أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - أحمد الناصري - ما تبقى من تجربة الأنصار...















المزيد.....



ما تبقى من تجربة الأنصار...


أحمد الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 4199 - 2013 / 8 / 29 - 15:49
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


ما تبقى من تجربة الأنصار...

القسم الأول

محاولة مختلفة لتسجيل وتقييم التجربة!

أهدي هذه الكلمات والصفحات الى الشهيد مشتاق جابر عبد الله (منتصر)، البطل المغدور والمنسي في حمأة الصراع الداخلي السقيم، حيث تستمر عملية الإنكار غير المبررة منذ ثلاثة عقود! والى ستار غانم راضي (سامي) الذي اختفى كل أثر له في بغداد منذ بداية التسعينات، والى جميع شهداء وضحايا حركة الأنصار، والى كل الرفاق والأصدقاء، محاولة ومساهمة متواضعة في تسجيل وتوثيق تجربة حركة الأنصار، بمناسبة الذكرى السنوية لاستشهاد منتصر، ولمناسبة عودة الحوار حول تجربة ووضع الأنصار!

(فلنزرع حديقتنا)
فولتير

مقدمة أولية

تدور نقاشات جادة ومهمة رغم قلتها حول تجربة الأنصار، وأخرى متباعدة وموسمية وخجولة وباهتة ومنفعلة ومتقطعة أحياناً، حول جوانب معينة من تجربة الأنصار، منها قضية تقاعد الأنصار ووضع الرابطة الحالية، دون التطرق الى قضايا جوهرية وحساسة تتعلق بنوعية التجربة ونتائجها.
هذا مشروع تدوين وتسجيل لتجربة سياسية وعسكرية وإنسانية، منسية ومهملة من قبل أصحابها قبل الآخرين، ومساهمة ومحاولة تأسيسية أولية لإعادة فتح ملف حركة الأنصار، التي تشكلت في جبال كردستان العراقية، بين أعوام 79- 88. والمشروع مطروح للنقاش والمشاركة، وهو ملف مفتوح وغير مكتمل بعد.
لم تكن كردستان وتجربة كردستان، بالنسبة لنا مكاناً عابراً، أو تجربة عابرة، أو هامش منعزل للخطيئة والفجيعة التي تورطنا بآثامها الثقيلة. وهي ليست محرقة طوعية أو إجبارية، أهدرنا بها أعمارنا وأجسامنا، مع زهرة الشباب وعصارتها وعطرها. وهي أيضاً ليست لعنة نزلت علينا من سماء مجهولة أو من جهات معروفة أو مجهولة. كما لم تكن التجربة، حالة عبث، أوحلم مغامر عادي، يلاحقنا الى الآن. ولم نصنع من التجربة صورة خلفية ثابتة أو أيقونة مقدسة لا يطولها النقد والمراجعة، أو دفتر ذكريات لماضينا المندثر تحت طبقات الأخطاء والفشل والنسيان الثقيلة، والمتواري والمبثوث بين السنين وشعاب الجبال والوديان والمخاطر، ومخافر ونقاط وعلامات الحدود الثابتة والمتحركة. ولم نكن مكاناً مثبتاً كهدف في الخرائط والإحداثيات العسكرية لعريف لا يخطئ أهدافه، (يُنزل قنابله حيثما ينزل المطر)، أو أهداف وواجبات دائمة مسجلة في أوامر قسم العمليات الثابتة واليومية للمدفعية والطيران الحربي وغاراته (الماحقة). فقد كان لنا جبل نلجأ أليه ونعتصم به من البرابرة، ومن طوفان الاستبداد والوحشية والقتل المجاني، ومن أخطاءنا الذاتية الكثيرة والكبيرة أيضاً.
كانت لنا حديقة خلفية نستطيع أن نشم فيها ومنها عطر الوطن، وهامش نرابط على تخومه، لنطل منه على البلاد. فالمكان عراقي، وهو جزء من أرضنا الوطنية وجزء من خياراتنا الوطنية المتحولة (حتى لو كانت إجبارية)، والتجربة جزء من تاريخنا الوطني، ومن حقنا أن نقيم في المكان وعليه ما نريد وما نشاء. ولكن، يجب أن يجري ويؤسس ذلك بشروط دقيقة وصارمة، ووفق أسس وضوابط فكرية وسياسية وتنظيمية وعسكرية كثيرة، لا بد منها، بل لا يجوز العمل من دونها. خاصة في حالة التوجه نحو السلاح، باعتباره قضية خطيرة تهم أرواح بشر، لا يمكن اللعب بها، أو التساهل والارتجال فيها، من حيث التوقيت والمكان والشروط الذاتية والموضوعية، التي لا يمكن تجاوزها والتراخي معها أيضاً، كما لا يجوز المبالغة بتلك الشروط أو انتظارها. فبعض هذه الشروط والعوامل والظروف (على الأقل) يتحقق بالعمل الدءوب والمتواصل والمنظم، وقسم آخر تصنعه ظروف وأحوال مختلفة وعديدة أخرى. فهل كان الخيار سليماً من الأساس والأول، وكيف كانت النتيجةً النهائية؟ وهل توفرت الشروط والأسس المطلوبة لانطلاق تجربة حركة الأنصار؟ هذان السؤالان المركزيان اللذان نحاول الإجابة عليهما في تفاصيل البحث.
لقد انقسم المشهد الأساسي في الجبل منذ البداية، بين موقفين ورؤيتين، موقف ورؤية قيادة الحزب (القيادة اليمينية التقليدية) وعقلها المحدود والبسيط وتجاربها وتصوراتها وصراعاتها وكواليسها وأمراضها وأغراضها الخاصة التي تعمل من أجلها، بعد فشل خيار التحالف الذيلي مع البعث وفشل محاولات إنقاذه المستميتة. والموقف الآخر، هو موقف القواعد الثورية، وطاقتها الذهنية والجسدية الخلاقة وعقلها النقدي المتفتح، وهي التي خرجت للتو من تجربة ومحرقة التحالف الذيلي، ونتائجه المدمرة، ومن محنة الملاحقات البوليسية الشاملة والمنظمة، ومن دهاليز الأمن العام الرهيبة، وهي تطرح أسئلة لا تنتهي عما جرى، وتطالب بتحديد المسؤولية العملية عن الفشل الجديد، وأسئلة أخرى عن العمل الجديد وشروطه ومستلزماته. إنها تطلعات ومهمات جيل جديد آخر، احترق واكتوى بنيران تجربة تافهة ومعلبة ومعروفة النتائج سلفاً، لم يساهم في صناعتها وصياغتها، بينما عاش مأساتها وخرابها، وأصبح وقودها المحترق، فتعلم وفهم طبيعة وحجم وأسرار الخطأ والخلل واللعبة والتلاعب بمصيره وبمصير شعب ووطن، وأراد أن يوقف المهزلة الطويلة والمتكررة، وأن يصنع تجربته بعقله ويديه. وهكذا كان العمل والصراع والفكر النقدي الجديد بالنسبة لجيلنا.
لقد دعونا في أوقات مبكرة لتقييم ومناقشة والكتابة عن جميع الأحداث الرئيسية، التي مرت بها حركة الأنصار ( التأسيس، الشروط والمستلزمات، النتائج وأسباب الفشل)، وعلاقتها بتجربة التحالف الذيلي الفاشلة، والتأثير المباشر لآثار وظلال تلك التجربة البائسة عليها، من النواحي الفكرية والسياسية والتنظيمية والجماهيرية والنفسية، ودراسة التجارب السياسية الأخرى، والاهتمام بالأحداث الكبيرة والصغيرة، العامة والشخصية، على شكل دراسات وتوثيق وتسجيل شهادات أو كتابات أدبية أبداعية، روائية وشعرية وأعمال تلفزيونية وسينمائية، وجمع الأوراق والقصاصات مهما كانت عادية أو بسيطة، الى جانب التدوين الشفوي للقصص والأحداث والتفاصيل والمشاهدات والآراء على لسان الأشخاص المشاركين في تلك التجارب. وهو مشروع يحتاج الى اهتمام كبير وتخصص وإمكانيات مادية كبيرة. وكلها شروط غائبة وغير متحققة الى الآن، لأسباب كثيرة، من أبرزها الأحوال السياسية والأمنية في بلادنا وأوضاع المنافي والشتات، قبل الاحتلال وبعده، وعدم الاهتمام بتلك التجارب أصلاً، وغياب التقاليد الراسخة والرصينة في هذا المجال، والخوف من كشف الحقائق كما هي وكما جرت، وليس بطريقة (إعادة كتابة التاريخ) المزيفة والمبسطة والخطيرة، السائدة في بعض الأوساط الحزبية وبعض التجارب، والخوف من الخلاف والاختلاف الذي قد يظهر هنا أو هناك. رغم إن الموضوع يتعلق بأرواح ومصائر آلاف من الناس الذين شاركوا وساهموا فيها، وبمصير حركة ومستقبل شعب ووطن.
