أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نعوم تشومسكي - من الذي يمتلك العالم؟ (4)















المزيد.....

من الذي يمتلك العالم؟ (4)


نعوم تشومسكي

الحوار المتمدن-العدد: 4199 - 2013 / 8 / 29 - 08:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


(ترجمة: حسام عامر، إعداد: ربيع منصور)

قصة اخرى في الأخبار هي قصف اسرائيل للمفاعل العراقي اوزيراك والذي اقترح أن يكون نموذجا يحتذى به لإسرائيل في قصفها لإيران. مع ذلك من النادر ما يذكر أن قصف مفاعل أوزيراك لم ينهِ برنامج صدام حسين النووي، بل بدأه. لم يكن هنالك برنامج من قبل ومفاعل اوزيراك لم يكن مؤهلا لانتاج اليورانيوم للأسلحة النووية، لكن، وبالطبع بعد القصف قام صدام مباشرة بالتوجه نحو تطوير برنامج للأسلحة نووية، واذا ما قُصفت ايران، تقريبا من المؤكد أنها ستبدأ بالقيام بما قام به صدام حسين بعد قصف الأوزيراك.
بعد بضعة أسابيع تحل الذكرى السنوية الخامسة عشرة (في حينه-المحرر) لأخطر لحظة في تاريخ البشرية. هذه كلمات المؤرخ أرثر شلازنجر الذي عمل مستشارا لكندي. هو يشير بالطبع الى أزمة الصواريخ في شهر تشرين الأول عام 1962،أخطر لحظة في تاريخ البشرية.
في ذلك الوقت قام كندي برفع مستوى الانذار النووي للمستوى الثاني الأعلى أي الى الحد الذي يسبق اطلاق الأسلحة، وأعطى تصريحا لطائرات الناتو التي يقودها أتراك أو آخرون بأن تقلع وتطير الى موسكو وتلقي قنابل لبدء ما يشبه الحريق النووي. في ذروة أزمة الصواريخ قدر كندي احتمال الحرب النووية ربما بخمسين بالمئة أنها حرب من الممكن أن تدمر الجزء الشمالي للكرة الأرضية. هذا كان تحذير الرئيس ايزنهاور، وبمواجهة هذا الخطر رفض كندي علانية عرضا قدمه خورتشوف لانهاء الأزمة بسحب الصواريخ الروسية من كوبا بالتزامن مع سحب الصواريخ الأمريكية من تركيا. كانت تلك صواريخ قديمة، كانوا قد استعدوا لاستبدالها بصواريخ أحدث وأقوى تحملها غواصات، لكن شعروا أنه من الضروري تأسيس مبدأ راسخ أن روسيا ليس لها الحق في أن تملك أي أسلحة هجومية في أي مكان يتعدى حدود الاتحاد السوفييتي حتى للدفاع عن حليف ضد هجوم للولايات المتحدة.
الآن هذا يُعرف بأنه السبب الرئيسي لنشر الصواريخ هنالك وفي الواقع انه سبب معقول. في الوقت الحالي تحافظ الولايات المتحدة على حق امتلاكها في كل أنحاء العالم موجهة نحو روسيا أو نحو الصين أو أي عدو آخر.
في الواقع، في عام 1962 الولايات المتحدة -عرفنا ذلك مؤخرا- قامت وبشكل سري بنشر صواريخ نووية في اوكوناوا موجهة نحو الصين. كانت لحظة تصاعد للتوتر الاقليمي، كل ذلك يتفق جيدا مع مفهوم المنطقة العظيمة الذي تحدثت عنه والذي طوره مخططو روزفلت.
لحسن الحظ أن خورتشوف تنازل في العام 1962، لكن لا يمكن للعالم ضمان وجود هكذا عقلية قويمة الى الأبد، والخطر بالتحديد - حسب وجهه نظري - يكمن في رأي المثقفين وحتى الدارسين الذي حيا تصرف كندي على أنها أروع أوقاته، بينما في نظري، كانت من أسوأ اللحظات في التاريخ: عدم القدرة على مواجهة حقيقة أنفسنا هي ميزة منتشرة في ثقافة المثقفين كما في حياتنا الشخصية، ولها تضمينات منذرة بالسوء.





*انذار نووي عالي المستوى!*




بعد عشر سنوات في العام 1973 وخلال الحرب الاسرائيلية العربية، قام هنري كيسنجر بالدعوى الى انذار نووي عالي المستوى، كان الغرض هو تحذير الروس بأن لا يتدخلوا، بينما كان بنفسه -كما علمنا مؤخرا- يخبر اسرائيل سرا بأنه من المصرح لهم انتهاك وقف اطلاق النار والذي كان قد فرض من قبل روسيا والولايات المتحدة معًا.
عندما جاء ريغان الى الرئاسة بعد سنتين أطلقت الولايات المتحدة عمليات لجس الدفاعات الروسية طيران داخل روسيا لاختبار الدفاعات ومحاكاة هجمات جوية وبحرية، وفي الوقت الحالي وضع صواريخ بيرشينغ في ألمانيا والتي تبعد خمس دقائق طيران عن أهداف روسية، للتأهب لما أسمته الـ"سي أي إيه" بالقدرة على تنفيذ ضربة أولى مفاجئة وفائقة. ومن دون دهشة كان الروس قلقين بشدة في الواقع، ذلك أدى الى فزع من نشوب حرب في عام 1983.
كان هنالك المئات من الحالات عندما أحبط التدخل البشري انطلاق الضربة الأولى فقط دقائق قبل الاطلاق ذلك بعد أن اعطت الأنظمة الأتوماتيكية انذارات خاطئة. ليس لدينا سجلات روسية لكن لا يوجد هنالك أدنى شك بأن أنظمتهم أكثر عرضة بكثير لارتكاب حوادث، في الواقع، انها تقريبا معجزة أن الحرب النووية جرى تجنبها الى هذا الحد.
في الوقت الحالي، الهند وباكستان اقتربتا من حرب نووية عدة مرات والأزمة التي أدت الى ذلك -خاصة كشمير- ما زالت موجودة.
كل من الهند وباكستان رفضتا التوقيع على اتفاقية حظر الانتشار النووي، كما اسرائيل، وكلتا هاتان الدولتان تلقيان الدعم من الولايات المتحدة لتطوير برامجهما النووية. في الحقيقة في حالة الهند ما زالت تتلقى هذا الدعم الى اليوم والتي الآن هي حليفة للولايات المتحدة.
إن تهديدات الحرب في الشرق الأوسط والتي من الممكن أن تصبح حقيقة قريبا جدا، مرة اخرى تصعد المخاطر. لحسن الحظ هنالك طريق للخروج من هذا، طريق سهلة. هنالك طريقة لتخفيف او ربما لانهاء التهديد أي كان، والذي يزعم أن ايران تشكل تهديدا، عليه ببساطة جدا التحرك من أجل اقامة منطقة حظر للأسلحة النووية في الشرق الأوسط. الفرص قادمة، في كانون الأول هنالك مؤتمر عالمي مزمع عقده للتعامل مع هذا الاقتراح ولديه دعم دولي ساحق، وبالمناسبة يتضمن أغلبية سكان اسرائيل ولكن من سوء الحظ أنه يمنع من قبل الولايات المتحدة واسرائيل. فقد أعلنت اسرائيل قبل يومين بانها لن تشارك وبأنها لن تهتم بالأمر الى أن يكون هنالك سلام اقليمي شامل.
يتخذ أوباما نفس الموقف و يصر هو أيضا على أن أي اتفاقية يجب أن تستثني اسرائيل، ويجب أن تستثني حتى الطلب من أمم أخرى -يعني الولايات المتحدة- بأن تزود معلومات عن النشاطات النووية الاسرائيلية. بامكان الولايات المتحدة واسرائيل تأخير السلام الاقليمي الى أجل غير مسمى، هم يقومون بذلك منذ 35 عاما في قضية اسرائيل وفلسطين وهم في عزلة دولية فعلية منذ فترة طويلة. قضية مهمة، ليس لدي الوقت الكافي للخوض بها.
اذا، وبناء على ذلك لا يوجد أمل أمام الطريقة السهلة لانهاء ما يعتبره الغرب بأنه أخطر أزمة حالية. لا يوجد طريقة ما لم يكن هنالك ضغط شعبي على نطاق واسع.
لكن لا يمكن أن يكون هنالك ضغط شعبي على مستوى واسع ما لم يعلم الناس عن ذلك على الأقل، والاعلام قام بعمل ممتاز في منع هذا الخطر، إذ لم يرد شيء عن المؤتمر أو عن أي من خلفياته ولم يناقش. يمكنك القراءة عن ذلك في جزء من صحيفة ارمز كنترول المتخصصة. اذا، ذلك يمنع الطريقة السهلة لانهاء اسوأ أزمة موجودة، الا اذا وجد الناس وبطريقة ما وسيلة أُخرى لاختراق ذلك.





