينما في لاهاي. وكثيرون أعجبوا به وجمهور الغرب أيضا أعجب به كثيراً أينما عرض. بعد أن أنجزت الفيلم كان ثمة مؤتمر تحضيري للبينالي في الشارقة ودعيت لأعرض الفيلم قبل بداية المؤتمر. وبالرغم من أن العرض ليس نظامياً بمعنى أنه لم يعرض في صالة سينما وأني ترجمت الفيلم، وسجلت التعليق بالإنكليزية من قبل أهم مذيع في البي بي سي وبصوت وأداء جميلين، إلاّ أنني فوجئت في أول الجلسة بأن وكيل وزير الثقافة المصري الذي كان مدعواً قد طلب الحديث. وبدلاً من أن يتحدث عن البينالي تحدث عن فيلم سيمفونية اللون وشنّ هجوماً غريباً على الفيلم وكأنني قمت بجريمة ثقافية كبيرة. ودهشت مثلما دهش وفوجئ الحاضرون. لم يترك جانباً من الفيلم إلاّ وهاجمه. وبقيت مستغرباً، وقد حاول البعض أن يرد عليه ولكنني أحجمت عن الرد. في نفس الوقت أثار انتباهي عدم حضور الفنان التشكيلي الإماراتي المرموق عبد القادر الريس الذي أخذت لوحاته وتأملاته حيزاً جميلاً في الفيلم وهو فنان موهوب حقاً وصورته في مرسمه. وكنت قد جلبت معي نسخة من الفيلم هدية للفنان الريس فاتصلت به لأقدم له الهدية وقد قابلني بإهدائي لوحة جميلة من أعماله مؤطرة بلون ذهبي لا أزال أعتز بها في صالة البيت كما دعاني على الغداء في مطعم للسمك. فأخبرته عن حكاية هجوم وزير ثقافة مصر على الفيلم فابتسم الرجل ابتسامة مُرة وعندما سألته عن ابتسامته المرة هذه وهو رجل شفاف قال لي: لقد شن هجوماً على فيلمك بسببي، لأنني ظهرت في الفيلم. فدهشت فأخبرني أن وكيل وزارة الثقافة المصرية لا يطيق وجوده كفنان، وقد شن عليه هجوماً سابقاً غير مبرر، ولهذا السبب تفادياً لأي إحراج لمؤتمر التشكيليين في الشارقة تحاشيت الحضور.
أنا هنا لا علاقة لي بالمنافسة الفنية بين رسامين، ولكن أتساءل، كيف لشخص في مثل هذه المسؤولية أن يؤذي فنانا، فناناً آخر سواء عبد القادر الريس أو أنا الذي لست منافساً له في أداته التعبيرية.. كيف يقبل ضميره أن يؤذي نتاجاً إبداعياً استغرق عندي شهوراً، ثم بسبب كلمته الطويلة ضد الفيلم حال بشكل أو بآخر في عدم اقتناء دائرة الثقافة للنسخ التي كان مقرراً شراؤها فتحملت بسببه وبسبب لا موضوعية المناقشة خسارة ليست مالية فقط، بل فنية حيث كان يمكن أن تقتني منه دائرة الثقافة نسخاً بالإنكليزية التي عملتها من أجلهم وتقوم الدائرة بطبع شرائح دي في دي وتبيعها لرواد المتحف وتستفيد منه في علاقاتها بالبينالات الدولية.. أتوجه بالسؤال لوكيل وزير ثقافة مصر (أم الدنيا) كيف له وهو بهذه الروحية أن يرعى تشكيليي مصر وسينمائيي مصر؟.. كيف له أن يرعى ذاته الإبداعية ويرويها بالحب وسيلة وهدف الثقافة والفن والإبداع؟ كيف يشن هجوماً على فيلم بسبب ظهور غريم له في الإبداع ويؤذي سينمائياً زميلاً له في الثقافة؟ وأنا العراقي الذي رماني نظام جائر أكثر من ثلاثين عاماً، وحرمني من حق الإنجاز في الحياة ليتبرع وكيل وزير ثقافة مصر من دون حسابات إنسانية بسيطة في رعاية الفن وهو في موقع القرار، يتبرع في تهشيم فيلم جميل. شيء مر ومؤسف وجعلني أعيد النظر في حساباتي الكثيرة إزاء المثقفين في هذه الأمة التي حصدت، وتحصد، وستحصد ثمرة الكراهية التي تزرعها في عالمنا الطيب. وها هي الأمة العربية تتدهور وتتراجع بشكل جبان في تأريخها، وما نراه الآن في عالمنا العربي والإسلامي من تراجع خطير ليس سوى ثمرة هذا الكم من الأخطاء الفادحة. وهذا الكم من الكراهية وهذا الكم من اللا إنسانية. سؤالي، هل سمع سمو الشيخ القاسمي بالحكاية التي سجنت نتاجاً ثقافياً هاماً وحالت دون حقه في الحياة وإمارته ترعى الفنون والثقافة؟