نعرف إن التقييم والكتابة والتسجيل، يحتاج الى منهج نقدي واضح وصارم، ومواصفات وأدوات علمية وعملية كثيرة، الى جانب صفات الموضوعية والجرأة والتمتع بالحرية التامة وممارستها، والنظرة المستقبلية، مع توفير وجمع الوثائق والإطلاع الميداني الجيد على كيفية حصول الأحداث، وتسجيلها من مصادرها الأصلية، عبر الحوار مع الأشخاص الذين صنعوا تلك السياسات وأشرفوا على تطبيقها، وهي قضية ليست سهلة وغير متوفرة دائماً، خاصة في الوقت اللازم أو المناسب، مع مراعاة قضية الوقت باعتبارها مسألة ضرورية بل حاسمة، وهي مثل تشخيص الطبيب للمرض في الوقت المناسب، لكي يتوفر الوقت المطلوب لإنقاذ الجسم ومنع حصول الكارثة. أما من يقول رأيه لاحقاً وبعد حين، أي بعد حصول الكارثة ووقوع المصيبة، حتى لو كان الرأي سليماً، فله حسنة التسجيل والتدوين وليس المشاركة في المعالجة. وهو أمر جيد بشكل عام، لكن بأثر رجعي، إذ لم يتحقق الهدف الأساسي والمطلوب من التقييم والمراجعة، وهو التعلم والتصحيح والمعالجة، ودرء ومنع وقوع وتكرار الأخطاء. ونحن هنا نتحدث عن مبدأ أساسي وعام، ولا نتحدث عن أشخاص معينين، أو حالات معينة، وهي كثيرة على أي حال، بدليل إننا ندعو الى الكتابة والمراجعة الآن، وكسر حالة الصمت والتجاهل والتغييب المريبة، وتجاوز حالة الكسل الذهني والتردد، ونفض الغبار عن ملف خطير، تداخلت فيه أمور وعوامل كثيرة، أبرزها تبلور نمط استبدادي همجي شامل، واشتعال الحرب العراقية الإيرانية في 22 أيلول عام 80. علماً بأن هناك من يصمت الى النهاية، أو يتورط ويتطوع للدفاع عن الخطأ (مهما كان واضحاً ورئيسياً وقاتلاً) ويبرره، أو يكتفي بكتابات عاطفية وإنشائية فجة، لا تبحث ولا تقترب من صلب وعمق وقاع القضية المطروحة وجوهر التجربة وقيمتها الحقيقية والتاريخية، وكيفية نشوءها وشروط التأسيس وأسباب فشلها ونتائجها، لا من قريب ولا من بعيد. وهذا ما نحاول التخلص منه وتجاوزه وإهماله. كما نطمح ونتطلع دائماً الى المشاركة الفعالة والواسعة من قبل الأصدقاء الذين لم يشاركوا في التجربة لأي سبب كان، لكن تهمهم هذه القضية الحساسة. وأن تسمح وتتسع الإجابات لقول كل الآراء والتصورات والمعلومات بحرية كاملة، لأننا أمام التاريخ، والتاريخ ملك لصانعيه في لحظته، لكنه في اللحظة التالية، وبهذا المعنى الواسع والطبيعي، يصبح ملك الناس، بسبب انعكاساته وتأثيراته وتفاعلاته وامتداده وانتقاله الى مناطق أخرى. وعملية كتابة وتسجيل التاريخ الحقيقية، هي الفرصة الثانية ( لكن ربما الأخيرة) لتعبيراته وبقاءه وظلاله، ومرآة للصدق والدفاع عن الحقيقة، وإحباط عمليات التزوير والتلفيق، والماضي يبقى ماضياً، ربما يندثر وينسى، ألا من خلال نقده وتسجيله وكتابته الثانية. لذلك لا نرى سبباً أو مبرراً واحداً للصمت والسكوت عن تجربة خاضها آلاف الناس، لكي يطويها ويلفها النسيان والغموض، وتزداد حولها الأسئلة والشكوك والتأويلات، بينما من حق وواجب أصحابها وصانعيها، ومن حق الجميع أيضاً، أن يقولوا الحقيقة الكاملة وكما هي عن التجربة، لأنها أصبحت ملك للناس والتاريخ.
لقد تعلمنا من تجربتنا السياسية أمور كثيرة، لكننا نعتقد إن أبرز وأهم ما تعلمناه، هو ممارسة حرية التفكير المقدسة، ومبدأ حق الكلام المقدس، وعدم الصمت وعدم السكوت، وكيفية صياغة وطرح السؤال والبحث عن جواب معمق وشاف. وهو ما لم نتنازل عنه أبداً. لن نصمت. والإنسان الطبيعي لن يصمت، منذ أن أكتسب وتعلم التفكير والنطق والكلام.
لقد ذكرنا في مناسبات عديدة سابقة دور مجموعتنا (أسميناها لاحقاً مجموعة الشهيد منتصر فهو شهيد الصراع الداخلي الأول)، الى جانب رفاق آخرين، في طرح الأسئلة الرئيسية، بصورة تدريجية، والمساهمة في تأسيس الوعي النقدي الجديد، كجزء أساسي وتأسيسي من مشروعنا النقدي. والسؤال كما هو معروف بداية وأساس البحث، وكانت أسئلتنا تدور حول طبيعة تجربة التحالف الذيلي مع البعث، والأخطاء الفكرية والسياسية والتنظيمية، الاستراتيجية والتكتيكية التي رافقتها، والخسائر الجسيمة التي لحقت بالحزب، نتيجة لسياسة وقرارات قيادته ومؤتمراته وتطبيقاتها، تلك القيادة التي أطلقنا عليها القيادة اليمينية المتخلفة، وهو وصف واقعي وعملي، ناتج عن المراجعة والدراسة والمعايشة اليومية، وهو ليس تعبير عن موقف شخصي أو من الأشخاص. وطالبنا بتحديد جوهر الأخطاء وطبيعتها، والمسؤولية الجماعية والفردية عنها، ومحاسبة مرتكبيها وعزل من لا يصلح للقيادة، وتشكيل هيئات مؤقتة لقيادة العمل الجديد، حيث لا يجوز ولا يمكن قيادة العمل الجديد والتصدي للمهام والتطورات الهائلة والخطيرة، في ظل نفس القيادة الفاشلة والعاجزة والمتخلفة، وبنفس الوجوه والأسماء والعقول. وطالبنا بطرح برنامج سياسي وعسكري جديد، وتوفير وتهيئة جميع المستلزمات والشروط لانطلاق العمل المسلح. وهذا هو جوهر الخلاف والصراع الحزبي الداخلي الذي دار بيننا، وأنتهي باعتقالنا التعسفي والعدواني، في منطقة بارزان يوم 31. 1. 84، بعد تحويله على يد القيادة الى صراع تناحري عنيف، وخرق فادح وخطير للنظام الداخلي، والحياة الحزبية والأدبية الداخلية، مارست فيه القيادة (أو بعض عناصرها) أبشع أساليب التعذيب والعنف الجسدي والنفسي والاستهتار ضدنا، والذي انتهى باستشهاد الرفيق مشتاق جابر عبد الله (منتصر) في كهوف التعذيب والتحقيق الواقعة ضمن منطقة بارزان، وأشرفت على عملية التعذيب والتحقيق والقتل مجموعة انتهازية فاشلة وقذرة ومكروهة من قبل الرفاق. وهذا دليل قاطع على شدة وبشاعة القسوة والانتقام.. فما أبغض وأبشع تلك القسوة؟ وما أرخص الاستهتار والانتقام والاستزلام بحق رفاق عزل؟.
هذا ملف طويل ومعقد، وهو ملف حزبي وتنظيمي وأمني وأخلاقي وإنساني، مغلق ومسكوت عنه، من قبل الحزب الشيوعي العراقي الى الآن، بطريقة مفتعلة ومنافية لكل الأعراف الحزبية والأدبية والإنسانية، تنطوي على حالة تجاهل وإنكار غير مبررة، رغم جميع المناشدات والمطالبات الداخلية (الحزبية) والخارجية بفتحه فوراً، باعتبار إن القضية لم تعد خاصة أو داخلية فقط، إنما أصبحت قضية عامة، وقضية رأي عام، في نفس الوقت. وإن السكوت عنها وتجاهلها لا ينهيها ولا يوفر حلاً لها. وفي رأينا لا يوجد سبب حقيقي لهذا الموقف العجيب والغامض، عدا التهرب من الاعتراف بالخطأ والجريمة وتحمل المسؤولية المترتبة على ذلك.


