أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - غازي الصوراني - حول الديمقراطية الليبرالية والصراع الطبقي والمجتمع المدني والثورة الاشتراكية















المزيد.....

حول الديمقراطية الليبرالية والصراع الطبقي والمجتمع المدني والثورة الاشتراكية


غازي الصوراني
مفكر وباحث فلسطيني


الحوار المتمدن-العدد: 4196 - 2013 / 8 / 26 - 20:34
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    



الديمقراطية الليبرالية البرجوازية (أو ديمقراطية المجتمع المدني الرأسمالي) تتسم بالطابع الشكلي والأحادي ، الذي يقتصر ويتوقف عند الجانب السياسي وتعدديته المحكومة بسقف النظام الرأسمالي وقوانينه. وهي حالة تطورية من الانعتاق السياسي الذي حققته الثورة البرجوازية في عصر النهضة ، لم يغفلها ماركس بل نظر اليها "كنقطة انعطاف مذهلة في التطور التاريخي "، وتقدما عظيما في إطار النظام الاجتماعي القائم ،وهو منعطف لابد لنا – في اطار اليسار العربي-، من أن نعمل على مراكمة عوامله الموضوعية والذاتية بما سيضمن – بوسائل ديموقراطية- تجاوز الرؤى الاحادية للقوى الليبرالية الرثةو لحركات الاسلام السياسي المستندة على المفاهيم الأصولية القديمة، لحساب مفاهيم النهضة والتنوير والحداثة، صوب آفاق مجتمع مدني ديمقراطي، يزيح أشكال الاستبداد والسيطرة والاستغلال ، دون أن يعني ذلك اغفالنا لعملية الصراع الطبقي والنضال ضد الاستغلال الرأسمالي وكل مظاهر التبعية والتخلف بصورة ديمقراطية ، ذلك إن انعدام المساواة، ظاهرة موضوعية ، وسمة أساسية من سمات المجتمع المدني الليبرالي البرجوازي ، فهو -في جوهره- مجتمع الصراع الطبقي والصراع السياسي في آن معا.
وهذا ما تنبه إليه الفيلسوف والمناضل الأممي "أنطونيو غرامشي" (1891-1937)الذي عالج موضوعات البنية الفوقية بوصفها تعبيرا عن إرادة جماعية وطبقية ، فالسيادة الطبقية التي تمارسها الطبقات الحاكمة في الغرب الرأسمالي لا تقوم على قمع الأجساد فقط ، بل على أسر العقول أيضا، من خلال إشاعة أنماط معينة من الثقافة والقيم ، وعلى هذا الأساس ، يمكن فهم اهتمام "جرامشي" بقضايا الثقافة والمثقفين ودور الحزب (الذي يطلق عليه صفة المثقف الجمعي) ، حيث يقول ، أن هدف العمل السياسي هو إخراج الجماهير من حالة الركود والاستنقاع التي تعيشها ، ولن يكون ذلك ممكنا ما لم يتم رفع هذه الكتلة الجماهيرية الى مستوى البنية الفوقية كميدان للفعل الجماعي والإدارة الخلاقة ، والطريق الى ذلك هو تفعيل البعد المعرفي-الثقافي داخل الحزب، بهدف إيجاد وبلورة العلاقة العضوية بين شعارات الحزب السياسية وأيديولوجيته الماركسية من ناحية، وبين قواعد وكوادر الحزب وجماهيره من ناحية ثانية، لتكوين مثقفين عضويين ، للوصول الى الوحدة بين القوى المادية والأيديولوجيا الكفيلة وحدها لخلق ما يسميه "جرامشي" بـ"الكتلة التاريخية" ، وهنا تكمن الأهمية القصوى لعملية التثقيف وأدواتها "للانتقال بوعي العمال (والكادحين) من حالة الوعي بالبنية التحتية (الوعي الاقتصادي العفوي) الى حالة وعي البنية الفوقية (الوعي السياسي والمعرفي والأخلاقي . وبالتالي فإن قوى اليسار، تتحمل المسئولية الأولى في وعي مقولات هذا المفهوم، المرتبطة بالديمقراطية وحرية الرأي والحريات العامة، في إطار الصراع التناحري مع العدو الصهيوني الامبريالي من ناحية، وفي إطار الصراع الطبقي والسياسي الديمقراطي الداخلي من ناحية ثانية، إذ أن عملية النضال التحرري والديمقراطي هي في حد ذاتها في مواجهة الاحتلال والقوى الإمبريالي وأتباعها، تجسيد حقيقي لمفهوم المجتمع المدني في إطار الصراع الطبقي والثورة الوطنية الديمقراطية بآفاقها الاشتراكية.