* كيف وقع اختيارك على هؤلاء الفنانين التشكيليين أمثال عبد القادر الريس، وعبد الكريم السيد، وأفشان كتابجي، وراشد ذياب، و جبر علوان، ورافع الناصري وفائق حسن، وجهاد موسى وعلى عدد معين من أعمالهم الفنية. ولماذا اقتصر خيارك على عدد محدد من النقاد أبرزهم طلال معلا، ومحمد الجزائري، ورافع الناصري، علماً بأن الأخيرَين يزاولان الرسم والنقد في آن معاً؟ هل ثمة سمات وخصائص تتوفر فيهم وتنعدم لدى أناس آخرين يدورون في الفلك ذاته؟
- فيلم سيمفونية اللون هو رحلة في بينالي. إن الفتاة التي تدخل المعرض تخرج منه في النهاية. فهو إذا يحاور اللوحات المعروضة في مكان معين في زمن معين. من الصعب أن تتحدث عن الفن والواقع. فالعملية الإبداعية في مجال الدراما والوثائقية والسينمائية يجب أن تنطلق من موضوع واحد وتخرج منه بحصيلة ومضامين فكرية وقيم جمالية. في معرض البينالي فرض المشاركون واللوحات المشاركة نفسها على الفكرة، فحاولت من خلال رحلة فتاة داخل المعرض أن أقرأ من خلال عينيها علاقة اللون بالواقع. علاقة اللون والفكرة بالمعاش. ولقد اخترت لوحات ونقاد ورسامين مشاركين في المعرض. والفيلم فيه إشارة إلى هذا الموضوع في تايتل الفيلم إن هذا الفيلم أُنتج من خلال بينالي الشارقة لسنة 2001.
* ثمة مقاربات مقصودة بين المتلقين النسوة على وجه التحديد، وبين الأعمال الفنية المنفذّة رسماً أو نحتاً. ما سر هذه المقاربة، وما الذي يقصده المخرج قاسم حول من وراء هذه المقاربة التي لا تخلو من بعدٍ رمزي وأسطوري؟
- في عالم الحيوان وعالم الطيور يمثل الذكر رمز الجمال. فالطاووس الذكر أجمل بكثير من الأنثى والديك أجمل من الدجاجة والأسد أجمل من اللبوة. وهناك نوع من الطيور يتساقط ريش الذكر طوال العام سوى في فترة الرغبة والانتعاش فتمنحه الطبيعة ريشاً زاهيا لكي يغري أنثاه ويسقط ريشه بعد فترة الانتعاش. في عالم الإنسان تكون الأنثى موضع الاستقطاب والجمال. في كل الأساطير والميثولوجيا تبرز المرأة آلهة للجمال. كاهنة الحب في كلكامش أغرت أنكيدو وأخرجته من عالم الحيوان لتأخذه صديقاً لكلكامش في حروبه مع أمبابا الوحش. ليلى أصابت قيس بالجنون. فينوس التي دمرت رب الأرباب زيوس في الميثولوجيا الإغريقية. أفروديت وعشتار وسالومي وبلقيس وجوليت. الأنثى هي الجمال في عالم الإنسان. ولذا جاءت امرأة تنظر إلى عالم الألوان لنرى من خلالها السيمفوني بين اللون والواقع حتى يضفي وجودها قيمة جمالية في عالم الألوان الجميل.
* لديك ميل لتوظيف البعد الأسطوري الذي تتضح معالمه في مشهد التطواف حول ضريح السيدة زينب. ما الذي تبغيه من هذا المشهد على وجه التحديد؟ وكيف تؤول انتقالاتك الكثيرة من بلد عربي إلى آخر عبر اللوحة، والمرموزة الدينية، وآراء الفنانين والنقاد على حد سواء؟
- مشهد التطواف حول ضريح السيدة زينب هو مشهد من فيلم ليلى العامرية مزجته مع لوحات الحرب على العراق حين زج الدكتاتور شباب العراق في الحرب وترك الزوجات والأمهات يطفن حول الأضرحة داعيات بأن يعود أولادهن وأزواجهن سالمين. كانت نساء العراق يذهبن لضريح السيدة زينب في دمشق ويأخذن ملابس الجنود (الدشداشة) ويعلقنها على شباك الضريح عسى أن تحمي زينب أهل العراق من الموت. هو مشهد مؤثر جاء منسجماً مع اللوحات العراقية . كان المشهد يمثل صرخة دامية في الفيلم. أما الانتقالات في الفيلم من بلد لآخر فهو التقسيم الشكلي للبينالي ولكني جعلت الانتقالة من خلال وجه الفتاة التي تجول في المعرض.
