وصفي أحمد
الحوار المتمدن-العدد: 4200 - 2013 / 8 / 30 - 22:58
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
رشيد عالي أكثر سياسيي عهده ميلاً للمخاطرة
لم يكن رشيد عالي ثورياً بشكل من الأشكال , وكثيراً ما فعل ما كانت له به منفعة آنية , ولكنه كان متململاً , ومندفعاً , وأكثر استعداداً من السياسيين الملكيين الآخرين إلى المخاطرة . وربما هذا ما جعل بعض السياسيين التي كان باستطاعة السفير البريطاني م . بيترسون الوصول إليهم يصفون رشيد عالي بأنه (( رجل جامح )) . ولكنه كان برأي صلاح الدين الصباغ : (( جسوراً وشجاعاً )) .
وكان رشيد عالي قد نشأ في ظل ظروف اجتماعية تختلف كثيراً عن ظروف معظم السادة . فقد ولد سنة 1892 في حقول بعقوبة ابناً ل ( معلم ديني ) . وكان أبوه السيد عبد الوهاب , من اقارب نقيب بغداد وتزوج أختاً نصف شقيقة للنقيب , ولكنه لم يرزق منها بأولاد فاتخذ لنفسه زوجة ثانية . ولم يأبه عبد الوهاب لحساسيات النقيب , وتزوج من ابنة سركال من عشيرة البيات . وشعر النقيب أنه أهين مرتين , فنبذ عبد الوهاب وحرمه من دخله الذي كان يستحق من أوقاف القادرية . ونظراً لأنه لم تكن لعبد الوهاب وسائل مادية كثيرة تخصه , فقد كانت السنوات التالية بالنسبة له و لعائلته سنوات مشقة وحرمان .
ولكن , إذا كانت هوة واسعة قد باعدت بين العالم الذي ترعرع فيه رشيد عالي حتى بلوغه مرحلة الرجولة والعالم الذي عاش فيه النقيب وأفراد جماعته المميزين , فقد كان رشيد عالي هو الأكثر حظاً في النهاية , لأن العالم السهل و الثري الذي كان يعيش به النقيب كان عالماً قديماً جداً وعلى وشك الموت . وطعن أبناء النقيب في السن دون أن يكون لهم رأي أو يأخذوا أية مبادرة . وعلى النقيض من ذلك , فقد برز رشيد عالي في مثابرته ومبادرته واعتماده على نفسه . ولم يظهر إلا ميلاً قليلاً إلى التعليم القديم , ولم يتجه إلى المهنة الدينية , بل دخل سنة 1908 مدرسة الحقوق التي كانت قد أنشأت حديثاً في بغداد . وأخيراً أهل نفسه سنة 1921 عندما كان في التاسعة والعشرين من عمره , ليصبح قاضيا في محكمة الاستئناف , حيث أكسبه عمله هذا ثناء و اطراء المستشارين البريطانيين , وأكسبه بعد ثلاث سنوات حقيبة العدل . ولكن اسم الكيلاني كان أيضاً , و بالطبع , عاملاً فاعلاً في صعوده السريع .
وصفي السامرائي
#وصفي_أحمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