أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سعد سامي نادر - حمير ومتوحشة ايضاً !














المزيد.....

حمير ومتوحشة ايضاً !


سعد سامي نادر

الحوار المتمدن-العدد: 4200 - 2013 / 8 / 30 - 21:48
المحور: كتابات ساخرة
    


حمير ومتوحشة ايضاً !

1- "الأموال التي صرفت على ثوار سوريا، تكفي لتعليم البقر: البلاغة والرقص.. انما غير كافية لتعليم الحمير معنى الوطن !!" –زياد رحباني-

سخرية الفنان زياد اختصرت المشهد الثقافي والسياسي العربي والإسلامي معاً .فعالم الحمرنة القاتل الذي نرفل بنكده الآن، غير عقلاني يصيبنا بالجنون، عالم لا يصدق وحياة لا يقبل بها حتى أبونا القرد البدائي.!
في الخامس الابتدائي كنت في سوريا، سألني والدي يوما: ماذا يعني المثل: " وفسَّر-صوّر- الماءَ بعد الجهدِ بالماءِ" . ؟ بجهل تام ، أجبته فورا: بدل ما يكَول ماءَ (بالفتحة)، كَال ماءِ (بالكسرة).! عندها، رفع ابي نظارته وخزرني. وكأنني كفرت بمقدس، صاح بي: لا يا حمار..! الفتحة والكسرة هنا، جزء من قواعد اللغة.!
من يومها لازمتني عقدة قواعد اللغة العربية، وتبخر النحو من راسي، لكن وسام الحمرنة والغباوة الثقيل الذي نلته، بقى جرة أذن لي و درسا قاسيا لم انسه وهو: ان لا أتسرع ، وأن لا أكون جاهلاً.. وحمار ايضاً.! وما زلت أحمد شفيعي :غضب ابي ، وحسبه إني قد كفرت! نعم فهمت منه ان الجهل بالبداهة كجرية المجاهرة الزندقة !

2- صورة وتعليق في الصميم:
نـُشرت صورة في الفيسبوك: مجموعتان من الحمير من فصيلة -الزيبرا ( المتهمة بالوحشية ) تقفان أمام بعضهما ،كُتب تحتها تعليق سريالي ساحر: (الحمير السود المخططة بالأبيض "تكره " الحمير البيض المخططة بالأسود.. والعاقل يفتهم !!)..
كم كان ملهماً درسك يا ابي! فأنا حمارك الرمادي اللون والنزعة، والتائه وسط غابتنا المتوحشة الدامية، أعلن فهمي للمغزى: السنة والشيعة دخلوا في الفن السريالي التشكيلي من أوسع أبوابه !! نعم فهمتها على الطاير، ومن دون "صفنة".. و ضحكت!.

علمني سرّ لوني المحايد ان أساس الأشياء واحد يسمى: "القاعدة". يقينا، لا أحد يفرق ما بين قاعدة بيضاء و سوداء حين يـُعتم المشهد وتختلط الرايات مع تكبيرات متطرفي القاعدتين. لذا فمن غير المهم ان تفهم باقي الحمير الرمادية اللون المتعايشة معهم في نفس غابة الجهل والامية، سر الاختلاف القاعدي، ما دامت التشطيبات متناظرة لكليهما والنهيق واحد، وبما يكفي لصنع استكماتزم سياسي، يسبب عمى ألوان وخللا في الرؤية البؤرية، فيصعب عندهم التمييز والفصل ما بين "القاعدتين" السنية والشيعية المقلمة. بالأسود والأبيض! وحدها الحكومة الديمقراطية ! ولية أمر موتنا، وحدها من لها الحق والقدرة على تمييز وفرز الأساس!! أسود كان أم أبيض.. أموي أو عباسي.. علوي ام صفوي.. محمدي أم وهابي. فلا شواذ في القاعدة ، فهي إسلامية بامتياز وتنطق بالشهادتين.

على مدى تاريخنا الدامي ، بقت فلسفة " حمرنة " السلطة وحدها تعمل جاهدة على فصل وتحديد من هي "الفرقة الناجية "من 72 فصيل كافر لم تحددهم كتب السيرة والفقه بوضوح. هنا يكمن سر الكراهية المزمن: احتكار الجنة. على نفس استكماتزم "الحمرنة التاريخي" المشوه هذا، قتل الخلفاء الراشدين وتبعهم غير الراشدين، وأولي الأمر منا، وشرد وذبح معظم صحابة الرسول المبشرين بالجنة !؟ هنا تحتاج الحمير الرمادية لوقفة تفكير ، ووقفة صحوة !