*الأثرياء جدا يغنمون بشكل لا يصدق*




عودة الى الانتخابات. هنالك اجماع على تجاهل كل هذا، ولا حتى كلمة واحدة. القضية الوحيدة التي نوقشت هي اذا ما كان على الولايات المتحدة الموافقة على موقف اسرائيل. موقف اسرائيل هو ان على قوات الولايات المتحدة تحديد خط أحمر. على الخط الأحمر أن يكون قدرة ايران على انتاج الأسلحة النووية، تلك القدرة التي يتمتع بها عدد كبير من البلدان وبالتالي اذا ما تمكنوا من بلوغ القدرة،فعلينا قصفهم. هذا هو موقف اسرائيل وهو أيضا موقف مجلس الشيوخ في الولايات المتحدة. أعلن مجلس الشيوخ قبل بضعة ايام بتصويت 90 الى 1، الاسثناء الوحيد كان رون باول بأن على الولايات المتحدة قبول موقف اسرائيل تحديد خط أحمر للقدرة على عكس البيت الأبيض!
تلك كانت أهم القضايا الدولية. هنالك أيضا قضايا محلية مصيرية، والأهم على الاطلاق أن هنالك تقريبا ثلاثة وعشرين مليون شخص عاطل عن العمل (في الولايات المتحدة) او ممن يعملون أعمالا لا ترقى لمستوى ما يملكونه من مؤهلات أو من الذين يئسوا من ايجاد وظيفة. تلك كارثة حقيقية للناس أنفسهم. انتم تعلمون، حياتهم دمرت وعائلاتهم دمرت وفي ما يتعلق بالاقتصاد، انتم تعلمون، موارد ضخمة لا يتم استخدامها. يتم التطرق لذلك في الانتخابات. الجمهوريون لهم اجابة لهذا بقولهم أن علينا اثراء الأغنياء. لا تستعمل كلمة غني بعد الآن. هنالك تلطيف تعبيري: يسمون صانعي الوظائف. هم لا يصنعون أية وظائف ولكن هذه هي الطريقة التي يشار بها الى الأغنياء. في بعض الأحيان يسمون الصانعين وليس الغانمين، اذا من هم الغانمون؟
الجواب على ذلك سهل، البنوك الكبرى على سبيل المثال هم غانمون ضخام. يحصلون على ثلاثين مليار دولار في السنة فقط من يوليصات التأمين الحكومية تو بيج تو فيل بوليسي
(تو بيج تو فيل بوليسي: وهي تقديم الحكومة الدعم المالي لبعض الشركات الضخمة التي تعتقد أن افلاسها ممكن أن يؤدي الى تداعيات كارثية على الاقتصاد) قدرها البعض على أنها ستون مليار دولار. الأثرياء جدا يغنمون بشكل لا يصدق. القِ نظرة فقط على الاقتطاعات الضريبية إذ يصل مقدارها الى أكثر من سبعة بالمئة من الناتج المحلي الاجمالي. ذلك أكثر باثنين وخمسين من مقدار أموال الحكومة الفدرالية كلها.
الاقتطاعات الضريبية متردية بشكل كبير جدا. تُعطي الأفضلية للأغنياء. وكيف يحققون تلك النتيجة الجميلة؟ عبر استعمال ثقل اللوبي المنهجي (اللوبي: جماعات الضغط) للمساهمة في الحملات السياسية. لقد أقتبست هذا من تلك الممسحة الراديكالية صحيفة الفورن أفيرز. (يتبع)




*نص محاضرة أُلقيت في جامعة ماساتشوستس في السابع والعشرين من أيلول 2012



#نعوم_تشومسكي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من الذي يمتلك العالم؟ (3)
- من الذي يمتلك العالم؟ (2)
- من الذي يمتلك العالم؟ (1)
- «سنودن» وطائرة «موراليس»
- من يملك الأرض؟
- تفجيرات بوسطن... وتداعيات برامج «الاغتيال»
- فلسطين... والحفاظ على الكرامة
- في ظلّ الرأسمالية... هل تصمد الحضارة؟
- من يملك العالم؟
- أخطر تهديد للسلام العالمي
- ما بعد الهجوم على غزة
- غزة... أكبر سجن في العالم
- قضايا غائبة في الانتخابات الأميركية
- قضايا يتجنبها أوباما ورومني
- شبح هيروشيما
- قمة -كارتاخينا- ... وتراجع النفوذ الأميركي
- الاعتداء على التعليم العام
- شرق أوسط خال من السلاح النووي
- الاحتلال الإسرائيلي ومنطق -اللابشر-
- التجاهل الأميركي لخطر التغير المناخي


المزيد.....




- من أجل صورة -سيلفي-.. فيديو يظهر تصرفا خطيرا لأشخاص قرب مجمو ...
- من بينها الإمارات ومصر والأردن.. بيانات من 4 دول عربية وتركي ...
- لافروف: روسيا والصين تعملان على إنشاء طائرات حديثة
- بيسكوف حول هجوم إسرائيل على إيران: ندعو الجميع إلى ضبط النفس ...
- بوتين يمنح يلينا غاغارينا وسام الاستحقاق من الدرجة الثالثة
- ماذا نعرف عن هجوم أصفهان المنسوب لإسرائيل؟
- إزالة الحواجز.. الاتحاد الأوروبي يقترح اتفاقية لتنقل الشباب ...
- الرد والرد المضاد ـ كيف تلعب إيران وإسرائيل بأعصاب العالم؟
- -بيلد-: إسرائيل نسقت هجومها على إيران مع الولايات المتحدة
- لحظة تحطم طائرة -تو-22- الحربية في إقليم ستافروبول الروسي


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نعوم تشومسكي - من الذي يمتلك العالم؟ (4)