أسئلة لمحاور تأسيسية

نعتقد إن الأسئلة المحددة والصعبة والمحرجة، بل والقاسية أحياناً، تفتح المجال واسعاً نحو أجوبة هامة وضرورية تؤدي الى البحث والوصول الى الحقيقة، أو الى جزء منها على الأقل، وتساهم في تأسيس وتأصيل للمعرفة وللوعي الحقيقي وليس المزيف، ومن هنا فأننا نطرح أسئلتنا ولا نمشي، بل ننتظر ونطالب بالجواب.
نحاول هنا أن نطرح محاور وأسئلة رئيسية، تكون مدخلاً لتسهيل الحوار، ولفهم طبيعة التجربة، وكيفية تأسيسها ومشاكلها ونواقصها الأساسية، ومن ثم فشلها وحجم الأضرار التي نتجت عنها. وهي أسئلة أملك أجوبة أو أجزاء من أجوبة عليها. ويمكن المساهمة الواسعة والفعالة في الإجابة عليها بحرية تامة، وحسب قناعات كل واحد منا. وإضافة أسئلة جديدة، وحذف الأسئلة غير الضرورية وغير المنتجة. كما يمكن إضافة محاور جديدة أخرى للمحاور المطروحة والمقترحة في هذه المساهمة.