* هناك العديد من اللوحات الاستشراقية، وهناك اللوحات المنجزة عربياً وعالمياً. هل ثمة إحالة مقصودة إلى حوار الثقافات المحبّذ، بدلاً عن احتكاك الحضارات وتصادمها المنبوذ من وجهة نظر فنية وثقافية في الأقل؟
- مع افتتاح البينالي كان هناك افتتاح للمتحف الذي ضم مجموعة لوحات الاستشراق واللوحات المهمة المنتقاة وأغلبها من مقتنيات سمو الشيخ القاسمي حاكم الشارقة. ولما كانت لوحات الاستشراق الهامة والتاريخية تمثل قراءة للتأريخ وبطريقة تسجيلية فنية عبر موضوعة لوحات الاستشراق الكثيرة فقد اعتمدتها للحديث عن الماضي من خلال اللون والحدث. وقد عمقت هذه اللوحة فكرة الفيلم كما عمقت بنيته الدرامية.



#عدنان_حسين_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المخرجة الأمريكية - مصرية الأصل - جيهان نُجيم: أشعر أن هناك ...
- لماذا لم تندلع الثورة الذهبية في أوزبكستان، البلد الذي يسلق ...
- الأصولية والإرهاب: قراءة في مستقبل الإسلام والمسلمين في هولن ...
- المخرج فرات سلام لـ - الحوار المتمدن -:أتوقع اقتراب الولادة ...
- موسوعة المناوئين للإسلام - السلفي - والجاليات الإسلامية - ال ...
- التراسل الذهني بين فيلمي (ان تنام بهدوء) و(معالي الوزير) الك ...
- الرئيس الجيورجي ميخائيل ساكاشفيلي والثورة الوردية: حليف أمري ...
- فرايبيرغا، رئيسة لاتفيا الحديدية: تتخلص من تبعية الصوت الواح ...
- -المخرج فرات سلام في شريطه التسجيلي الجديد - نساء فقط
- صمت القصور - فيلم من صنع امرأة: كشف المُقنّع وتعرّية المسكوت ...
- في زيارته الثالثة لأوروبا خلال هذا العام جورج بوش يحتفل باند ...
- سمفونية اللون - للمخرج قاسم حول: شريط يجمع بين تقنيات الفيلم ...
- الروائي بختيار علي لـ - الحوار المتمدن -: النص لا يخضع لسلطة ...
- في جولته الجديدة لكل من لاتيفيا وهولندا وروسيا وجيورجيا جورج ...
- التشكيلي سعد علي في معرضه الجديد - المحبة في مدينة الليمون - ...
- الملكة بياتريكس في يبويلها الفضي: لا نيّة لها للتخلي عن العر ...
- نزلاء حتى إشعار آخر - للمخرج فرات سلام: فيلم تسجيلي يقتحم قل ...
- المخرجة الإيرانية رخشان بني اعتماد: - سيدة أيار - إدانة صارخ ...
- التشكيلي ستار كاووش لـ ( الحوار المتمدن):أنا ضد المحلية البح ...
- المخرج هادي ماهود في فيلمه الجديد - سندباديون - أو - تيتانك ...


المزيد.....




- البحرية الأمريكية تعلن قيمة تكاليف إحباط هجمات الحوثيين على ...
- الفلبين تُغلق الباب أمام المزيد من القواعد العسكرية الأمريك ...
- لأنهم لم يساعدوه كما ساعدوا إسرائيل.. زيلينسكي غاضب من حلفائ ...
- بالصور: كيف أدت الفيضانات في عُمان إلى مقتل 18 شخصا والتسبب ...
- بلينكن: التصعيد مع إيران ليس في مصلحة الولايات المتحدة أو إس ...
- استطلاع للرأي: 74% من الإسرائيليين يعارضون الهجوم على إيران ...
- -بعهد الأخ محمد بن سلمان المحترم-..الصدر يشيد بسياسات السعود ...
- هل يفجر التهديد الإسرائيلي بالرد على الهجوم الإيراني حربا شا ...
- انطلاق القمة العالمية لطاقة المستقبل
- الشرق الأوسط بعد الهجوم الإيراني: قواعد اشتباك جديدة


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - عدنان حسين أحمد - المخرج السينمائي قاسم حَوَلْ لـ - الحوار المتمدن -:عندما تسقط السياسة يسقط النظام، وعندما تسقط الثقافة يسقط الوطن