رغم إغراقنا بكتب التفسير والسيرة، لا احد فهم أو فسر لنا سر الكراهية المعمرة لقرون تلك، ولا حتى حقيقة ما جرى و ما يجري ، حتى المرحوم الوردي الضليع بتاريخ حمرنة وبعرنة البداوة ، أصيب هو الآخر باستكماتزم أكاديمي لم يفصح عنه في وصيته ومماته! له الحق، فالفصيلان يرتديان نفس ثوب البداوة، بجامة التوحش "لسجناء عتاة المجرمين " ، وكلاهما غارقين بالجهل والدم، ومارسا نفس النهيق التاريخي الممل، وذات طقوس عبادة الرموز المذهبية ، بل انهم سطروا آيات ناطقات من الكراهية والقتل بدون سبب. انهم يقتلوننا على الرائحة, كوحوش الغابات وبرابرة التاريخ .

في ظل رؤية سياسية لابؤرية- Astigmatism وتشابك خطوط "التشطيبات المذهبية" وسفالة قواعدها القاتلة، وفي اطر تحالفاتها وتضامنها مع "الشيطان الأكبر" والمصالح الغربية وقوى النفوذ والمال المتوحشة في العالم ، فما على الأغلبية الصامتة من حميرنا الرمادية المسالمة التي بسبب الخوف والقهر ارتضت العيش في غابة التوحش العراقي ، اقول ما عليها إلا نزع ثوبها الرمادي المحايد، و تحديد موقفها الصريح الشفاف ! من" الفرقة الناجية ". وكي تضمن الخلود معها ، عليها التأكد من انها مع تلك الحمير السود المتوحشة المخططة بالأبيض،وتقف بالضد من تلك الحمير البيض المتوحشة المخططة بالأسود. فكونها رمادية، فلا محالة، ستقتل بالف طريقة، حتى ولو في امتحان ديني مذهبي على قارعة الطريق يسأل : كم ركعة في صلاة الفجر.؟(*) المهم ضمان الخلود وألف طز في الوطن !
هناك خيار آخر ، ان تلتحق جحوشنا العربية الى جنة حزب الحمير العراقي – فرع كرستان، هناك حيث المرعى والحب والامان. ( كل الحب والتقدير لرئيس الحزب، كاكا عمر ) فقد سبقنا بسنين، في فهم وقراءة فلسفة الاستكماتزم المذهبي لحميرنا المتوحشة المقلمة بالأبيض والأسود .!



#سعد_سامي_نادر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ومكروا -الأخوان - ومكر الله، والله خير الماكرين.!
- - غلين بيك- بين أخلاقيات وسفالات المأزق السوري !
- -العود- من زرياب غرناطة الى سفاهات السلفيين!!
- قراءة في حوار د. خضر سليم البصون:هل كنا مكون يهودي أم جالية ...
- قراءة في حوار د. خضر سليم البصون -هل كنا مكون يهودي أم جالية ...
- قراءة في حوار د. خضر سليم البصون مع أبيه -2 –
- قراءة في حوارات دكتور خضر مع أبيه سليم البصون.. -1
- الحرية للمفكر-الجاسوس- أحمد القبانجي !؟
- هل تستحق الاعتقال، تساؤلات السيد أحمد القبانجي..!؟
- تظاهرات السلطة، نهج طائفي!!
- حزب الدعوة .. تحولات فكرية لقيادة المرحلة!!
- الدكتور العيساوي،، وتطييف السياسة
- بدل كتم أفواه المفسدين، كُتم صوت -البغدادية- !!
- - شرف الله - بين النزاهة والتكليف الشرعي!
- تسقيطات سياسية، أم تحسين سمعة!؟
- على مَن وماذا ! تراهن حماس !؟
- للفضائح أجنحة وسلة واحدة !!
- مع إلغاء -فساد- البطاقة التموينية، لكن بلا مجاعة!!
- نادي الثلاثاء وعفيفة اسكندر!
- -اريد الله يبين حوبتي بيهم- وداعا عفيفة اسكندر !


المزيد.....




- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟
- “جميع ترددات قنوات النايل سات 2024” أفلام ومسلسلات وبرامج ور ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سعد سامي نادر - حمير ومتوحشة ايضاً !