1- وضع الحزب باعتباره أداة ومخطط ومحرك العمل؟
2-علاقة التجربة بالتحالف الذيلي مع البعث. ( طبيعة الأخطاء الفكرية والسياسية والتنظيمية، وحجم الخسائر التنظيمية والجماهيرية، وكيف خسرنا مرحلة وتجربة أخرى؟).
3- وضع النظام
4- وضع الجماهير
5- الإعداد والتحضير والتهيئة وخوض حرب الأنصار
6- الاستراتيجية والتكتيك
7- العمل الفكري والثقافي
8- العمل الإعلامي
9- القضية الكردية وعلاقة الحزب بالأحزاب القومية الكردية
10- مذبحة بشتآشان
11- لمؤتمر الرابع للحزب ونتائجه الكارثية
12- الملف الأمني والمخابراتي
13- محاولة إعادة تنظيم الداخل
14- مشروع تعريق العمل المسلح
15- ملف الرفيقات
16- ملف الشهيد منتصر
17- النتائج
18- الخاتمة

سأكتفي بطرح وعرض أسئلة بعض المحاور الهامة وسأنشر الباقي في مكان آخر...


وضع الحزب باعتباره أداة ومخطط ومحرك العمل

هل هناك خلل بنيوي وتاريخي (كان ولا يزال) في وضع الحزب، وفي تركيب وعمل القيادة، سبق انطلاق تجربة العمل المسلح، أدي الى الأخطاء المتكررة والى الخسائر الفادحة؟
كيف كانت الحياة الداخلية للحزب عشية انطلاق العمل المسلح؟
هل كان وضع الحزب العام بعد عام 79 مهيأ لخوض التجربة الجديدة؟
هل كانت القيادة كفوءة وتمتلك رؤية استراتيجية متكاملة؟
هل يحق للقيادة العاجزة والفاشلة والمأزومة، أن تنتقل من سياسة الى سياسة أخرى، من دون تقييم ودراسة ومحاسبة وتغيير؟
هل زج الحزب ببقايا كادره وقواعده (جسم التنظيم الرئيسي) الناجية من محرقة التحالف في معركة غير مدروسة وغير متكافئة وخاسرة؟
كيف تعامل الحزب مع العناصر القيادية والكوادر المتقدمة والقواعد، التي ضعفت واستسلمت للعدو ( بعضها بشكل طوعي أو شبه طوعي) وتنازلت وقدمت المعلومات له، وتفاوضت معه من داخل المعتقل، أو وقعت التعهد سيء الصيت، بعدم العودة الى العمل الحزبي والسياسي، عدا العمل في صفوف البعث، وألحقت أكبر الأضرار بالتنظيم الحزبي؟ وكم كان حجمها الحقيقي في القيادة والكادر المتقدم؟ وهل تشكل هذه العناصر المنهارة والمحطمة مادة أساسية وحيوية في العمل والبناء الجديد، أم تحتاج الى مساعدة وإعادة تربية وإعداد من جديد، في ظل أجواء حزبية سليمة؟
هل كان هناك انسجام وتفاعل داخل القيادة، وبين القيادة والقاعدة، وماذا عن طبيعة وحجم الصراع والخلاف داخل القيادة حول تجربة التحالف الذيلي وقرار أطلاق حركة الأنصار؟
هل كان وضع القيادة والقواعد الحزبية من الناحية الفكرية والسياسية، والتكوين الشخصي والعام، مهيأ لخوض تجربة أخرى مختلفة عن المرحلة السابقة؟
هل كان وضع الحزب طبيعياً، من النواحي الفكرية والسياسية والتنظيمية، ومن الناحية الداخلية، عشية أطلاق قرار حركة الأنصار؟
هل جرى إعادة بناء الحزب على أسس صحيحة بعد ضربة عام 78، ليخوض وينفذ السياسة الجديدة؟
هل كان للقواعد الحزبية أن تغير وتقرر مصير تجربة العمل المسلح واتجاهاتها؟
ما الذي حققه الحزب على طريق إعادة بناء التنظيم كركيزة للعمل المسلح؟
هل توفرت في الجبل إمكانية حقيقية لإعادة بناء الحزب على أسس صحيحة من جديد، ومعالجة الأخطاء والانحرافات السابقة؟ وهل الجبل مكان طبيعي لإنجاز هذه المهمة المعقدة والصعبة بعيداً عن جماهير المدن والأرياف؟
هل كانت هناك نزعات قومية كردية داخل قيادة الحزب؟ وهل استغلت تلك العناصر القيادية التواجد الجغرافي في كردستان لتوسيع نفوذها في الحزب؟ وما هو حجم تلك النزعات الحقيقي وأسبابها ونتائجها الفكرية والسياسية والتنظيمية؟
هل كانت هناك إمكانية لإصلاح وضع الحزب من كردستان، أو من داخل الحزب؟
هل ساهمت القواعد الحزبية في رسم سياسة الحزب الجديدة؟ وهل ساهمت القواعد الحزبية من خلال سكوتها وصمتها عن الأخطاء القديمة والمتراكمة في تمرير السياسة الجديدة الخاطئة في الجبل؟
هل كانت هناك حدود واضحة وثابتة في القيادة بين تيارات واتجاهات فكرية يمينية ويسارية؟

علاقة التجربة بالتحالف الذيلي مع البعث. (طبيعة الأخطاء الفكرية والسياسية والتنظيمية، وحجم الخسائر التنظيمية والجماهيرية، وكيف خسرنا مرحلة وتجربة أخرى)؟

ما هي الأسباب والدوافع الحقيقية، والأخطاء الفكرية والسياسية والتنظيمية الرئيسية التي أدت الى عقد ذلك التحالف الخاطئ مع البعث من ثم فشله؟ ومن المسؤول عنه بالتحديد؟ وهل توجد أسرار لم تكشف الى الآن؟
هل تخلص الحزب من الأخطاء والنواقص الرئيسية السابقة؟ وهل يمكن أن تنتقل الأخطاء والأمراض الفكرية والتنظيمية والسياسية الرئيسية الى التجربة الجديدة تلقائياً، أي بواسطة نفس الأشخاص، وبواسطة نفس الفكر والمدرسة السابقة؟
هل كان الكفاح المسلح وحركة الأنصار رد فعل غير مدروس أو اضطراري على فشل التحالف والجبهة مع البعث؟
ما تأثير الخسائر الهائلة في الحزب نتيجة للحملة الإرهابية عام 78 على التجربة الجديدة من حيث الاستعداد والإمكانيات؟
هل خرج الحزب من تجربة التحالف تلك منهكاً ومحطماً من جميع الجوانب؟
هل كانت تجربة التحالف الفاشلة والبائسة تحتاج الى تقييم نظري وعملي لوضع الحزب وإمكانياته الحقيقية قبل خوض تجربة جديدة مختلفة وخطيرة، تنطوي على مغامرة وخسائر كبيرة أخرى؟


