أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - غسان شجاع - الدين القادم














المزيد.....

الدين القادم


غسان شجاع

الحوار المتمدن-العدد: 4199 - 2013 / 8 / 29 - 03:12
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


اذا كان الوجود دورة زمن , جاز ان نتخيل في بدايته كل ما هو جديد وجميل , وجاز ان نتخيل السلام على انه دين البشرية الاول في بدء هذه الدورة , والسؤال اما آن لهذه الدورة ان تكتمل ؟..وخاصة بعد ان وصل العنف على سطح هذا الكوكب الى ذروته , وأخذ حظه في التعبير عن نفسه في الفكر والسياسة , في الدين والمعتقد , في الثقافة والايديولوجيا, في التربية والتعليم , في الاسرة والمجتمع , وأعلن فشله في استقرار الدول والمجتمعات ,بل برر نفسه من اجل هذه الغاية , كما فشل في تحقيق ابسط حقوق الانسان , ايضا بعد ان برر نفسه بذريعة الدفاع عن هذه الحقوق . وحيث ان الانسان محكوم بالاتجاه نحو طبيعته الاصلية , ويحن الى فطرته الاولى , التي ابتعد عنها كثيرا , فهو مدعو اليوم لاعادة صياغة ذاته , واعادة النظر في ثقافته وفكره من جديد , لينسجم مع دين البشرية القادم بالامل ( دين الحب والسلام ) دين تكون حجة الناس فيه حجة روحية وليست مادية , دين لايحتاج الاتصال مع الله الى طقوس , او عبادات , او ادعية , او تعاويذ , او لغات مفضلة على لغات , او اي ( مانترا) يرددها العابدون , او حركات فيزيائية تتناول الجسد اكثر مما تتناول الروح , دين يتقرب فيه الانسان من ربه تقرب العارف وليس الجاهل , المتبصر وليس الاعمى , القوي وليس العاجز , دين يستشعر فيه الانسان محبة الله من فيض نوره في قلبه , وليس دينا يبعده عنه الاف السنين الضوئية (تقديسا واجلالا ) دين لاعبودية فيه لأن العبودية ذل وخنوع بينما الله يريدنا ان نحيا كما خلقنا احرارا , ونتصل معه ونحن كذلك احرارا , وأعزاء , نحبه اكثر مما نخافه , فالخوف مرحلة تجاوزها وعي الانسان , وكما يخاف الطفل ثم يتجاوز خوفه مع ازدياد وعيه , كذلك هي مرحلة المجتمعات الطفولية . حيث بدا الانسان بعبادة كل القوى الحية التي كان يجهلها في الطبيعة قبل عبادته لله , وبعد ان تعرف عليها , سخرها لمنفعته , وكذلك في مرحلة العبادة , من الطبيعي ان تبدأ بالخوف والرهبة , وبالاوامر والنواهي , والترغيب والترهيب , ( وهي نفس المراحل التي يمر بها الطفل).....لكن استحقاقات الوعي الانساني تفرض عدم الوقوف عند هذه المرحلة (والا تحولنا الى مجتمعات معاقة) وبتجاوزها فقط يدخل الناس في علاقة حقيقية مع الله , علاقة روحية , ومعرفية , علاقة حميمية فيها من الحب اكثر مما فيها من الرهبة والخوف ( الى ان يتلاشيا)وفيها من المعرفة اكثر مما فيها من الجهل , الى ان ينتهي , علاقة مع الخالق , المبدع , الذي يريد للارواح ان تكون مبدعة وخلاقة ايضا , وليس قطيعا سهل الانقياد باتجاهات قد لايكون الله دائما على علاقة بها , علاقة فيها تواصل حقيقي ووجداني مع الله اكثر مما فيها خوف من ناره , او طمع في جنته , علاقة تبدأ بتنظيف الروح من تلوثاتها , وتقوي مداخل الطاقة الروحية , وتهيؤها لاستقبال فيض الحب الالهي من خلال الرياضة الروحية والتأمل بمختلف اشكاله , وعبر بذل الجهد المعرفي , والروحي , الذي يمكن من امتصاص نقاط المعرفة وتحليلها .
حتى التأمل الذي يتطلب تخصيص اوقات مناسبة لتحقيق غاياته في العصر الانتقالي بين العبادة والمعرفة , يكون مرحلة من مراحل الارتقاء الروحي ,وليس اعلاها , حيث يأتي الارتقاء الاخير للانسان ليصبح التواصل مع الله حالة ديمومة في المأكل والمشرب واثناء الليل والنهار . هناك قصة في التراث الهندي عن شخصية تدعى ( بارات ) انصرف في حياته لعبادة الاله ( ناراين ) واكثرفي ذكره ومناداته , وفي زيارته لأحد القصور تقصد ان يمتحنه الملك , فأعطاه كوبا ممتلئا تماما من الزيت, وطلب منه ان يطوف بالقصر ويرى كل معالمه دون ان يهدر نقطة واحدة من الزيت (حيث كان بارات معتدا بنفسه كثيرا) وفي اخر النهار عاد بارات الى الملك مزهوا بنجاحه ,فالكوب كما هو لم يسقط منه نقطة زيت واحدة , وكان الملك متوقعا ذلك , لكنه سأله على الفور ,سؤالا لم يتوقعه , كم مرة ذكرت ( ناراين ) وانت تحمل كوب الزيت ؟ فرد بخجل ولا مرة . والهدف من القصة ان عظمة الانسان الحقيقي ان يقوم بكل اعماله وهو بحالة اتصال مع الله , دون ان تسحبه دراما الحياة الى مستنقع تعلقاتها . ترى هل هذا الدين تصور جاء به خيال عاشق ؟ , ام رؤية حالم ؟ , ام انه حقيقة ستأتي يوما ؟ ام هو تعبير رمزي عن حاجة الروح العطشى للحب والسلام الذي افتقدته منذ قرون ؟ عندما يستشعر الناس الحب والسلام في قلوبهم وفي وعيهم , ليس فقط في علاقتهم مع الله وانما فيما بينهم , ليس مهما بعد ذلك ان يسمى الحب والسلام دينا , اويترك بدون تسمية .



