منصة ثالثة ,, وأخيرة

نهاد عبد الامير الناصر

الحوار المتمدن-العدد: 4199 - 2013 / 8 / 29 - 00:57
المحور: المجتمع المدني
    

في قصيدة (الظل والصليب) للشاعر صلاح عبدالصبور يصف فيها حيرته القاتلة فيقول :
هذا زمن الحق الضائع ,,
لا يعرف فيه مقتول من قاتله ومتى قتله
ورؤوس الناس على جثث الحيوانات
ورؤوس الحيوانات على جثث الناس
فتحسس رأسك ,,
فتحسس رأسك .... !!

اليوم تحولت الحيرة تلك الى سيرة مستمرة ودائمة , ولا زال الناس يتحسسون كل صباح ومساء رؤسهم التي أختارت أن تتمسك بأجسادهم التي أنهكتها وأتعبتها هذه السنوات العجاف (وبكل شيئ) في العراق,,,,
لا أحب اللون الرمادي ,, رغم انه يعطي مجالاً واسعاً للمناورة والتشكل والتغير مع قليل من التشنج والكثير من الفرص لأعادة الحسابات او لتغيير القناعات ,,

في العراق لون الحقيقة رمادي ,,,,

فمن النقاشات والتجاذبات والمزايدات على صورة هنا او صورة هناك داخل البرلمان العراقي يمكن للسياسي أن يحصد ويجمع ما يريده من حناجر وفواه لصالحه كمقدمة لتصريفها في صناديق الانتخابات القادمة .. !!
العراقييون أيضاً وبمعنى من المعاني .. لونهم رمادي كذالك ,,,,

يحتار الانسان كيف يمكن له الخلاص من هذه المنطقة الرمادية في حياتنا ..
وهل سوف نبقى نعاني من عدم الوضوح ,, ومتى ننتضم بقانون لونه ليس رمادياً ..
ومتى تكون الدولة عندنا ذات لون مميز وواضح لها ولنا ..
ومتى يمكن لنا ان نميز (ولا نفصل) بين تنوعنا في وطن ذو اللوان مختلطة ,, وبين دولة ذات لون ثابت وواضح ..
ومتى نقف جميعنا امام الحق والحقيقة ,, وبلون واحد ,,

أقول هذا الكلام ونحن على أعتاب حراك جماهيري مهم وعميق يمكن له ان يجمع كل تنوعنا واللواننا في لون واحد واضح - ليس رمادياً - أي لا يمكن تغييره لصالح لون او جهة , كما لا يمكن اختصاره لصالح لون من كل اللواننا المتداخلة داخل الوطن الواحد ,,
لم يبقى الا ثلاثة أيام على موعد (المبادرة) وهناك اصوات تخرج خوفاً من التظاهر او كرهاً للتظاهر او تخويفاً لذالك التظاهر , والغريب أن هذه الاصوات مصدرها تلك الجهة الرمادية أيضاً والموجودة (بوفرة) في مجتمعنا اليوم مع الاسف الشديد , فهي اليوم بالضد من التظاهر او على الاقل غير مؤيدة له وعلى حياء , لكنها وبمجرد ان تحقق التظاهرة أهدافها المرتجاة , سوف نراهم وهم يتغيرون (ويلبسون) لونهم الجديد ... !!

يوم السبت 31/08/2013 نرجوا منه ان يكون يوماً يُلغي فيه الناس تلك المنطقة الرمادية في حياتنا السياسية , ليحولوا الوطن الى لون واحد والى معنى واحد وأن يكون يوماً لانصاف المظلوم وأيقاف للنزيف في كرامة وحقوق الناس , ونرجوا منه أن يؤسس لنا جميعاً (منصة) تنطلق منها حشود الناس الى مستقبلهم المرتجى من بعد كل هذه الظلامات والتجاوزات على حقوقهم خلال كل هذه العقود الماضية ,,

يقول الأديب والروائي العراقي الكبيرغائب طعمة فرمان :

نصحت قلمي ألا يخون ضميري .....

نتمنى ونرجوا ونأمل من الجميع ان يكونوا أوفياء لضمائرهم في يوم صرخة الضمير ,,,,

#نهاد_عبد_الامير_الناصر (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات