أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ياسين المصري - العربان المتأسلمون













المزيد.....

العربان المتأسلمون


ياسين المصري

الحوار المتمدن-العدد: 4197 - 2013 / 8 / 27 - 01:15
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لا يوجد شعب في العالم أجمع أثار حفيظة البشرية بكاملها مثلما فعل البدو العربان، أجلاف الصحراء، الذين يعرفون بإسم " العرب" ، فلقد استثاروا العالم بأسره واستعدوه وعبأُوه وشحنوه ضدههم منذ ما يقرب من 1500 عام، وحتى يومنا هذا. ولا يوجد شعب آخر من شعوب العالم أجمع كُتِب عنه وعن ديانته هذا الكم الهائل من الكتب والأبحاث بشتى اللغات المختلفة. كذلك لا يوجد أي شعب من شعوب العالم أجمع يضطر للدفاع عن نفسه وعن عقيدته وعن تاريخه وتراثه بضراوة الشعب العربي وأتباعه من الشعوب المتأسلمة والمستعربة، وذلك لمعرفتهم الأكيدة بأن عقيدتهم وتاريخهم وتراثهم جميعها ملفقة ومزيفة ومليئة بالأكاذيب والخداع وكراهية الآخر.
فمنذ ما يقرب من 1500 عام أجبر الجوع أولئك البدو العربان على الانطلاق من مكامنهم في الصحراء كأسراب الجراد لسلب ونهب الغنائم في البلدان الخصبة المجاورة لهم، وسبي واغتصاب بناتها ونسائها بإسم إله صحراوي ، فبركوا ملامحه على هواهم. وما أن وطأوا تلك البلاد واعتلوها بسيوفكم وحوافر خيولهم حتى عمدوا إلى تعريبها وأسلمتها، فأصبح لهم فيها عملاء "مستعربون متأسلمون" يدعون أنهم " عرب " بالمثل ، ويتولون الدفاع عنهم وعن حماقاتهم وجرائمهم بالنيابة منذ ذلك الوقت وحتى وقتنا الحاضر. ولأن المصريين دائما وأبدا من أكثر الشعوب هوسا بالدين، فقد كان لهم فضل السبق في هذا المضمار، لقد تأسلموا وتعربنوا فزالت هويتهم الوطنية والإنسانية والحضارية منذ وطأهم واعتلاهم اجلاف الصحراء، ثم تسعودوا وتوهبنوا منذ تحجَّرت عقول رجال الأسلمة "المشايخ" بفعل البترودولارات المتدفقة من هناك؟؟ !!
كثيرا ما كان الجوع يدفع البعض من البدو العربان للهجرة إلى البلاد الخصبة المجاورة لهم (الهلال الخصيب ومصر واليمن)، فينعمون فيها بالعيش في أمن ورخاء لا يتوفران لهم في بلدهم، أو أن يقوموا بهجمات نهب وسلب لتلك المناطق الخصبة، يعودون بعدها إلى مكمنهم في الصحراء "كلمة عرب تعني أساسا ساكني الكمائن الصحراوية". ولكن وفي غفلة من الزمن، اندفعوا كأسراب الجراد يحملون سيوفهم ورماحهم ويمتطون ظهور خيولهم لاكتساح تلك الدول والبقاء فيها، لتكون عمليات السلب والنهب مستمرة ودائمة، ويسهل عليهم سبي بناتها ونسائها واغتصابهن بتصريح صريح من إله صحراوي قاتل، معروف بقسوته وشروره ومكره لدي أبناء عمومتهم البدو العبرانيين.
كانوا يحملون فى أذهانهم فكرة سطحية وشديدة الهشاشة عن دين أطلقوا عليه إسم "الإسلام"، وهو في حقيقته "أسلمة" بالعنف والإرهاب، وعن نبي أصطلحوا علي تسميته "محمد". وزعموا أنه آخر الأنبياء، كما إدَّعوا أنَّ لغتهم هي لغة أهل الجنة، وأنهم "خير أمة أخرجت للناس". مثلما ادعي من قبل أبناء عمومتهم بأنهم "شعب الله المختار".
تعاملوا مع الدول الموطوءة بتعالي وغرور واعتبروهم "علوج"، أو "أهل ذمة"، ووضعوهم أمام ثلاث خيارات أحلاها مرٌّ، هي الجزية أو التأسلم أو القتل، لأنَّ ما يحملونه من عقيدة هي الوحيدة المقبولة عند إلههم الذي كانوا يعرفونه في السور الأولى من قرآنهم بإسم "الرب" فقط. ثم سموه "الله"، والإسم تحريف بدوي لكلمة "الإله Al Elah" بحذف الألف الوسطى المكسورة أو E. ولذلك لا تعني سوى "الإله".