الإعداد والتحضير والتهيئة وخوض حرب الأنصار

هل كانت تجربة كردستان عبارة عن (تجمع مسلح) أو تواجداُ مسلحاً فرضته الهجمة الفاشية على الحزب عام 78، لحماية القيادة والكادر وبقايا التنظيم، وللضغط على النظام للعودة الى التحالف، أم كان مشروعاً للكفاح المسلح؟ وما هي برامجه وأساليبه وإمكانياته؟ وفي أي مرحلة منها تطورت التجربة الى كفاح مسلح كأسلوب رئيسي؟
هل كان قرار خوض حرب الأنصار قراراً صائباً ومناسباً، جاء بعد دراسة شاملة ودقيقة لكل الأمور والجوانب؟
هل جرى الأعداد والتحضير للتجربة من النواحي الفكرية والسياسية والتنظيمية والعسكرية على أسس ماركسية وحزبية صحيحة؟
هل كان اللجوء الى الجبل اضطرارياً ولحماية القيادة والكادر وبقايا التنظيمات وليس لخوض الكفاح المسلح أو حرب الأنصار، كما صرحت عناصر قيادية بارزة في قاعدة ناوزنك الرئيسية عندما طالبها الرفاق بتوفير السلاح؟
هل إن قرار اللجوء الى الجبال، فرضته القواعد الحزبية والظروف والتطورات السياسية الأخرى، ولم يكن خياراً مستقلاً أو طبيعياً من قبل القيادة؟ إذ كيف تنعطف القيادة اليمينية من التحالف مع السلطة الى الثورة المسلحة عليها؟
هل كان اللجوء الى الجبال هروباً الى الأمام، وهروباً من المسائلة والمحاسبة عن تجربة التحالف الذيلي، ولفلفة الأوضاع وتنفيس الضغط الداخلي، الحقيقي والمتفاقم، والحفاظ على ماء الوجه، وضمان استمرار السيطرة على الحزب وإسكات المعارضين والمزايدة عليهم ومنع تفجر أزمة جديدة؟
هل كانت هناك خطة سياسية وعسكرية متكاملة ورؤية شاملة لمواجهة النظام، أم كان الاعتماد على انقلاب عسكري أو أي تغيير من داخل النظام هو المرجح والمنتظر، حسب مقولة عزيز محمد الشهيرة في انتظار (ضابط شريف) ينفذ انقلاب عسكري ويغير الوضع؟
هل كان اللجوء الى الجبل للضغط على السلطة و( لعودة مياه التحالف الى مجاريها ) حسب تعبير شائع في أوساط القيادة؟
متى حسمت القيادة خيارها هذا؟ وماذا كان الموقف السوفيتي المؤثر من هذه الخطوة؟
هل كانت لجنة هندرين التي قادت العمل الأنصاري التأسيسي في البداية كفوءة وقادرة على التصدي للمهام الجديدة والمعقدة، أم أنها تشكلت تحت ضغط الحاجة فقط؟ وهل هي خطوة صحيحة على طريق تأسيس الحركة المسلحة؟ وهل تغير الوضع ومستوى العمل عندما وصلت القيادة الى كردستان؟ ومن ثم استلام لجنة إقليم كردستان العمل بدل المكتب العسكري بعد نكسة بشتآشان؟
هل كانت حركة الأنصار محاولة جريئة لتصحيح مسار الحزب والتخلص من أخطاء وآثار تجربة التحالف المدمرة، والتصدي للفاشية المتخلفة وإرهابها المنفلت بالسلاح، وقد أحبطتها وخربتها قيادة الحزب لأسباب عديدة منها عدم كفاءتها؟
متى بدأت الصراعات داخل القيادة حول فشل التحالف وأسبابه، وحول سلامة قرار العمل المسلح؟ هل بدء قبل اجتماع اللجنة المركزية للحزب عام 81، والذي أقرت فيه الكفاح المسلح كأسلوب رئيسي؟ أم بدء الصراع بعد نكسة بشتآشان، وبعد التطورات والتحولات في الحرب العراقية الإيرانية، وحسم الصراع في المؤتمر الرابع؟ وهل كانت هذه الصراعات مبدأية وتستهدف مصلحة الحزب؟
ما هي المنطلقات والدوافع الحقيقية للمجموعة المؤيدة للعمل المسلح؟ وهل كانت تمتلك رؤية سليمة وواضحة تقود الى النجاح؟ وما هي المنطلقات والدوافع الحقيقية للمجموعة الرافضة للعمل المسلح، والتي رفعت لاحقاً شعار (الدفاع عن الوطن)؟
هل توقفت الاتصالات والمفاوضات مع السلطة بعد نشوء حركة الأنصار والقواعد، وقبل كارثة بشتآشان أم أنها استمرت إلى النهاية؟
هل كانت هناك اتصالات ومفاوضات مع السلطة بعد بشتآشان، حتى انهيار ونهاية التجربة عام 88، نتيجة للحملات العسكرية الشاملة، بعد توقف الحرب العراقية الإيرانية مباشرة؟
هل كان قدوم وعودة القيادة الى كردستان، ضمن الصراع داخل القيادة والمنافسات والخوف من سيطرة أسماء وعناصر معينة تسللت ووصلت الى الجبل قبل الآخرين؟
هل هناك وثائق ودراسات فكرية سياسية وأكاديمية عن طبيعة النظام وطبيعة السلطة التي جرى تغييرها من الناحية (الأمنية والعسكرية) بشكل جذري منذ عام 68؟
هل يعرف الحزب على وجه التحديد إمكانيات النظام العسكرية والأمنية والاقتصادية عشية إنشاء وإطلاق حركة الأنصار؟
هل هناك برنامج عسكري واضح وخطط ودراسات عسكرية؟
ما هو دور القواعد الحزبية ومبادراتها وتضحياتها الكبيرة في قيام واستمرار التجربة؟
ما هي الإمكانيات المادية والعسكرية التي كانت في حوزة الحزب لكي يباشر في إطلاق حركة الأنصار؟
هل يوجد كادر حزبي وعسكري متخصص لقيادة حركة الأنصار؟
هل تم أعداد وتدريب الأنصار بالشكل المطلوب لخوض حرب أنصار ضد نظام قمعي وامني وعسكري شرس ومتطور؟
هل جرى تأمين الأسلحة والمعدات والمستلزمات العسكرية المطلوبة؟
هل أتبعت أساليب حديثة ومبتكرة لخوض حرب الأنصار والتخلص من خطط العدو؟ وما هي مواقف وتصريحات القيادة في ناوزنك عن ضرورة تأمين وتوفير وجلب السلاح للأنصار؟
بماذا يختلف طابع وأساليب وتكتيكات حركة الأنصار عن طابع وأساليب وتكتيكات الحركة القومية الكردية المسلحة الفلاحية والعفوية وأساليبها البدائية؟
هل درست القيادة واستوعبت التجارب الثورية المسلحة، لترسم تجربتها الخاصة؟
وهل تكونت تجربة عراقية خاصة بنا؟
هل استفادت الحركة من نشوب الحرب العراقية الإيرانية ومن التطورات العسكرية على جبهات الحرب؟
هل كان هناك آراء أو اتجاه رسمي في القيادة مؤيد للمشروع العسكري الإيراني الذي يسعى لاحتلال بلادنا بواسطة الحرب؟ وما حجم هذا التأييد أن وجد؟ وهل تأثر الموقف الوطني العام للحزب من قضية الحرب وإيران؟ وهل نسق الحزب مع إيران؟ وهل تسلم مساعدات عسكرية ومادية منه بصورة مباشرة أو غير مباشرة، عبر الحزب الديمقراطي الكردستاني والأحزاب الكردية الأخرى؟
هل جرت دراسة وحساب المواقف والظروف الإقليمية والدولية العامة المحيطة ببلادنا؟
هل كانت هناك خطط بديلة في حالة فشل أو انهيار الحركة المسلحة لأي سبب كان؟ أم أن الحزب وضع كل أوراقه وإمكانياته وخياراته في مكان واحد وسلة واحدة وسار في طريق واحد كما جرت العادة؟
كم عدد شهداء التجربة من البداية الى النهاية؟
هل تحققت شروط وواجبات حركة الأنصار؟
هل تحولت حركة الأنصار الى حركة للكفاح المسلح باعتباره الأسلوب الرئيسي في العمل؟ كيف ومتى وما هي المحصلة؟