وفي هذا السياق نستذكر بعضا من ابداعات المفكر الماركسي الشهيد مهدي عامل... حول مفهومه لحركة التحرر الوطني ..يقول " ان حركة التحرر الوطني بما هي حركة عداء للامبريالية هي بالضرورة حركة عداء للرأسمالية، وتتحدد كجزء من الثورة الاشتراكية... اذن، يمكن القول ان العداء للامبريالية لا يكون بالفعل متسقاً الا بما هو عداء للرأسمالية، ومن حيث هو هذا العداء بالذات. ففي حقل علاقتها العضوية بأزمة الامبريالية، من حيث هي، بالدرجة الاولى، ازمة نمط الانتاج الرأسمالي نفسه، تتحدد حركة التحرر الوطني في ذلك الشكل التاريخي الذي يجعل منها جزءاً من العملية الثورية العالمية..... فلا سبيل الى تحرر وطني فعلي من الامبريالية الا بقطع لعلاقة التبعية البنيوية بها هو بالضرورة تحويل لعلاقات الانتاج الرأسمالية القائمة في ارتباطها التبعي بنظام الانتاج الرأسمالي العالمي. بهذا المعنى وجب القول ان سيرورة التحرر الوطني في المجتمعات الكولونيالية، هي هي سيرورة الانتقال الثوري الى الاشتراكية، ... هذا هو، بكل دقة، معنى ان تكون حركة التحرر الوطني جزءاً من الثورة الاشتراكية، ولا معنى آخر لمثل هذا القول. الا اذا قبلنا بذلك الفهم البرجوازي المتناقض الذي يضع هذه الحركة في افق انتقالها التاريخي الى النظام الرأسمالي العالمي، بفصله فيها ممارسة العداء للامبريالية عن ممارسة العداء للرأسمالية فصلاً مصطنعاً يقلب العداء للامبريالية تساوماً معها على قاعدة تأبيد علاقات الانتاج الرأسمالية وتأبيد علاقة ارتباطها التبعي بالامبريالي". ان هذه الحركة في ازمة، لأن الحركة الثورية (فصائل واحزاب اليسار العربي) فيها هي في ازمة. فمأساة الثورة ان تكون اداة الثورة عائقاً لها.
فهل ستكون الطبقة العاملة قادرة على تكوين حركة ثورية جديدة تقود السيرورة الثورية في الحركة التحررية الوطنية العربية؟
انها قادرة على ذلك، اما بقيادة احزابها الراهنة اذا استجابت هذه الاحزاب لضرورات هذه السيرورة الثورية؛ واما بقيادة اخرى، اذا استمرت قابعة في قصورها السياسي. فوجود تلك الحركة الثورية الجديدة بات ضرورة ملحة هي جديد المرحلة في كل بلد عربي.

بالأمس البعيد هللت الرأسمالية العالمية يوم سحقت كوميونة باريس, غير أن ماركس رد على زعمهم بمقولة صادقة, قال ماركس " أن مبادئ كوميونة باريس خالدة, فلا يمكن القضاء عليها. إنها سوف تعلن عن نفسها من جديد, ومن جديد ما دامت الطبقة العاملة لم تتوصل بعد إلى تحررها". ولكن بفعل قسوة الصدمة, أو بدافع من الانتهازية والوصولية, هناك من غرق في الإحباط وهناك من فقد الاتجاه, وهناك من تنصل من ماضيه, وهناك من هجر الماركسية, وهناك من هرول إلى الخندق الليبرالي المضاد.
لكن يخطئ كل الخطأ من يعتبر الماركسية قد اندثرت, كما يخطئ كل الخطأ من يحكم على مستقبل الاشتراكية على ضوء حاضرها المأزوم، وسوف تثبت الأيام أن عاجلاً أو آجلاً, أن أزمة الماركسية مجرد لحظة عابرة في تاريخ البشرية.



#غازي_الصوراني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قطاع غزة 1957 – 1993 دراسة تاريخية سياسية اجتماعية - القسم ا ...
- الموقف الثوري المطلوب من فصائل واحزاب اليسار العربي تجاه قوى ...
- عن -ازمة الماركسية- وأزمة احزاب وفصائل اليسار العربي وسبل ال ...
- كيف ترى تطور الهوية لفلسطيني 48؟
- الانتفاضات الثورية ومشهد تفكك وسقوط انظمة الاستبداد والتخلف ...
- الحالة الثورية في مصر وتداعياتها على حركة حماس والوضع الفلسط ...
- المفاهيم والقيم الاخلاقية والمجتمعية العربية وافاق المستقبل. ...
- في مفهوم الاغتراب وبؤس فصائل واحزاب اليسار العربي
- رؤية أولية حول موقف القوى اليسارية والديمقراطية العربية من ح ...
- من وحي الثورة الشعبية في مصر العربية ... القوى اليسارية الثو ...
- الثورة الوطنية الديمقراطية من منظور يساري
- لحظة النهوض الثوري والديمقراطي لمصر وللوطن العربي كله
- على موعد مع انتصار الثورة الشعبية الديمقراطية في مصر........ ...
- قطاع غزة 1948 – 1957 دراسة تاريخية سياسية اجتماعية
- مصر العربية في خطر
- خمسة وستون عاماً من النضال واللجوء .. أما آن أوان المراجعة
- مقتطفات من كتاب رأس المال - تأليف د. فؤاد مرسي - اعداد غازي ...
- موجز رحلة لم تنته بعد
- الوضع العربي بعد 46 عاماً على هزيمة حزيران 1967.. مزيد من تر ...
- المقاييس الفكرية والتنظيمية والعملية والطبقية والنضالية والق ...


المزيد.....




- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - غازي الصوراني - حول الديمقراطية الليبرالية والصراع الطبقي والمجتمع المدني والثورة الاشتراكية