مكَّنهم النصر الخاطف المبين من فرض تلك الادعاءات والمزاعم السطحية والهشة - بوصفها دينًا - على الشعوب الموطوءة ومعها لغتهم، لأنًًَّ طقوس هذا الدين المزعوم لا يمكن ممارستها إلا بتلك اللغة، كما هو الحال في الديانة الأم لأبناء عمومتهم البدو العبرانيين ، المعروفين ب"اليهود". ومع ذلك فإن بعض الدول خاصة في آسيا، ابتداء من تركيا وإيران وحتى إندونيسيا، قبلت الدين بعد إجراء مزيد من الفبركات والتعديلات عليه ورفضت اللغة بوجه عام واستعمالها فقط في صلواتها بشكل مشوَّه وغير مفهوم لديهم.
ولأن العربان الصعاليك كانوا أسيادا منتصرين وجهلة وبرابرة إلى حد ما، فقد وجدوا من بين الشعوب الموطوءة الكثيرين ممن ينافقونهم ويحابونهم، ويرغبون في الاستفادة من الفكرة الهشة التي يحملونها، وذلك بمحاولة تعميقها وتنسيقها وقبل كل شيء: تقويتها وترسيخها، ومن ثم فرضها بالقوة على الناس، فبدأت من قبل المتأسلمين في إيران (بلاد الفرس) والعراق ووسط شرق آسيا، عملية "فبركة" منقطعة النظير لديانة خاصة بمجموعة معينة من البشر (بدو) تسكن في بقعة خاصة من الأرض (صحراء).
فظهر ابن المقفع ليكتب بالعربية وسيبويه ليعلم أجلاف الصحراء لغتهم، والبخاري والفراهيدي والطبري ليكتبوا عنهم ويشرحوا لهم دينهم وبحور شعرهم.
بدأت عملية الفبركة بعد ما يزيد على 200 عاما من ظهور الفكرة، وموت صاحبها وأعوانه جميعا وفناء كل من عايشها بنفسه، فلم يجد العملاء المفبركون أمامهم سوى روايات أسطورية وخرافات عبرانية ووثنية تتناقلها الأجيال المتعاقبة شفهيا. لم يجدوا وثائق مدونة أو مسجلة، لا قبل ظهور الفكرة ولا بعدها، مما أتاح لهم مزج الفكرة بآساطيرهم وثقافاتهم. فأصحاب الفكرة أجلاف تجبرهم طبيعة الحياة في صحراء لا زرع فيها ولا ماء على التقاتل اليومي من أجل البقاء، والتنقل بخيامهم وعائلاتهم وأمتعتهم المتواضعة وبهائمهم من مكان إلى آخر بحثا عن العشب والكلأ، دون أن يتركوا أي أثر وراءهم. وعندما استقر البعض منهم في مجتمعات حضارية (مكة بوجه خاص)، راحوا يبحثون عن هوية دينية وتاريخية لهم، فوجدوا آساطير وخرافات أبناء عمومتهم اليهود جاهزة، فأخذوها وأجروا عليها بعد التعديلات المناسبة لثقافتهم البدوية الوثنية التي كانت سائدة بينهم في ذلك الوقت وأسموها "الإسلام" وهو في الحقيقة "أسلمة" بالإكراه والإرهاب والقتل أو "تأسلم" بالوراثة والتعـوُّد. وجعلوا منها ديانة مغلقة، بمعنى الداخل إليها مفقود والخارج منها مولود إذا أفلتَ من القتل!!!
كان لا بد أن تواجه الفكرة في بدايتها - ممن عاصروها - معارضة شديدة نظرا لسطحيتها وهشاشتها ولم يقتنع بها سوي عدد قليل جدا - لم يتجاوز 140 شخصا على الأكثر - من الضعفاء والمقهورين في مجتمع مكة التجاري الثري، وبعد 13 عاما من ظهورها، وجد نبيها مخرجا من خلال التحالف مع صعاليك تهامة واللجوء بهم إلى أقرباء له في يثرب، وراحوا تحت قيادته يهاجمون القبائل المجاورة لهم ويداهمون القوافل التجارية وهي في طريقها من وإلى مكة، ويقتلون رجالها ويسلبون وينهبون ممتلكاتها ويأخذون أولادها وبناتها ونساءها سبايا يحق لهم إغتصابهم على أساس أنهم ملكات يمين ، و بذلك تمكن من إرغام القبائل المتناحرة علي الخضوع له والإستسلام لتعليماته التي ادعى على مدي 23 عاما أنها وحي يجيئه من إله بدوي صحراوي يقبع في السماء، وقد سخَّر لذلك "بوسطجي" يحمل إليه الرسائل الإلهية، أسماه "جبريل"، وهو إسم محرَّف من كلمة "جبرائيل" السريانية، وهي صفة من صفات إله البدو العبرانيين بمعنى "الإله الجبار" والإله هنا هو "إيل EL" الكنعاني.
قام نبي البدو العربان بتصرفات يندى لها الجبين ويشيب لها الولدان، ويستنكرها أي إنسان لديه أقل قدر من العقل والكرامة. ولكن البدو العربان - كغيرهم من البشر - تغاضوا عن تلك التصرفات إما خوفا من سيفه البتار أو طمعا في الغنائم التي يجنونها من جراء الانتماء إليه ومساندته في عمليات السلب والنهب والاغتصاب.
كان لا بد للمفبركين من محاولة تبرير تلك التصرفات الإجرامية من "نبي" يجب أن يتأسى به أي متأسلم، فقالوا إنها خواص إختصه بها (وحده) إله العربان، وأنه يجب على أي متأسلم ألَّا يتأسى بها!!. جميل جداً!!! ولكنهم عندما يرددون ما يقوله قرآنُهم للمتأسلمين "إن لكم في رسول الله أسوة حسنة" لا يقولون لهم بماذا يتأسون؟ هل بقتل المعارضين وسلب ونهب ممتلكات الآخرين وسبي أولادهم وبناتهم ونسائهم واغتصابهم أم بتفخيذ أطفالهم ووطء نسائهم وكل ملكات اليمين دون الاهتمام بمشاعرهن ؟؟!! أم بماذا يكون التأسي بالضبط؟؟
وقع العملاء المفبركون في ورطة مستعصية، فجاءت تبريراتهم متناقضة أو متضاربة وانتقائية، وكثيرا ما تتعارض مع بعضها البعض، الأمر الذي يترك مجالا كبيرا لأي متأسلم أن يختار من هذا الدين ما يشاء ويترك منه ما شاء، تبعا لأهوائه ورغباته واحتياجاته الشخصية. وفي سبيل ذلك ، ولأن الكثير مما يجب التأسي به عبارة عن أعمال إجرامية أو مخزية بندي لها الجبين، فهو يمارس الكثير منها في الخفاء وخلف الجدران. أي أنَّه يعيش حياة مزدوجة، ظاهرها التقوى وباطنها الفسوق. إنه مرض "انفصام الشخصية".
ولأنَّ العربان المتسعودين المتوهبنين أشد الناس حرصا على التأسي التام بنبيهم فهم أكثر المتأسلمين إزدواجية في حياتهم.
ربما تكون هذه الازدواجية هي السبب في بقاء هذا الدين كل هذا الوقت دون انهيار!!. فكل إنسان لديه حياته الخفية التي لا يود أن يعرفها الآخرون . ولكنها حياة شخصية للغاية، بحيث أنها لا تمس أحد بالضرر العيِّن البيِّن الذي يعرضه للعقاب. بيد أن ازواجية العربان الإسلاموية تبيح للمتأسلم أن يشبع غرائزه الحيوانية أو يرتكب جرائم إنسانية وهو مستريح الضمير لأن وراءه إله يحميه، بشرائع حمقاء وحكام عجزة وجهلة، وسلطة غاشمة دائماً!!
ولكن من ناحية أخري أدَّى التناقض والتضارب والانتقائية في الشرائع الإسلاموية الى ظهور اسلامويات عديدة تبتعد جميعها عن جوهر الدين الإسلاموي الذي مارسه صلعم علانية ورغم أنف البدو العربان. الأمر الذي يؤدي بالضرورة - من وقت إلى آخر - إلى ظهور مجموعات متعددة (أغلبها إجرامية إبتداءً بالخوارج وليس إنتهاء بقاعدة إبن لادن)، لتنادي بالعودة إلى الوراء والاقتداء بنبي الأسلمة القهرية وعدم الاكتفاء بالتأسلم المعتاد، والأخطر من تلك الجماعات الإجرامية السافرة المجموعات التي تتبع أسلوب التقية الصلعمية فهي تتمسكن حتى تتمكن، فإذا ما تمكنت تقع الطامة الكبرى والمصائب المروعة على البلاد والعباد، يحاولون عبثا إعادة الزمن 1500 عام إلى الوراء، مع أن الأمر برمته لم يعد يتفق مع ثقافة العصر الحاضر، ويعاقب عليه القانوني الدولى الذي توصلت إليه الإنسانية بعد كفاح مرير. بل إِنَّ صلعم نفسه لا بد أن يأتي يوم ما ليُقَدَّم فيه إلى المحاكمة كمجرم حرب.
لقد أعطت أموال النفط في الوقت الحاضر زخما جديدا للدفاع المستميت عن الفكرة الإسلاموية الهشة والاإنسانية بتمويل آلاف مؤلفة من العملاء الذين يتم تخريجهم سنويا من المعاهد والجامعات الخاصة بذلك، يضاف إليهم آلاف مؤلفة من العاطلين والمرتزقة وقطاع الطرق في كافة البقاع المتأسلمة من العالم، والذين يركبون قطار الدعوة. وبتلك الأموال يتم سعودتهم ووهبنتهم. أي إرجاعهم ومن ثم إرجاع العالم المتأسلم إلى الوراء ما يقرب من 1500 عام من التخلف والانحطاط والإجرام؟؟!!



#ياسين_المصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشيطان الأكبر


المزيد.....




- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ياسين المصري - العربان المتأسلمون