الاستراتيجية والتكتيك

هل كان هناك استراتيج عام، سياسي وعسكري، مقر في برامج ووثائق، لدي قيادة الحزب حول العمل الجديد والمرحلة الجديدة؟
هل وضعت القيادة العسكرية خطط استراتيجية لحرب الأنصار؟ وهل يوجد في الحزب مخططون استراتيجيون؟
هل كانت القيادة تطرح وتنفذ خطط تكتيكية جديدة، وخطط تكتيكية أخرى مضادة لخطط العدو؟
هل تبدلت التكتيكات بين مرحلة وأخرى من العمل والوضع السياسي وتطوره؟
هل جرى تحديد أهداف ومراحل لتحقيقها والانتقال لها؟
ما هو حجم العفوية والبدائية في مجمل التجربة؟

العمل الفكري والثقافي

ما هو مستوى ونوعية النتاج والإعداد الفكري والثقافي الحقيقي في عموم عمل الحزب، وفي تجربة التحالف مع البعث؟ وما هي تأثيراته وحصيلته اللاحقة؟ وماذا تبقى منه؟ وهل جرى نقده ومراجعته وتصحيحه والتخلص منه؟ وما هو مستوى العمل الفكري في التجربة المسلحة؟ هل كان هناك عمل فكري بالأساس؟ وماذا أفرزت وأنتجت التجربة فكرياً؟ وماذا تبقى منه؟ وما هي الحصيلة الفكرية لعموم هذه التجارب؟ وهل هناك عمل مسلح وتجربة مسلحة من دون عمل فكري فعال ومتطور؟ وماذا عن تجربة المدرسة الحزبية في بشتآشان؟ وهل كانت هناك دورات وندوات ومحاضرات فكرية كافية؟ وهل كانت تصل الكتب والمجلات والدوريات الفكرية الى القياديين والكوادر والقواعد الحزبية؟ هل كانت هناك هيئة فكرية منتجة في عموم الحزب؟

ملف الشهيد منتصر

هل كانت عملية اعتقال وسجن وتعذيب مجموعة الرفاق، بطريقة انتقامية تعسفية، ومن ثم تصفية الرفيق منتصر، عمل طبيعي داخل حزب شيوعي، أو أي حزب سياسي يدعي الديمقراطية والحياة الداخلية السليمة؟ هل كان هناك ما يستدعي ويسوغ هذا الإجراء؟
هل إن تصفية الشهيد منتصر بالطريقة المعروفة، حدثاً عادياً وعارضاً، أم خطًأً جسيماً، وكارثة حزبية داخلية، وجريمة عدوانية لا يمكن السكوت عنها؟
لماذا يصمت رفاق وأصدقاء الشهيد منتصر؟ وهل يحق لهم الصمت والسكوت؟
لماذا تخلت قيادة الحزب الشيوعي عن وعودها الأخيرة لبعض الرفاق بفتح ملف الشهيد منتصر؟ الى متى تستمر حالة الإنكار؟ وماذا ستقولون لعائلة الشهيد منتصر؟ (سمعت ولست متأكداً أن هناك من ابلغهم بأن منتصر أستشهد في بشتآشان)! وهذا شيء مخجل ومعيب على من أدعاه!
هل تسقط جريمة قتل منتصر بالتقادم والتناسي والصمت، باعتبارها (حالة نادرة، أو حالة واحدة، أو حالة محرجة!) كما يدعي البعض؟ وكيف يمكن معالجتها بشكل قانوني وحزبي وأخلاقي؟