#غسان_شجاع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللاعنف في السياسة
- غرور الفضيلة
- قوة الحب
- ,وعي قبول الاخر
- جلسة تأمل
- تحرر العقل من منظور جديد
- سيادة النفس بالتجربة الروحية
- التعلق
- السيطرة الخفية
- رؤية لاعنفية
- الروح العارفة
- البروكريستية
- ذنب بالتداعي
- جسدك اداة فاحترمها
- مغالطة المنشأ
- ابناء الغضب
- المحب والرفيق


المزيد.....




- وفاة قيادي بارز في الحركة الإسلامية بالمغرب.. من هو؟!
- لمتابعة أغاني البيبي لطفلك..استقبل حالاً تردد قناة طيور الجن ...
- قادة الجيش الايراني يجددن العهد والبيعة لمبادىء مفجر الثورة ...
- ” نزليهم كلهم وارتاحي من زن العيال” تردد قنوات الأطفال قناة ...
- الشرطة الأسترالية تعتبر هجوم الكنيسة -عملا إرهابيا-  
- إيهود باراك: وزراء يدفعون نتنياهو لتصعيد الصراع بغية تعجيل ظ ...
- الشرطة الأسترالية: هجوم الكنيسة في سيدني إرهابي
- مصر.. عالم أزهري يعلق على حديث أمين الفتوى عن -وزن الروح-
- شاهد: هكذا بدت كاتدرائية نوتردام في باريس بعد خمس سنوات على ...
- موندويس: الجالية اليهودية الليبرالية بأميركا بدأت في التشقق ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - غسان شجاع - الدين القادم