النتائج

كل شيء يتوقف ويتعلق بالمقدمات السليمة والنتائج الأخيرة. فما هو حجم الفوائد والنجاحات والايجابيات في تجربة العمل المسلح؟ وما هو حجم السلبيات والأخطاء والخسائر والأضرار الناتجة عنها؟ وماذا كانت النتائج؟ وماذا كانت المحصلة النهائية لهذه التجربة؟

خاتمة

في نهاية الملف، أرجو أن تساهم هذه الأسئلة والنقاط والمحاور في تنشيط النقاش والجدل حول قضية الأنصار، وإخراجها من العتمة والعزلة الى الضوء، وإيصالها الى أوسع نطاق من الناس، باعتبارها قضية وطنية عامة وهامة، والمساهمة الفعالة والجادة في نقدها ومراجعتها، وتسجيل كل التفاصيل المتعلقة بها، بكل الوسائل والأشكال.
وأريد أن أختم الملف بمحور مركزي عن صحة أو خطأ التجربة من الأساس وعن نتائجها، وهو محور من عدة نقاط مترابطة، أجلته الى النهاية والختام. وهو في تقديري من بين أهم المحاور والأسئلة المركزية. فما هي المحصلة النهائية للتجربة؟ وما هي نتائج التجربة؟ وما هي دروسها وخبراتها؟ فهل كان قرار اللجوء الى العمل المسلح صحيحاً أم خاطئاً من الناحية الفكرية والسياسية الاستراتيجية؟ هل كان من الممكن مواجهة النظام بالسلاح، بالإمكانيات والخطط المطروحة في كردستان؟ هل كان من الممكن مواجهة النظام بطرق سلمية أخرى؟ هل جرت تحولات في الوضع السياسي وفي القضايا الوطنية بسبب تطورات واتجاهات الحرب العراقية الإيرانية؟ هل كان سبب فشل التجربة قصور وعجز وتخلف القيادة الحزبية، أم بسبب قصور ذاتي وموضوعي في جوهر التجربة؟ هل كان للتجربة أن تنجح لو استلمت العمل قيادة ثورية متطورة أخرى، تطرح سياسات وبرامج وأساليب مختلفة؟ وأخيرا هل كانت الخسائر والتضحيات تناسب النجاحات والإنجازات التي حققتها الحركة؟ هل كانت هذه التضحيات الكبيرة مبررة وضرورية، أم كان يمكن تلافي وتجاوز الكثير منها بالعمل المخطط والأساليب المتطورة؟ وهل نجحنا في تجميع قوانا و( تضميد الجراح) والشفاء منها والعودة القوية والفعالة للعمل من جديد، بطاقة أكبر وهمة أعلى، أم نجح النظام في دفعنا الى الحائط الأخير، وعزلنا في هامش ضيق، بعيد ومنسي، يشبه المأزق الوجودي الذي يهدد مصير الحزب؟
يبقى أهم وأجمل الأسئلة على الإطلاق هو ماذا بقي من التجربة؟ وهو ما أحاول العمل عليه كموضوع إنساني كبير!
بالمناسبة فالأسئلة الرئيسية الواردة في هذا الملف الطويل والشائك، كانت مطروحة منذ بداية التجربة، وشكلت حرجاً ومشكلة حقيقية لقيادة الحزب، وقد أزادت الأسئلة وكثرت وتشعبت مع السنين طبعاً. وهي اليوم ستثير الكثير من الردود المتناقضة وربما الحرج من جديد لدى بعض الأوساط أيضاً. لكنني سوف ألتزم بالحوار والجدل الموضوعي الهادئ والمفيد. لنساهم اليوم ومن جديد في طرح وإثارة الأسئلة المتجددة والإجابة عليها أيضاً. ولي عودة موسعة وتفصيلية في الإجابة على جميع الأسئلة القديمة والجديدة.
لنزرع حديقتنا وحياتنا بالأمل والعمل والبهاء، ونحتفل وندافع عن حياتنا ونجاحاتنا وخياراتنا وتجاربنا، ونكشف أخطاءنا ومشاكلنا بموضوعية وشجاعة، في الوقت المناسب. لنقدر على معالجتها، ولئلا تتكرر طبق الأصل في كل مرة. ولندع ألف زهرة برية تتفتح، رغم حقول الرماد والخراب والفجيعة والوجع، ولنعيد وردة الناس والشهداء.
كل زمن هو زمن الأسئلة، وهذا زمن الأسئلة أيضاً. والأسئلة تسبق وتستدعي الأجوبة وتحرض عليها، لذلك طرحنا كل هذه الأسئلة!


القسم الثاني

ما تبقى من تجربة الأنصار الآن...

ماذا تبقى من ولحركة الأنصار الآن؟ وما هي المهام والنشاطات التي يمكن أن تقوم بها أية رابطة أنصارية؟ فحركة الأنصار، حركة سياسية وعسكرية، قاومت الدكتاتورية الفاشية في فترة زمنية محددة، وهي جزء من تاريخ الحركة الوطنية العراقية، وقد توقفت وانتهت في ظروف معينة، ولم يبق منها غير الجانب الإنساني والاجتماعي والإعلامي والدروس والذكريات. وللأنصار أن يلعبوا دوراً وطنياً هاماً في المحنة الوطنية الدامية والخطيرة التي يمر بها شعبنا ووطننا. وأن بقايا الحركة ووجودها محدودة زمنياً، وأن وجود وعمر أعضاؤها البايلوجي محدود (بعد أعمار طويلة للجميع) بسبب توقف الحركة وعدم التحاق أعضاء جدد مثل الجيوش الرسمية.
لذلك من الضروري والطبيعي أن تكون للأنصار جمعيتهم ورابطتهم في الداخل والخارج وحيثما يتواجدون، وأن تكون هذه الرابطة فعالة ومدنية وديمقراطية، ولها مهام مهنية وسياسية وفكرية وتوثيقية واجتماعية وثقافية وإعلامية. ومن الطبيعي أن يؤسس الحزب الشيوعي العراقي رابطته لأنه مؤسس حركة الأنصار، وليس لي اعتراض على ذلك. وأنني لا اعتقد باستقلالية الرابطة الموجودة عن الحزب، وأتفق تماماً مع ما جاء في مقال الصديق خالد صبيح، وإن اعتراضي على طريقة توجيه وتحريك الرابطة بشكل مباشر أو غير مباشر من قبل الحزب، وتبني جميع السياسات المطروحة، وهنا الخلل. كما كان حال المنظمات المهنية والجمعيات الطلابية سابقاً والتي تفاجأت بقرار حلها الفوري والفوقي بطلب أو أمر من صدام حسين. ولا اعتقد أو أتصور أن يخرج علينا كاتب (استثنائي) ما وأن يجرأ ويدعي إن قيادة المنظمات المهنية قررت تجميد (وليس) حل نفسها.
ربما كان يفكر عدد من الأصدقاء بتكوين رابطة مستقلة، وهذا أمر طبيعي أيضاً، لكنه لم يتحقق مع الصيغة الموجودة حالياً!
إن من بين مهام أية رابطة أنصارية و(هي بتقديري مهام كبيرة ومتنوعة) يمكن تقسيمها الى محورين:-
المحور الأول
- يتعلق بالتجربة وتسجيلها (كتابة تاريخ الحركة) وتقييمها ونقدها بشكل موضوعي، يستند الى الوثائق والحقائق، وليس للأوهام البسيطة والساذجة، أو الأمنيات أو التصورات اللاحقة! وهذا ما فصلته في القسم الأول.
- القيام بإحصائية دقيقة قدر الإمكان لعدد شهداء الحركة، والاتصال المنتظم بعائلاتهم.
- أنشاء مقبرة رمزية باسم مقبرة بشتآشان وموقع إعلامي باسم موقع بشتاشان.
- المطالبة بحقوق شهداء كردستان و(شهداء الداخل) وفق قانون وطني يصدر من بغداد!
- محاولة إحصاء عدد الأنصار الذين شاركوا بالحركة!
- تسجيل كل التفاصيل والمآثر الفردية والجماعية عن التجربة بأفلام وأعمال إبداعية وأدبية (وهو ما لم يتحقق الى الآن رغم مرور العقود الطويلة).
- كشف حالات القتل والاعتقال التي حصلت خارج القانون أو عن طريق الخطأ أو في ظروف خاصة (حتى ولو بشكل داخلي وخاص) ومعالجتها الاعتذار عنها.
- كشف وتسجيل حالات الخيانة والاندساس وما سببته من خسائر ومشاكل خطيرة وفادحة لحركة الأنصار (بشكل داخلي وخاص).
- القيام بجهد إعلامي كبير ومنظم لإعادة نشر تفاصيل التجربة وإيصالها الى الداخل.

- المحور الثاني

تغيرت أوضاع وأحوال الأنصار في الداخل والخارج، وعادوا الى الحياة المدنية والطبيعية والشخصية، وتكونت لهم عائلات جديدة وأعمال ومدن، وبعضهم صار له أحفاد. من هنا، فهناك قائمة من الفعاليات والنشاطات السياسية والفكرية والثقافية والاجتماعية والفنية والترفيهية والسفرات واللقاءات لأعضاء الرابطة حيثما يتواجدون، لاستمرار وتعميق الروابط الإنسانية والاجتماعية والشخصية المشرقة، وهي أهم ما تبقى من التجربة في بعدها الاجتماعي والإنساني. وأن تكون الحفلات والندوات والفعاليات منظمة ومعدة بشكل جيد ومتطورة وبشكل دائمي ووفق جدول فصلي محدد ومعلن وليس موسمي ومتقطع وعشوائي!
- بالنسبة لي فأنني لا أشارك ولا اعمل مع أية منظمة أو رابطة أو حزب، لا ترفض ولا تعارض (العملية السياسية الأمريكية الطائفية) وكوارثها في بلادنا، ولا تعمل على إسقاطها وفق منهج وطني آخر!
- لست ضد المساهمات والكتابات (والمؤتمرات والحفلات) والمجاملات، مهما كانت إنشائية أو بسيطة أو على شكل هبة موسمية، على أن لا تساهم في تزوير الحقائق والوقائع المعروفة عن التجربة، وأن لا تغرق في التبسيط!
- كانت بعض الردود على الكتابات متشنجة ومتحاملة ومسبقة وربما منسقة!
- التخلص من روح العزل والضغينة خاصة في العلاقات الاجتماعية والإنسانية.
- الطهرانية والثورية من صفات الحركات الثورية، وفاءً للشهداء وللمباديء الراقية، رغم كل الصعوبات والتبدلات بالحياة وبالواقع، لذلك أحذر من كل رائحة فساد أو صفقات يحكى عنها مهما كانت صغيرة!



#أحمد_الناصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يا لروعة الأمل
- نصوص... شهيد... مقاتل
- في الذكرى الثلاثين لجريمة بشتآشان
- فكرة تأسيسية عن الوضع في بلادنا
- بطاقة إلى الشيوعيين العراقيين
- سلاماً لتلك الجبال
- لمحة عن قضايا الماركسية (القديمة والجديدة)
- ملاحظة عن خراب التعليم في ضوء رسالة خطيرة من الوطن!
- بطاقة للمرأة
- من يغسل دمنا المسفوك بين الناصرية والجبال؟... الى الشهيد علي ...
- حازم ناجي ... الناصرية والمسرح
- بطاقة تهنئة إلى سعدي يوسف في عيد ميلاده
- العمر
- عشر قضايا غير ملحة في العام الجديد
- نتائج العدوان الصهيوني العنصري على غزة
- فضيحتان مدويتان ولا أثر أو الفساد عارياً وعلنياً!
- استهدافات العدوان الصهيوني العنصري على غزة
- بصدد الردة الرجعية
- يبقى الوضع (السياسي) على ما هو عليه!
- عن سعدي يوسف الشاعر المسافر!


المزيد.....




- الهجمة الإسرائيلية المؤجلة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- أصولها عربية.. من هي رئيسة جامعة كولومبيا بنيويورك التي وشت ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- الشرطة الفرنسية تستدعي نائبة يسارية على خلفية تحقيق بشأن -تم ...
- السيناتور ساندرز يحاول حجب مليارات عن إسرائيل بعد لقائه بايد ...
- إعادة افتتاح متحف كانط في الذكرى الـ300 لميلاد الفيلسوف في ك ...
- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - أحمد الناصري - ما تبقى من تجربة الأنصار...